كلام معالي الشّيخ العلاّمة صالح بن محمد اللحيدان
عن وفاة العلامة زيد الدخلي، وأنه من خيرة أهل العلم..
(كان هذا في درس الشّيخ يوم: 16 / جمادى الأولى / 1435هـ )
السّؤال: أحسن الله إليك،
يقول: كما تعلمون سماحة شيخنا تُوفّي فضيلة الشّيخ العلاّمة زيد بن مُحمّد المدخليّ -رحمه الله-، فهل لكم من موقفٍ مع الشّيخ أو لقاءٍ به -جزاكُمُ اللهُ خيرًا-؟
الجواب:
نِعْمَ الرَّجُل -رحمةُ الله عليهِ- عِلْمًا وفيما أعتقد صلاحًا وتُقًى، وكان قد أسَّس مدرسةً سلفيّةً هُناك، وهُوَ من خيرةِ أهل العلم، أدرك الشّيخ القرعاويّ ولكنّه أكثر علاقة بالشّيخ حافظ تلميذ القرعاويّ -رحمةُ اللهِ على الجميع-.
ولا شكَّ أنَّ موتَ العُلَماء النَّافعين خسارةٌ للمُسلِمين، النّبيّ أخبر أنَّ (الله لا يقبض العلمَ ينتزعُهُ انتزاعًا من صدور الرِّجال، وإنَّما يقبضُ العلمَ بقبض العُلَماء حتّى إذا لم يبق عالما اتَّخَذَ النّاس رؤوسًا جُهّالاً فسألوه فأفْتَوا بجهلٍ فضَلُّوا وأضَلُّوا).
فيَنْبغي لطالب العلم أن يحرصَ على تحصيل العِلم ويحتسب في ذلك، ويخشى أن يكونَ في وقتٍ لا ناسًا أعلم منهُ! فَلْيُكثر الصِّلَة بأحكام القُرآن وبِسُنّة النّبيّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-، وَلْيُكرِّر المُراجعة في هذه الأمور، وَلْتَكُن نيَّتُهُ على أنْ يتقرَّبَ إلى اللهِ لاَ أنْ يُباهي النَّاس، (كلمة لم أفهمها) الحديث الصّحيح المُخرَّج في الصّحيحين: (أوّل من تُسعَّر بهم النّار ثلاثة: عالِم، وصاحب مال، ومُقاتل..) كُلّ واحد منهُم يدَّعِي أنَّه فعلَ ما يُرضي؛ العالِم قال: تعلّمتُ فيكَ العِلم وعلّمته وقرأتُ فيك القُرآن وأقرأتُهُ لكنّه لم يفعل ذلك وإنّما أراد التّباهي، وصاحبُ المال قال: ما تركتُ سبيلاً تُحِبّ أن يُنفق فيها إلاّ أنقفتُ فيها من أجلك، والمُقاتل يقول: إنِّي قاتلتُ في سبيلِكَ حتَّى قُتِلْتُ ولكنَّ النّيّة لم تكُن كذلكَ، قال اللهُ للعالِم أو القارِي: (إنَّمَا فعلتَ ذلكَ ليُقال هُوَ عالِم وقد قيل) يعني: (الأعمال بالنّيّات) حديث: (إنّما الأعمال بالنّيّات)، ينبغي للواحِدِ أن يحرص على اصطحابِهِ دائمًا ثُمّ أمر به فسُحِبَ إلى النَّار، وقال لباذل المال: إنّما فعلتَ ما فعلت ليُقال جواد والمُحسن الكبير وقد قيل؛ حصلتَ على ثوابكَ، والمُقاتِل: أردتَّ أن يُقال جريء ومقدام..وقد قيلَ.
فيَحْتَاجُ الإنسان في أعمالِهِ كُلِّها أن يُفكِّر في مراقبة اللهِ -جلَّ وعلا-، فأسألُ اللهَ أن يُوفِّقنا لذلكَ جميعًا، نعم.اهـ (1)
فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
17 / جمادى الأولى / 1435هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) من درس معالي الشّيخ العلاّمة: صالح بن مُحمّد اللُّحَيْدان -حفظهُ اللهُ- لـ: "شرح صحيح مسلم للمنذري" / بتاريخ: 16 - جمادى الأولى - 1435هـ.