إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً... أما بعد... لما اقلق الشرك قلوب المحدين وخافوا على أنفسهم أن يكونوا بالأصنام وسبل الشرك مفتونين دعا ربه أمام الموحدين بقلب خائف حزين فقال الله في محكم التنزيل: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَام) فإبراهيم عليه الصلاة والسلام خاف على نفسه الشرك وخاف على ذريته من بعده مع أنه خليل الله والخله لم تكن إلا لإبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام وهي أعلى درجات المحبة مع هذه المنزلة العظيمة خاف على نفسه الشرك وهو الذي حطم الأصنام بيديه قال ابراهيم التيمي رحمه الله: (ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم) قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: (فإذا كان الخليل إمام الحنفاء الذي جعله الله أمة واحدة, وابتلاه بكلمات فأتمهن, وقال: (وإبراهيم الذي وفى) وأمر بذبح ولده فامتثل أمر ربه, وكسر الأصنام واشتد نكيره على أهل الشرك, ومع ذلك يخاف أن يقع في الشرك الذي هو عبادة الأصنام؛ لعلمه أنه لا يصرفه عنه إلا الله بهدايته وتوفيقه, لا بحوله هو وقوته. فهذا أمر لا يؤمن الوقوع فيه. وقد وقع فيه الأذكياء من هذه الأمة بعد القرون المفضلة فاتخذت الأصنام وعبدت, فالذي خافه الخليل عليه السلام على نفسه وبنيه وقع فيه أكثر الأمة بعد القرون المفضلة, فبنيت المساجد والمشاهد على القبور، وصرفت لها العبادات بأنواعها, واتخذ ذلك دينا, وهي أوثان وأصنام كأصنام قوم نوح واللات والعزى ومناة وأصنام العرب وغيرهم) إنتهى كلامه رحمه الله. لقد خوف النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من الشرك وحذرهم منه وهم من هم؟ هم الذين آمنوا وصدقوا بالله وحققوا التوحيد وجاهدوا من أجل كلمة التوحيد وهم اعمق الناس علماً وأسعهم فقهاً ومع هذا كله خاف النبي صلى الله عليه وسلم على صحابته وأشفق عليهم فعن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال الرياء يقول الله عز وجل إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء) رواه أحمد وابن أبي الدنيا والبيهقي وصححه الألباني.
والرياء: مأخوذ من الرؤيا وهو أن يتصنع الإنسان أمام الناس بالتقوى، والعمل الصالح، وإتقان الصلاة، وغير ذلك، من أجل أن يمدحوه، وهذا خافه النبي صلى الله عليه وسلم على امته وهو لا يخرج من الملة فكيف بما هو أكبر منه وهو الشرك المخرج من الملة. فينبغي إخلاص النيبة لله في القول والعمل وأن لا نبتغي بأعمالنا إلا وجه الله سبحانه وتعالى.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار) رواه البخاري ومعنى الند: أي المثيل أو الشبيه فهذا الحديث فيه تخويف وتحذير من الوقوع في الشرك قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
والشرك فاحذره فشرك ظاهر ذا القسـم ليس بقابل الغفران
وهو اتخاذ النـد للرحمن أيا كان من حجر ومن إنسـان
يدعوه أو يرجوه ثم يخافه ويحبــه كمحبــة الديان
فمن اتخذ من دون الله نداً وشريك لله في العبادة سواء كان صنما أو حجر أو نبي أو ملك قرب أو جني أو ولي أو قبر قد بلية عظام صاحبه يدعوه ويستغيث به ويذبح له أو يصرف له نوع من أنواع العبادة فقد اعظم على الله الفرية وارتكب أعظم الظلم وأشنع الجرم لذلك كان عقابته النار خالداً مخلداً فيها إن مات على ذلك ومن كان موحداً ولم يشرك بالله شيئاً وعد على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالجنة فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار) رواه مسلم وهذا يدل على فضل التوحيد وأنه سبب عظيم في نجاة العبيد وان من مات على التوحيد دخل الجنة وإن كان عاصياً يدخل الجنة إما ابتداء وإما في النهاية بتكفير ذنوبه إما بمغفرتها بمشيئة الله وإما بتطهيره في النار ثم يدخل الجنة بعد ذلك.
فينبغي الخوف من الشرك والحذر منه فإذا كان الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم والصحابة رضوان الله عليهم يخافون من الشرك ومن الوقوع فيه فمن باب أولى من هو دونهم من سائر الناس.
أسأل الله أن يجنبنا الشرك ظاهره وباطنه وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه...
والرياء: مأخوذ من الرؤيا وهو أن يتصنع الإنسان أمام الناس بالتقوى، والعمل الصالح، وإتقان الصلاة، وغير ذلك، من أجل أن يمدحوه، وهذا خافه النبي صلى الله عليه وسلم على امته وهو لا يخرج من الملة فكيف بما هو أكبر منه وهو الشرك المخرج من الملة. فينبغي إخلاص النيبة لله في القول والعمل وأن لا نبتغي بأعمالنا إلا وجه الله سبحانه وتعالى.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار) رواه البخاري ومعنى الند: أي المثيل أو الشبيه فهذا الحديث فيه تخويف وتحذير من الوقوع في الشرك قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
والشرك فاحذره فشرك ظاهر ذا القسـم ليس بقابل الغفران
وهو اتخاذ النـد للرحمن أيا كان من حجر ومن إنسـان
يدعوه أو يرجوه ثم يخافه ويحبــه كمحبــة الديان
فمن اتخذ من دون الله نداً وشريك لله في العبادة سواء كان صنما أو حجر أو نبي أو ملك قرب أو جني أو ولي أو قبر قد بلية عظام صاحبه يدعوه ويستغيث به ويذبح له أو يصرف له نوع من أنواع العبادة فقد اعظم على الله الفرية وارتكب أعظم الظلم وأشنع الجرم لذلك كان عقابته النار خالداً مخلداً فيها إن مات على ذلك ومن كان موحداً ولم يشرك بالله شيئاً وعد على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالجنة فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار) رواه مسلم وهذا يدل على فضل التوحيد وأنه سبب عظيم في نجاة العبيد وان من مات على التوحيد دخل الجنة وإن كان عاصياً يدخل الجنة إما ابتداء وإما في النهاية بتكفير ذنوبه إما بمغفرتها بمشيئة الله وإما بتطهيره في النار ثم يدخل الجنة بعد ذلك.
فينبغي الخوف من الشرك والحذر منه فإذا كان الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم والصحابة رضوان الله عليهم يخافون من الشرك ومن الوقوع فيه فمن باب أولى من هو دونهم من سائر الناس.
أسأل الله أن يجنبنا الشرك ظاهره وباطنه وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه...