بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّالحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنامن يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدهلا شريك وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
وبعد،
فقال الإمام ابن قيم الجوزية فيالوابل الصيب (1/72):
((... فشاهدته [أي: شاهدت القلوب رب العالمين] ببصائرالإيمان مشاهدةً: نسبتُها إلى القلب نْسْبَةَ المرئيات إلى العين، وذلك لاستيلاءاليقين عليها، وانكشاف حقائق الإيمان لها، حتى كأنها تنظر إلى عرش الرحمن تباركوتعالى بارزا، وإلى استوائه عليه كما أخبر به سبحانه وتعالى في كتابه، وكما أخبر بهعنه رسوله صلى الله عليه وسلم.
يدبر أمر الممالك، ويأمر وينهى، ويخلق ويرزق،ويميت ويحيي، ويقضي ويُـنـَفُِّذ، ويُعز ويذل، ويقلِّبُ الليلَ والنهارَ،ويَدَاوِلُ الأيَّامَ بين الناس، ويُقَلبُ الدُّوَلَ: فيذهبُ بدولة ويأتي بأخرى.
والرسل من الملائكة عليهم الصلاة والسلام بين صاعِدٍ إليه بالأمرِ، ونازِلٍمِنْ عنده به، وأوامِرُه ومَرَاسيمُه متعاقِبَةٌ على تعاقـُبِ الأيَّام، نافِذَةٌبحَسبِ إرادتِهِ: فيما شاء، كما شاء، في الوقت الذي يشاءُ، على الوجه الذي يشاءُ،من غير زيادة ولا نقصان، ولا تقدم ولا تأخر.
وأمْرُه وسلطانُه نافِذ ٌ فيالسماوات وأقطارِها، وفي الأرض وما عليها وما تحتَها، وفي البحار، والجو، وفي سائرأجزاء العالم وذَرَّاتِه، يُقـَلّـِبُها، ويُصَرِّفُها، ويُحْدِثُ فيها ما يشاء،وقد أحاط بكل شئ علما، وأحصى كل شئ عددا، ووَسِعَ كل شئ رحمةً وحكمة.
ووَسِعَ سمْعُه الأصواتَ: فلا تختلف عليه، ولا تشتبه عليه، بل يسمع ضجيجهاباختلاف لُغَاتِها، على كثرة حاجاتها، لا يشْغَلُه سَمْعٌ عن سَمْعِ، ولا تُغْلُطُهكثرةُ المسائل، ولايتبَرًَّّمُ بإلْحَاحِ ذوي الحاجات.
وأحاط بصَرُهُ بجميعالمرئيَّاتِ: فيرى دبيبَ النملة السوداء، على الصخرة الصمَّاء، في الليلةالظلماء.
فالغيْبُ عنده شهادةٌ، والسِّرُّ عنده علانيةٌ، يعلَمُ السرَّوأخْفَى من السِّرِّ: فالسرُّ ما انطوى عليه ضميرُ العبْدِ، وخَطَرَ بقَلْبِهِ، ولمتتحرَّكْ به شَفَتَاهُ، وأخْفَى مِنْهُ ما لمْ يَخْطُرْ بَعْدُ، فيَعْلَمُ أنَّهُسَيَخْطُرُ بقلْبِهِ كذا وكذا، في وقت كذا وكذا.
له الخلْقُ والأمْرُ، ولَهُالمُلْكُ والحمد، وله الدنيا والآخرة، وله النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لهالملك كله، وله الحمد كله، وبيده الخير كله، وإليه يرْجِعُ الأمر كله، شَمِلَتْقدرَتُه كل شيئ، ووَسِعَتْ رحمتُه كل شيئ، ووَصَلَتْ نعْمَتُه إلى كلحيٍّ.
(يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِكُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) : يغفر ذنبا، ويُفَرِّجُ هَمًّا، ويَكْشِفُكَرْبًا، ويجْبُرُ كسيرا، ويُغْنِي فقيرا، ويُعلِّمُ جاهلا، ويَهدي ضالا، ويُرْشِدحيرانَ ،ويُغِيثُ لهفانَ، ويفُكُّ عانيا، ويُشْبِعُ جائعا، ويكْسُو عاريا، ويَشِْفيمريضا، ويُعَافي مُبْتَلًى، ويَقْبَلُ تائبا، ويَجْزِي مُحْسِنًا، وينْصُر ُمظلوما،ويَقْصِمُ جبَّارًا، ويُقِيلُ عَثْرَةً، ويسْتُرُ عَوْرَةً، ويُؤَمِّنُ رَوَْعَةً،َ ويرفع أقوامًا، ويضَعُ آخرين.
لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفضالقسط ويرْفَعُهُ، يرفعُ إليه عمَلَ الليل قَبْلَ النهارِ، وعمَلَ النهار قبلالليل، حجابُه النور : لو كشفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ ما انتهى إليهبَصَرُهُ مِنْ خلـْقِه.
ويمينُه ملأى لا تغيضُها نفقة ٌ، سحَّاءُ الليلَوالنهارَ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق الخلق؟ فإنه لم يَغِضْ ما في يمينه !
قلوبُالعباد ونَوَاصِيهِم بيده، وأَزِمَّةُ الأمور معقودة بقضائه وقدره.
الأرض جميعاقبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه: يقبض سمواتِهِ كلَّها بيدهِ الكريمةِ،والأرْضَ باليد الأخرى ثم يهزهن ثم يقول: «أنا الملك، أنا الملك،أنا الذي بدأتُ الدنيا ولم تكن شيئا، وأنا الذي أعيدُها كمابدأتُها».
لا يتعاظمُه ذنْبٌ أنْ يغفِرَهُ، ولا حاجةٌ يُسْأَلُهَا أنيُعْطِيَهَا.
لو أنَّ أهل سمواته، وأهل أرضه، وأوَّلَ خَلْقِهِ وآخِرَهُمْ،وإنَْسُهْم وجِنَّهُمْ، كانوا على أتقى قلْبِ رجُلٍ منهم: ما زاد ذلك في ملكه شيئا،ولو أنَّ أوَّلَ خلْقِهِ وآخرهم، وإنسهم وجنهم، كانوا على أفْجَرِ قلْبِ رجل منهم: ما نقص ذلك من ملكه شيئا.
ولو أن أهل سمواته وأهل أرضه وإنسهم وجنهم وحيهموميتهم ورطبهم ويابسهم قاموا في صعيد واحد فسألوه، فأعطى كلا منهم ما سأله: ما نقصذلك ممَّا عنده مثقالَ ذرَّةٍ.
ولو أنَّ أشجارَ الأرض كلَّها ـ من حينوُجِدَتْ إلى أنْ تَنْقَضِيََ الدنيا ـ أقلامٌ، والبحرُ ـ وراءَهُ سبعة أبْحُرٍتمدُّهُ من بعده ـ مِدَادٌ، فكتَبَ بتلك الأقلام، وذلك المداد: لفَنيَتِ الأقلامُ،ونَفِدَ المِدَادُ، ولم تَنـفَدْ كلماتُ الخالق تبارك وتعالى. وكيف تفنى كلماتُه ـعز وجل جلاله ـ وهي لا بداية لها ولا نهاية، والمخلوق له بداية ونهاية فهو أحقبالفناء والنفاد ؟ وكيف يُفْنِي المخلوقُ غيرَْ المخلوقِ؟
هو الأول الذي ليسقبله شيئ، والآخر الذي ليس بعده شيئ، والظاهر الذي ليس فوقَه شيئ، والباطن الذي ليسدونه شئ، تبارك وتعالى.
