بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلاة على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم :
أما بعد :
لا يشك مسلم أن هناك أسباب مانعة من نزول المطر ينبغي على الأئمة والدعاة والمشايخ وطلبة العلم أن يذكروا بها تكرارا ومرارا، ويحثوا القوم الواقعين فيها على التوبة والاستغفار منها ، والرجوع عنها .. وقبل ذكر تلك الأسباب المانعة للمطر لابد من الجواب على شبهة يرددها بعض من جهل ، فيقول : ها قد استجاب الله دعاء المستسقين ، والحال على ما هو عليه من الذنوب والمعاصي ؟ وآخر يقول : هذه أوروبا الكافرة غارقة في سيول الأمطار فلماذا تحجزعن المسلمين ؟؟فما الجواب .
الجواب أن يقال :
أولا : ينبغي إحسان الظن بما تبقى من الخير في هذه الأمة ؛ لأن الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا ينقطع إلى قيام الساعة كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك الخير متمثل في الطائفة المنصورة ، وهم أهل العلم والحديث وليس من شك أن في الأمة منهم ولا يخلو زمان أو مكان من أفراد منهم .
ثانيا : إذا كان حقيقة أن الله استجاب دعاء المستسقين فإنما استجاب دعوة الصالحين منهم الأتقياء الأخفياء ، وربما استجاب دعوة شيخ كبير مُغيب عنا يبيت راكعا وساجدا لله ، أو دعوة طفل صغير لا يعرف معصية الله تعالى ، أو حيوان مضطر كما في قصة سليمان مع النملة ، وليس من شرط الاستجابة للبعض أن يكون الكل على حالة صلاح وتقوى واستغفار .وإن كان ذلك فهو الأكمل والأفضل .
ثالثا : هذه الاستجابة تكون حجة عليهم ، لأنه إذا رأيت العبد يقيم على معاصي الله تعالى والله يغدق عليه ويمده بالنعم فاعلم أن ذلك استدراج منه سبحانه كحال الكفار الذين يسقيهم الله تعالى وهم على الكفر والشرك به . رابعا : قد تكون الاستجابة نسبية أي من البعض ، ويعم المطر ، لأنه الداعي دعا للجميع ، وقد تكون الاستجابة نسبية وينزل الله تعالى شيئا من القطر يغيث به قوما دون آخرين ، ويستفيد به قوما دون آخرين ، وقد ينزل المطر ولا يستفيدون منه شيئا ، وإذا كان الأمر كذلك فلا تعتبر حينئذ سقيا ، لأنه ربما نزل المطر بأسبابه الكونية وليست الشرعية .
خامسا : نزول المطر في الدول الكافرة والمشركة ليس دليلا على أن الله يحبهم أو هو راض عنهم ، بل ذلك ابتلاء وامتحان لهم ليكون حجة عليهم يوم القيامة ،حتى يزاد لهم في العذاب.
ثانيا : أن الله يجازي الكافر على عمله الصالح في الدنيا ، لأنها جنتهم يتمتعون فيها كما تتمتع البهائم ثم مصيرهم إلى النار وبأس المصير إذا ماتوا على ذلك الكفر والشرك .
ثالثا : منعه عن المسلمين ليذكرهم ويشعرهم بحاجتهم إلى ربهم ورجوعهم إليه وتضرعهم له وأنهم في فقر دائم مستمر إلى الملك الغني الذي بيده كل شيء والمتصرف في كل شيء ومن خزائن السموات والأرض بيده ، لما عندهم من إيمان وإسلام .
أما الكفار لو منعها عنهم فهم لا يتعظون ولا يعتقدون حاجة رجوعهم إلى الله ، ويعتقدون أن الطبيعة هي التي شحت عنهم ، وأن تغير الأحوال وتقلبها بسبب الطبيعة لا غير.
الأسباب المانعة لنزول الغيث : وهذه الأسباب أولها . الشرك بالله فإن قوم نوح وقوم هود لما كان ذنبهم الشرك الله تعالى منع عنهم القطر وطلب منهم التوبة والاستغفار حتى يسقيهم .
1 – الشرك والكفر بنوعيه : قال تعالى :{ {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ }(52)سورة هود.
