بسم الله الرّحمن الرّحيم
أمّا بعد: فلقد فاجَأتنا جميعًا الأنباء المؤلمة عن تعرّض بعض أبناء شعبنا التّونسيّ المسلم وأبنائنا وإخواننا في الأجهزة الأمنيّة في شتّى أنحاء البلاد إلى اعتداءاتٍ إجراميّةٍ قامت بها شِرذمةٌ فاسقةٌ خارجةٌ عن السّنّة؛ وهم الخوارج التّكفيريّون.
وقد هالنا أيضا مع آلامِنا وجِراحنا هذه، ما تناقلته كثيرٌ من وسائل الإعلام المحلّيّة والعالميّة من نسبة هؤلاء الشّرذمة الخارجيّة التّكفيريّة إلى المنهج السّلفيّ !
فالسّلفيّة هي الدّعوة إلى الرّجوع إلى الأمر الأوّل، والابتعاد بالدّين وصفائه ونقائه عن شوائب البدع و المحدثات..
* إنّها دعوةالتّوحيد الخالص، والاتّباع السّليم، والعلم النّافع، والتّزكية والطّهارة.
* إنّها دعوة الأمن والأمان والإيمان.
* إنّها دعوة الحكمة والموعظة الحسنة، والرّفق واللّطف، ونبذ الغلظة في الدّعوة والعنف .
* إنّها الدّعوة إلى تحكيم شرع الله في كلّ كبيرٍ وصغيرٍ؛ ومن شرع الله الّذي ندعو إلى تحكيمه: الصّبرُ على الأئمّة والحكّام والسّلاطين، والدّعاء لهم بالصّلاح والتّوفيق، ومحبّة الخير لهم؛ لما يعود بسبب ذلك من الخير على العباد والبلاد .
* إنّها دعوة طاعة ولاة الأمر في المعروف، وعدم منابذتهم، وعدم شقّ عصا الجماعة .
* إنّها دعوةالصّبر على ظلم السّلاطين إذا ظلموا، ونصيحتهم بالسّرّ والرّفق واللّطف واللّين إذا أخطؤوا..
* إنّها دعوة العهد والبيعة لسلاطين المسلمين؛ ولو جلدوا ظهورنا،
أو أخذوا أموالنا.
* إنّها الدّعوة إلى مخالفة المشركين، وعدم التّشبّه بهم، أو الانسياق وراءهم؛ في ديموقراطيّتهم، ومسيراتهم، ومُظاهراتهم، وإضراباتهم، واعتصاماتهم وقتلهم لرجال أمنهم ! .
فأين هذا من عقائد وصنائع الغلاة المنحرفين من هؤلاء الخوارج التّكفيريّين؟!
هؤلاء أيّها التّونسيّون، قومٌ غِلاظٌ شِدادٌ على المؤمنين!
هؤلاء تدميريّون تكفيريّون تفجيريّون!! هؤلاء إرهابيّون فاجرون..
ونحن معهم في حربٍ وعداءٍ وسجالٍ منذ سنين؛ بل منذ قرون وقرون..
فأسلافهم خرجوا على أسلافنا، وقتلوهم، وكفّروهم..
أجداد هؤلاء نِحلةً ورأيًا لا عصبًا ونسبًا لم يرتضوا حتّى عثمان ومن معه، وحتّى عليًّا ومن معه؛ فكفّروا، وقاتلوا، وقَتَلوا..
وكم قلنا ولازلنا نقول: لابدّ من مقاومة هؤلاء حتّى استئصال شأفتهم؛ فإنّهم داءٌ عُضالٌ إذا استفحل قتل ؟
وكم كفَّرَنا هؤلاء،وكفّروا علماءنا وتنادَوا بوجوب قتلنا وإنهاء أمرنا ؟
فهل بعد كلّ هذا الجهاد الخالص في محاربة هذا الضّلال وأهله تكون مكافأتنا من أهلنا وإخواننا الإعلاميّين أن ينسبوهم إلينا ؟
كيف تنسبونهم إلينا وقد بُحّت أصواتنا وأصوات علمائنا بالتّحذير منهم؛ وما تركنا في ذلك وسيلةً ولا سبيلاً إلاّ طرقناها؛ من التّأليف و الكتابة، إلى التّدريس والخطابة؛ وبالشّعر والنّثر، وفي كلّ بلدٍ ومصر؟ .
كيف يُنسبون إلينا وهم يكفّروننا ويهدّدوننا ؟
بل يقتلوننا؛ في العراق، و في الجزائر، وفي أفغانستان، وفي غيرها من البلدان..
كيف يُنسبون إلينا وهم يحاربون العلماء: الألبانيّ، وابنَ بازٍ،
وابنَ عثيمين، ومقبلاً الوادعيّ، وربيعًا المدخليَّ، وإخوانَهم؟!
كيف؛ ونحن نحاربهم، ونحارب فكرهم الـمُظلم، ونُحذِّرُ منهم ومن شيوخهم؛ من سيّد قطب، إلى ابن لادن، والظّواهريّ، والزّرقاويّ، وأبي محمّدٍ المقدسيّ، وأبي قتادة الفلسطينيّ، والطّحاويّ، وأبي عياض التونسي وغيرهم؟ .
كيف ودعوتنا نيّرةٌ مُنيرة، ودعوتهم مُظلمةٌ مُضلّلة ؟.