أحقُّ مَْن ذُكِرَ، وأحق من عُبِدَ، وأحق منحُمِدَ، وأولى من شُكِرَ، وأنْصَرُ من ابْتُغِيَ، وأرأَفُ من مَلَكَ، وأجْوَدُ منسُئِلَ، وأعفى من قَدَرَ، وأكرم من قـُصِدَ، وأعْدَلُ مَنِ انتقمَ.
حِلْمُهُبعد عِلْمِه، وعفوه بعد قدرته، ومغفرته عن عزته، ومَنْعُهُ عن حكمته، وموالاتُهُ عنإحسانه ورحمته:
وهو الملك لا شريك له، والفرد فلا نِدَّ له، والغنيُّ فلا ظهيرَله، والصمد فلا ولد له ولا صاحبة، والأحَدُ فلا شبيهَ له ولا سَمِيَّله.
كُلُّ شيئ هالكٌ إلا وجْهَهُ، وكل مُلْكٍ زائلٌ إلاَّ ملْكَهُ، وكلظِلٍّ قالِصٌ إلا ظلَّه، وكل فضل منقطع إلا فضلَه.
لن يُطَاعَ إلاَّ بإذنهورحمته، ولن يُعْصَى إلا بعلمه وحكمته، يُطَاعُ فيشْكُرُ، ويُعْصَى فيتجاوزُويغفِرُ، كلُّ نِقْمَةٍ منه عدل، وكل نعمة منه فضلٌ.
أقرَبُ شهيد، وأدنىحفيظ، حال دون النفوس، وأخذ بالنواصي، وسجَّلَ الآثارَ، وكتَبَ الآجال، فالقلوب لهمُفْضِيَة ٌ، والسِّرُّ عنده علانيَّة ٌ، والغيْبُ عنده شهادة ٌ.
عطاؤهكلامٌ، ومَنْعُهُ كَلاَمٌ: ( إنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَشَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ). )) اهـ المقصود منكلامه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
إنَّالحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنامن يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدهلا شريك وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
وبعد،
فقال الإمام ابن قيم الجوزية فيالوابل الصيب (1/72):
((... فشاهدته [أي: شاهدت القلوب رب العالمين] ببصائرالإيمان مشاهدةً: نسبتُها إلى القلب نْسْبَةَ المرئيات إلى العين، وذلك لاستيلاءاليقين عليها، وانكشاف حقائق الإيمان لها، حتى كأنها تنظر إلى عرش الرحمن تباركوتعالى بارزا، وإلى استوائه عليه كما أخبر به سبحانه وتعالى في كتابه، وكما أخبر بهعنه رسوله صلى الله عليه وسلم.
يدبر أمر الممالك، ويأمر وينهى، ويخلق ويرزق،ويميت ويحيي، ويقضي ويُـنـَفُِّذ، ويُعز ويذل، ويقلِّبُ الليلَ والنهارَ،ويَدَاوِلُ الأيَّامَ بين الناس، ويُقَلبُ الدُّوَلَ: فيذهبُ بدولة ويأتي بأخرى.
والرسل من الملائكة عليهم الصلاة والسلام بين صاعِدٍ إليه بالأمرِ، ونازِلٍمِنْ عنده به، وأوامِرُه ومَرَاسيمُه متعاقِبَةٌ على تعاقـُبِ الأيَّام، نافِذَةٌبحَسبِ إرادتِهِ: فيما شاء، كما شاء، في الوقت الذي يشاءُ، على الوجه الذي يشاءُ،من غير زيادة ولا نقصان، ولا تقدم ولا تأخر.
وأمْرُه وسلطانُه نافِذ ٌ فيالسماوات وأقطارِها، وفي الأرض وما عليها وما تحتَها، وفي البحار، والجو، وفي سائرأجزاء العالم وذَرَّاتِه، يُقـَلّـِبُها، ويُصَرِّفُها، ويُحْدِثُ فيها ما يشاء،وقد أحاط بكل شئ علما، وأحصى كل شئ عددا، ووَسِعَ كل شئ رحمةً وحكمة.
