أنصر نبيك، لكن بما يرضي ربك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و صلى الله و سلم على رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه.
أما بعد، فإنه قد تجرأ "أشقى القوم" –الصحيفة الفاجرة- على التنقص و الاستهزاء بالنبي محمد صلى الله عليه و سلم، على مرأى و مسمع العالم الإسلامي و الكافر، فتزعزع المسلمون بهذا الفعل المنكر الشنيع، و اختلفت ردّات فعلهم.
فمنهم من اختار لنفسه سبيل الخوارج للانتصار لنبيه؛ فأخطأ الطريق، و زاد المصيبة مصيبة أخرى، فآذى المسلمين.
و منهم من جعل العاطفة سبيله للانتصار له، فقال : لو كنت هنالك لفعلت و فعلت، و لصنعت و صنعت؛ و لكن لم يحرك ساكنا.
و منهم من خرج يتجارى في الطرقات، و يصيح في المكبرات : إلا رسول الله، كلنا محمد، أنا محمد، اختاروا المسيرات و المظاهرات و الاعتصامات للتعبير عن غيراتهم الزائفات.
فأقول : أخطأتم الطريق، و لم تصيبوا في هذا و لا ذاك.
فإن نصرة النبي صلى الله عليه و سلم لا تكون بمعصية الرب العلي، و لا بمخالفة منهج نبيه السوي، و لا بالتشبه بالأسلوب الكافر الغربي.
بل إن نصرة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم، تكون بالاعتصام بكتاب ربنا الحكيم، و الاسقامة على سنة النبي الكريم، فهذا الذي أمرنا به شرعنا القويم.
إذا فدعوى الغيرة على النبي صلى الله عليه و سلم، و الدفاع عنه، لابد لها من البرهان، و البرهان هو : تمام طاعته، و اتباعه، و قبول خبره و التصديق به، التزام شرعه، و الاكتفاء بهديه و شريعته، و تعظيمه و تعظيم أمره، و عدم التقدم بين يديه، و محبة أهله و أزواجه و قرابته، و توقير صحابته و الثناء عليهم، و عدم الخوض فيما شجر بينهم، و غيرها مما في شرعنا الحكيم.
فإذا وقفنا عند كل جملة فإنه يسقط خلق كثير، ادعوا المحبة و الغيرة و التوقير.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد، و على آله و صحبه أجمعين.
كتبه : يوسف صفصاف
25 ربيع الأول 1436
الموافق لـ 16 يناير 2015