بسم الله الرحمن الرحيم
من كلام العلامة الفقيه الفاضل الحبيب
الشيخ محمد المدخلي حفظه الله تعالى.
قال :
فيا معشر الأحبة، الله الله، في تزين سيرتكم العلمية والشرعية والإنسانية الصادقةِ الصالحة بهذا الخلق العظيم، أن تقبل الحقّ ممن جاء به، وأن تتلطف وأن تكون ودودًا، مع الناس، وليس معنى هذا أو ليس معنى ذلك، أنك تُعرض عن جميع الناس، ولا معنى ذلك أنك تُهين نفسك للناس، كلا .
الشاهد يجب عليك أيها الطالب للعلم، أن تكون متصفًا بهذا الخُلق الجميل، وأن تكون مع إخوتك ومع عموم المسلمين متلبسًا بهذا الخلق حتى يكتب الله -جلّ وعلا- لك القبول، لأن طلبة العلم، هم سفراء وهم دعاة، وهم مشاعل هدايةً للناس، فإذا كانوا جفاةً غلاظًا متكبرين، أعرض الناسُ عنهم، وحينئذٍ لا يمكن أن يستفيدوا منهم، ولا يمكن أن يسمعوا لهم.
ومن هذا المنطلق أقول: أن هذا الخلق ، خلق (التواضع) ليس يعني أن نسكت على الباطل، أو أهل الباطل، أو نُجاري دهماءِ الناس، وعامتهم، على ماهم فيه من الأخطاء، بدعوى أنّا نتحبب إليهم، لا. هذا بابٌ وذاك بابٌ آخر، والمّوفق والفقيه من رزقهُ الله -جل وعلا- حُسن النظر في هذا الجانب، فيفرق بين المداراة والمُداهنة، ويفرق بين التواضعِ وحفظ كرامتة النفس الإنسانية، وحفظ كرامة أهل العلم والخير والدعوة، فإنهُ ليس يعني هذا أن تكون عبوسًا مُقطِب الوجه، متجافيًا عن الناس لا تراهم، لا تقعد معهم وتزعم أن هذا من حِفاظِ طُلابِ العلم، لمكانة العلم، لا.
كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا جلس بين أصحابهِ يكون كأحدهم، حتى إن القادم لا يعرفهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيأتي ويقول (أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ ؟)، -صلوات الله وسلامهُ عليه- فارتأى أصحابهُ -رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُم- أن يبنوا له دُكانًا، أي مُرتفع يجلس عليه،حتى يعرفهُ الغريب الذي لا يعرِفهُ، إذًا قدم مسجده -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وما هذا إلا من تواضعه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فهذا التواضع يزينُ أهلهُ، كما أن الكِبر يشينُ أهلهُ، فالله الله معشر الأحبة، في التخلقِ بهذا الخُلق العظيم، والعبد كلما ازداد علمًا بالله ازداد تواضعًا، وكلما قل علمهُ كثر إعجابهُ بنفسهِ، وغروره وأوقعهُ ذلك في الأشر والكِبر.
نسأل الله -جَلَّ وعلا- العافية والسلامة.
منقول من اللقاء الحادي والثلاثون من لقاءات طلبة العلم مع فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي والذي كان يوم الأحد 26 ربيع الثاني 1436هـ
موقع ميراث الأنبياء.
من كلام العلامة الفقيه الفاضل الحبيب
الشيخ محمد المدخلي حفظه الله تعالى.
قال :
فيا معشر الأحبة، الله الله، في تزين سيرتكم العلمية والشرعية والإنسانية الصادقةِ الصالحة بهذا الخلق العظيم، أن تقبل الحقّ ممن جاء به، وأن تتلطف وأن تكون ودودًا، مع الناس، وليس معنى هذا أو ليس معنى ذلك، أنك تُعرض عن جميع الناس، ولا معنى ذلك أنك تُهين نفسك للناس، كلا .
الشاهد يجب عليك أيها الطالب للعلم، أن تكون متصفًا بهذا الخُلق الجميل، وأن تكون مع إخوتك ومع عموم المسلمين متلبسًا بهذا الخلق حتى يكتب الله -جلّ وعلا- لك القبول، لأن طلبة العلم، هم سفراء وهم دعاة، وهم مشاعل هدايةً للناس، فإذا كانوا جفاةً غلاظًا متكبرين، أعرض الناسُ عنهم، وحينئذٍ لا يمكن أن يستفيدوا منهم، ولا يمكن أن يسمعوا لهم.
ومن هذا المنطلق أقول: أن هذا الخلق ، خلق (التواضع) ليس يعني أن نسكت على الباطل، أو أهل الباطل، أو نُجاري دهماءِ الناس، وعامتهم، على ماهم فيه من الأخطاء، بدعوى أنّا نتحبب إليهم، لا. هذا بابٌ وذاك بابٌ آخر، والمّوفق والفقيه من رزقهُ الله -جل وعلا- حُسن النظر في هذا الجانب، فيفرق بين المداراة والمُداهنة، ويفرق بين التواضعِ وحفظ كرامتة النفس الإنسانية، وحفظ كرامة أهل العلم والخير والدعوة، فإنهُ ليس يعني هذا أن تكون عبوسًا مُقطِب الوجه، متجافيًا عن الناس لا تراهم، لا تقعد معهم وتزعم أن هذا من حِفاظِ طُلابِ العلم، لمكانة العلم، لا.
كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا جلس بين أصحابهِ يكون كأحدهم، حتى إن القادم لا يعرفهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيأتي ويقول (أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ ؟)، -صلوات الله وسلامهُ عليه- فارتأى أصحابهُ -رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُم- أن يبنوا له دُكانًا، أي مُرتفع يجلس عليه،حتى يعرفهُ الغريب الذي لا يعرِفهُ، إذًا قدم مسجده -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وما هذا إلا من تواضعه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فهذا التواضع يزينُ أهلهُ، كما أن الكِبر يشينُ أهلهُ، فالله الله معشر الأحبة، في التخلقِ بهذا الخُلق العظيم، والعبد كلما ازداد علمًا بالله ازداد تواضعًا، وكلما قل علمهُ كثر إعجابهُ بنفسهِ، وغروره وأوقعهُ ذلك في الأشر والكِبر.
نسأل الله -جَلَّ وعلا- العافية والسلامة.
منقول من اللقاء الحادي والثلاثون من لقاءات طلبة العلم مع فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي والذي كان يوم الأحد 26 ربيع الثاني 1436هـ
موقع ميراث الأنبياء.