تحسين حديث : ( اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج ) .
( اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج ) :
أخرجه الحاكم (1/609 ، رقم 1612) وقال : صحيح على شرط
مسلم ؛ والبيهقى ( 5/261 ، رقم 10161 ) ؛ وفي ( الشعب ) ج
9 ص 148 ؛ والخطيب في ( تاريخ بغداد ) ج6 ص 70 ؛
وابن النجار في ( ذيل تاريخ بغداد ) ج 5 ص 143 .
وأخرجه أيضًا : ابن خزيمة (4/132 ، رقم 2516) ، والطبراني في
الأوسط (8/266 ، رقم 8594) ، وفى الصغير (2/236 ، رقم
1089) ؛ وابن عدي في ( الكامل ) ج 4 ص 11 ؛ و البزار ( 155
- كشف الأستار ) .
وقال الطبراني :
( لم يروه عن منصور إلا شريك ولا رواه عن شريك إلا علي بن شبرمة
وحسين بن محمد المروزي ) !
وقال البزار :
( لا نعلم رواه هكذا إلاَّ شريك ، و لا عنه إلاَّ حسين ولم
نسمعه إلاَّ من إبراهيم ) !
وكلام الطبراني يرد على البزار عند التأمل ؛ فلم يتفرد به حسين ؛ بل
شاركه ابن شبرمة ؛ ففيه رد على المليبارية !
وكذا خفي على ابن طاهر المقدسي هذا فقال :
( حديث : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
اللهم اغفر للحاج . . . الحديث ) :
غريب من حديث منصور عنه، تفرد به حسين المروزي ؛ عن شريك عنه ) !
( أطراف الغرائب والأفراد ) ج 5 ص 284 .
وقال الحافظ الزيلعي في تخريجه من كتابه العظيم ( نصب الراية )
ج5 ص 212 : ( الْحَدِيثُ الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ :
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْحَاجِّ وَلِمَنْ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ ) ،
قُلْت : أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي " الْمُسْتَدْرَكِ " عَنْ شَرِيكٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ
أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْحَاجِّ ، وَلِمَنْ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ ) انْتَهَى .
وَقَالَ : حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
ثُمَّ أَخْرَجَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْر ، قَالَ :
سَمِعْت سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ يَقُولُ : سَمِعْت أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ .
وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ .
ثُمَّ وَجَدْته فِي نُسْخَةٍ أُخْرَى لَمْ يَذْكُرْهُ إلَّا بِالسَّنَدِ الْأَوَّلِ ، وَقَالَ فِيهِ :
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَهَذَا اخْتِلَافُ نُسْخَةٍ ، وَبِالسَّنَدِ الْأَوَّلِ رَوَاهُ
الْبَزَّارُ فِي " مُسْنَدِهِ " ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ الصَّغِيرِ " ، وَابْنُ عَدِيٍّ
فِي " الْكَامِلِ " .
وَقَالَ : قَالَ إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ :
مَا أَظُنُّ شَرِيكًا إلَّا ذَهَبَ وَهْمُهُ إلَى حَدِيثِ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ : مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ ، إلَى آخِرِهِ .
وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي " مُصَنَّفِهِ " عَنْ شَرِيكٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عُمَرَ ، قَالَ
: ( يُغْفَرُ لِلْحَاجِّ ، وَلِمَنْ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ ، بَقِيَّةَ ذِي الْحِجَّةِ ،
وَالْمُحَرَّمَ ، وَصَفَرَ ، وَعَشْرًا مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ) انْتَهَى .
قلت يتضح وهم شريك من هذه الرواية التي في ( المصنف ) ج4
ص 191 : حدثنا أبو بكر قال حدثنا شريك عن جابر عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج ".
وشاهد الحديث عند أحمد في ( المسند ) 2/69 برقم (5371) و2/128وبرقم (6112) :
حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْحَارِثِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا لَقِيتَ الْحَاجَّ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَصَافِحْهُ وَمُرْهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ فَإِنَّهُ مَغْفُورٌ لَهُ ) .
