السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
إخوتي في الله أردت في بداية كتابتي في هذا المنتدى أن أفيدكم بفائدة عظيمة للشيخ العثيمين في شرحه للعقيدة الواسطية ، هذه الفائدة لا بد لنا من الوقوف عندها بالتأمل و التدبر و مراجعة النفس .
أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يعيننا على تدبر كلامه و سنة رسوله صلى الله عليه و آله وسلم .
قال الشيخ رحمه الله تعالى في شرح العقيدة الواسطية :
إثبات أن القرآن منزل من الله تعالى
" الآية الثانية : قوله تعالى : " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا
من خشية الله " ( الحشر :21) .
الجبل من أقسى ما يكون ، و الحجارة التي منها تتكون الجبال هي مضرب المثل في القساوة ، قال الله تعالى : " ثمّ قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة " ( البقرة :74) ولو نزّل هذا القرآن على جبل ، لرأيت هذا الجبل خاشعا متصدعا من خشية الله .
" خاشعا " ، أي ذليلا . ومن شدة خشيته لله يكون " متصدّعا " يتفلق و يتفتق .
وهو ينزل على قلوبنا ، و قلوبنا ـ إلاّ أن يشاء الله ـ تضمر و تقسو لا تتفتح و تتقبل .
فالذين ءامنوا إذا أنزلت عليهم الآيات ، زادتهم إيمانا ، و الذين في قلوبهم مرض ، تزيدهم رجسا إلى رجسهم ، نعوذ بالله من ذلك ! و هذا القرآن لو أنزل على جبل ، لتصدّع الجبل و خشع ، لعظمة ما أنزل عليه من كلام الله .
وفي هذا دليل على أن للجبل إحساسا ، لأنّه يخشع و يتصدّع ، والأمر كذلك ، قال النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم في أحد : " هذا أحد جبل يحبنا و نحبه " رواه البخاري و مسلم
وبهذا الحديث نعرف الرد على المثبتين للمجاز في القرآن ، و الذين يرفعون دائما علمهم مستدلين بهذه الآية : " فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقضّ" ( الكهف :77) يقول : كيف يريد الجدار ؟!
فنقول : يا سبحان الله ! العليم الخبير يقول : " يريد أن ينقضّ " ، و أنت تقول لا يريد ! أهذا معقول ؟
فليس من حقك بعد هذا أن تقول : كيف يريد ؟!
وهذا يجعلنا نسأل أنفسنا : هل نحن أوتينا علم كل شيء ؟
فنجيب بالقول بأننا ما أوتينا من العلم إلاّ قليلا .
فقول من يعلم الغيب و الشهادة : "يريد أن ينقضّ" : لا يسوغ لنا أن نعترض عليه ، فنقول : لا إرادة للجدار ! و لا يريد أن ينقض !
وهذا من مفاسد المجاز ، لأنه لا يلزم منه نفي ما أثبته القرآن .
أليس الله تعالى يقول : "تسبّح له السموات السّبع و الأرض ومن فيهنّ و إن من شيء إلاّ يسبّح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم " ( الإسراء: 44) ، هل تسبّح بلا إرادة ؟ !
يقول : " تسبّح له " : اللام للتخصيص ، إذا ، هي مخلصة ، وهل يتصور اخلاص بلا إرادة ؟!
إذا ، هي تريد ، وكل شيء يريد ، لأن الله يقول : " وإن من شيء إلاّ يسبّح " ، و أظنّه لا يخفى علينا جميعا أن هذا من صيغ العموم ، ف(إن) : نافية بمعنى (ما) ، و " من شيء": نكرة في سياق النفي ، " إلاّ يسبّح بحمده " فيعم كل شيء .
فيا أخي المسلم ! إذا رأيت قلبك لا يتأثر بالقرآن ، فاتهم نفسك ، لأنّ الله أخبر أن هذا القرآن لو نزل على جبل لتصدع ، و قلبك يتلى عليه القرآن و لا يتأثر . أسأل الله أن يعينني و إيّاكم ."
انتهى كلامه رحمه الله تعالى .
