ماذا سيفعل السعوديون بعد الـ9 مساء؟!
على ذمة المواقع الإلكترونية الإخبارية، فإن السعوديين ينتظرون قرارا بإغلاق محلات التجزئة والخدمات العامة عند الـ9 مساء، باستثناء المطاعم والصيدليات ومحال المواد الغذائية التي تمتلك رخصة 24 ساعة، مما يعني أن مراكز التسوق الكبرى تدخل ضمن القرار، وصراحة يُعدّ صائبا وسأتفق معه تماما، لكن بشروط وتوصيات أخرى داعمة لتحقق الأهداف المنشودة، المتمثلة في تغيير عادات السعوديين الاستهلاكية والاجتماعية، وإقبال الشباب على العمل بها بعد تقليص ساعاته، بجانب توفير الطاقة الكهربائية والبترولية، كل هذه أهداف نحتاجها دون شك، لكن هل ستتحقق فعلا في ظلّ بيئة فقيرة ترفيهيا ويعاني من يعيشها من الفراغ القاتل الذي سيغتال إيجابيات القرار وسيؤدي إلى كوارث.
أتخيل أنّ من أوصوا بهذا القرار هم من يعيشون في الخارج أكثر من الداخل، وحين أوصوا بالقرار كانت أعينهم على تلك المدن التي يعرفونها بالخارج لا على واقعنا المعاش، فالمحال التجارية حين تُقفل في الغرب والشرق في الثامنة لا التاسعة، فإن أخرى ترفيهية تُفتح بعدها، وهي دور السينما والمسارح والسيرك والأوبرا وغيرها، يذهب الناس إليها؛ ليرفهوا عن أنفسهم بعد يوم عمل شاق، فماذا سيفعل السعوديون بعد التاسعة؟! لا مسارح ولا سينما ولا عروض سيرك ترفيهية ولا دور أوبرا ولا يحزنون! وهذا الأمر سيزيد من نسبة الفراغ الذي سيؤدي بالكثيرين إلى أحد أمرين، فإما استئجار شقق خاصة واستراحات لتزداد مساحة العزلة في الأماكن الخاصة التي يُخشى منها أكثر، وإما سيذهب السعوديون إلى بيوتهم ويتفرغون للإنجاب والإنجاب فقط، وتوقعوا في ظل عدم وجود بيئة ترفيهية أسرية بعد تطبيق هذا القرار، فإن نسبة المواليد سوف تزداد ربما للضعف، مما يعني أنه بعد خمس عشرة سنة ستكون لدينا كوارث في توفير السكن والمستشفيات والمدارس، التي نعاني حاليا من أزماتها وتعاني من العجز في طاقتها الاستيعابية!
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فالمحال التجارية في خارج البلد لا تغلق أبوابها للصلاة خمس مرات إجبارا، وتجعل المتسوقين ينتظرون ساعة عند أبوابها حتى تفتح، فماذا سيحدث بعد القرار وإقفالها أربع فترات للصلاة! كم ساعة تبقت لعملية البيع والشراء؟! وإن قلنا المحال ستفتح في الثامنة صباحا قبل موعدها الحالي في العاشرة صباحا، فإن الساعتين التي تم تقليصها مساء باتت صباحا! هكذا انتفى هدف تقليص الدوام وإقبال الشباب! والنتيجة كارثة اقتصادية على صغار التجار بسبب الإغلاق المتكرر قبل التاسعة!
أخيرا، لا يؤدي إلى فشل قراراتنا إلا النظر لها بفوقية لا واقعية، وكي ينجح هذا القرار يجب النظر له بواقعية، فإنه يحتاج إلى تطبيق شروط تؤدي لأهدافه المنشودة، وإلا فبقاء الحال كما هو عليه؛ لأن الأسرة السعودية لا تجد سوى مراكز التسوق الكبرى مكانا للترفيه، وهو حتما أمر سلبي لكنه أضعف الإيمان لمواجهة الفراغ القاتل! أما فيما يتعلق بتشجيع الشباب للعمل فيها، فالأمر بسيط جدا، إلزام هذه المحال بساعات عمل لموظفيها لا تزيد عن الست ساعات، مما سيضطرها إلى توظيف مزيد من الشباب في نقاط البيع، وبالتالي توفير المزيد من فرص العمل.
