حديث كنت مع أيوب ويونس وابن عون
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
رواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها، وقصته عن ابن عون .
******************************
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال -رحمه الله تعالى-:
وقال حماد بن زيد: كنت مع أيوب ويونس وابن عون، فمر بهم عمرو بن عبيد، فسلم عليهم ووقف، فلم يردوا عليه، ثم جاز، فما ذكروه.
وقال حماد بن زيد: كنت مع أيوب ويونس وابن عون، فمر بهم عمرو بن عبيد، فسلم عليهم ووقف، فلم يردوا عليه، ثم جاز، فما ذكروه.
رواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها، وقصته عن ابن عون .
******************************
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذا الأثر الذي رواه حماد بن زيد، أنه كان مع أيوب ويونس وابن عون، فمر بهم عمرو بن عبيد المعتزلي المعروف، وهو وواصل بن عطاء أسسا مذهب الاعتزال، عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء هما اللذان أسسا مذهب الاعتزال في أوائل المائة الثانية، وكانا قبل ذلك يجلسان في حلقة الحسن البصري -رحمه الله-، ثم اعتزلا مجلس الحسن البصري، فصارا يقرران في حلقة مستقلة أن الفاسق لا مؤمن ولا كافر، فقيل لهم في ذلك الوقت قول: المعتزلة؛ لأنهم اعتزلوا الجماعة، واعتزلوا مجلس الحسن البصري.
فعمرو بن عبيد معتزلي ممن أسس مذهب الاعتزال، ولما مر عمرو بن عبيد على هؤلاء الرهط من العلماء: حماد بن زيد، وأيوب، ويونس، وابن عون، سلم عليهم ووقف، فلم يردوا عليه السلام هجرا له؛ لأنه معتزلي، أسس مذهب الاعتزال، ثم جاز، فما ذكروه، يعني: جاز الموضع، ذهب ولم يذكروه، وهذا فيه دليل على أن العلماء والأئمة يهجرون أهل البدع، ولا يردون السلام عليهم، فالمبتدع يُهجر، ولا يرد السلام عليه، ولا تُجاب دعوته، ولا تتبع جنازته إذا مات، ولا يعاد إذا مرض، ولا يزوج، ينبغي هجره والبعد عنه، حتى يترك الناس البدع.
وهذا الهجر فيه تأديب وتعزير من العلماء لأهل البدع، وفيه تحذير لغيرهم من الناس أن يعتنقوا هذه البدع، وهذا محمول على أن الهجر يفيدهم.
أما إذا كان الهجر لا يفيدهم، بل يزيدهم شرا، فلا يهجرون؛ لكن يستمر أهل السنة والعالم في نصيحتهم ودعوتهم، لعل الله أن ينفعهم.
أما إذا كان الهجر يرتدعون، فإنه يجب هجرهم حتى يرتدعوا عن بدعتهم، وحتى لا يقتدي بهم غيرهم، وحتى تختفي البدع، وتظهر السنن. نعم.
----------------------------------
"الشرح و الإبانة" شرح الشيخ الراجحي
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذا الأثر الذي رواه حماد بن زيد، أنه كان مع أيوب ويونس وابن عون، فمر بهم عمرو بن عبيد المعتزلي المعروف، وهو وواصل بن عطاء أسسا مذهب الاعتزال، عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء هما اللذان أسسا مذهب الاعتزال في أوائل المائة الثانية، وكانا قبل ذلك يجلسان في حلقة الحسن البصري -رحمه الله-، ثم اعتزلا مجلس الحسن البصري، فصارا يقرران في حلقة مستقلة أن الفاسق لا مؤمن ولا كافر، فقيل لهم في ذلك الوقت قول: المعتزلة؛ لأنهم اعتزلوا الجماعة، واعتزلوا مجلس الحسن البصري.
فعمرو بن عبيد معتزلي ممن أسس مذهب الاعتزال، ولما مر عمرو بن عبيد على هؤلاء الرهط من العلماء: حماد بن زيد، وأيوب، ويونس، وابن عون، سلم عليهم ووقف، فلم يردوا عليه السلام هجرا له؛ لأنه معتزلي، أسس مذهب الاعتزال، ثم جاز، فما ذكروه، يعني: جاز الموضع، ذهب ولم يذكروه، وهذا فيه دليل على أن العلماء والأئمة يهجرون أهل البدع، ولا يردون السلام عليهم، فالمبتدع يُهجر، ولا يرد السلام عليه، ولا تُجاب دعوته، ولا تتبع جنازته إذا مات، ولا يعاد إذا مرض، ولا يزوج، ينبغي هجره والبعد عنه، حتى يترك الناس البدع.
وهذا الهجر فيه تأديب وتعزير من العلماء لأهل البدع، وفيه تحذير لغيرهم من الناس أن يعتنقوا هذه البدع، وهذا محمول على أن الهجر يفيدهم.
أما إذا كان الهجر لا يفيدهم، بل يزيدهم شرا، فلا يهجرون؛ لكن يستمر أهل السنة والعالم في نصيحتهم ودعوتهم، لعل الله أن ينفعهم.
أما إذا كان الهجر يرتدعون، فإنه يجب هجرهم حتى يرتدعوا عن بدعتهم، وحتى لا يقتدي بهم غيرهم، وحتى تختفي البدع، وتظهر السنن. نعم.
----------------------------------
"الشرح و الإبانة" شرح الشيخ الراجحي
تعليق