بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و إخوانه إلى يوم الدين أما بعد :
فهذه فوائد مفيدة من كتاب " الفوائد المنتقاة من فتح الباري و كتب أخرى"1 لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن العباد البدر حفظه الله تعالى أضعها بين يدي إخواني بين الفينة و الأخرى أسأل الله أن ينفعنا بها .
1- اتباع السنّة :
الفائدة رقم 4 :[ اتباع السنّة و ترك العمل بالرأي في مورد النص ]2
روى البخاري في صحيحه من حديث أسلم العدوي : أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للركن : " أما و الله إنّي لأعلم أنّك حجر لا تضر و لا تنفع ، و لولا أنّي رأيت النّبي صلى الله عليه و سلم استلمك ما استلمتك " ، فاستلمه ثم قال : " ما لنا و للرمل ؟ إنّما كنّا راءينا به المشركين ، و قد أهلكهم الله " ، ثمّ قال : " شيء صنعه النّبي فلا نحب أن نتركه ".
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرحه : " إنّ عمر كان همّ بترك الرمل في الطواف لأنّه عرف سببه و قد انقضى ، فهمّ أن يتركه لفقد سببه ، ثمّ رجع عن ذلك لاحتمال أن تكون له حكمة ما اطّلع عليها ، فرأى أن الاتباع أولى من طريق المعنى ، و أيضا أن فاعل ذلك إذا فعله تذكّر السبب الباعث على ذلك فيتذكّر نعمة الله على إعزاز الإسلام و أهله " [ صحيح البخاري مع الفتح : 3 /471 ، 472 ].
انتهى بتصرف يسير من الصفحة :13من الفوائد المنتقاة .
------------
1- الطبعة التي بين يدي : ط . 1 دار الإمام مالك سنة 1428 هـ.
2-ما بين معكوفتين من اجتهادي و ليس في الأصل .
-------------------------------
--------------------------------
الفائدة رقم 7 : [ معنى عدم التسبيح في السفر ]:
روى البخاري في صحيحه أنّ حفص بن عاصم قال : سافر ابن عمر رضي الله عنهما و قال : صحبت رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم أره يسبّح في السفر ، و قال الله جلّ ذكره : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " [ الأحزاب : 21].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " أي يتنفّل الرواتب التي قبل الفريضة و بعدها " [ صحيح البخاري مع الفتح : 2 /577].
من الصفحة : 14 من الفوائد المنتقاة
-------------------------------
--------------------------------
الفائدة رقم 9: البدع تجرّ إلى بعضها و البدعة الصغيرة بريد إلى البدعة الكبيرة:
قال الدارمي في سننه : أخبرنا الحكم بن المبارك ، أخبرنا عمرو بن يحيى قال : سمعت أبي يحدّث عن أبيه قال : " كنّا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال : أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا لا ، فجلس معنا حتّى خرج ، فلمّا خرج قمنا إليه جميعا ، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ، إنّي رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ، و لم أر و الحمد لله إلاّ خيرا ، قال : فما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه ، قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة ، في كلّ حلقة رجل ،و في أيديهم حصى ، فيقول ، كبّروا مائة ، فيكبّرون مائة ، فيقول : هلّلوا مائة ، فيهلّلون مائة ، و يقول : سبّحوا مائة فيسبّحون مائة ، قال : فماذا قلت لهم ؟ قال : ما قلت لهم شيئا انتظار أمرك ، قال : أفلا أمرتهم أن يعدّوا سيئاتهم ، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيئا ، ثمّ مضى و مضينا معه حتّى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حصى نعدّ به التكبير و التهليل و التسبيح ، قال : عدّوا سيئاتكم ، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمّة محمّد ، ما أسرع هلكتكم ، ، هؤلاء صحابة نبيّكم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ،و آنيته لم تكسر ، و الذي نفسي بيده إنّكم لعلى ملّةٍ هي أهدى من ملّة محمّدٍ ، أو مفتتحوا باب ضلالة . قالوا :و الله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلاّ الخير ، قال : و كم من مريدٍ للخير لن يصيبه، إنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم حدّثنا أنّ قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، و أيّم الله ما أدري لعلّ أكثرهم منكم ، ثمّ تولى عنهم ، فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامّة تلك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج " . [ سنن الدارمي :1 /61 ، حديث رقم 201 ] [ سلسلة الأحاديث الصحيحة : رقم 2005]. من الصفحة : 15 من الفوائد المنتقاة .
