الحلم سيد الأخلاق
قيل: كان معن بن زائده رجلا حليما سخيا كريما جواداكثير العقل سديد الراي فشاع بين جماعه من العرب انه لايقدر احد من خلق الله تعالى على اغضابه لكثرة عقله وحلمه . فقال اعرابي منهم انا اقدر على اغضابه فقالوا له ان فعلت ذلك كان لك علينا مائة ناقه حمراء ,فدخل عليه وقت جلوسه وامتنع بان يسلم عليه ثم انشده هذه الابيات :
اتذكر اذ لباسك جلده شاة = واذ نعلاك من جلد البعير
فقال معن اذكر ذلك ولا انساه,
فقال الاعرابي ثانيا :
فسبحان الذي اعطاك ملكا= وعلمك الجلوس على السرير
فقال معن ذلك من فضل الله لا من فضلك يا اخا العرب
, قال الاعرابي ثالثا :
فلا والله ما عشت يوما= على معن اسلم بالامير
فقال معن يا اخا العرب السلام سنة من سنن الاسلام فلو نطقت بها لاجرت وان تركتها اثمت ,
فقال الاعرابي رابعا :
سارحل عن بلاد انت فيها = ولو جزت الشام مع الثغور
فقال معن يا اخا العرب ان سكنت لم تلق منا الا خيرا وان رحلت فمصحوبا بالسلامة
,فقال الاعرابي خامسا :
فجد لي يابن ناقصة بشئ= فاني قد عزمت على المسير
فقال معن يا غلام اعطه الف دينار يستعين بها على بعده منا, ,ورحيله من ارضنا
فقال الاعرابي :
قليل ما مننت به واني= لاطمع منك بالشئ الكثير
فقال معن اعطه الف دينار اخرى
فقال الاعرابي :
سالت الله ان يبقيك دهرا= فمالك في البرية من نظير
فمنك الجود والاحسان حقا= وفضل نداك كالبحر الغزير
فقال معن ياغلام اعطه الف دينار اخرى , فقال الاعرابي يا ايها الامير اني لمختبر لحلمك بما سمعته مني اما والله فقد جمع الله فيك من العلم والجود ما لو قسم على اهل الارض لكفاهم . قال معن يا غلام كم اعطيته على نظمه قال ثلاثة الاف دينار ,قال اعطه على نثره مثلها فاخذه الاعرابي ثم انصرف بالمال شاكرا وهو يبكي فقال له معن ما يبكيك يا اخا العرب ,فقال تذكرت ان مثلك يموت ثم قال
لعمرك مالرزية فقد مال= ولا فرس يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر= يموت بموته خلق كثير
الحلم سيد الأخلاق وقد ضرب سلفنا أروع الأمثلة في ذلك ومنه :
شتم رجل سلمان الفارسي فقال له: "إن خفتَّ موازيني فأنا شر مما تقول، وإن ثقلت موازيني لم يضرني ما تقول".
وشتم رجل الربيع بن خثيم، فقال له:يا هذا، قد سمع الله كلامك، وإن دون الجنة عقبة، إن قطعتها لم يضرني ما تقول، وإن لم أقطعها فأنا شر مما تقول.
وقالت امرأة: يا مرائي. فقال: ما عرفني غيرك.
وقال علي بن زيد: أغلظ رجل من قريش لعمر بن عبد العزيز القول، فأطرق عمر زمانا طويلاً ثم قال: أردت أن يستفزني الشيطان بعز السلطان، فأنال منك اليوم ما تناله مني غداً.
وشتم الأحنف بن قيس رجل وجعل يتبعه حتى بلغ حية، فقال الأحنف: "يا هذا، إن كان بقي في نفسك شيء فهاته وانصرف، لا يسمعك بعض سفهائنا فتلقى ما تكره".
وكان رحمه الله يقول: "من لم يصبر على كلمة سمع كلمات، ورب غبظ قد تجرعته مخافة ما هو أشد منه".
قال الأحنف بن قيس: "ما تعلمت الحلم إلا من قيس بن عاصم المنقري، لأنه قتل ابن أخ له بعض بنيه، فأتى بالقاتل مكتوفاً يقاد إليه، فقال: ذرعتم الفتى! ثم أقبل على الفتى فقال: بئس ما فعلت!! نقصت عددك، وأوهنت عضدك، وأشمت عدوك، وأسأت بقومك، وأثمت بربك، وقطعت رحمك، ورميت نفسك بسهمك، خلوا سبيله، واحملوا إلى أم المقتول ديته، فإنها غريبة! ثم انصرف القاتل وما حل قيس حبوته ولا تغير وجهه".
