ضروب التأكيد
[ قال تعالى
{ فلا وربك لا يؤمنون
حتى يحكموك فيما شجر بينهم
ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت
ويسلموا تسليما }
النساء65
فأكد ذلك بضروب من التأكيد
أحدها:
تصدير الجملة المقسم عليها بحرف النفي المتضمن لتأكيد النفي المقسم عليه وهو في ذلك كتصدير الجملة المثبتة بإن
الثاني:
القسم بنفسه سبحانه
الثالث:
أنه أتى بالمقسم عليه بصيغة الفعل الدالة على الحدوث أي لا يقع منهم إيمان ما حتى يحكموك
الرابع:
أنه أتى في الغاية بحتى دون (إلا) المشعرة بأنه لا يوجد الإيمان إلا بعد حصول التحكيم لأن ما بعد حتى يدخل فيما قبلها
الخامس:
أنه أتى المحكم فيه بصيغة الموصول الدالة على العموم وهو قوله فيما شجر بينهم أي في جميع ما تنازعوا فيه من الدقيقة والجليلة
السادس:
أنه ضم إلى ذلك انتفاء الحرج وهو الضيق من حكمه
السابع:
أنه أتى به نكرة في سياق النفي أي لا يجدون نوعا من أنواع الحرج البتة
الثامن:
أنه أتى بذكر ما قضى به بصيغة العموم فإنها
إما مصدرية أي من قضائك
أو موصولة أي من الذي قضيته
وهذا يتناول كل فرد من أفراد قضائه
التاسع:
أنه لم يكتف منهم بذلك حتى يضيفوا إليه التسليم وهو قدر زائد على التحكيم وانتفاء الحرج فما كل من حكم انتفى عنه الحرج ولا كل من انتفى عنه الحرج يكون مسلما منقادا فإن التسليم يتضمن الرضا بحكمه والانقياد له
العاشر:
أنه أكد فعل التسليم بالمصدر المؤكد.
ونحن نناشد هؤلاء الجهمية بالله الذي لا إله إلا هو هل يجدون في أنفسهم هذا التسليم والانقياد والتحكيم للنصوص وهل هم مع الرسول وما جاء به بهذه المنزلة فوالله إن قلوبهم وألسنتهم وكتبهم لتشهد عليهم بضد ذلك كما يشهد به عليهم المؤمنون والملائكة وأولو العلم والله سبحانه وكفى بالله شهيدا].
الصواعق المرسلة(4\1520-1521)
أخوكم المحب:عماد الحديدي