في وصية قيمة لشيخنا العلامة الوالد ربيع بن هادي المدخليّ –حفظه الله تعالى- لأبنائه من طلبة العلم في أحد اللقاءات في مكتبة بيته العامر بمكة المكرمة، قال حفظه الله: «مرحبًا بكم ، وقبلَ الحديثِ أقدِمُ نصيحةٍ لإخواني وأبْنائي أرى رؤوسًا كثيرةً مكشوفةً ، وهذه الطريقةُ مأخوذةً مِنَ الغربِ ، وعلى السلفيّ أنْ يُخَالِفَ أعداءَ اللهِ، الذينَ قامَ الدينُ على مخالفتِهم ومنابذةِ عاداتِهم وتقاليدِهم الفاسِدَةِ ، فلا نُقلِدنّ أعداءَ اللهِ في هذهِ الظاهِرةِ ولا في غيرها، كثير مِنَ المسلمِينَ يتشَبَهونَ تشبُهًا كاملًا [...] للغرب ،لليهودِ والنصارى والعلمانيّين والشيوعيّينَ ، حتى إنكَ في بعضِ البلدانِ لا تفَرقُ بينَ المسلمِ واليهودِ والنصرانيّ – يعني – في اللباسِ ((ومَنْ تشَبَهَ بقومٍ فهو مِنْهم))، فلا نتشَبَّه بأعداءِ اللهِ – عزَّ وجلَّ - في شيءٍ مِنَ الأشياءِ لا في العقائدِ ولا في العباداتِ ولا في العاداتِ ولا في غيرها – باركَ اللهُ فيكَ– هذهِ مسألةٌ يجب أنْ يتنبّهَ لها السلفيونَ خاصةً ولا يجارونَ عوامَ النّاسِ وجهلةَ النّاسِ ، وعليهم أنْ يخالِفوا هؤلاءِ الجهلةِ ويعلِمونهم الطريقَةِ الإسلاميةِ في هذا البابِ وفي غيرهِ.
المسألةِ الثانيةِ؛ أظنُّ والله أعلم ، أرجو أنْ يكونَ ظنّي هذا خاطِئًا أنّ كثيرًا مِنَ الشبابِ السلفيّ يتساهلونَ في السُنَنِ، في السُنَن في النوافلِ بعد المكتوباتِ ، فهل صليتم سُنّةَ المَغْرِبِ لمّا تسارعتم في المجيء لهذا المكانِ ،صليتم صلاة المغرب ؟أسألكم ، ها ؟ لا تتساهلون فيها ، لا تتساهلون فيها ،لا في سنّة المغرب ولا العشاء ولا تضيعونَ غيرها ،لا تتساهلونَ فيها فإنّ التساهلَ في السُننِ يؤدِّي إلى التساهلِ في الواجِباتِ ،فحافظوا على هذهِ السُنَنِ فإنّها سدٌّ منيعٌ في وجهِ الشيطانِ – باركَ اللهُ فيكم – وحاجزٌ منيعٌ يمنَعُهُ مِنْ أنْ يتَسَلّطَ عليكم لتتساهلوا بالفروضِ والواجِباتِ ، وفقكم اللهُ وسدّدَ خطاكم ، وعليكم بسُنّةِ النبيّ – صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ - فبدونها لا يتمّ الدِّين ،عضّوا عليها بالنَّواجِدِ ، وإيّاكم ومحدثاتِ الأمور ، فإنّ كلّ محدثةٍ بدْعة وكلّ بدْعةٍ ضلالةٍ ، أنا أستَقْسِمُ كلّ سلفيّ أنْ يتمسكَ بِسُنّةِ النبيّ - صلى اللهُ عليهِ وسَلّمَ – وهديهِ وأخْلاقهِ - عليهِ الصلاةِ والسلام – المسلمُ لا يشرعُ له بكشفِ الرأسِ إلا في الحجِّ أو العُمْرةِ أمّا بعدها لا – باركَ اللهُ فيكم - بعدها لا.
وفقكم الله وتبّثنا وإيّاكم على السُنّة».
رابط الصوتية
من شبكة الورقات
من شبكة الورقات
تعليق