قال الشيخ الألباني رحمه الله معلّقا على هذه القصة في السلسلة الصحيحة الجزء 5 ، الصفحة 13 و 14:
" فإن فيها - قصة ابن مسعود مع أصحاب الحلقات - عبرة لأصحاب الطرق و حلقات الذكر على خلاف السنة , فإن هؤلاء إذا أنكر عليهم منكر ما هم فيه اتهموه بإنكار الذكر من أصله ! و هذا كفر لا يقع فيه مسلم في الدنيا , و إنما المنكر ما ألصق به من الهيئات و التجمعات التي لم تكون مشروعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم , و إلا فما الذي أنكره ابن مسعود رضي الله عنه على أصحاب تلك الحلقات ? ليس هو إلا هذا التجمع في يوم معين , و الذكر بعدد لم يرد , و إنما يحصره الشيخ صاحب الحلقة , و يأمرهم به من عند نفسه , و كأنه مشرع عن الله تعالى ! *( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )* . زد على ذلك أن السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فعلا و قولا إنما هي التسبيح بالأنامل , كما هو مبين في “ الرد على الحبشي “ , و في غيره . و من الفوائد التي تؤخذ من الحديث و القصة , أن العبرة ليست بكثرة العبادة و إنما بكونها على السنة , بعيدة عن البدعة , و قد أشار إلى هذا ابن مسعود رضي الله عنه بقوله أيضا : “ اقتصاد في سنة , خير من اجتهاد في بدعة “ . و منها : أن البدعة الصغيرة بريد إلى البدعة الكبيرة , ألا ترى أن أصحاب تلك الحلقات صاروا بعد من الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ? فهل من معتبر ? !" .
الحمد لله ربّ العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و إخوانه إلى يوم الدين أما بعد :
فهذه فوائد مفيدة من كتاب " الفوائد المنتقاة من فتح الباري و كتب أخرى"1 لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن العباد البدر حفظه الله تعالى أضعها بين يدي إخواني بين الفينة و الأخرى أسأل الله أن ينفعنا بها .
1- اتباع السنّة :
الفائدة رقم 4 :[ اتباع السنّة و ترك العمل بالرأي في مورد النص ]2
روى البخاري في صحيحه من حديث أسلم العدوي : أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للركن : " أما و الله إنّي لأعلم أنّك حجر لا تضر و لا تنفع ، و لولا أنّي رأيت النّبي صلى الله عليه و سلم استلمك ما استلمتك " ، فاستلمه ثم قال : " ما لنا و للرمل ؟ إنّما كنّا راءينا به المشركين ، و قد أهلكهم الله " ، ثمّ قال : " شيء صنعه النّبي فلا نحب أن نتركه ".
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرحه : " إنّ عمر كان همّ بترك الرمل في الطواف لأنّه عرف سببه و قد انقضى ، فهمّ أن يتركه لفقد سببه ، ثمّ رجع عن ذلك لاحتمال أن تكون له حكمة ما اطّلع عليها ، فرأى أن الاتباع أولى من طريق المعنى ، و أيضا أن فاعل ذلك إذا فعله تذكّر السبب الباعث على ذلك فيتذكّر نعمة الله على إعزاز الإسلام و أهله " [ صحيح البخاري مع الفتح : 3 /471 ، 472 ].
انتهى بتصرف يسير من الصفحة :13من الفوائد المنتقاة .
------------
1- الطبعة التي بين يدي : ط . 1 دار الإمام مالك سنة 1428 هـ.
2-ما بين معكوفتين من اجتهادي و ليس في الأصل .