قلت : وإن كان هذا الكفر في هذا الحديث هو كفر النعمة وليس بكفر خارج عن الملة . كما قال الشيخ زيد المدخلي- رحمه الله- في منظومة الفروق .
وما سواها فكفر عملي - - فافهم وحقق يا وريث الرسل .
ككفر نعمة وقتل المسلم - - ورغبة عن والد فلتعلم .
ومن يقل بالنوء قد مطرنا - - فذاك كافر كما علمنا.
فمن باب أولى الشرك والكفر الأكبر كما في آية هود ونوح ففيها دليل على أنهم لما أشركوا بالله تعالى منع عنهم القطر من السماء حتى أجذبوا وطلب منهم الاستغفار والتوبة والرجوع إلى عبادة الله وحده لأن هو ونوح إنما كانت دعوتهما لقومهما إلى توحيد الله تعالى والتوبة من الشرك .
ثانيا : التطفيف في الميزان ونقص الكيل ببخس الناس حقوقهم .. فقد عاقب الله أمة بكاملها فقطع دابرها من الأرض بسبب تطفيفهم في الكيل والميزان .
ثالثا : عدم إخراج الزكاة ومنعها عن أهلها المستحقين لها، وهذه الأسباب جاءت في الحديث النبوي . ففي صحيح الترغيب والترهيب (2187 )وقال (صحيح لغيره) عن ابن عمر قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوهن ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا وما بخس قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله إلا سلط عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه إلا جعل الله بأسهم بينهم>>.
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فِي حَدِيثٍ لَهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: << لَمْ يُنْقِصْ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُو>> رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ(1343) .قال الألباني حسن ((الصحيحة (106)).
قال الشوكاني في نيل الأوطار (4/5) قَوْلُهُ: (لَمْ يَنْقُصْ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ. . . إلَخْ) فِيهِ أَنَّ نَقْصَ الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ سَبَبٌ لِلْجَدْبِ وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ وَجَوْرِ السَّلَاطِينِ قَوْلُهُ: (وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ. . . إلَخْ) فِيهِ أَنَّ مَنْعَ الزَّكَاةِ مِنْ الْأَسْبَابِ الْمُوجِبَةِ لِمَنْعِ قَطْرِ السَّمَاءِ قَوْلُهُ: (وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ. . . إلَخْ) فِيهِ أَنَّ نُزُولَ الْغَيْثِ عِنْدَ وُقُوعِ الْمَعَاصِي إنَّمَا هُوَ رَحْمَةٌ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى لِلْبَهَائِمِ. ترك أسباب وشرط استجابة الدعاء ، فإن الله أمر بالدعاء ووعد بالاستجابة ولكن ذلك لا يكون إلا بتوفير شروط الاستجابة وأسبابها وهي كثيرة .
منها :1 – الإخلاص - 2- التقوى - 3 - عدم الاعتداء في الدعاء - 4 -طيب المطعم والمشرب والملبس - 5 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - 6- عدم غفلة القلب وتلهيه أثناء الدعاء – 7 - اختيار المكان المناسب - 8 – اختيرا الزمان المناسب – 9 – أن لا يدعو بمعصية أو قطيعة رحم .وكل هذه الشروط دلت عليها أدلة صحيحة .
فرجاء استجابة الدعاء مع عدم تحقيقها في حالة الوسع والرخاء وعدم وقوع الظلم على الداعي يعتبر غرور وسوء ظن بربه نسأل الله السلامة ...
وصل اللهم وسلم على عبد ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وكتب :
أبو بكر يوسف لعويسي
9/2/1436هـ
الحمد لله وكفى والصلاة والسلاة على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم :
أما بعد :
لا يشك مسلم أن هناك أسباب مانعة من نزول المطر ينبغي على الأئمة والدعاة والمشايخ وطلبة العلم أن يذكروا بها تكرارا ومرارا، ويحثوا القوم الواقعين فيها على التوبة والاستغفار منها ، والرجوع عنها .. وقبل ذكر تلك الأسباب المانعة للمطر لابد من الجواب على شبهة يرددها بعض من جهل ، فيقول : ها قد استجاب الله دعاء المستسقين ، والحال على ما هو عليه من الذنوب والمعاصي ؟ وآخر يقول : هذه أوروبا الكافرة غارقة في سيول الأمطار فلماذا تحجزعن المسلمين ؟؟فما الجواب .
