إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً... أما بعد...
فإن من علم حقيقة التوحيد وما يضاده من الشرك وما ينقصه من الشرك الأصغر ومن البدع والمعاصي وعلم فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وعظم الجزاء المترتب عليه من النعيم المقيم وجب عليه الدعوة إليه وتنزيه الله عن المسبة وبيان مسائلة لمن جهل التوحيد وإنكار الشرك فهو مسبة لله تعالى وعدم السكوت عليه فإن هذه الأمة أمة دعوة كما قال الله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} وقال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
بوب المصنف لكتاب التوحيد (باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله) ولقد أفرد المصنف هذا الباب لبيان ما يجب على من علم التوحيد وما يضاده من الشرك فلا ينبغي لمن علم ذلك أن يسكت عما يراه من الشرك وجهل بالتوحيد وعقائد باطلة فيختزن العلم في صدره ويكتفي بنفسه أو يخشى إن دعى إلى توحيد الألوهية أن يفرق الناس كما يزعم بعض الدعاة بقوله وحدة الصف لا وحدة العقيدة يقول الشيخ صالح آل الشيخ: (إن من عرف عِظم حق الله –جل وعلا- فإنه يغار على حق الرب سبحانه وتعالى، وكيف لا يغار على مولاه، وعلى حق من أحبه فوق كل محبوب من أن يكون توجه الخلق إلى غيره بنوع من أنواع التوجهات؟!. فلا بد أن يدعو إلى أصل الدين وأصل الملة الذي اجتمعت عليه الأنبياء والمرسلون، ألا وهو توحيده –جل وعلا- في عبادته، وفي ربوبيته، وفي أسمائه وصفاته –جل وعلا، وعز سبحانه). إنتهى كلامه.
ثم أورد المصنف قول الله تبارك وتعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُـو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} . قال السعدي في تفسير هذه الآية: (يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسـلم: {قُلْ} للناس {هَذِهِ سَبِيلِي} أي: طريقي التي أدعو إليها، وهي السبيل الموصلة إلى الله وإلى دار كرامته، المتضمنة للعلم بالحق والعمل به وإيثاره، وإخلاص الدين لله وحده لا شريك له، {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} أي: أحثُّ الخلق والعباد إلى الوصول إلى ربهم، وأرغِّبهم في ذلك وأرهِّبهم مما يبـعدهم عنه. ومع هذا فأنا {عَلَى بَصِيرَةٍ} من ديني، أي: على علم ويقين من غير شك ولا امتراء ولا مرية. {وَ} كذلك {مَنِ اتَّبَعَنِي} يدعو إلى الله كـما أدعو على بصيرة من أمره. {وَسُبْحَـانَ اللَّهِ} عما نسـب إليه ممـا لا يليق بجلاله، أو ينافي كماله.{وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} في جميع أموري، بل أعبد الله مخلصا له الدين).
إن الدعوة إلى توحيد الله وإلى تعاليم الدين الحنيف هي دعوة الرسل ومن سار على منهجهم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. إن المسلمين اليوم في حاجة إلى هذه الدعوة بل أصبحت من أوجب الواجبات وإن المتأمل إلى حال المسلمين اليوم يرى أن الشرك قد فرخ في كثير من الدول الإسلامية فبنيت المشاهد والقبور وأصبحت تقصد من دون الله لتيسير الأمور وأنفقت عليها الموال وشدة إليها الرحال وأصبح الكثير من المسلمين في أسوء حال فعصي الله بأعظم ذنب على وجه الأرض وسكت عن ذلك ممن ينتسبون إلى العلم ولا ينكرون وانقسم الدعاة إلى الله كل بحسب مفهومه لهذه الدعوة فمنهم من دعا إلى ترقيق القلوب بالقصص والمواعظ على غير بصيرة وزهد في العلم الشرعي وقسم دعا إلى الله بتثقيف الناس في أمور دينهم الفقهية وزهد في تعليمهم الأمور العقدية وقسم أهتم بالسياسة وتهيج الناس بأسم الجهاد وإنكار المنكر على العلماء والأمراء زعموا وقسم دعا إلى الله على بصيرة واهتم بتصفية العقيدة ونظر إلى واقع الأمة ودعا الناس كل بحسب حاله وقليل ماهم قليل من أخلص ودعى إلى الله لا إلى نفسه وإلى حب الجاه والسلطان دعى إلى الله لا إلى مدح الناس وعلو شأنه دعى إلى الله لا إلى تكثير الناس من حوله يقول الشيخ صالح الفوزان: (اجتمع الناس على باب ابن مسعود رضي الله عنه وهو يريد الخروج إلى الصلاة فلما خرج ومشوا خلفه، التفت إليهم وقال: (ارجعوا، فإنه فتنة للمتبوع، ذِلّة للتابع).