حليمة مظفر
ونقول لها : يا حليمة –
أولا: الحمد لله الذي نزه هذه البلاد مما ذكرت من هذه البلايا، وجعل بلاد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين، وفيها مشاعر حجهم وعمرتهم ومضاعفة صلواتهم في الحرمين.
ثانياً: هذه البلاد هي بلاد التوحيد، ومنطلق الدعوة إلى الله سبحانه فلا يليق بها وجود ما يتنافى مع مهمتها.
ثالثاً : هذه بلاد فيها تحكيم الشريعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتمسك بالإسلام.
رابعاً : المسلمون إذا أغلقوا محلاتهم سيذهبون إلى بيوتهم لرعاية أسرهم وحل مشاكلها وتربية أولادهم على الخير لتكون أسرا صالحة يتكون منها المجتمع الصالح.
خامساً : هم سينامون بعد ذلك ليقوموا آخر الليل لصلاة التهجد والوتر وصلاة الفجر. ثم ينطلقون إلى أعمالهم اليومية، فأين هو الفراغ يا حليمة أرجوا أن تكتبي عن تصور صحيح وتوجيه سليم، لتكون كتابتك مفيدة وبناءة وأن تؤملي بالمسلمين خيرا وأما قولك إن المحلات التجارية تغلق لأداء الصلوات الخمس فهذا مما تميزت به هذا البلاد عملا بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وقوله تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ) فالمسلمون يجمعون بين أداء الصلاة في وقتها في المساجد وبين طلب الرزق بعد ذلك في أوقات طلبه كما قال تعالى (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ) هذا نظام المسلمين بخلاف نظام الغرب انه الفرق بين الهدى والضلال والظلمات والنور.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كتبة
صالح بن فوزان الفوزان
في 19/05/1435هـ
على ذمة المواقع الإلكترونية الإخبارية، فإن السعوديين ينتظرون قرارا بإغلاق محلات التجزئة والخدمات العامة عند الـ9 مساء، باستثناء المطاعم والصيدليات ومحال المواد الغذائية التي تمتلك رخصة 24 ساعة، مما يعني أن مراكز التسوق الكبرى تدخل ضمن القرار، وصراحة يُعدّ صائبا وسأتفق معه تماما، لكن بشروط وتوصيات أخرى داعمة لتحقق الأهداف المنشودة، المتمثلة في تغيير عادات السعوديين الاستهلاكية والاجتماعية، وإقبال الشباب على العمل بها بعد تقليص ساعاته، بجانب توفير الطاقة الكهربائية والبترولية، كل هذه أهداف نحتاجها دون شك، لكن هل ستتحقق فعلا في ظلّ بيئة فقيرة ترفيهيا ويعاني من يعيشها من الفراغ القاتل الذي سيغتال إيجابيات القرار وسيؤدي إلى كوارث.
أتخيل أنّ من أوصوا بهذا القرار هم من يعيشون في الخارج أكثر من الداخل، وحين أوصوا بالقرار كانت أعينهم على تلك المدن التي يعرفونها بالخارج لا على واقعنا المعاش، فالمحال التجارية حين تُقفل في الغرب والشرق في الثامنة لا التاسعة، فإن أخرى ترفيهية تُفتح بعدها، وهي دور السينما والمسارح والسيرك والأوبرا وغيرها، يذهب الناس إليها؛ ليرفهوا عن أنفسهم بعد يوم عمل شاق، فماذا سيفعل السعوديون بعد التاسعة؟! لا مسارح ولا سينما ولا عروض سيرك ترفيهية ولا دور أوبرا ولا يحزنون! وهذا الأمر سيزيد من نسبة الفراغ الذي سيؤدي بالكثيرين إلى أحد أمرين، فإما استئجار شقق خاصة واستراحات لتزداد مساحة العزلة في الأماكن الخاصة التي يُخشى منها أكثر، وإما سيذهب السعوديون إلى بيوتهم ويتفرغون للإنجاب والإنجاب فقط، وتوقعوا في ظل عدم وجود بيئة ترفيهية أسرية بعد تطبيق هذا القرار، فإن نسبة المواليد سوف تزداد ربما للضعف، مما يعني أنه بعد خمس عشرة سنة ستكون لدينا كوارث في توفير السكن والمستشفيات والمدارس، التي نعاني حاليا من أزماتها وتعاني من العجز في طاقتها الاستيعابية!