قيل: كان معن بن زائده رجلا حليما سخيا كريما جواداكثير العقل سديد الراي فشاع بين جماعه من العرب انه لايقدر احد من خلق الله تعالى على اغضابه لكثرة عقله وحلمه . فقال اعرابي منهم انا اقدر على اغضابه فقالوا له ان فعلت ذلك كان لك علينا مائة ناقه حمراء ,فدخل عليه وقت جلوسه وامتنع بان يسلم عليه ثم انشده هذه الابيات :
اتذكر اذ لباسك جلده شاة = واذ نعلاك من جلد البعير
فقال معن اذكر ذلك ولا انساه,
فقال الاعرابي ثانيا :
فسبحان الذي اعطاك ملكا= وعلمك الجلوس على السرير
فقال معن ذلك من فضل الله لا من فضلك يا اخا العرب
, قال الاعرابي ثالثا :
فلا والله ما عشت يوما= على معن اسلم بالامير
فقال معن يا اخا العرب السلام سنة من سنن الاسلام فلو نطقت بها لاجرت وان تركتها اثمت ,
فقال الاعرابي رابعا :
سارحل عن بلاد انت فيها = ولو جزت الشام مع الثغور
فقال معن يا اخا العرب ان سكنت لم تلق منا الا خيرا وان رحلت فمصحوبا بالسلامة
,فقال الاعرابي خامسا :
فجد لي يابن ناقصة بشئ= فاني قد عزمت على المسير
فقال معن يا غلام اعطه الف دينار يستعين بها على بعده منا, ,ورحيله من ارضنا
فقال الاعرابي :
قليل ما مننت به واني= لاطمع منك بالشئ الكثير
فقال معن اعطه الف دينار اخرى
فقال الاعرابي :
سالت الله ان يبقيك دهرا= فمالك في البرية من نظير
فمنك الجود والاحسان حقا= وفضل نداك كالبحر الغزير
فقال معن ياغلام اعطه الف دينار اخرى , فقال الاعرابي يا ايها الامير اني لمختبر لحلمك بما سمعته مني اما والله فقد جمع الله فيك من العلم والجود ما لو قسم على اهل الارض لكفاهم . قال معن يا غلام كم اعطيته على نظمه قال ثلاثة الاف دينار ,قال اعطه على نثره مثلها فاخذه الاعرابي ثم انصرف بالمال شاكرا وهو يبكي فقال له معن ما يبكيك يا اخا العرب ,فقال تذكرت ان مثلك يموت ثم قال
لعمرك مالرزية فقد مال= ولا فرس يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر= يموت بموته خلق كثير
الحلم سيد الأخلاق وقد ضرب سلفنا أروع الأمثلة في ذلك ومنه :
شتم رجل سلمان الفارسي فقال له: "إن خفتَّ موازيني فأنا شر مما تقول، وإن ثقلت موازيني لم يضرني ما تقول".
وشتم رجل الربيع بن خثيم، فقال له:يا هذا، قد سمع الله كلامك، وإن دون الجنة عقبة، إن قطعتها لم يضرني ما تقول، وإن لم أقطعها فأنا شر مما تقول.
وقالت امرأة: يا مرائي. فقال: ما عرفني غيرك.
وقال علي بن زيد: أغلظ رجل من قريش لعمر بن عبد العزيز القول، فأطرق عمر زمانا طويلاً ثم قال: أردت أن يستفزني الشيطان بعز السلطان، فأنال منك اليوم ما تناله مني غداً.
وشتم الأحنف بن قيس رجل وجعل يتبعه حتى بلغ حية، فقال الأحنف: "يا هذا، إن كان بقي في نفسك شيء فهاته وانصرف، لا يسمعك بعض سفهائنا فتلقى ما تكره".
وكان رحمه الله يقول: "من لم يصبر على كلمة سمع كلمات، ورب غبظ قد تجرعته مخافة ما هو أشد منه".
قال الأحنف بن قيس: "ما تعلمت الحلم إلا من قيس بن عاصم المنقري، لأنه قتل ابن أخ له بعض بنيه، فأتى بالقاتل مكتوفاً يقاد إليه، فقال: ذرعتم الفتى! ثم أقبل على الفتى فقال: بئس ما فعلت!! نقصت عددك، وأوهنت عضدك، وأشمت عدوك، وأسأت بقومك، وأثمت بربك، وقطعت رحمك، ورميت نفسك بسهمك، خلوا سبيله، واحملوا إلى أم المقتول ديته، فإنها غريبة! ثم انصرف القاتل وما حل قيس حبوته ولا تغير وجهه".
منقول .
تعليق