ووَسِعَ سمْعُه الأصواتَ: فلا تختلف عليه، ولا تشتبه عليه، بل يسمع ضجيجهاباختلاف لُغَاتِها، على كثرة حاجاتها، لا يشْغَلُه سَمْعٌ عن سَمْعِ، ولا تُغْلُطُهكثرةُ المسائل، ولايتبَرًَّّمُ بإلْحَاحِ ذوي الحاجات.
وأحاط بصَرُهُ بجميعالمرئيَّاتِ: فيرى دبيبَ النملة السوداء، على الصخرة الصمَّاء، في الليلةالظلماء.
فالغيْبُ عنده شهادةٌ، والسِّرُّ عنده علانيةٌ، يعلَمُ السرَّوأخْفَى من السِّرِّ: فالسرُّ ما انطوى عليه ضميرُ العبْدِ، وخَطَرَ بقَلْبِهِ، ولمتتحرَّكْ به شَفَتَاهُ، وأخْفَى مِنْهُ ما لمْ يَخْطُرْ بَعْدُ، فيَعْلَمُ أنَّهُسَيَخْطُرُ بقلْبِهِ كذا وكذا، في وقت كذا وكذا.
له الخلْقُ والأمْرُ، ولَهُالمُلْكُ والحمد، وله الدنيا والآخرة، وله النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لهالملك كله، وله الحمد كله، وبيده الخير كله، وإليه يرْجِعُ الأمر كله، شَمِلَتْقدرَتُه كل شيئ، ووَسِعَتْ رحمتُه كل شيئ، ووَصَلَتْ نعْمَتُه إلى كلحيٍّ.
(يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِكُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) : يغفر ذنبا، ويُفَرِّجُ هَمًّا، ويَكْشِفُكَرْبًا، ويجْبُرُ كسيرا، ويُغْنِي فقيرا، ويُعلِّمُ جاهلا، ويَهدي ضالا، ويُرْشِدحيرانَ ،ويُغِيثُ لهفانَ، ويفُكُّ عانيا، ويُشْبِعُ جائعا، ويكْسُو عاريا، ويَشِْفيمريضا، ويُعَافي مُبْتَلًى، ويَقْبَلُ تائبا، ويَجْزِي مُحْسِنًا، وينْصُر ُمظلوما،ويَقْصِمُ جبَّارًا، ويُقِيلُ عَثْرَةً، ويسْتُرُ عَوْرَةً، ويُؤَمِّنُ رَوَْعَةً،َ ويرفع أقوامًا، ويضَعُ آخرين.
لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفضالقسط ويرْفَعُهُ، يرفعُ إليه عمَلَ الليل قَبْلَ النهارِ، وعمَلَ النهار قبلالليل، حجابُه النور : لو كشفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ ما انتهى إليهبَصَرُهُ مِنْ خلـْقِه.
ويمينُه ملأى لا تغيضُها نفقة ٌ، سحَّاءُ الليلَوالنهارَ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق الخلق؟ فإنه لم يَغِضْ ما في يمينه !
قلوبُالعباد ونَوَاصِيهِم بيده، وأَزِمَّةُ الأمور معقودة بقضائه وقدره.
الأرض جميعاقبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه: يقبض سمواتِهِ كلَّها بيدهِ الكريمةِ،والأرْضَ باليد الأخرى ثم يهزهن ثم يقول: «أنا الملك، أنا الملك،أنا الذي بدأتُ الدنيا ولم تكن شيئا، وأنا الذي أعيدُها كمابدأتُها».
لا يتعاظمُه ذنْبٌ أنْ يغفِرَهُ، ولا حاجةٌ يُسْأَلُهَا أنيُعْطِيَهَا.
لو أنَّ أهل سمواته، وأهل أرضه، وأوَّلَ خَلْقِهِ وآخِرَهُمْ،وإنَْسُهْم وجِنَّهُمْ، كانوا على أتقى قلْبِ رجُلٍ منهم: ما زاد ذلك في ملكه شيئا،ولو أنَّ أوَّلَ خلْقِهِ وآخرهم، وإنسهم وجنهم، كانوا على أفْجَرِ قلْبِ رجل منهم: ما نقص ذلك من ملكه شيئا.