وهذه الرواية لا تصلح شاهداً لشدة ضعفها ؛ بل هي موضوعة :
محمد بن البيلماني هذا متهم بوضع نسخة حديثية !
وقال الهيثمي - متساهلاً جداً - :
( رواه أحمد وفيه محمد بن البيلماني وهو ضعيف ) !
( مجمع الزوائد ) ج 2 ص 38 .
وأورده ابن القيسراني في ( تذكرة الموضوعات ) ص 7 قائلاً :
( فيه محمد بن عبد الرحمن البيلماني وهو لا شيء في الحديث ) .
وقال شيخنا : ( موضوع : رواه أحمد ( 2/69 و 128 ) ، و ابن حبان في " المجروحين "
( 2/265 ) ، و أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 177 ) عن محمد
بن الحارث عن ابن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته ابن البيلماني ، و اسمه محمد بن
عبد الرحمن بن البيلماني ; و هو متهم بوضع نسخة كما تقدم تحت
الحديث ( 54 ) . و محمد بن الحارث ضعيف ) .
( الضعيفة ) برقم ( 2411 ) .
وفات شيخنا أنه عند الفاكهي في ( أخبار مكة ) ج2 ص 483 ؛
وعند أبي الشيخ في ( طبقات المحدثين بأصبهان ) ج2 ص 493 .
ولعل شيخنا يعني بهذا الأخير ( التاريخ ) الذي عزا الحديث إليه .
وخير من هذه الرواية :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ ،
قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ نَتَلَقَّى الْحَاجَّ، فَنُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ يَتَدَنَّسُوا.
قال الهيثمي – أيضاً - :
( رواه أحمد وفيه إسماعيل بن عبد الملك وهو ضعيف ) .
وله شاهد موقوف - له حكم الرفع كما سيأتي - عن عمر سنده حسن
في الشواهد والمتابعات ؛ فقد أورده ابن حجر في ( إتحاف الخيرة المهرة ) ج 3 ص 74 فقال :
( وعن المهاجر قال: قال عمر بن الخطاب- رضي اللّه عنه-:
( يغفر للحاج ولمن يستغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر
وعشرًا من ربيع ) :
رواه مسدد ، وفي سنده ليث بن أبي سليم، والجمهور على تضعيفه ) .
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في ( المصنف ) ج 4 ص 94 فقال
راوي المصنف :
حدثنا أبو بكر قال ثنا عبد السلام بن حرب عن ليث عن مجاهد قال : قال عمر : ( يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وعشر من شهر ربيع الأول ) .
وتقدم قول الحافظ في سنده ؛ وفيه انقطاع سيأتي بيانه .
وقال تلميذه الحافظ السخاوي في ( المقاصد الحسنة ) ج 1 ص 248:
( حديث : يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج :
البزار والطبراني في الصغير عن أبي هريرة به مرفوعاً .
وهو عند ابن خزيمة في صحيحه والحاكم في مستدركه والبيهقي
بلفظ: ( اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج ) ،
وقال الحاكم : إنه على شرط مسلم ، وتعقب بأن في سند شريكاً
القاضي ، ولم يخرج له إلا في المتابعات ؛ ولكن له شاهد عند التيمي في
ترغيبه عن مجاهد مرسلاً .
ونحوه ما عند أحمد في ( مسنده ) عن أبي موسى الأشعري قال :
( إذا رجع يعني الحاج من الحج المبرور رجع وذنبه مغفور ودعاؤه مستجاب ) .
إلى غير ذلك من الآثار حسبما بينته في ( الأمالي ) .
بل عند أحمد أيضاً من حديث ابن عمر مرفوعا ً:
( إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ، ومره أن يستغفر لك قبل أن
يدخل بيته فإنه مغفور له ) .
ولمسدد في ( مسنده ) وأبي الشيخ في ( الثواب ) وغيرهما عن عمر
أنه قال : ( يغفر للحاج ولمن يستغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر
وعشراً من ربيع الأول ) .