الجواب أن يقال :
أولا : ينبغي إحسان الظن بما تبقى من الخير في هذه الأمة ؛ لأن الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا ينقطع إلى قيام الساعة كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك الخير متمثل في الطائفة المنصورة ، وهم أهل العلم والحديث وليس من شك أن في الأمة منهم ولا يخلو زمان أو مكان من أفراد منهم .
ثانيا : إذا كان حقيقة أن الله استجاب دعاء المستسقين فإنما استجاب دعوة الصالحين منهم الأتقياء الأخفياء ، وربما استجاب دعوة شيخ كبير مُغيب عنا يبيت راكعا وساجدا لله ، أو دعوة طفل صغير لا يعرف معصية الله تعالى ، أو حيوان مضطر كما في قصة سليمان مع النملة ، وليس من شرط الاستجابة للبعض أن يكون الكل على حالة صلاح وتقوى واستغفار .وإن كان ذلك فهو الأكمل والأفضل .
ثالثا : هذه الاستجابة تكون حجة عليهم ، لأنه إذا رأيت العبد يقيم على معاصي الله تعالى والله يغدق عليه ويمده بالنعم فاعلم أن ذلك استدراج منه سبحانه كحال الكفار الذين يسقيهم الله تعالى وهم على الكفر والشرك به . رابعا : قد تكون الاستجابة نسبية أي من البعض ، ويعم المطر ، لأنه الداعي دعا للجميع ، وقد تكون الاستجابة نسبية وينزل الله تعالى شيئا من القطر يغيث به قوما دون آخرين ، ويستفيد به قوما دون آخرين ، وقد ينزل المطر ولا يستفيدون منه شيئا ، وإذا كان الأمر كذلك فلا تعتبر حينئذ سقيا ، لأنه ربما نزل المطر بأسبابه الكونية وليست الشرعية .
خامسا : نزول المطر في الدول الكافرة والمشركة ليس دليلا على أن الله يحبهم أو هو راض عنهم ، بل ذلك ابتلاء وامتحان لهم ليكون حجة عليهم يوم القيامة ،حتى يزاد لهم في العذاب.
ثانيا : أن الله يجازي الكافر على عمله الصالح في الدنيا ، لأنها جنتهم يتمتعون فيها كما تتمتع البهائم ثم مصيرهم إلى النار وبأس المصير إذا ماتوا على ذلك الكفر والشرك .
ثالثا : منعه عن المسلمين ليذكرهم ويشعرهم بحاجتهم إلى ربهم ورجوعهم إليه وتضرعهم له وأنهم في فقر دائم مستمر إلى الملك الغني الذي بيده كل شيء والمتصرف في كل شيء ومن خزائن السموات والأرض بيده ، لما عندهم من إيمان وإسلام .
أما الكفار لو منعها عنهم فهم لا يتعظون ولا يعتقدون حاجة رجوعهم إلى الله ، ويعتقدون أن الطبيعة هي التي شحت عنهم ، وأن تغير الأحوال وتقلبها بسبب الطبيعة لا غير.
الأسباب المانعة لنزول الغيث : وهذه الأسباب أولها . الشرك بالله فإن قوم نوح وقوم هود لما كان ذنبهم الشرك الله تعالى منع عنهم القطر وطلب منهم التوبة والاستغفار حتى يسقيهم .
1 – الشرك والكفر بنوعيه : قال تعالى :{ {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ }(52)سورة هود.
قال ابن جزير الطبري (15/35قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل هود لقومه: (ويا قوم استغفروا ربكم) ، يقول: آمنوا به حتى يغفر لكم ذنوبكم.
والاستغفار: هو الإيمان بالله في هذا الموضع، لأن هودًا صلى الله عليه وسلم إنما دعا قومه إلى توحيد الله ليغفر لهم ذنوبهم، كما قال نوح لقومه: {اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [سورة نوح: 3: 4].
وقوله: (ثم توبوا إليه) ، يقول: ثم توبوا إلى الله من سالف ذنوبكم وعبادتكم غيره بعد الإيمان به (يرسل السماء عليكم مدرارا) ، يقول: فإنكم إن آمنتم بالله وتبتم من كفركم به، أرسل قَطْر السماء عليكم يدرَّ لكم الغيثَ في وقت حاجتكم إليه، وتحَيَا بلادكم من الجدب والقَحط. وفي صحيح الجامع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :<< أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب وأما من قال: مطرنا بنوء كذا.. وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكواكب>>. قال الألباني: (صحيح) [حم ق د ن هـ] عن زيد بن خالد. مختصر مسلم( 56) الإرواء (681)والحديث متفق عليه . قلت : وإن كان هذا الكفر في هذا الحديث هو كفر النعمة وليس بكفر خارج عن الملة . كما قال الشيخ زيد المدخلي- رحمه الله- في منظومة الفروق .
وما سواها فكفر عملي - - فافهم وحقق يا وريث الرسل .
ككفر نعمة وقتل المسلم - - ورغبة عن والد فلتعلم .
ومن يقل بالنوء قد مطرنا - - فذاك كافر كما علمنا.
فمن باب أولى الشرك والكفر الأكبر كما في آية هود ونوح ففيها دليل على أنهم لما أشركوا بالله تعالى منع عنهم القطر من السماء حتى أجذبوا وطلب منهم الاستغفار والتوبة والرجوع إلى عبادة الله وحده لأن هو ونوح إنما كانت دعوتهما لقومهما إلى توحيد الله تعالى والتوبة من الشرك .
ثانيا : التطفيف في الميزان ونقص الكيل ببخس الناس حقوقهم .. فقد عاقب الله أمة بكاملها فقطع دابرها من الأرض بسبب تطفيفهم في الكيل والميزان .
ثالثا : عدم إخراج الزكاة ومنعها عن أهلها المستحقين لها، وهذه الأسباب جاءت في الحديث النبوي . ففي صحيح الترغيب والترهيب (2187 )وقال (صحيح لغيره) عن ابن عمر قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوهن ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا وما بخس قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله إلا سلط عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه إلا جعل الله بأسهم بينهم>>.
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فِي حَدِيثٍ لَهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: << لَمْ يُنْقِصْ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُو>> رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ(1343) .قال الألباني حسن ((الصحيحة (106)).
قال الشوكاني في نيل الأوطار (4/5) قَوْلُهُ: (لَمْ يَنْقُصْ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ. . . إلَخْ) فِيهِ أَنَّ نَقْصَ الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ سَبَبٌ لِلْجَدْبِ وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ وَجَوْرِ السَّلَاطِينِ قَوْلُهُ: (وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ. . . إلَخْ) فِيهِ أَنَّ مَنْعَ الزَّكَاةِ مِنْ الْأَسْبَابِ الْمُوجِبَةِ لِمَنْعِ قَطْرِ السَّمَاءِ قَوْلُهُ: (وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ. . . إلَخْ) فِيهِ أَنَّ نُزُولَ الْغَيْثِ عِنْدَ وُقُوعِ الْمَعَاصِي إنَّمَا هُوَ رَحْمَةٌ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى لِلْبَهَائِمِ. ترك أسباب وشرط استجابة الدعاء ، فإن الله أمر بالدعاء ووعد بالاستجابة ولكن ذلك لا يكون إلا بتوفير شروط الاستجابة وأسبابها وهي كثيرة .
منها :1 – الإخلاص - 2- التقوى - 3 - عدم الاعتداء في الدعاء - 4 -طيب المطعم والمشرب والملبس - 5 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - 6- عدم غفلة القلب وتلهيه أثناء الدعاء – 7 - اختيار المكان المناسب - 8 – اختيرا الزمان المناسب – 9 – أن لا يدعو بمعصية أو قطيعة رحم .وكل هذه الشروط دلت عليها أدلة صحيحة .
فرجاء استجابة الدعاء مع عدم تحقيقها في حالة الوسع والرخاء وعدم وقوع الظلم على الداعي يعتبر غرور وسوء ظن بربه نسأل الله السلامة ...
وصل اللهم وسلم على عبد ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وكتب :
أبو بكر يوسف لعويسي
9/2/1436هـ
تعليق