ولو أن أهل سمواته وأهل أرضه وإنسهم وجنهم وحيهموميتهم ورطبهم ويابسهم قاموا في صعيد واحد فسألوه، فأعطى كلا منهم ما سأله: ما نقصذلك ممَّا عنده مثقالَ ذرَّةٍ.
ولو أنَّ أشجارَ الأرض كلَّها ـ من حينوُجِدَتْ إلى أنْ تَنْقَضِيََ الدنيا ـ أقلامٌ، والبحرُ ـ وراءَهُ سبعة أبْحُرٍتمدُّهُ من بعده ـ مِدَادٌ، فكتَبَ بتلك الأقلام، وذلك المداد: لفَنيَتِ الأقلامُ،ونَفِدَ المِدَادُ، ولم تَنـفَدْ كلماتُ الخالق تبارك وتعالى. وكيف تفنى كلماتُه ـعز وجل جلاله ـ وهي لا بداية لها ولا نهاية، والمخلوق له بداية ونهاية فهو أحقبالفناء والنفاد ؟ وكيف يُفْنِي المخلوقُ غيرَْ المخلوقِ؟
هو الأول الذي ليسقبله شيئ، والآخر الذي ليس بعده شيئ، والظاهر الذي ليس فوقَه شيئ، والباطن الذي ليسدونه شئ، تبارك وتعالى.
أحقُّ مَْن ذُكِرَ، وأحق من عُبِدَ، وأحق منحُمِدَ، وأولى من شُكِرَ، وأنْصَرُ من ابْتُغِيَ، وأرأَفُ من مَلَكَ، وأجْوَدُ منسُئِلَ، وأعفى من قَدَرَ، وأكرم من قـُصِدَ، وأعْدَلُ مَنِ انتقمَ.
حِلْمُهُبعد عِلْمِه، وعفوه بعد قدرته، ومغفرته عن عزته، ومَنْعُهُ عن حكمته، وموالاتُهُ عنإحسانه ورحمته:
ما للعباد عليه حقٌّ واجِبٌ === كلاَّ ولا سَعْيٌ لديه ضائِعُ
إنْ عُذِّبُوا فبعدله أو نُعِّمُوا=== فبفَضْلِه وهو الكريمالواسعُ
إنْ عُذِّبُوا فبعدله أو نُعِّمُوا=== فبفَضْلِه وهو الكريمالواسعُ
وهو الملك لا شريك له، والفرد فلا نِدَّ له، والغنيُّ فلا ظهيرَله، والصمد فلا ولد له ولا صاحبة، والأحَدُ فلا شبيهَ له ولا سَمِيَّله.
كُلُّ شيئ هالكٌ إلا وجْهَهُ، وكل مُلْكٍ زائلٌ إلاَّ ملْكَهُ، وكلظِلٍّ قالِصٌ إلا ظلَّه، وكل فضل منقطع إلا فضلَه.
لن يُطَاعَ إلاَّ بإذنهورحمته، ولن يُعْصَى إلا بعلمه وحكمته، يُطَاعُ فيشْكُرُ، ويُعْصَى فيتجاوزُويغفِرُ، كلُّ نِقْمَةٍ منه عدل، وكل نعمة منه فضلٌ.
أقرَبُ شهيد، وأدنىحفيظ، حال دون النفوس، وأخذ بالنواصي، وسجَّلَ الآثارَ، وكتَبَ الآجال، فالقلوب لهمُفْضِيَة ٌ، والسِّرُّ عنده علانيَّة ٌ، والغيْبُ عنده شهادة ٌ.
عطاؤهكلامٌ، ومَنْعُهُ كَلاَمٌ: ( إنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَشَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ). )) اهـ المقصود منكلامه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.