وهو من رواية ليث بن أبي سليم ؛ وهو ضعيف عن المهاجر بن عمرو
الشامي عن عمر، وهو فيما أظن منقطع .
ويشهد له ما جاء عن يوسف بن أسباط عن ياسين الزيات - وهو
ضعيف - أنه قال :
( يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج في ذي الحجة والمحرم وصفر
وعشرين من ربيع ) :
أورده الدينوري في الجزء الثامن عشر من ( مجالسته) .
ومثله لا يقال رأياً فحكمه إن ثبت الرفع .
ويمكن أن تكون حكمته أن أكثر الحاج يصل إلى مكة في أول ذي
الحجة أو قبله بيسير ، ومعلوم أن الحسنة بعشر أمثالها فيجعل لكل يوم
من عشر ذي الحجة ما عدا يوم الوقوف لمزيد الثواب فيه عشرة أيام ،
فبلغ ذلك تسعين يوماً .
القدر المذكور في حديث عمر، ويحتمل أن يكون ذلك أقصى زمن
ينتهي فيه القاصد مكة بعد حجه لبلده غالباً .
وأما ما أورده الديلمي في ( الفردوس ) بلا إسناد - ولم يقف له ولده
ولا شيخنا على سند عن علي - رفعه :
( يغفر للحاج ولأهل بيت الحاج ولقرابة الحاج ولعشيرة الحاج ولمن
شيع الحاج ولمن استغفر له الحاج أربعة أشهر عشرون بقية ذي الحجة
والمحرم وصفر وربيع الأول وعشر من ربيع الآخر ) !
فليس عليه رونق ألفاظ النبوة ، بل هو ركيك لفظاً ومعنى ؛
كما بينته في بعض الأجوبة ) .
قلت : الحديث حسن بشاهده الموقوف عن عمر - فمثله لا يقال
بالرأي كما قال السخاوي - فينقل من ( ضعيف الجامع ) إلى
( صحيح الجامع ) لشيخنا رحمه الله تعالى .
وحسنه الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد مسند البزار (2/439)
برقم ( 735 ) .
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=3282
أخرجه الحاكم (1/609 ، رقم 1612) وقال : صحيح على شرط
مسلم ؛ والبيهقى ( 5/261 ، رقم 10161 ) ؛ وفي ( الشعب ) ج
9 ص 148 ؛ والخطيب في ( تاريخ بغداد ) ج6 ص 70 ؛
وابن النجار في ( ذيل تاريخ بغداد ) ج 5 ص 143 .
وأخرجه أيضًا : ابن خزيمة (4/132 ، رقم 2516) ، والطبراني في
الأوسط (8/266 ، رقم 8594) ، وفى الصغير (2/236 ، رقم
1089) ؛ وابن عدي في ( الكامل ) ج 4 ص 11 ؛ و البزار ( 155
- كشف الأستار ) .
وقال الطبراني :
( لم يروه عن منصور إلا شريك ولا رواه عن شريك إلا علي بن شبرمة
وحسين بن محمد المروزي ) !
وقال البزار :
( لا نعلم رواه هكذا إلاَّ شريك ، و لا عنه إلاَّ حسين ولم
نسمعه إلاَّ من إبراهيم ) !
وكلام الطبراني يرد على البزار عند التأمل ؛ فلم يتفرد به حسين ؛ بل
شاركه ابن شبرمة ؛ ففيه رد على المليبارية !
وكذا خفي على ابن طاهر المقدسي هذا فقال :
( حديث : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
اللهم اغفر للحاج . . . الحديث ) :
غريب من حديث منصور عنه، تفرد به حسين المروزي ؛ عن شريك عنه ) !
( أطراف الغرائب والأفراد ) ج 5 ص 284 .
وقال الحافظ الزيلعي في تخريجه من كتابه العظيم ( نصب الراية )
ج5 ص 212 : ( الْحَدِيثُ الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ :
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْحَاجِّ وَلِمَنْ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ ) ،
قُلْت : أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي " الْمُسْتَدْرَكِ " عَنْ شَرِيكٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ
أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْحَاجِّ ، وَلِمَنْ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ ) انْتَهَى .
