بسم الله الرحمن الرحيم
بيان الشيخ العلامة د. محمد بن هادي المدخلي
-حفظه الله تعالى-
حول تصوير المشايخ السلفيين
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمَّداً عبده ورسوله صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.
أمَّا بعدُ؛ فقبل أن نُعَلِّم غيرَنا نبدأ بأنفسنا، أنا حقيقةً أُوَجِّهُ توجيهاً وتعليماً والإرشاد والتَّعليم يختلف عن النَّصيحة العامَّة ويختلف عن: «ما بال أقوام؟» ويختلف عن السِّرِّيَّات فأقول:
يعلم الله كم ضاق صدري؛ وانقبض فؤادي حينما رأيت هذه الأدوات الَّتي تُصَوِّر في مثل هذه الدَّورة التي يُقال عنها: إنَّها دورةٌ سلفيَّة والمشايخ فيها -ولله الحمد- معروفون سلفيُّون أهلُ اتِّباعٍ وأثر، فمثل هؤلاء ومثل هذه الدَّورة ينبغي أن تكون في مضمونها موافقةً لشعارها وإعلانها؛ إذ: علامة أهل الأثر والسَّلف الصَّالح -رضي اللهُ تعالى عنهم وأرضاهم- الاتِّباع، وكم من حديث ورد في التَّصوير وكم من نهيٍ وتحذير جاء عن الرَّسول البشير النَّذير صلوات الله وسلامه عليه.
معشر الإخوة! قد يقول قائل: إنَّ هذا أصبح في هذا العصر ضرورة مُلِحَّة!!
فأقول: ليس الأمر كذلك فإنَّ دين الله تبارك وتعالى قد انتشر في القرن الأوَّل ووصل إلى تخوم الصِّين وإلى تخوم فرنسا فأخذ ما يُقارب ثُلثي قارَّات العالم في ذلك الحين من غير إعلام بهذا الشَّكل الذي نحن نراه ومن غير إذاعات فضلاً عن (التَّصوير) والبث الذي يُسَمُّونه (البث المُباشر) ولم يزل دين الله على أيدي أولئك الفاتحين الأبطال والعلماء الفحول الأفذاذ من الرجال قويَّاً عزيزاً ظاهراً على ما كان قبلهم، ولم يزل أهل الدين في ظهورٍ وفي عِزَّةٍ ومنَعَةٍ فانتشر دين الله تبارك وتعالى أكثر انتشار وأقوى انتشار ولم يحتاجوا إلى مثل هذا التَّصوير!؛ ونحن في هذه الأعصار ما أكثر التَّصوير شرقاً وغرباً ما الذي يستفيده النَّاس من النَّظر إلى صورتي؟! ما فائدته؟!! الفائدة هي بكلامي وفي كلامي إن وفَّقني الله للصَّواب، هذه هي الفائدة أمَّا الصُّورة فلا فائدة فيها!، ولو كان هذا الأمر خيراً والله ما اختبأه الله لنا ولم يحظ به رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام الأخيار.
فيا معشر الإخوان، أُوَجِّه هذه النَّصيحة إليكم وإلى إخواننا القائمين على الدَّورة: لا يسري فينا نفس الحزبيَّة فبالأمس القريب ونحن ننكر على الإخوان المسلمين هذا في بيوت الله تبارك وتعالى فكيف نحن اليوم؟! نتنكَّب هذا وما كان بالأمس عندنا منكراً أصبح اليوم معروفا -بل مطلوباً-!، فيا إخوتاه طالب العلم ينطلق من أساس ثابت وينطلق من منهجٍ بيِّنٍ واضح لا تهُزُّه العواطف ولا يستميله الهوى وإنَّما ينطلق من قول الله عزوجل وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ونحن حتَّى عهدٍ قريب في الدَّورة السَّابقة مع إخواننا والنَّقل فيها كان ولله الحمد يتم ولله الحمد عبر الإذاعة فما الحاجة إلى التَّصوير؟!، يبقى كما هو يُنقل بالإذاعة والنَّاس تسمع وهذه إذاعة القرآن كم نفع الله بها في الشَّرق والغرب بكلام العلماء فيها وفتاواهم ولم ير أحدٌ منهم أنَّه لا بُدَّ أن يُنقل هؤلاء في الإذاعات على هذا النَّحو.
