الفرق بين التبصرة و التذكرة في مثل قوله << تبصرة و ذكرى لكل عبد منيب >>
ـــ أن التبصرة هي العلم بالشيئ و التبصر فيه و التذكرة هي العمل بالعلم اعتقادا و عملا
و توضيح هذا : أن العلم التام النافع يفتقر إلى ثلاثة أمور :
التفكر أولا في آيات الله المتلوة و المشهودة فإذا تفكر أدرك ما تفكر فيه بحسب فهمه و ذكائه فعرف ما تفكر فيه و فهمه و هذا هو التبصر فإذا علمه عمل به ، فإن كان اعتقادا و إيمانا صدقه بقلبه و أقر ّ به و اعترف ، و إن اقتضى عملا قلبيا أو قوليا و بدنيا عمل به و هذا هو التذكر و هو التذكرة و حاصل ذالك هو معرفة الحق و اتباعه و معرفة الباطل و اجتنابه و على هذا تكون الدرجات ثلاثا :
1 ) التفكر : و هو أدناها
2 ) التبصر : و هو أوسطها
3 ) ثم التذكر : و هو أعلاها و هو ثمرة التبصر
تيسير اللطيف المنان ص ( 426 )
من دعا الأمة إلى غير سنة
قال بن القيم رحمه الله : قالى تعالى {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }النحل25
و قال تعالى {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ }العنكبوت13
و هذا يدل على أن من دعا الأمة إلى غير سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو عدوه حقا لأنه قطع أجر من اهتدى بسنة إليه و هذا من معاداته نعوذ بالله من الخذلان
مفتاح دار السعادة ص 64
قال الإمام العلامة حافظ المغرب أبو عمر يوسف ابن عبد الله بن عبد البر النصري الأندلسي – صاحب التمهيد – و الاستذكار و الاستيعاب و العلم . والتصانيف النفيسة لما انتهى إلى شرح حديث النزول من الموطأ .
هذا الحديث صحيح لم يختلف أهل الحديث في صحته و فيه دليل أن الله سبحانه و تعالى في السماء على العرش فوق سبع سماوات كما قال الجماعة و هو من حجتهم على المعتزلة . و هذا أشهر عند العامة و الخاصة و أعرف من أن يحتاج إلى أكثر من حكايته لأنه اظطرار لم يوقفهم عليه أحد و لا أنكره عليهم مسلم .
و قال أبو عمر أيضا : أجمع علماء الصحابة و التابعين الذين حمل عليهم الـتأويل ، قالوا في تأويل . قوله تعالى (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }المجادلة7 هو على العرش و علمه في كل مكان و ما خالفهم في ذالك أحد يحتج بقوله .
قال الشيخ الألباني : قلت – في هذا النص رد صريح لما ذهب إليه الإمام الشوكاني في آخر " تحفته " [ ص 95 – 69 ] . المجموعة المنيرية ج 2 ) أن تأويل هذه اللآية و آية ( هو معكم أين ما كنتم ) بالمعية العلمية إنما هو شعبة من شعب التأويل المخالف لمذهب السلف و ما كان عليه الصحابة و التابعون و تابعوهم .
كذا قال ، و كأنه لم يقف على هذا النص من الحافظ ابن عبد البر ، و لا على ماسبق من القول عن الأئمة الفحول كسفيان الثوري و مالك و مقاتل و ابن حبان الذين فسروا الآيتين بمثل ما نقل ابن عبد البر إجماع الصحابة و من بعدهم عليه ، فلا تغتر إذا بما زعمه الشوكاني من المخالفة ، فإن لكل عالم زلة و لكل جواد كبوة .