إخوتي في الله أردت في بداية كتابتي في هذا المنتدى أن أفيدكم بفائدة عظيمة للشيخ العثيمين في شرحه للعقيدة الواسطية ، هذه الفائدة لا بد لنا من الوقوف عندها بالتأمل و التدبر و مراجعة النفس .
أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يعيننا على تدبر كلامه و سنة رسوله صلى الله عليه و آله وسلم .
قال الشيخ رحمه الله تعالى في شرح العقيدة الواسطية :
إثبات أن القرآن منزل من الله تعالى
" الآية الثانية : قوله تعالى : " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا
من خشية الله " ( الحشر :21) .
الجبل من أقسى ما يكون ، و الحجارة التي منها تتكون الجبال هي مضرب المثل في القساوة ، قال الله تعالى : " ثمّ قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة " ( البقرة :74) ولو نزّل هذا القرآن على جبل ، لرأيت هذا الجبل خاشعا متصدعا من خشية الله .
" خاشعا " ، أي ذليلا . ومن شدة خشيته لله يكون " متصدّعا " يتفلق و يتفتق .
وهو ينزل على قلوبنا ، و قلوبنا ـ إلاّ أن يشاء الله ـ تضمر و تقسو لا تتفتح و تتقبل .
فالذين ءامنوا إذا أنزلت عليهم الآيات ، زادتهم إيمانا ، و الذين في قلوبهم مرض ، تزيدهم رجسا إلى رجسهم ، نعوذ بالله من ذلك ! و هذا القرآن لو أنزل على جبل ، لتصدّع الجبل و خشع ، لعظمة ما أنزل عليه من كلام الله .
وفي هذا دليل على أن للجبل إحساسا ، لأنّه يخشع و يتصدّع ، والأمر كذلك ، قال النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم في أحد : " هذا أحد جبل يحبنا و نحبه " رواه البخاري و مسلم
وبهذا الحديث نعرف الرد على المثبتين للمجاز في القرآن ، و الذين يرفعون دائما علمهم مستدلين بهذه الآية : " فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقضّ" ( الكهف :77) يقول : كيف يريد الجدار ؟!
فنقول : يا سبحان الله ! العليم الخبير يقول : " يريد أن ينقضّ " ، و أنت تقول لا يريد ! أهذا معقول ؟
فليس من حقك بعد هذا أن تقول : كيف يريد ؟!
وهذا يجعلنا نسأل أنفسنا : هل نحن أوتينا علم كل شيء ؟
فنجيب بالقول بأننا ما أوتينا من العلم إلاّ قليلا .
فقول من يعلم الغيب و الشهادة : "يريد أن ينقضّ" : لا يسوغ لنا أن نعترض عليه ، فنقول : لا إرادة للجدار ! و لا يريد أن ينقض !
وهذا من مفاسد المجاز ، لأنه لا يلزم منه نفي ما أثبته القرآن .
أليس الله تعالى يقول : "تسبّح له السموات السّبع و الأرض ومن فيهنّ و إن من شيء إلاّ يسبّح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم " ( الإسراء: 44) ، هل تسبّح بلا إرادة ؟ !
يقول : " تسبّح له " : اللام للتخصيص ، إذا ، هي مخلصة ، وهل يتصور اخلاص بلا إرادة ؟!
إذا ، هي تريد ، وكل شيء يريد ، لأن الله يقول : " وإن من شيء إلاّ يسبّح " ، و أظنّه لا يخفى علينا جميعا أن هذا من صيغ العموم ، ف(إن) : نافية بمعنى (ما) ، و " من شيء": نكرة في سياق النفي ، " إلاّ يسبّح بحمده " فيعم كل شيء .
فيا أخي المسلم ! إذا رأيت قلبك لا يتأثر بالقرآن ، فاتهم نفسك ، لأنّ الله أخبر أن هذا القرآن لو نزل على جبل لتصدع ، و قلبك يتلى عليه القرآن و لا يتأثر . أسأل الله أن يعينني و إيّاكم ."
انتهى كلامه رحمه الله تعالى .