فأوصي نفسي وإيَّاكم يا إخوان بالتَّمسُّك بالآداب والأخلاق الإسلاميَّة وبالأحكام الشَّرعيَّة وألاَّ نتساهل في ذلك فإنَّنا إذا تساهلنا اليوم في هذا جاءنا غدٌ أشَدُّ منه وهكذا فإنَّ الانفلات لا حدَّ له إذا بدأ فإنَّه لا ينحدُّ بحدٍ. فأرجو من الله تبارك وتعالى أن يُوَفِّقنا وإيَّاكم جميعاً كما أرجو منكم أن يكون هذا منكم على بالٍ ونحن نقرأ: (باب ما جاء في المُصَوِّرين)، فأنا أسأل هؤلاء جميعاً بالله تعالى الذي لا إله غيره على عرشه استوى استواءً يليق بجلاله: ماذا يُسَمُّون هذا الَّذي ينقل لنا هذا البث؟ يسمُّونه إيش؟ أنا أطلبهم بالتَّسمية: إيش يسمُّونه: رسَّام؟ هذه مُصيبة! إذا كان يرسم الصُّور هذه أشدُّ قبحاً، ماذا يُسَمُّونه؟ حجَّام؟، حدَّاد؟! يُسمُّونه: مُصَوِّر، اللَّفظ قد جاء في الحديث وتعلمونه، بالذَّنب هذا جاء عليه الوعيد الشَّديد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نُعَرِّض أنفسنا لهذا الوعيد والعقوبة وفي بيتٍ من بيوت الله وفي نقل شرع الله تبارك وتعالى؟! هذه والله مُصيبة فأنا أرجو من إخوتي أن ينظروا في هذا الأمر نظر جدٍّ وأن ينظروا في هذا الأمر على أنَّه بابٌ إن انفتح يُوشك ألا يُغلق وأسأل الله جلَّ وعلا أن يُوَفِّقني وإيَّاهم وإيَّاكم جميعاً لاتِّباع السُّنن وتجنُّب الأهواء والمحدثات فإنَّ المنتظر منَّا أن نُصلح النَّاس لا أن نُجاري النَّاس وفَّق اللهُ الجميع لما يُحبُّه ويرضاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[مُفَرَّغ من مقدِّمة درس (الأحاديث التي عليها مدار الإسلام)]
جزى الله خيراً من قام بتفريغه
[منقول]
بيان الشيخ العلامة د. محمد بن هادي المدخلي
-حفظه الله تعالى-
حول تصوير المشايخ السلفيين
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمَّداً عبده ورسوله صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.
أمَّا بعدُ؛ فقبل أن نُعَلِّم غيرَنا نبدأ بأنفسنا، أنا حقيقةً أُوَجِّهُ توجيهاً وتعليماً والإرشاد والتَّعليم يختلف عن النَّصيحة العامَّة ويختلف عن: «ما بال أقوام؟» ويختلف عن السِّرِّيَّات فأقول:
يعلم الله كم ضاق صدري؛ وانقبض فؤادي حينما رأيت هذه الأدوات الَّتي تُصَوِّر في مثل هذه الدَّورة التي يُقال عنها: إنَّها دورةٌ سلفيَّة والمشايخ فيها -ولله الحمد- معروفون سلفيُّون أهلُ اتِّباعٍ وأثر، فمثل هؤلاء ومثل هذه الدَّورة ينبغي أن تكون في مضمونها موافقةً لشعارها وإعلانها؛ إذ: علامة أهل الأثر والسَّلف الصَّالح -رضي اللهُ تعالى عنهم وأرضاهم- الاتِّباع، وكم من حديث ورد في التَّصوير وكم من نهيٍ وتحذير جاء عن الرَّسول البشير النَّذير صلوات الله وسلامه عليه.
معشر الإخوة! قد يقول قائل: إنَّ هذا أصبح في هذا العصر ضرورة مُلِحَّة!!
