بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد : هذا مقطع صوتي للشيخ عبد الرّحيم البخاري حفظه الله.
منتقى من محاضرة : " أَسْبَابُ الِإنْحِرَافْ عَنِ السُنَّة "
منتقى من محاضرة : " أَسْبَابُ الِإنْحِرَافْ عَنِ السُنَّة "
التفريغ :
بل الواجب على الإنسان أن يكون حريصًا على وقته شحيحًا عليه ، أشح من الدينار و الدرهم، يذهب الدينار و يذهب الدرهم و يأتي إذا كتب الله تعالى له العَود ،أما الوقت إذا ذهب لا يرجع، يقول الامام بن القيم رحمه الله :ضياع الوقت أشدّ من الموت فإنّ الموت يقطعك عن النّاس و أمّا ضياع الوقت فيقطعك عن الله و عن الدّار الآخرة.و لهذا إذا ذهب الوقت لا يمكن أن تُرجع منه و لا شيء.. و لاشيء أبداً ذهب بما فيه ، و لهذا قال بعض السلف : الدنيا مزرعة الآخرة ، كان الواحد منهم أشحّ على وقته من شحّ الناس على الدينار و الدرهم ، ما يضيّع الوقت كما قال الفراهيبي رحمه الله الخليل بن أحمد : ما أعلم أنّي ضيّعت وقتي في لهوٍ أو لعب ،ما ضيّع وقته و لا ساعة من ساعات عمره في لهوٍ أو لعب ، يقول عبد الوهّاب كما في ترجمة معرفة القُـــرّاءْ : أثقل الساعات عليّ ساعةً آكل فيها، تمنعه من القراءة و الكتابة و المطالعة و غير ذلك. و لعلّ عند كثيرين أنّ ساعة الأكل من ألذّ و أمرح الساعات و لعلّ العكس أنّ في طلب العلم و التزام الحقّ و التهجّد لله جلّ و علا و إرغام النفس و مجاهدتها على الإستقامة على السنّة تكون هذه من أثقل الساعات عليه ، نعوذ بالله من انتكاس الفِطر. أقول : جاء في ترجمة الإمام صفوان بن سُليم المدني رحمه الله ..هذا الإمام العَلَمْ كانت أوقاته كلّها معمورة في طاعة الله علم و تعليم ..نعم و صيامٌ و قيام ٌو تلاوة للقرآن و غير ذلك و نصرة ٌ للسنّة، جاء في ترجمته أنّه لو قيل له إنّ ملك الموت قد توجّه إليك.. ما استطاع أن يزيد على ما كان يعمل من شيء . ما عنده وقت ما يستطيع أن يزيد ، و هكذا جاءت هذه العبارة و نحوها عن جمعٍ من السلف، استغلال للأوقات حرصٌ على الوقت في النّافع المفيد في ما يقربهم من الله جلّ و علا ، يقول الله جلّ و علا مخاطباً نبيّه صلّى الله عليه و سلّم : "فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب ". أمّا أن تضيّع الوقت ساعات في المباحات تقول هذا مُباح ، نعم هو مُباح لكن أنت خفّف من المباح لأنّ إبقاء وقوعك في المباحات و إكثارك من المباحات سببٌ لوقوعك في المكروهات .و لعلّنا ذكرنا لكم غير مرّة و نقلنا لكم كلام بن القيّم رحمه الله في مفاسد إجتماع الإخوة على الطاعة ،قد يجتمعون و فيه ثمّة مفاسد يجب الحذر منها ، إذن يجب أن تشتغل بالنافع المفيد الذي يقرّبك من الله جلّ و علا و لا تكن ممن انساق إلى الشيطان بغير زِمامْ ..قال فإن أعجزه العبد من هذه المرتبة و كان حافظاً لوقتهِ شحيحاً به، ليش نقول شحيحا به ؟..لابدّ أن تكون شحيحاً به ،و هنا ننبّه كما يقال بين معترضتين و هو رجاءٌ أيضاً : بعض الإخوة جزاهم الله خيرا و هذا من حسن ظنّهم بالمشايخ ..يكثرون ..أقول يُكثرون جِدًّا. لا نمنع و لا يمنع أن يكون هناك صاحب حاجة و صاحب إشكال و استشكال ،يوجد هذا لكن من كثرة تبذيره في الوقت و عدم الشحّ به تجده ذاهب آيب..ذاهب آيب إلى فلان إلى علان تجده خاصةً المشايخ الذي هم أئمة للمساجد قال هو شيخ يصلي بالناس في المسجد ندركه إمّا كذا و إمّا كذا، وإذا جاء ليته جاء إلى شيءٍ عظيم و مهمّ و يحتاج إلى تأمّل منك. يا شيخ ما نصيحتك ماذا نفعل؟ كلّ يوم و المشايخ ينصحون و كلّ يوم و المشايخ يبيّنون و كلّ لحظة يلتقون فيها مع الطلاّب يبيّنون و ينصحون .كلّ واحد يريد له نصيحة لشخصه بسْ..ما يصلح هذا ، إحترموا أوقات المشايخ و احترموا أوقاتكم بارك الله فيكم ،هذا للتنبيه ..من حَزمهُ أمرٌ و الأمر جلل و يحتاج إلى استفتاء فلا يمنع من ذلك.
الآن القادمون يرغبون في نصيحة و الذاهبون يرغبون في نصيحة ، طلاّب الجامعة كل واحد يريد يرجع إلى بلده ..يا شيخ نريد نصيحة ، نحن ننصح طوال العام في كلّ الدروس و المشايخ ينصحون في كلّ مَقامْ. و يمشي و الآتي للعمرة أيضاّ له نصيب و هو كذلك ، و هذا سبيل أمّا الذاهب و الآيب و القادم و..الإنسان إذا كان هناك شيء مهمّ و ضروري فنـَعمْ و مرحبًا أمّا إذا كانت الأمور لا تتحمّل هذا فاحرص على وقتك و راجع تسجيلات المشايخ و نصائحهم تستفد منها لعلّ ما ترغب فيه قد تكلّموا فيه مِرارًا فهذا تحفظ به وقتك و تحفظ عليهم أوقاتهم . بارك الله في الجميع.
-رابط المقطع الصوتي للإستماع و التحميل :
-رابط المحاضرة من موقع ميراث الأنبياء :