مختصر العلو تحقيق الشيخ الألباني ط المكتب الإسلامي
فائدة فقهية نفيسة
قال الحافظ بن حجر في تعليقه على حديث أنس ابن مالك في باب حمل العنزة مع الماء في الاستنجاء :
العنزة بفتح النون: عصا أقصر من الرمح لها سنان ، و هي الحربة الصغيرة
قال : و لقرينة حمل العنزة مع الماء فإن الصلاة إليها تكون حيث لا سترة غيرها . و أيضا فإن الأخلية التي في البيوت كان خدمته فيها متعلقة بأهله . و فهم بعضهم من تبويب البخاري أنها كانت تحمل ليستتر بها عند قضاء الحاجة و فيه نظر ، لأن ضابط السترة في هذا ما يستر الأسافل و العنزة ليست كذالك ، نعم يحتمل أن يركزها أمامه و يضع عليها الثوب الساتر ، أو يركزها بجنبه لتكون إشارة إلى منع من يروم المرور بقربه ، أو تحمل لنبش الأرض الصلبة ، أو لمنع ما يعرض من هوام الأرض لكونه صلى الله عليه و سلم كان يبعد عند قضاء الحاجة ، أو تحمل لأن كان إذا استنجى توضأ ، و إذا توضأ صلى و هذا أظهر الأوجه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
فتح الباري / المجلد الأول / ص 319
ـــ أن التبصرة هي العلم بالشيئ و التبصر فيه و التذكرة هي العمل بالعلم اعتقادا و عملا
و توضيح هذا : أن العلم التام النافع يفتقر إلى ثلاثة أمور :
التفكر أولا في آيات الله المتلوة و المشهودة فإذا تفكر أدرك ما تفكر فيه بحسب فهمه و ذكائه فعرف ما تفكر فيه و فهمه و هذا هو التبصر فإذا علمه عمل به ، فإن كان اعتقادا و إيمانا صدقه بقلبه و أقر ّ به و اعترف ، و إن اقتضى عملا قلبيا أو قوليا و بدنيا عمل به و هذا هو التذكر و هو التذكرة و حاصل ذالك هو معرفة الحق و اتباعه و معرفة الباطل و اجتنابه و على هذا تكون الدرجات ثلاثا :
1 ) التفكر : و هو أدناها
2 ) التبصر : و هو أوسطها
3 ) ثم التذكر : و هو أعلاها و هو ثمرة التبصر
تيسير اللطيف المنان ص ( 426 )
من دعا الأمة إلى غير سنة
قال بن القيم رحمه الله : قالى تعالى {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }النحل25
و قال تعالى {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ }العنكبوت13
و هذا يدل على أن من دعا الأمة إلى غير سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو عدوه حقا لأنه قطع أجر من اهتدى بسنة إليه و هذا من معاداته نعوذ بالله من الخذلان
مفتاح دار السعادة ص 64
الإمام ابن عبد البر [ 367- 463 ]
قال الإمام العلامة حافظ المغرب أبو عمر يوسف ابن عبد الله بن عبد البر النصري الأندلسي – صاحب التمهيد – و الاستذكار و الاستيعاب و العلم . والتصانيف النفيسة لما انتهى إلى شرح حديث النزول من الموطأ .
هذا الحديث صحيح لم يختلف أهل الحديث في صحته و فيه دليل أن الله سبحانه و تعالى في السماء على العرش فوق سبع سماوات كما قال الجماعة و هو من حجتهم على المعتزلة . و هذا أشهر عند العامة و الخاصة و أعرف من أن يحتاج إلى أكثر من حكايته لأنه اظطرار لم يوقفهم عليه أحد و لا أنكره عليهم مسلم .
و قال أبو عمر أيضا : أجمع علماء الصحابة و التابعين الذين حمل عليهم الـتأويل ، قالوا في تأويل . قوله تعالى (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }المجادلة7 هو على العرش و علمه في كل مكان و ما خالفهم في ذالك أحد يحتج بقوله .
قال الشيخ الألباني : قلت – في هذا النص رد صريح لما ذهب إليه الإمام الشوكاني في آخر " تحفته " [ ص 95 – 69 ] . المجموعة المنيرية ج 2 ) أن تأويل هذه اللآية و آية ( هو معكم أين ما كنتم ) بالمعية العلمية إنما هو شعبة من شعب التأويل المخالف لمذهب السلف و ما كان عليه الصحابة و التابعون و تابعوهم .
كذا قال ، و كأنه لم يقف على هذا النص من الحافظ ابن عبد البر ، و لا على ماسبق من القول عن الأئمة الفحول كسفيان الثوري و مالك و مقاتل و ابن حبان الذين فسروا الآيتين بمثل ما نقل ابن عبد البر إجماع الصحابة و من بعدهم عليه ، فلا تغتر إذا بما زعمه الشوكاني من المخالفة ، فإن لكل عالم زلة و لكل جواد كبوة .
مختصر العلو تحقيق الشيخ الألباني ط المكتب الإسلامي
فائدة فقهية نفيسة
قال الحافظ بن حجر في تعليقه على حديث أنس ابن مالك في باب حمل العنزة مع الماء في الاستنجاء :
العنزة بفتح النون: عصا أقصر من الرمح لها سنان ، و هي الحربة الصغيرة
قال : و لقرينة حمل العنزة مع الماء فإن الصلاة إليها تكون حيث لا سترة غيرها . و أيضا فإن الأخلية التي في البيوت كان خدمته فيها متعلقة بأهله . و فهم بعضهم من تبويب البخاري أنها كانت تحمل ليستتر بها عند قضاء الحاجة و فيه نظر ، لأن ضابط السترة في هذا ما يستر الأسافل و العنزة ليست كذالك ، نعم يحتمل أن يركزها أمامه و يضع عليها الثوب الساتر ، أو يركزها بجنبه لتكون إشارة إلى منع من يروم المرور بقربه ، أو تحمل لنبش الأرض الصلبة ، أو لمنع ما يعرض من هوام الأرض لكونه صلى الله عليه و سلم كان يبعد عند قضاء الحاجة ، أو تحمل لأن كان إذا استنجى توضأ ، و إذا توضأ صلى و هذا أظهر الأوجه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
فتح الباري / المجلد الأول / ص 319