فيجب أخلاص النية في الدعوة إلى الله وكثرة الناس ليس مقياس على دعوة الحق فإن النبي يأتي يوم القيامة ومعه الرهط ويأتي النبي ومعه الرجل والرجلان ويأتي النبي وليس معه أحد وهو نبي مؤيد بالوحي ولم يتبعه أحد فهل معنى هذا أنه ليس على حق فعلى هذا ليكن الهم هو تبليغ دين الله والتحذير مما يضاده من الشرك والبدع والمعاصي ولقد دلت الآية في آخرها إلى وجوب البرائة من ألشرك وأهله كما تبرأ منهم أبراهيم عليه الصلاة والسلام يقول الله تبارك وتعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) ويقاس على ذلك البدع وأهلها فإن كل ذلك مسبة وتنقص لله تبارك وتعالى وقد كان السلف يبغضون أهل البدع ويمقتونهم فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (ما في الأرض قوم أبغض إلي من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية في القدر، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله وأن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) أخرجه الآجري في الشريعة وقال شعبة (كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي) أخرجه المقدسي في مختصر الحجة على تارك المحجة ويروى عن ابن الجوزاء أنه كان يقول : (لإن يجاورني القردة والخنازير في دار أحب إلي من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء) والآثار في ذلك كثيرة.
هذا ما تيسر في هذه الوقفة نسأل الله أن ينفع بها....
فإن من علم حقيقة التوحيد وما يضاده من الشرك وما ينقصه من الشرك الأصغر ومن البدع والمعاصي وعلم فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وعظم الجزاء المترتب عليه من النعيم المقيم وجب عليه الدعوة إليه وتنزيه الله عن المسبة وبيان مسائلة لمن جهل التوحيد وإنكار الشرك فهو مسبة لله تعالى وعدم السكوت عليه فإن هذه الأمة أمة دعوة كما قال الله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} وقال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
بوب المصنف لكتاب التوحيد (باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله) ولقد أفرد المصنف هذا الباب لبيان ما يجب على من علم التوحيد وما يضاده من الشرك فلا ينبغي لمن علم ذلك أن يسكت عما يراه من الشرك وجهل بالتوحيد وعقائد باطلة فيختزن العلم في صدره ويكتفي بنفسه أو يخشى إن دعى إلى توحيد الألوهية أن يفرق الناس كما يزعم بعض الدعاة بقوله وحدة الصف لا وحدة العقيدة يقول الشيخ صالح آل الشيخ: (إن من عرف عِظم حق الله –جل وعلا- فإنه يغار على حق الرب سبحانه وتعالى، وكيف لا يغار على مولاه، وعلى حق من أحبه فوق كل محبوب من أن يكون توجه الخلق إلى غيره بنوع من أنواع التوجهات؟!. فلا بد أن يدعو إلى أصل الدين وأصل الملة الذي اجتمعت عليه الأنبياء والمرسلون، ألا وهو توحيده –جل وعلا- في عبادته، وفي ربوبيته، وفي أسمائه وصفاته –جل وعلا، وعز سبحانه). إنتهى كلامه.