وَقَالَ : حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
ثُمَّ أَخْرَجَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْر ، قَالَ :
سَمِعْت سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ يَقُولُ : سَمِعْت أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ .
وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ .
ثُمَّ وَجَدْته فِي نُسْخَةٍ أُخْرَى لَمْ يَذْكُرْهُ إلَّا بِالسَّنَدِ الْأَوَّلِ ، وَقَالَ فِيهِ :
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَهَذَا اخْتِلَافُ نُسْخَةٍ ، وَبِالسَّنَدِ الْأَوَّلِ رَوَاهُ
الْبَزَّارُ فِي " مُسْنَدِهِ " ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ الصَّغِيرِ " ، وَابْنُ عَدِيٍّ
فِي " الْكَامِلِ " .
وَقَالَ : قَالَ إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ :
مَا أَظُنُّ شَرِيكًا إلَّا ذَهَبَ وَهْمُهُ إلَى حَدِيثِ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ : مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ ، إلَى آخِرِهِ .
وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي " مُصَنَّفِهِ " عَنْ شَرِيكٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عُمَرَ ، قَالَ
: ( يُغْفَرُ لِلْحَاجِّ ، وَلِمَنْ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ ، بَقِيَّةَ ذِي الْحِجَّةِ ،
وَالْمُحَرَّمَ ، وَصَفَرَ ، وَعَشْرًا مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ) انْتَهَى .
قلت يتضح وهم شريك من هذه الرواية التي في ( المصنف ) ج4
ص 191 : حدثنا أبو بكر قال حدثنا شريك عن جابر عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج ".
وشاهد الحديث عند أحمد في ( المسند ) 2/69 برقم (5371) و2/128وبرقم (6112) :
حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْحَارِثِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا لَقِيتَ الْحَاجَّ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَصَافِحْهُ وَمُرْهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ فَإِنَّهُ مَغْفُورٌ لَهُ ) .
وهذه الرواية لا تصلح شاهداً لشدة ضعفها ؛ بل هي موضوعة :
محمد بن البيلماني هذا متهم بوضع نسخة حديثية !
وقال الهيثمي - متساهلاً جداً - :
( رواه أحمد وفيه محمد بن البيلماني وهو ضعيف ) !
( مجمع الزوائد ) ج 2 ص 38 .
وأورده ابن القيسراني في ( تذكرة الموضوعات ) ص 7 قائلاً :
( فيه محمد بن عبد الرحمن البيلماني وهو لا شيء في الحديث ) .
وقال شيخنا : ( موضوع : رواه أحمد ( 2/69 و 128 ) ، و ابن حبان في " المجروحين "
( 2/265 ) ، و أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 177 ) عن محمد
بن الحارث عن ابن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته ابن البيلماني ، و اسمه محمد بن
عبد الرحمن بن البيلماني ; و هو متهم بوضع نسخة كما تقدم تحت
الحديث ( 54 ) . و محمد بن الحارث ضعيف ) .
( الضعيفة ) برقم ( 2411 ) .
وفات شيخنا أنه عند الفاكهي في ( أخبار مكة ) ج2 ص 483 ؛
وعند أبي الشيخ في ( طبقات المحدثين بأصبهان ) ج2 ص 493 .
ولعل شيخنا يعني بهذا الأخير ( التاريخ ) الذي عزا الحديث إليه .
وخير من هذه الرواية :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ ،
قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ نَتَلَقَّى الْحَاجَّ، فَنُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ يَتَدَنَّسُوا.
قال الهيثمي – أيضاً - :
( رواه أحمد وفيه إسماعيل بن عبد الملك وهو ضعيف ) .
وله شاهد موقوف - له حكم الرفع كما سيأتي - عن عمر سنده حسن
في الشواهد والمتابعات ؛ فقد أورده ابن حجر في ( إتحاف الخيرة المهرة ) ج 3 ص 74 فقال :
( وعن المهاجر قال: قال عمر بن الخطاب- رضي اللّه عنه-:
( يغفر للحاج ولمن يستغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر
وعشرًا من ربيع ) :
رواه مسدد ، وفي سنده ليث بن أبي سليم، والجمهور على تضعيفه ) .