فلا تظلموا السّلفيّين؛ فإنّنا بُرآء من التّكفيريّين، ومن عقائدهم الفاجرة ، ومن صنائعهم السّافرة الخاسرة .
والواجب على الأجهزة الأمنيّة من إخواننا من عساكر المسلمين: أن يُخلصوا النّيّة لربّهم في مجاهدة هؤلاء الضّالّين، وفي القبض عليهم، وفي إنهاء فتنتهم..
وعودًا على بدءٍ؛ أقول:
هل ينتسب هؤلاء التّكفيريّون إلى السّلفيّة لولا نقائها وصفائها وبهائها؟
هل يُحاولون عبثًا إلصاق أنفسهم بنا لولا ما يعرفون وتعرفون ويعرف كلّ النّاس عنّا من الأصالة والعراقة والضّرب القويّ في جذر الحقّ؟
فليس كل من ادّعى شيئًا كان في دعواه محقًّا , فها هو إبليس ادّعى أنّه خيرٌ من أدم ، وكذلك اليهود والنصارى ادّعو أنّهم أبناء الله وأحبّاؤه كما قال الله تعالى : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة : 18] ... إلخ!
فهذا بعْدُ بيانُ براءتنا وبراءة ديننا من كلّ بدعةٍ ومحدثةٍ؛ كبدعة التّكفيريّين الخوارج، أو الشّيعة، أو القدريّة، أو المرجئة..
فلا تقلبوا الموازين؛ كفعل من سمّى المشركين بالموحّدين، أو سمّى العميان بالمُبصرين..
فإنّ تسمية التّكفيريّين باسم أعدائهم من السّلفيّين من الظّلم الـمُبين الّذي لا يُقرّه عقلٌ ولا دين!
وفيما يلي بعض فتاوي لكبار أهل العلم في حكم قتل رجال الأمن و حكم العمليات الإنتحارية وكلامهم على هذا المنهج الخطير :
**********************
* سُئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن حكم قتل رجال الأمن:
] الفتاوى الشرعية لمحمد الحصين ص96 [
وسُئل فضيلته عن الذين يكفرون جميع حكام المسلمين تكفيرا عاما
الجواب: هذا هو مذهب الخوارج بلا شك ،فعليه أن ينصحهم ويببين لهم ويقول لهم أنهم جهال ،يقولون هذا من باب الغيرة وإنكار المنكر بزعمهم ،لجهلهم فعليه أن يبين لهم ويوضح لهم ،فإن استجابوا فالحمد لله وإن لم يستجيبوا فإنه يبعد عنهم ،ولا يجلس معهم .* قال الامام محمد ناصر الالباني رحمه الله تعالى:
* قال الشيخ الفقيه العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
* قال الشيخ المفتي العام عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى:
هذه الأمور ليست لها علاقة بالإسلام لكن افتعلها من افتعلها لتشويه سمعة المسلمين.
* قال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله:في فرق بين التخريب والاغتيلات وبين الجهاد:
وقال أيضًا حفظه الله : لا يجوز الاغتيلات والتفجيرات.
وقال أيضًا حفظه الله : المشروع مع الكفار مقابلتهم في المعارك.
وقال أيضًا حفظه الله : لا حول ولا قوة إلا بالله ما تبغي الحياة شو تعمل بهذا الانتحار .
وقال أيضًا حفظه الله : لا يجوز للإنسان ان يقتل نفسه .
وقال أيضًا حفظه الله : لا أظن أن المسلم يوالي الكفار ولكن أنتم تفسرون الموالاة بغير معناها .
وقال أيضًا حفظه الله : هذه الأمور لا يدخل فيها إلا الفقهاء لا يدخل فيها أنصاف المتعلمين.
* قال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى:
وقال أيضًا حفظه الله : وهذا هو عمل الخوارج.
وقال أيضًا حفظه الله : دعوة اهل ألسنة تقوم على اللين والرفق والحكمة.
وقال أيضًا حفظه الله : الاغتيالات من عمل الخوارج والسبئية قبلهم بل هي من عمل الكفار.
وقال أيضًا حفظه الله : العمليات الانتحارية اسم على مسمى وان سماها بعضهم استشهادية وهي قتل النفس.
وقال أيضًا حفظه الله : ليس فيها نكاية للعدو بل فيها تحريش العدو على المسلمين وارض الاسلام.
وقال أيضًا حفظه الله : ماذا صنعت هذه العمليات في فلسطين.
* قال الشيخ المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى:
وقال أيضًا حفظه الله : وقد يفرح بها العدو لتشويه الإسلام.
وقال أيضًا حفظه الله : الإسلام فيه جهاد شريف وجهاد نظيف يعلن على القوم الغير مسلمين.
وقال أيضًا حفظه الله : المقصد بالجهاد اعلاء كلمة الله وهداية الناس.
وأخيرًا؛ فهذه رسالةٌ إلى إخواننا في الأجهزة الأمنيّة أن يُخلصوا النّيّة في عملهم العظيم، وأن يُجاهدوا هؤلاء التّكفيريّين بكلّ قوّتهم، وأن يصبروا إن جُرحوا، أو قُتل منهم؛ فإنّهم-إن شاء الله-منصورون.
اللّهمّ احفظ علينا أمننا وأماننا وإيماننا، وأصلحنا وأصلح ولاة أمورنا، واهد من ضلّ من المسلمين، وانتقم من الظّالمين.
والحمد لله ربّ العالمين.