بسم الله الرحمن الرحيم
الأسئلة السنية لعلامة البلاد اليمنية
مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى
هذه أسئلة من مدينة الطائف ، إلى الشيخ الفاضل حفظه الله وأسميناها : (( الأسئلة السنية لعلامة البلاد اليمنية )) .
سؤال ( 1 ) : ما وجه انتقادكم لجمعية الحكمة هل هو في نفس إنشاء الجمعية أو فيما يدور وسطها ؟
جواب : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أم محمداً عبده ورسوله .
أما بعد : فإنا نشكر لإخواننا أصحاب الأسئلة على حرصهم على الاستفسار ، وعلى شعورهم بدعوة إخوانهم أهل السنة في اليمن .
وانتقادنا لجمعية الحكمة لما تضمنته من الحزبية ، وأما حفر الآبار وبناء المساجد وكفالة اليتامى وغير ذلك من الأعمال البرية فهذا أمر لا غبار عليه ، وإن كنا نود أن يتفرغوا للعلم النافع ، وألا يهينوا الدعوة بالشحاذة ، يقوم أحدهم عقب أن يلقي محاضرة رنانة ، ويطلب التبرع لجمعية الحكمة ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( من سأل الناس تكثراً فإنما يسألهم من جمر جهنم ، فليستقل أو ليستكثر )) .
ونرغب من إخواننا أن يزورا إخوانهم باليمن ، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول كما في < مسند أحمد > و < مستدرك الحاكم > من حديث ابن عباس : (( ليس الخبر كالمعاينة )) .
والشاعر يقول :
يا ابن الكرام ألا تدنوا فتبصر ما قد حدثوك فما راءٍ كمن سمع
فالدعوة ـ أي : دعوة أهل السنة ـ ما أفسدها إلا المادة ، وإلا فعبد المجيد الريمي وعقيل المقطري ومحمد المهدي ما أوتوا عن جهل . أتانا الكويتيون وطلبوا منا أن يساعدنا ، وكانوا يريدون أن يضموا دعوتنا إلى دعوتهم فقلنا لهم : إن كنتم تساعدون الدعوة بدون قيد ولا شرط فذاك ، وإن كان لكم شرط فلسنا مستعدين أن نبيع دعوتنا ، ونسأل الله أن يغنينا عنكم وعما جئتم به . فضعاف الأنفس من السلفيين استمالتهم المادة ، وغرهم عبد الرحمن عبد الخالق بديناره لا بأفكاره وانشقت الدعوة ـ حصل هذا قبل إنشاء جمعية الحكمة ـ وصاروا يدافعون عن الحزبية أيما مدافعة ، حتى إن عبد المجيد الريمي يستدل بقوله تعالى على الحزبية : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً [ النساء : 115 ] .
كان هذا في جامع الخير بصنعاء ، وكنت حاضراً فما أحببت التعقيب لأننا كنا على سفر إلى مأرب ، واستطاع الكويتيون أن يتحكموا في الدعوة حتى إن بعض الكويتيين يقول لليمنيين : ما انطلقت دعوتنا إلا بعد أن تركنا العلماء . قال عبد المجيد الريمي : لقد قف شعري من هذا الكلام ، يعني اشمأز من هذا الكلام وتألم ، لكن هل قف شعرك وتركت أم بقيت بعدهم تهرول ؟!
بعد هذا أقيمت جمعية الحكمة ، وصار فيها ما فيها من التحزب ومن الانتخابات ، وإخوانهم ينصحونهم ، ومن التساهل ، فأين قصيدة أحمد المعلم :
الله أكبر بالدفاع سـأبتدي وهو المعين على نجاح المقصد
وفي واد ، وسيرة الآن في واد ، فهو يحضر المولد ويلقي محاضرة فيه ، غير منكر في المحاضرة ، يدعو إلى الانتخابات في الإصلاح الطاغوتي ، ثم بعد هذا ضاعوا وما عوا ، فعبد المجيد الريمي كان عازماً على تحقيق < مسند أحمد > وهكذا غيره حتى الطلبة الذين يدرسون ههنا يأتون لهم : سعيد بن علي الزبيدي ، ومحمد مساوى وعبد الباري يأتون لهم ويقولون : نحن مستعدون أن نزوجكم ، ويأخذونهم من ههنا لكن إلى أين ؟ إلى الضياع ، فقد مكثوا معهم أياماً ، ثم قالوا : ثم نأتي إليهم فلا يقولون السلام عليكم .