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فالمحال التجارية في خارج البلد لا تغلق أبوابها للصلاة خمس مرات إجبارا، وتجعل المتسوقين ينتظرون ساعة عند أبوابها حتى تفتح، فماذا سيحدث بعد القرار وإقفالها أربع فترات للصلاة! كم ساعة تبقت لعملية البيع والشراء؟! وإن قلنا المحال ستفتح في الثامنة صباحا قبل موعدها الحالي في العاشرة صباحا، فإن الساعتين التي تم تقليصها مساء باتت صباحا! هكذا انتفى هدف تقليص الدوام وإقبال الشباب! والنتيجة كارثة اقتصادية على صغار التجار بسبب الإغلاق المتكرر قبل التاسعة!
أخيرا، لا يؤدي إلى فشل قراراتنا إلا النظر لها بفوقية لا واقعية، وكي ينجح هذا القرار يجب النظر له بواقعية، فإنه يحتاج إلى تطبيق شروط تؤدي لأهدافه المنشودة، وإلا فبقاء الحال كما هو عليه؛ لأن الأسرة السعودية لا تجد سوى مراكز التسوق الكبرى مكانا للترفيه، وهو حتما أمر سلبي لكنه أضعف الإيمان لمواجهة الفراغ القاتل! أما فيما يتعلق بتشجيع الشباب للعمل فيها، فالأمر بسيط جدا، إلزام هذه المحال بساعات عمل لموظفيها لا تزيد عن الست ساعات، مما سيضطرها إلى توظيف مزيد من الشباب في نقاط البيع، وبالتالي توفير المزيد من فرص العمل.
حليمة مظفر
ونقول لها : يا حليمة –
أولا: الحمد لله الذي نزه هذه البلاد مما ذكرت من هذه البلايا، وجعل بلاد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين، وفيها مشاعر حجهم وعمرتهم ومضاعفة صلواتهم في الحرمين.
ثانياً: هذه البلاد هي بلاد التوحيد، ومنطلق الدعوة إلى الله سبحانه فلا يليق بها وجود ما يتنافى مع مهمتها.
ثالثاً : هذه بلاد فيها تحكيم الشريعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتمسك بالإسلام.
رابعاً : المسلمون إذا أغلقوا محلاتهم سيذهبون إلى بيوتهم لرعاية أسرهم وحل مشاكلها وتربية أولادهم على الخير لتكون أسرا صالحة يتكون منها المجتمع الصالح.
خامساً : هم سينامون بعد ذلك ليقوموا آخر الليل لصلاة التهجد والوتر وصلاة الفجر. ثم ينطلقون إلى أعمالهم اليومية، فأين هو الفراغ يا حليمة أرجوا أن تكتبي عن تصور صحيح وتوجيه سليم، لتكون كتابتك مفيدة وبناءة وأن تؤملي بالمسلمين خيرا وأما قولك إن المحلات التجارية تغلق لأداء الصلوات الخمس فهذا مما تميزت به هذا البلاد عملا بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وقوله تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ) فالمسلمون يجمعون بين أداء الصلاة في وقتها في المساجد وبين طلب الرزق بعد ذلك في أوقات طلبه كما قال تعالى (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ) هذا نظام المسلمين بخلاف نظام الغرب انه الفرق بين الهدى والضلال والظلمات والنور.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كتبة
صالح بن فوزان الفوزان
في 19/05/1435هـ
تعليق