فأقول: ليس الأمر كذلك فإنَّ دين الله تبارك وتعالى قد انتشر في القرن الأوَّل ووصل إلى تخوم الصِّين وإلى تخوم فرنسا فأخذ ما يُقارب ثُلثي قارَّات العالم في ذلك الحين من غير إعلام بهذا الشَّكل الذي نحن نراه ومن غير إذاعات فضلاً عن (التَّصوير) والبث الذي يُسَمُّونه (البث المُباشر) ولم يزل دين الله على أيدي أولئك الفاتحين الأبطال والعلماء الفحول الأفذاذ من الرجال قويَّاً عزيزاً ظاهراً على ما كان قبلهم، ولم يزل أهل الدين في ظهورٍ وفي عِزَّةٍ ومنَعَةٍ فانتشر دين الله تبارك وتعالى أكثر انتشار وأقوى انتشار ولم يحتاجوا إلى مثل هذا التَّصوير!؛ ونحن في هذه الأعصار ما أكثر التَّصوير شرقاً وغرباً ما الذي يستفيده النَّاس من النَّظر إلى صورتي؟! ما فائدته؟!! الفائدة هي بكلامي وفي كلامي إن وفَّقني الله للصَّواب، هذه هي الفائدة أمَّا الصُّورة فلا فائدة فيها!، ولو كان هذا الأمر خيراً والله ما اختبأه الله لنا ولم يحظ به رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام الأخيار.
فيا معشر الإخوان، أُوَجِّه هذه النَّصيحة إليكم وإلى إخواننا القائمين على الدَّورة: لا يسري فينا نفس الحزبيَّة فبالأمس القريب ونحن ننكر على الإخوان المسلمين هذا في بيوت الله تبارك وتعالى فكيف نحن اليوم؟! نتنكَّب هذا وما كان بالأمس عندنا منكراً أصبح اليوم معروفا -بل مطلوباً-!، فيا إخوتاه طالب العلم ينطلق من أساس ثابت وينطلق من منهجٍ بيِّنٍ واضح لا تهُزُّه العواطف ولا يستميله الهوى وإنَّما ينطلق من قول الله عزوجل وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ونحن حتَّى عهدٍ قريب في الدَّورة السَّابقة مع إخواننا والنَّقل فيها كان ولله الحمد يتم ولله الحمد عبر الإذاعة فما الحاجة إلى التَّصوير؟!، يبقى كما هو يُنقل بالإذاعة والنَّاس تسمع وهذه إذاعة القرآن كم نفع الله بها في الشَّرق والغرب بكلام العلماء فيها وفتاواهم ولم ير أحدٌ منهم أنَّه لا بُدَّ أن يُنقل هؤلاء في الإذاعات على هذا النَّحو.
فأوصي نفسي وإيَّاكم يا إخوان بالتَّمسُّك بالآداب والأخلاق الإسلاميَّة وبالأحكام الشَّرعيَّة وألاَّ نتساهل في ذلك فإنَّنا إذا تساهلنا اليوم في هذا جاءنا غدٌ أشَدُّ منه وهكذا فإنَّ الانفلات لا حدَّ له إذا بدأ فإنَّه لا ينحدُّ بحدٍ. فأرجو من الله تبارك وتعالى أن يُوَفِّقنا وإيَّاكم جميعاً كما أرجو منكم أن يكون هذا منكم على بالٍ ونحن نقرأ: (باب ما جاء في المُصَوِّرين)، فأنا أسأل هؤلاء جميعاً بالله تعالى الذي لا إله غيره على عرشه استوى استواءً يليق بجلاله: ماذا يُسَمُّون هذا الَّذي ينقل لنا هذا البث؟ يسمُّونه إيش؟ أنا أطلبهم بالتَّسمية: إيش يسمُّونه: رسَّام؟ هذه مُصيبة! إذا كان يرسم الصُّور هذه أشدُّ قبحاً، ماذا يُسَمُّونه؟ حجَّام؟، حدَّاد؟! يُسمُّونه: مُصَوِّر، اللَّفظ قد جاء في الحديث وتعلمونه، بالذَّنب هذا جاء عليه الوعيد الشَّديد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نُعَرِّض أنفسنا لهذا الوعيد والعقوبة وفي بيتٍ من بيوت الله وفي نقل شرع الله تبارك وتعالى؟! هذه والله مُصيبة فأنا أرجو من إخوتي أن ينظروا في هذا الأمر نظر جدٍّ وأن ينظروا في هذا الأمر على أنَّه بابٌ إن انفتح يُوشك ألا يُغلق وأسأل الله جلَّ وعلا أن يُوَفِّقني وإيَّاهم وإيَّاكم جميعاً لاتِّباع السُّنن وتجنُّب الأهواء والمحدثات فإنَّ المنتظر منَّا أن نُصلح النَّاس لا أن نُجاري النَّاس وفَّق اللهُ الجميع لما يُحبُّه ويرضاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[مُفَرَّغ من مقدِّمة درس (الأحاديث التي عليها مدار الإسلام)]
جزى الله خيراً من قام بتفريغه
[منقول]
تعليق