الرؤيا الصالحة جزء من النبوة!!!
لقد ثبت هذا بأكثر من حديث عن النبي-صلى الله عليه وسلم-بين فيها أن الرؤيا الصالحة جزء من النبوة!!
وقد جاءت النسب في هذه الأحاديث متغايرة،
مرة النسبة:(جزء من سبعين)،
ومرة ب: (جزء من ستة و أربعين جزء من النبوة)،
ومرة ب: (جزء من أربعين جزءا من النبوة)،
ومرة ب: (خمسة و عشرين جزءا من النبوة)،
ومرة ب: (جزء من أجزاء النبوة)،
ومرة بلا تحديد نسبة: (لم يبق من النبوة).
(( و اعلم أنه لا منافاة....فإن هذا الاختلاف راجع
إلى الرائي فكلما كان صالحا كانت النسبة أعلى , و قيل غير ذلك)) السلسلة الصحيحة(1870).
الأحاديث الشريفة
1-عن أبي سعيد-رضي الله عنه-قال:قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (رؤيا المسلم الصالح جزء من سبعين جزءا من النبوة). انظر حديث رقم: 3459 في صحيح الجامع.
وعن ابن عمر-رضي الله عنهما- : (جزء من سبعين) رواه مسلم ( 7 / 54 ).
2-قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (الرؤيا جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة).
3- عن أبي رزين-رضي الله عنه-قال:قال: النبي-صلى الله عليه وسلم-: (رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءا من النبوة و هي على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا تحدث بها سقطت و لا تحدث بها إلا لبيبا أو حبيبا). انظر حديث رقم: 3456 في صحيح الجامع.
4-قال النبي-صلى الله عليه وسلم- : (الرؤيا الصالحة جزء من خمسة و عشرين جزءا من النبوة) . " السلسلة الصحيحة " 4 / 487 .
5-قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: ( إن الرسالة و النبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي و لا نبي و لكن المبشرات رؤيا الرجل المسلم و هي جزء من أجزاء النبوة).
انظر حديث رقم: 1631 في صحيح الجامع.
6- قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: ( كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول : هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ? و يقول :
ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة ).
السلسلة الصحيحة 1 / 766
أيها الأحبة:هذه الرؤيا الصالحة التي هي جزء من النبوة،من كلام الرسول-صلى الله عليه وسلم-
ما المقصود بالنبوة فيها؟؟؟!!!
لأن عدم فهم المراد بالنبوة من كلام النبي-صلى الله عليه وسلم-هنا ربما يفتح لبعض الدجاجلة والمنحرفين القول بأن النبوة باقية!!!أو يدعي النبوة!!! معتمداً على مثل هذه الأحاديث بفهم سقيم وتعليل عليل بأن هناك نبوة باقية بحكم الرسول-صلى الله عليه وسلم-!!!
إذاً ماذا يُقصد بأنها جزء من النبوة، وقد يرها الكثير من غير الأنبياء!!!
أجاب عن هذا التسائل وبين وأوضح وأشفى العلامة اللألباني-رحمه الله رحمة واسعة-بعد هذا الحديث
عن أبا هريرة-رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لم يبق من النبوة إلا
المبشرات , قالوا : و ما المبشرات ? قال الرؤيا الصالحة) .
((و الحديث نص في أنه لا نبوة و لا وحي بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا المبشرات : الرؤيا الصالحة , و هي جزء من ستة و أربعين جزء من النبوة . و لقد ضلت طائفة زعمت بقاء النبوة و استمرارها بعده صلى الله عليه وسلم , و تأولوا بل عطلوا معنى هذا الحديث , و نحوه مما في الباب , و كذلك حرفوا قول الله تعالى : ( و لكن رسول الله و خاتم النبيين ) بمثل قولهم : أي زينة النبيين ! و تارة يقولون : هو آخر الأنبياء المشرعين , و يقولون ببقاء النبوة غير التشريعية , و من المؤسف أن بعضهم كان استخرج كلمات الشيخ محي الدين ابن عربي ( النكرة ) الدالة على بقاء هذه النبوة المزعومة من كتابه " الفتوحات المكية " في كراس نشره على الناس , ثم لم يستطع أحد من المشايخ أن يرد عليهم . و كانوا من قبل قد ألفوا بعض الرسائل في الرد عليهم , و إنما أمسكوا عن الرد على هذا الكراس , لأن من مكر جامعه أنه لم يضع فيه من عند نفسه شيئا سوى أنه ذكر فيه كلمات الشيخ المؤيدة لضلالهم في زعمهم المذكور , فلو ردوا عليه لكان الرد متوجها إلى الشيخ الأكبر , و ذلك مما لا يجرؤ أحد منهم عليه , هذا إن لم يروه زندقة ! فكأنهم يعتقدون أن الباطل إنما هو باعتبار المحل , فإذا قام فيمن يعتقدونه كافرا , فهو باطل , و أما إذا قام فيمن يعتقدونه مسلما بل وليا , فهو حق !! و الله المستعان)) . "السلسلة الصحيحة"(473)
عن أم كرز الكعبية-رضي الله عنها-قالت سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يقول: (( ذهبت النبوة،وبقيت المبشرات))قال اللألباني(أسناده جيد).
إذاً الرسالة و النبوة انقطعت فلا رسول و لا نبي بعد محمد رسول الله وخاتم أنبياءه و لكن بقت المبشرات وهي رؤيا الرجل المسلم و هي جزء من أجزاء النبوة{لأن فيها ما يعجز ويمتنع،كالطيران وقلب الأعيان والأطلاع على شيء من علم الغيب....ولا خلاف بين أهل الحق أن الرؤيا الصادقة حق وأنها من الله،لا ينكرها إلا أهل الإلحاد وشرذمة من المعتزلة}تفسير القرطبي(9\124).
[(( قال الخطابي:قيل معناها:إن الرؤيا تجيء على موافقة النبوة،لا أنها جزء باق من النبوة،وقيل المعنى:أنها جزء من علم النبوة،لأن النبوة وإن انقطعت فعلمهاباق)).
ثم قال بعد قول الأمام مالك-رحمه الله-فيما حكاه ابن عبد البر-رحمه الله-(أنه سئل-أي مالك-أيعبر الرؤيا كل أحد؟فقال:أبالنبوة يُلعب؟ثم قال:الرؤيا جزء من النبوة،فلا يُلعب بالنبوة).
(( والجوابأنه لم يُرد أنها نبوة باقية،وإنما أنها لما أشبهت النبوة من جهة الأطلاع على بعض الغيب لا ينبغي أن يُتكلم فيها بغير علم)).
(( وقال أبن بطال:كون الرؤيا جزءاً من أجزاء النبوة مما يستعظم ولو كانت جزءاً من ألف جزء فيقال:
إن لفظ النبوة مأخوذ من الإنباء،وهو الإعلام لغةً،فعلى هذا فالمعنى أن الرؤيا خبر صادق من الله لا كذب فيه،كما أن معنى النبوة نبأ صادق من الله لا يجوز عليه الكذب،فشابهت الرؤيا النبوة في صدق الخبر))].أنظر فتح الباري(12\363).
أخوكم المحب:عماد بن زكلاب بن محمد الحديدي