-------------------------------
--------------------------------
الفائدة رقم 7 : [ معنى عدم التسبيح في السفر ]:
روى البخاري في صحيحه أنّ حفص بن عاصم قال : سافر ابن عمر رضي الله عنهما و قال : صحبت رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم أره يسبّح في السفر ، و قال الله جلّ ذكره : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " [ الأحزاب : 21].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " أي يتنفّل الرواتب التي قبل الفريضة و بعدها " [ صحيح البخاري مع الفتح : 2 /577].
من الصفحة : 14 من الفوائد المنتقاة
-------------------------------
--------------------------------
الفائدة رقم 9: البدع تجرّ إلى بعضها و البدعة الصغيرة بريد إلى البدعة الكبيرة:
قال الدارمي في سننه : أخبرنا الحكم بن المبارك ، أخبرنا عمرو بن يحيى قال : سمعت أبي يحدّث عن أبيه قال : " كنّا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال : أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا لا ، فجلس معنا حتّى خرج ، فلمّا خرج قمنا إليه جميعا ، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ، إنّي رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ، و لم أر و الحمد لله إلاّ خيرا ، قال : فما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه ، قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة ، في كلّ حلقة رجل ،و في أيديهم حصى ، فيقول ، كبّروا مائة ، فيكبّرون مائة ، فيقول : هلّلوا مائة ، فيهلّلون مائة ، و يقول : سبّحوا مائة فيسبّحون مائة ، قال : فماذا قلت لهم ؟ قال : ما قلت لهم شيئا انتظار أمرك ، قال : أفلا أمرتهم أن يعدّوا سيئاتهم ، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيئا ، ثمّ مضى و مضينا معه حتّى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حصى نعدّ به التكبير و التهليل و التسبيح ، قال : عدّوا سيئاتكم ، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمّة محمّد ، ما أسرع هلكتكم ، ، هؤلاء صحابة نبيّكم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ،و آنيته لم تكسر ، و الذي نفسي بيده إنّكم لعلى ملّةٍ هي أهدى من ملّة محمّدٍ ، أو مفتتحوا باب ضلالة . قالوا :و الله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلاّ الخير ، قال : و كم من مريدٍ للخير لن يصيبه، إنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم حدّثنا أنّ قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، و أيّم الله ما أدري لعلّ أكثرهم منكم ، ثمّ تولى عنهم ، فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامّة تلك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج " . [ سنن الدارمي :1 /61 ، حديث رقم 201 ] [ سلسلة الأحاديث الصحيحة : رقم 2005]. من الصفحة : 15 من الفوائد المنتقاة .
قال الشيخ الألباني رحمه الله معلّقا على هذه القصة في السلسلة الصحيحة الجزء 5 ، الصفحة 13 و 14:
" فإن فيها - قصة ابن مسعود مع أصحاب الحلقات - عبرة لأصحاب الطرق و حلقات الذكر على خلاف السنة , فإن هؤلاء إذا أنكر عليهم منكر ما هم فيه اتهموه بإنكار الذكر من أصله ! و هذا كفر لا يقع فيه مسلم في الدنيا , و إنما المنكر ما ألصق به من الهيئات و التجمعات التي لم تكون مشروعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم , و إلا فما الذي أنكره ابن مسعود رضي الله عنه على أصحاب تلك الحلقات ? ليس هو إلا هذا التجمع في يوم معين , و الذكر بعدد لم يرد , و إنما يحصره الشيخ صاحب الحلقة , و يأمرهم به من عند نفسه , و كأنه مشرع عن الله تعالى ! *( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )* . زد على ذلك أن السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فعلا و قولا إنما هي التسبيح بالأنامل , كما هو مبين في “ الرد على الحبشي “ , و في غيره . و من الفوائد التي تؤخذ من الحديث و القصة , أن العبرة ليست بكثرة العبادة و إنما بكونها على السنة , بعيدة عن البدعة , و قد أشار إلى هذا ابن مسعود رضي الله عنه بقوله أيضا : “ اقتصاد في سنة , خير من اجتهاد في بدعة “ . و منها : أن البدعة الصغيرة بريد إلى البدعة الكبيرة , ألا ترى أن أصحاب تلك الحلقات صاروا بعد من الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ? فهل من معتبر ? !" .
تعليق