ونحن بحمد الله قد تكلمنا على جمعية الحكمة والتحذير منها ، وليس معناه أننا نقر جمعية الإصلاح ولا جمعية الإحسان ، ولا جمعية البر والإحسان ، لأنها تعترف بالانتخابات ، ولأنها بين جمعية حزبية ظاهرة كجمعية الإصلاح ، وبين حزبية مغلفة كجمعية الحكمة ، ونحن نُسميها جمعية الحَكَمة ، والحَكَمة هي التي تكون في فم الحصان يُقاد بها ، فمن دخل معهم قادوه كما يريدون ، وقد قادوا عقيلاً وهو الذي كان يتحمس ، يقول أحد الأخوة من الحجرية في جامع الخير : والله عقيل ليس بجاهل ولكنها الدنيا . ولنا بحمد الله شريط بعنوان " البراءة من الحزبية " وقد نُشر في كتاب < قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد > ، والكتاب منشور مطبوع من فضل الله سبحانه وتعالى .
وقد زارني زائر في هذه الأيام ، وطلب مني تعاوناً معه في أمر ، فقلت بشرط ، وسيأتون ويقولون : طيب كما فعل الإخوان المسلمون عند أن قرعناهم بشريط وأبوا أن يحكموا العلماء عند أن ذهبت إلى صنعاء يقولون : نحن مستعدون أن نُحكم العلماء وتختار أنت من تشاء منهم ـ فقلت للأخ : بشرط أن تكتب ورقة ، أن تكون الدعوة إلى الكتاب والسنة وألا ندعو إلى جمعية الحكمة ، فقال : سأشاور إخواني .فذلك الشريط كافٍ وافٍ ، وأشرطة كثيرة ، فلا نعيد النظر ، لأن التكرار ربما يسأم منه السامع والمتكلم .
وننصح كل من يريد أن يتعاون معهم يخرج إلى اليمن وينظر ما هي الدعوة ، يجد السيارة تمشي من صنعاء إلى الحديدة ، أو من تعز إلى حضرموت ثم يدعو إلى الجمعية ، ورب العزة يقول : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة [ النحل : 125 ] ، ويقول : ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير [ آل عمران : 104 ] ، ويقول : قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة [ يوسف : 108 ] ، بقي هل تأثرت بهم دعوة أهل السنة ؟ من فضل الله أنها لم تتأثر بهم فما ضروا إلا أنفسهم ، وإلا فالنشر والدعوة وإقبال الناس على هذه الدعوة إقبال ليس له نظير .
سؤال ( 2 ) : هل صحيح يا شيخ أنكم لا ترون التنظيم لجميع أمور الدعوة ؟
جواب : سبحانك هذا بهتان عظيم [ النور : 16 ] ، النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعوته تقوم على التنظيم فخروجه من مكة إلى المدينة بتنظيم لم يكن فوضوياً ، وخروجه من المدينة للحج بتنظيم أيضاً ، فهو يقطع المسافة من المدينة إلى مكة في نحو تسعة أيام ، ومعه جمع كثير ، فلو لم يكن بتنظيم لما استطاعوا أن يقطعوا تلك المسافة .
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( إن لجسدك عليك حق ، ولعينك عليك حق ، ولأهلك عليك حق ، ولزورك عليك حق ، فأعط كل ذي حق حقه )) ، فهذا تنظيم أيضاً .
وإرساله صلى الله عليه وعلى آله وسلم للسرايا وللجيوش ، وهكذا المبارزة بين الذين اختصموا في ربهم كما ذكر في سورة الحج ثلاثة من المسلمين وثلاثة من المشركين بتنظيم ، فغالب حركات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما يتعلق بالجهاد وأمور الدعوة صادر عن تنظيم ، والذي ننكره التنظيم المخالف للكتاب والسنة ، ونقول : لأن يعيش الشخص وحده خير من أن يدخل في تنظيم طاغوتي يخالف كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وهذا أمر أشيع عن أهل السنة أنهم ينكرون التنظيم ، وأنهم ينكرون العمل الجماعي .
فأقول : إن الذي ينكر التنظيم أو ينكر العمل الجماعي ليس بسني ، لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان [ المائدة : 2 ] ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً )) . ويقول : (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمى والسهر )) .