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في ( المصنف ) ج 4 ص 94 فقال
راوي المصنف :
حدثنا أبو بكر قال ثنا عبد السلام بن حرب عن ليث عن مجاهد قال : قال عمر : ( يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وعشر من شهر ربيع الأول ) .
وتقدم قول الحافظ في سنده ؛ وفيه انقطاع سيأتي بيانه .
وقال تلميذه الحافظ السخاوي في ( المقاصد الحسنة ) ج 1 ص 248:
( حديث : يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج :
البزار والطبراني في الصغير عن أبي هريرة به مرفوعاً .
وهو عند ابن خزيمة في صحيحه والحاكم في مستدركه والبيهقي
بلفظ: ( اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج ) ،
وقال الحاكم : إنه على شرط مسلم ، وتعقب بأن في سند شريكاً
القاضي ، ولم يخرج له إلا في المتابعات ؛ ولكن له شاهد عند التيمي في
ترغيبه عن مجاهد مرسلاً .
ونحوه ما عند أحمد في ( مسنده ) عن أبي موسى الأشعري قال :
( إذا رجع يعني الحاج من الحج المبرور رجع وذنبه مغفور ودعاؤه مستجاب ) .
إلى غير ذلك من الآثار حسبما بينته في ( الأمالي ) .
بل عند أحمد أيضاً من حديث ابن عمر مرفوعا ً:
( إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ، ومره أن يستغفر لك قبل أن
يدخل بيته فإنه مغفور له ) .
ولمسدد في ( مسنده ) وأبي الشيخ في ( الثواب ) وغيرهما عن عمر
أنه قال : ( يغفر للحاج ولمن يستغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر
وعشراً من ربيع الأول ) .
وهو من رواية ليث بن أبي سليم ؛ وهو ضعيف عن المهاجر بن عمرو
الشامي عن عمر، وهو فيما أظن منقطع .
ويشهد له ما جاء عن يوسف بن أسباط عن ياسين الزيات - وهو
ضعيف - أنه قال :
( يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج في ذي الحجة والمحرم وصفر
وعشرين من ربيع ) :
أورده الدينوري في الجزء الثامن عشر من ( مجالسته) .
ومثله لا يقال رأياً فحكمه إن ثبت الرفع .
ويمكن أن تكون حكمته أن أكثر الحاج يصل إلى مكة في أول ذي
الحجة أو قبله بيسير ، ومعلوم أن الحسنة بعشر أمثالها فيجعل لكل يوم
من عشر ذي الحجة ما عدا يوم الوقوف لمزيد الثواب فيه عشرة أيام ،
فبلغ ذلك تسعين يوماً .
القدر المذكور في حديث عمر، ويحتمل أن يكون ذلك أقصى زمن
ينتهي فيه القاصد مكة بعد حجه لبلده غالباً .
وأما ما أورده الديلمي في ( الفردوس ) بلا إسناد - ولم يقف له ولده
ولا شيخنا على سند عن علي - رفعه :
( يغفر للحاج ولأهل بيت الحاج ولقرابة الحاج ولعشيرة الحاج ولمن
شيع الحاج ولمن استغفر له الحاج أربعة أشهر عشرون بقية ذي الحجة
والمحرم وصفر وربيع الأول وعشر من ربيع الآخر ) !
فليس عليه رونق ألفاظ النبوة ، بل هو ركيك لفظاً ومعنى ؛
كما بينته في بعض الأجوبة ) .
قلت : الحديث حسن بشاهده الموقوف عن عمر - فمثله لا يقال
بالرأي كما قال السخاوي - فينقل من ( ضعيف الجامع ) إلى
( صحيح الجامع ) لشيخنا رحمه الله تعالى .
وحسنه الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد مسند البزار (2/439)
برقم ( 735 ) .
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=3282
تعليق