بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد ؛ فقد جاء في المحاضرة الموسومة بـ " من وراء داعش " توضيح ما هي عليه هذه الفئة من البغي والعدوان والخروج و..الخ ، ورد على شُبه كثيرة، تناولها ثلة من المشايخ من طلبة العلم الأفاضل حفظهم الله، من هذه الأمور التي رد عليها المشايخ رد للشيخ أبو العباس عادل منصور حفظه الله على أمر مهم خاض فيه كثير من الناس وخاصة من السلفيين وهذا الأمر هو التدخل في شئون ولاة الأمر والاقتراح عليهم علنا في مقالات صحفية ، ومطالبتهم بفعل كذا ، وترك كذا ، وغير ذلك من الأمور التي لا دخل للمرء فيها، وليست هي من صلاحيته ولا من شؤونه ، فأحببت أن أضع الرد هنا تنبيهاً للإخوة وزجراً لمن كان له وزاع من الخروج والسعي لنشر الفساد بين طلبة العلم.
جاء في المحاضرة - آخر المحاضرة - ما يلي :
الشيخ أبو العباس : الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الذي وفق لهذا اللقاء والذي كان القصد منه إن شاء الله توضيح الصورة وبيان الحقيقة وليس الغرض الرد على كل شبهة يوردها أهل الباطل فإن ذلك غير مطلوب ولا مقدور عليه ، هذا أمر ،...
الأمر الثالث : إني أتذكر لما قتل النواة الأولى لتأسيس دولة العراق الإسلامية وهو أبو مصعب الزرقاوي خرج علينا بعض الدكاترة فكتب مقالة : لا نفرح ولا نحزن على موت الزرقاوي، وأننا نعلم أنه يكفرنا ويكفر شعوبنا وولاة أمورنا، ولكن نعامله كما نعامل يزيد بن معاوية لا نحبه ولا نسبه!! .
إن مثل هذه الكتابات التي تعترض في مسيرة طريق الذب عن السنة تفتك وتعمل عملا سيئا في نفوس الذين يُصادون بتلك الكتابات وتصلهم وتتلقى على أنها توجيهات نيرة سلفية ، كذلك ما يتعلق بالثناء على بعض القيادات المعروفة بضلالها وانحرافها لكونها وفقت موقفا يظنه ذلك المثني صائبا، كذلك التدخل في شئون الدول سلمها وحربها ، الذي يكتب لا يفرح بموت الزرقاوي ؟ اليوم يقول كذلك لماذا هذه الدول الإسلامية تضرب داعش وتدعو إلى قتالها ولا تضرب الفرقة الفلانية أو الفرقة الفلانية ، إن هذا التدخل في شئون ولاة الأمر والاقتراح عليهم علنا في مقالات صحفية أو تغريدات تويترية (1) هذه ، هذا يعتبر من مسالك هذه الجماعات ومن لوثها وطرقها ، يجب تصفية الذهن السلفي عند بعض الناس واللسان السلفي عند بعض الناس والقلم السلفي عند بعض الناس ، إن تنظيف المذكور آنفا من لوث الجماعات أشد وأصعب من الرد على الجماعات الصريحة لأن هذا لوث من الداخل إن تركته نمى وزاد وأفسد وإن تكلمت عليه قيل كيف تتكلم في إخوانك ، ما تركت إخوانك السلفيين الذين يدعون إلى التوحيد والسنة ،ولهذا الشيخ أحمد السبيعي وفقه الله وحفظه ونفع به ، لما كان يقرأ في ردود الحزبيين على بعض التكفيريين مع التبرير فكيف لما تسمع لشيخ سني سلفي فيتحدث عن ظاهرة التكفير فيقول أول سبب لانتشارها انتشار بؤر الفساد والخلاعة في المجتمعات ، الفساد الخلقي فلما يأت إلى ذكر وسائل العلاج فيقول القضاء على بؤر الفساد والخلاعة والإجرام في المجتمع .
إن علاج الخوارج نص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمنى أن يحصل له " لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ"(2)
خرجوا في أطهر العصور وأنقاها وأصفاها، خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .
أقول : إن هذه النفثات في كلمات المنتسبين للسنة هذه تضر لأنها تأت من موضع الأمن والأمان فتكون نكايتها وتحريفها للتصور أشد، وفقنا الله للطريق الأرشد والأسد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .اه.
************************************************** ***************
(1) أو منشورات فسبوكية.، أو على الواتس آب، أو غير ذلك من وسائل التواصل .
(2) أخرجه البخاري برقم (6995) .
انتقاء /
أبو قصي عمر عاشور
10 ذي الحجة 1435هـ