توجيه قولهr (أفلح وأبيه)(وأبيك) وجواب العلماء عنها
قال الشيخ سليم الهلالي-حفظه الله-في كتابه المفيد
(المناهي الشرعية)(1\63-65)
عندما ذكر قول رسول الله rللأعرابي:
( أفلح وأبيه إن صدق،دخل الجنة وأبيه إن صدق ).
أخرج أصل الحديث البخاري(46)،ومسلم(11)،وهذه اللفظة عند مسلم(11)(9)من رواية إسماعيل بن جعفر.
وقوله-صلى الله عليه وسلم-لمن سأله عن الصدقة:
( أما وأبيك لَتُنَبََّأنََّه ).
متفق عليه.
(( قد ذهب أهل العلم في الجواب عن ذلك مذاهب متعددة:-
الأول:-
منهم من طعن في صحة هذه اللفظة وهو مروي عن ابن عبد البر والقرافي كما في
(فتح الباري)(1\108و11\533).
الثاني:-
منهم من قال:هو تصحيف عن قولهِ (والله) فقصرت اللامان نقله السهيلي عن بعض مشايخه.
الثالث:-
منهم من قال: إن هذا اللفظ كان يجري على ألسنتهم من غير أن يقصدوا به القسم،
والنهي إنما ورد في حق من قصد حقيقة الحلف وإليه جنح البيهقي ورضيه النووي.
الرابع:-
منهم من قال: إنه كان يقع في كلامهم على وجهين:-
أحدهما:-
التعظيم.
الأخر:-
التأكيد.
والنهي إنما وقع عن الأول.
الخامس:-
منهم من قال فيه إضمار اسم الرب كأنه قال:ورب أبيه.
السادس:-
منهم من قال: إن ذلك كان قبل النهي فنسخ وإليه مال الجمهور.
السابع:-
منهم من قال أنه خاص بالشارع دون غيره من أمته.
والجـــــــــــــــــــــــــــواب عنها:-
1- أن هذه اللفظة صحيحة لا مرية فيها فان سُلِمَ الطعن في رواية إسماعيل بن جعفر فهي واردة أيضاً من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-.
2- أن التصحيف أحتما ولكن مثل ذلك لا يثبت بالأحتمال.
3- القول الخامس والسابع خاص ويحتاج إلى دليل والخصائص لا تثبت بالأحتمال.
وأرضَ الأقوال وأسعدها بالقبول:-
إن هذا كان قبل النهي وكان يجري على ألسنتهم دون قصد كما دل على ذلك حديث قتيلة الجهنية وحديث ابن عمر المتقدم في المسألة الثالثة وفيه:-
( وكانت قريش تحلف بآبائها فقال-صلى الله عليه وسلم-لا تحلفوا بآبائكم ).
وأما القول أن دعوى النسخ ضعيفة لامكان الجمع فمردود لأن أوجه الجمع المذكورة أكثرها متكلف.
وأما أدعاء عدم معرفة السابق واللاحق فمردود أيضاً بالحديثين المتقدمين
فالمسألة ظاهرة للعيان أن ذلك كان قبل النهي
فثبت النسخ
والله أعلم )).
أخوكم المحب:عماد بن زكلاب بن محمد الحديدي