[بيان] أبياتٌ لا تصح نسبتها للإمام الشافعيّ -رحمه الله -

[أم أمامة بنت عمر]

الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمد و على آله وصحبه وسلَّم
أمّا بعدُ:
فثَمَّة شعر يُنسب للإمام الشافعي- رحمه الله-فيه ما فيه مِنْ سبٍ للدهرِ وفيه الدهر فاعل حقيقة وهم في نسبتهم هذا الشعر للإمام الشافعي لا دليل لهم عليه يستندون .
أبيات مِن هذهِ الدواوين:

لَمَّا بَلَوْتُ أخِلائي وَجَدْتُهُمُ ------ كالدَّهرِ في الغدرِ لم يبقوا على أحد

سبحان الله ما ينسبُ هذا للإمام – رحمه الله – ما يُنْسَب ّ! وهاكم كلام الإمام الشافعي فهذا يضرب قوله هذا! وهذا لا يستوي.
قال الشافعي- رحمه الله -: (( إن العرب كان من شأنها أن تذم الدهر،وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم ، من موت أو هرم أو تلف أو غير ذلك فيقولون : (إنّما يهلكنا الدهر وهو الليل والنهار ويقولون أصابتهم القوارع وأبادهم الدهر) فيجعلون الليل والنهار يفعلان الأشياء ، فيذمون الدهر بأنّه الذي يفنيهم ، ويفعل بهم ، فقال رسول الله ﷺ((لا تسبوا الدهر))على أنّه الذي يفنيكم ويفعل بكم هذهالأشياء فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء فإنّما تسبون الله تبارك وتعالى فإنه فاعل هذه الأشياء . اهــ(الإمداد ،ج3،ص42
وكيف يخالف قوله وقدْ قال -رحمه الله- : أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله - ﷺ - لم يكنْ له أنْ يدعها لقول أحد .

وقال رحمه الله : إذا خالف قولي قول رسول الله فاضربوا بقولي عرض الحائط .اهـ (نصيحة للشباب للعلامة صالح بن فوزان الفوزان)
وها هنا خالف قوله :"كالدَّهرِ في الغدرِ لم يبقوا على أحدِ"! حديث رسول الله – ﷺ-: ((لاتسُبُّواالدَّهرَ. فإنَّ اللهَ هو الدَّهرُ)) مسلم
فهل ينسبُ هذا الديوان للإمام الشافعي – رحمه الله وهو منْ هو إمامٌ مِنْ أئمة السنّة ممن عرف بالسابقة في الفضل وجلالة القدر والإمامة في الدين؟!.بنت عمر