ثم أورد المصنف قول الله تبارك وتعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُـو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} . قال السعدي في تفسير هذه الآية: (يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسـلم: {قُلْ} للناس {هَذِهِ سَبِيلِي} أي: طريقي التي أدعو إليها، وهي السبيل الموصلة إلى الله وإلى دار كرامته، المتضمنة للعلم بالحق والعمل به وإيثاره، وإخلاص الدين لله وحده لا شريك له، {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} أي: أحثُّ الخلق والعباد إلى الوصول إلى ربهم، وأرغِّبهم في ذلك وأرهِّبهم مما يبـعدهم عنه. ومع هذا فأنا {عَلَى بَصِيرَةٍ} من ديني، أي: على علم ويقين من غير شك ولا امتراء ولا مرية. {وَ} كذلك {مَنِ اتَّبَعَنِي} يدعو إلى الله كـما أدعو على بصيرة من أمره. {وَسُبْحَـانَ اللَّهِ} عما نسـب إليه ممـا لا يليق بجلاله، أو ينافي كماله.{وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} في جميع أموري، بل أعبد الله مخلصا له الدين).
إن الدعوة إلى توحيد الله وإلى تعاليم الدين الحنيف هي دعوة الرسل ومن سار على منهجهم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. إن المسلمين اليوم في حاجة إلى هذه الدعوة بل أصبحت من أوجب الواجبات وإن المتأمل إلى حال المسلمين اليوم يرى أن الشرك قد فرخ في كثير من الدول الإسلامية فبنيت المشاهد والقبور وأصبحت تقصد من دون الله لتيسير الأمور وأنفقت عليها الموال وشدة إليها الرحال وأصبح الكثير من المسلمين في أسوء حال فعصي الله بأعظم ذنب على وجه الأرض وسكت عن ذلك ممن ينتسبون إلى العلم ولا ينكرون وانقسم الدعاة إلى الله كل بحسب مفهومه لهذه الدعوة فمنهم من دعا إلى ترقيق القلوب بالقصص والمواعظ على غير بصيرة وزهد في العلم الشرعي وقسم دعا إلى الله بتثقيف الناس في أمور دينهم الفقهية وزهد في تعليمهم الأمور العقدية وقسم أهتم بالسياسة وتهيج الناس بأسم الجهاد وإنكار المنكر على العلماء والأمراء زعموا وقسم دعا إلى الله على بصيرة واهتم بتصفية العقيدة ونظر إلى واقع الأمة ودعا الناس كل بحسب حاله وقليل ماهم قليل من أخلص ودعى إلى الله لا إلى نفسه وإلى حب الجاه والسلطان دعى إلى الله لا إلى مدح الناس وعلو شأنه دعى إلى الله لا إلى تكثير الناس من حوله يقول الشيخ صالح الفوزان: (اجتمع الناس على باب ابن مسعود رضي الله عنه وهو يريد الخروج إلى الصلاة فلما خرج ومشوا خلفه، التفت إليهم وقال: (ارجعوا، فإنه فتنة للمتبوع، ذِلّة للتابع).
فيجب أخلاص النية في الدعوة إلى الله وكثرة الناس ليس مقياس على دعوة الحق فإن النبي يأتي يوم القيامة ومعه الرهط ويأتي النبي ومعه الرجل والرجلان ويأتي النبي وليس معه أحد وهو نبي مؤيد بالوحي ولم يتبعه أحد فهل معنى هذا أنه ليس على حق فعلى هذا ليكن الهم هو تبليغ دين الله والتحذير مما يضاده من الشرك والبدع والمعاصي ولقد دلت الآية في آخرها إلى وجوب البرائة من ألشرك وأهله كما تبرأ منهم أبراهيم عليه الصلاة والسلام يقول الله تبارك وتعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) ويقاس على ذلك البدع وأهلها فإن كل ذلك مسبة وتنقص لله تبارك وتعالى وقد كان السلف يبغضون أهل البدع ويمقتونهم فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (ما في الأرض قوم أبغض إلي من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية في القدر، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله وأن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) أخرجه الآجري في الشريعة وقال شعبة (كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي) أخرجه المقدسي في مختصر الحجة على تارك المحجة ويروى عن ابن الجوزاء أنه كان يقول : (لإن يجاورني القردة والخنازير في دار أحب إلي من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء) والآثار في ذلك كثيرة.
هذا ما تيسر في هذه الوقفة نسأل الله أن ينفع بها....