أسباب عدم الإعتراف بالحق ..
الإمام عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني - رحمه الله -
〰〰
قال رحمه الله تعالى :
" ومخالفة الهوى للحق في الإعتراف بالحق من وجوه :
الأول : أن يرى الإنسان أن اعترافه بالحق يستلزم الإعتراف بأنه كان على باطل ,فالإنسان ينشأ على
دين أو اعتقاد أو مذهب أو رأي يتلقاه من مربيه ومعلمه على أنه حق فيكون عليه مدة , ثم إذا تبين له أنه باطل شق عليه أن يعترف بذلك ,وهكذا إذا كان آباؤه أو أجداده أو متبوعه على شيء ,ثم تبين له بطلانه , وذلك أنه يرى أن نقصهم مستلزم لنقصه , فاعترافه بضلالهم أو خطأهم إعتراف بنقصه ,حتى أنك لترى المرأة في زماننا هذا إذا وقفت على بعض المسائل التي كان فيها خلاف بين أم المؤمنين عائشة وغيرها من الصحابة أخذت تحامي عن قول عائشة ,لا لشيء إلا لأن عائشة امرأة مثلها , فتتوهم أنها إذا زعمت أن عائشة أصابت وأن من خالفها من الرجال أخطأوا , كان في ذلك إثبات فضيلة لعائشة على أؤلئك الرجال ,فتكون تلك فضيلة للنساء على الرجال مطلقا , فينالها حظ من ذلك , وبهذا يلوح لك سر تعصب العربي للعربي , والفارسي للفارسي ,والتركي للتركي , وغير ذلك .
حتى لقد يتعصب الأعمى في عصرنا هذا للمعري.
الوجه الثاني : أن يكون قد صار له في الباطل جاه وشهرة ومعيشة ,فيشق عليه أن يعترف بأنه باطل
فتذهب تلك الفوائد .
الوجه الثالث : الكبر ,يكون الإنسان على جهالة أو باطل , فيجئ آخر فيبين له الحجة ,فيرى أنه إن اعترف كان معنى ذلك اعترافه بأنه ناقص ,وأن ذلك الرجل هو الذي هداه ,و لهذا ترى من المنتسبين
إلى العلم من لا يشق عليه الإعتراف بالخطأ إذا تبين له ببحثه ونظره ,ويشق عليه ذلك إذا كان غيره هو الذي بين له.
الوجه الرابع : الحسد ,وذلك إذا كان غيره هو الذي بين الحق فيرى أن اعترافه بذلك الحق يكون اعترافا لذلك المبين بالفضل والعلم والإصابة ,فيعظم ذاك في عيون الناس , ولعله يتبعه كثير منهم , وإنك لتجد من المنتسبين إلى العلم من يحرص على تخطئة غيره من العلماء و لو بالباطل ,حسدا منه لهم , ومحاولة لحط منزلتهم عند الناس . "
من كتاب :
(القائد الى تصحيح العقائد)
الإمام عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني - رحمه الله -
〰〰
قال رحمه الله تعالى :
" ومخالفة الهوى للحق في الإعتراف بالحق من وجوه :
الأول : أن يرى الإنسان أن اعترافه بالحق يستلزم الإعتراف بأنه كان على باطل ,فالإنسان ينشأ على
دين أو اعتقاد أو مذهب أو رأي يتلقاه من مربيه ومعلمه على أنه حق فيكون عليه مدة , ثم إذا تبين له أنه باطل شق عليه أن يعترف بذلك ,وهكذا إذا كان آباؤه أو أجداده أو متبوعه على شيء ,ثم تبين له بطلانه , وذلك أنه يرى أن نقصهم مستلزم لنقصه , فاعترافه بضلالهم أو خطأهم إعتراف بنقصه ,حتى أنك لترى المرأة في زماننا هذا إذا وقفت على بعض المسائل التي كان فيها خلاف بين أم المؤمنين عائشة وغيرها من الصحابة أخذت تحامي عن قول عائشة ,لا لشيء إلا لأن عائشة امرأة مثلها , فتتوهم أنها إذا زعمت أن عائشة أصابت وأن من خالفها من الرجال أخطأوا , كان في ذلك إثبات فضيلة لعائشة على أؤلئك الرجال ,فتكون تلك فضيلة للنساء على الرجال مطلقا , فينالها حظ من ذلك , وبهذا يلوح لك سر تعصب العربي للعربي , والفارسي للفارسي ,والتركي للتركي , وغير ذلك .
حتى لقد يتعصب الأعمى في عصرنا هذا للمعري.
الوجه الثاني : أن يكون قد صار له في الباطل جاه وشهرة ومعيشة ,فيشق عليه أن يعترف بأنه باطل
فتذهب تلك الفوائد .
الوجه الثالث : الكبر ,يكون الإنسان على جهالة أو باطل , فيجئ آخر فيبين له الحجة ,فيرى أنه إن اعترف كان معنى ذلك اعترافه بأنه ناقص ,وأن ذلك الرجل هو الذي هداه ,و لهذا ترى من المنتسبين
إلى العلم من لا يشق عليه الإعتراف بالخطأ إذا تبين له ببحثه ونظره ,ويشق عليه ذلك إذا كان غيره هو الذي بين له.
الوجه الرابع : الحسد ,وذلك إذا كان غيره هو الذي بين الحق فيرى أن اعترافه بذلك الحق يكون اعترافا لذلك المبين بالفضل والعلم والإصابة ,فيعظم ذاك في عيون الناس , ولعله يتبعه كثير منهم , وإنك لتجد من المنتسبين إلى العلم من يحرص على تخطئة غيره من العلماء و لو بالباطل ,حسدا منه لهم , ومحاولة لحط منزلتهم عند الناس . "
من كتاب :
(القائد الى تصحيح العقائد)