تأملت في تصرّم الأيام والليالي ، فإذ برمضان قد أتى وكأنّي به قد رحل ، كما رحل قبله رمضانات ، وعادة المذكّرين والواعظين في أوائل أيّامه أن يشحذوا همم النّاس في استغلال نفحاته بذكر فضائله وحال السّلف فيه ، لكنّي رأيت أن النّفس تملّ ما تعتاده فلا تصبح تتأثر به ، ومنه تلك الرّتابة في أسلوب الشحذ ـ مع أنّها نافعة بلا شكّ ـ ، فراودتني نفسي للنظر في أسلوب آخر، فإذ بها تقف على ما دلّ عليه قوله صلى الله عليه وسلم : (( صلّ صلاة مودّع )) ، والمقصود أن يجعل العبد رمضاننا المقبل هو آخر رمضان يقدم عليه ويستعين على ذلك بسماع الدروس والخطب التي أعدّت في توديع رمضان عسى الله أن يجعل فيها الأثر البالغ لاستثمار الشهر خير استثمار ، فإن الأسف على رمضان بعد رحيله كالأسف على الحياة بعد الموت ، سيّان لا ينفعان في إدراك ما مضى : ((كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) [ المؤمنون : 100 ]، وخير للعبد أن يتأسّف الآن قبل أن يتأسّف بعد فوات الأوان .
موعظة في خاتمة شهر رمضان للشيخ عبد الرزاق البدر
في وداع رمضان : للشيخ عبد الرزاق البدر
في وداع رمضان لشيخ محمد بن سعيد رسلان
قصيدة في توديع رمضان
موعظة في خاتمة شهر رمضان للشيخ عبد الرزاق البدر
في وداع رمضان : للشيخ عبد الرزاق البدر
في وداع رمضان لشيخ محمد بن سعيد رسلان
قصيدة في توديع رمضان