معنى قوله e لا تفضلوا بين الأنبياء
تأليف
((لقد جاءت أحاديث فيها النهي عن التفضيل بين الأنبياء ،
ومن ذلك ما جاء في
البخاري رقم (463 ومسلم (4/1844)
من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنهما ـ
أن رسول الله e قال : ((لا تخيروني على الأنبياء)) وفي لفظ لمسلم
((لا تفضلوا بين أنبياء الله)) وفي لفظ للبخاري ((لا تخيروني على موسى)) ومن حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ
أن رسول الله e قال : ((لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى)).متفق عليه
وللعلماء كلام كثير في توجيه هذا النهي
والجمع بينه وبين الآيات والأحاديث التي قد نصت على التفاضل بين أنبياء الله ،
ونصت على أفضلية محمد بن عبد اللهe على سائر الأنبياء والمرسلين كقوله : ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر)) رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة.
وأحسن ما قيل في توجيه النهي المذكور ما يلي :
1- أن التفضيل بين الأنبياء إذا كان يؤدي إلى التخاصم والتشاحن والعصبية فيترك ،
ودل على هذا سبب قوله e : ((لا تخيروني على موسى)) فقد حصل بين مسلم ويهودي أن كل واحد يفضل نبيه مما أدى إلى أن المسلم لطم اليهودي واختصما بعد ذلك إلى النبي e فقال :
((لا تخيروني على موسى)).
2- أن التفضيل إذا كان فيه تنقص وازدراء بالمفضول فهذا منهي عنه ، وعلى هذا فلا محذور في إثبات التفاضل بين الأنبياء إذا كان خاليا مما ذكر قبل ، والله أعلم )).
المصدر:
تنوير العقول في
الفرق بين النبي والرسول
الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه المولى(40-41)