بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه
أما بعد
قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- في كتابه النافع الماتع "المواهب الربانية مِن الآيات القرآنية" ص49 و50
"الداعي إلى الله وإلى دينه له:
طريق
ووسيلة إلى مقصوده
وله مقصودان
فطريقة الدعوة:
§ بالحق
§ إلى الحق
§ للحق
فإذا اجتمعت هذه الثلاثة بأن:
§ كان يدعو بالحق، أي: بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن،
§ وكان يدعو إلى الحق، وهو: سبيل الله تعالى وصراطه الموصل لسالكه إلى كرامته،
§ وكانت دعوته للحق، أي: مخلصًا لله تعالى قاصدًا بذلك وجه الله؛
حصل له أحدُ المقصودَين لا محالة، [و] هو:
ثوابُ الداعِين إلى الله، وأجرُ ورثةِ الرسل، بحسب ما قام به مِن ذلك.
وأما المقصود الآخر وهو:
حصولُ هدايةِ الخلق وسلوكِهم لسبيل الله الذي دعاهم إليه؛
فهذا قد يحصل وقد لا يحصل.
فليجتهد الداعي في تكميل الدعوة كما تقدم، وليستبشر بحصول الأجر والثواب.
وإذا لم يحصل المقصود الثاني -وهو هداية الخلق-، أو حصل منهم معارضة أو أذية له بالقول أو بالفعل؛ فليصبر ويحتسب، ولا يوجب له ذلك ترْكَ ما يَنفعه، وهو القيام بالدعوة على وجه الكمال، ولا يضيق صدرُه بذلك فتضعف نفسُه وتحضره الحسرات، بل يقوم بجدٍ واجتهاد، ولو حصل ما حصل من معارضة العباد.
وهذا المعنى تضمنه إرشاد الله بقوله تعالى:
{فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (سورة هود: 12)
فأمره بالقيام به بجد واجتهاد، مكملاً لذلك، غير تارك لشيء منه، ولا حرج صدره لأذيتهم، وهذه وظيفته التي يطالَب بها؛ فعليه أن يقوم بها، وأما هداية العباد ومجازاتهم؛ فذلك إلى الله الذي هو على كل شيء وكيل". ا.هـ
- سُكَينة بنت محمد ناصر الدين الألبانية في 7/30/2009
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه
أما بعد
قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- في كتابه النافع الماتع "المواهب الربانية مِن الآيات القرآنية" ص49 و50
"الداعي إلى الله وإلى دينه له:
طريق
ووسيلة إلى مقصوده
وله مقصودان
فطريقة الدعوة:
§ بالحق
§ إلى الحق
§ للحق
فإذا اجتمعت هذه الثلاثة بأن:
§ كان يدعو بالحق، أي: بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن،
§ وكان يدعو إلى الحق، وهو: سبيل الله تعالى وصراطه الموصل لسالكه إلى كرامته،
§ وكانت دعوته للحق، أي: مخلصًا لله تعالى قاصدًا بذلك وجه الله؛
حصل له أحدُ المقصودَين لا محالة، [و] هو:
ثوابُ الداعِين إلى الله، وأجرُ ورثةِ الرسل، بحسب ما قام به مِن ذلك.
وأما المقصود الآخر وهو:
حصولُ هدايةِ الخلق وسلوكِهم لسبيل الله الذي دعاهم إليه؛
فهذا قد يحصل وقد لا يحصل.
فليجتهد الداعي في تكميل الدعوة كما تقدم، وليستبشر بحصول الأجر والثواب.
وإذا لم يحصل المقصود الثاني -وهو هداية الخلق-، أو حصل منهم معارضة أو أذية له بالقول أو بالفعل؛ فليصبر ويحتسب، ولا يوجب له ذلك ترْكَ ما يَنفعه، وهو القيام بالدعوة على وجه الكمال، ولا يضيق صدرُه بذلك فتضعف نفسُه وتحضره الحسرات، بل يقوم بجدٍ واجتهاد، ولو حصل ما حصل من معارضة العباد.
وهذا المعنى تضمنه إرشاد الله بقوله تعالى:
{فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (سورة هود: 12)
فأمره بالقيام به بجد واجتهاد، مكملاً لذلك، غير تارك لشيء منه، ولا حرج صدره لأذيتهم، وهذه وظيفته التي يطالَب بها؛ فعليه أن يقوم بها، وأما هداية العباد ومجازاتهم؛ فذلك إلى الله الذي هو على كل شيء وكيل". ا.هـ
- سُكَينة بنت محمد ناصر الدين الألبانية في 7/30/2009