س :
ما الجمع بين إسناد الوفاة مرة إلى الله عزو جل ، و مرة إلى ملك الموت ، و مرة إلى الملائكة ؟ج : ذكر الله عز و جل الوفاة و أسندها إلى ملك الموت فقال تعالى : ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ ﴿السجدة: 11﴾
و مرة أسندها إلى الملائكة في قوله تعالى : ﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ﴾ ﴿الأنعام: 61﴾
و ذكر الله عز و جل أن الذي يتوفى الناس هو الله تعالى فقال : ﴿ اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ﴾ ﴿ الزمر: 42﴾ ،
فهذه ثلاث آيات ، كل واحدة تدل على شيء واحد ، و الجمع بينهما :
أما إسناد الوفاة إلى الله عز و جل ، فهو إسناد الأمر إلى أهله ، لأن هؤلاء الرسل الذين يقبضون الأرواح إنما يقبضون بأمر الله تعالى ، تقول : بنى الملك المدينة ، و هو ما بناها : و لكنه أمر ببنائها . و أما إضافة الوفاة إلى ملك الموت ، لأنه الذي يتولى قبض الروح ، و أضافه إلى الرسل ، لأنهم يأخذون الروح بعد أن يقبضها ملك الموت لا يدعونها في يده طرفة عين ، ثم يكفّنونها بالكفن الذي معهم .
المصدر : شرح عقيدة أهل السنة و الجماعة لفضيلة الشيخ العلامة : محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى .
تعليق