والعمل الجماعي الذي يخالف الكتاب والسنة مثل ما عليه الإخوان المفلسون أو ما عليه أصحاب سلفية عبد الرحمن عبد الخالق ، وأبشركم ففي < قمع المعاند > رسالة بعنوان " رسالتي إلى جمعية إحياء التراث " ، فلا بد من بيان الحق ، وإن رغموا ، فهو يزعم أنه سلفي ويقول : اقسم بالله أن احترم الدستور ، والدستور فيه أن المرأة إذا زنت برضاً من زوجها فليس عليها حد ، هذا في دستور الكويتيين فأشهدكم الله أنني بريء من هذه السلفية ، هذه سلفية مثل الثوب إذا أحب أن يلبسه لبسه وإذا أحب أن يضعه وضعه .
فهذا العمل الجماعي نحن نبرأ منه سواء أكان مع الإخوان المفلسين أم كان مع أصحاب سلفية الكويت ، نبرأ من هذا الذي فيه انتخابات وتصويتات ومجلس نواب وغير ذلك : وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله [ الشورى : 10 ] ، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر [ النساء : 59 ] ، سقط الداعية الكبير عبد الرحمن عبد الخالق ، وعند أن كان في أول أمره في الكويت انتشرت السنن وصاول الباطل ، ثم لما فُتحت الدنيا دخل في هذه الانتخابات ويدعو إليها . وكتابات في غاية من المحادة لله ولرسول الله ولشرعه وتنشر في مجلة ( المنتدى ) : التابعة لجمعية الحكمة حتى يقال : إن الرجال مرنون ، نعم فهم مرنون يقبلون الرأي والرأي الآخر . فهم بين أمرين : رابطة كبيرة من الدينارات الكويتية ، وإما ليقال : إنهم مرنون ، وإلا فما معنى أن ينشروا الباطل في مجلتهم .
سؤال ( 3 ) : بعض التنظيمات في المملكة العربية السعودية يدخلون الكرة في التمثيل والأناشيد في أساليب الدعوة فما رأيكم في ذلك ؟
جواب : هذه الأمور قد تكلمنا عليها بكثرة في أشرطة متقدمة ، لأن التكرار يضيع الوقت ، وأما التمثيل فأنا أنصح باقتناء كتاب أخينا بكر بن عبد الله أبو زيد فهو كتاب ليس له نظير في هذا فهو كافٍ وافٍ فجزاه الله خيراً .
وكل هذه لا تدخل في أساليب الدعوة ، وتعتبر بدعة إذا أدخلت في أساليب الدعوة . الأناشيد إذا كانت من باب الدفاع عن الدعوة بحق فلا بأس ، فقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لحسان : (( اهجهم وروح القدس معك )) .
أما مسألة الكرة ، فهي إما أن تعتبر من الأمور العادية ، وإما أن تعتبر تقليداً لأعداء الإسلام .
سؤال ( 4 ) : هل جماعة الإخوان المسلمين والتبليغ من أهل السنة والجماعة أم لا ؟ وهل يجوز التعاون معهم ؟ وهل يجوز لنا هجرهم وعدم السلام عليهم ؟
جواب : جماعة الإخوان المسلمين والتبليغ والقطبيين الأولى أن يُحكم على مناهجهم ، فمناهجهم ليست بمناهج أهل السنة والجماعة .
أما الأفراد فبعض الناس يكون ملبساً عليه ويكون سلفياً ، ويأتون إليه من باب نصر دين الله ويمشي معهم ولا يدري ما هم عليه .
فالأفراد خليط لا يستطاع ن يحكم عليهم بحكم عام ، لكن المناهج ليست مناهج أهل السنة ، وأما مسألة التعاون معهم ، فأنا أنصح أهل السنة أن يستعينوا بالله ويقومون بواجبهم نحو الدعوة إلى الله ، والواقع أننا لم نستطع أن نتعاون مع إخواننا أهل السنة في اليمن ، وبالسودان ، وبأرض الحرمين ، ونجد ، وبمصر ، وفي الأردن ، فلماذا تذهب ونتعاون مع أناس يرون أهل السنة أعدى الأعداء ؟ فإذا ذهبت فمن أجل أن يقتنصوا بعدك الشباب ، فتلقي المحاضرة ثم يأخذون الشباب بعدك ، والكتب قد ألفت وبينت فساد منهج هؤلاء وأولئك ، ومن أبصر الناس بالجماعات في هذا العصر وبدخل ودخن الجماعات الأخ ربيع بن هادي حفظه الله ، فمن قال له الأخ ربيه : إنه حزبي فسينكشف لك بعد أيام أنه حزبي ، لأن الشخص يكون في أول أمره متستراً ولا يحب أن ينكشف ، لكن إذا قوي وصار له أتباع ولا يضره الكلام فيه أظهر ما عنده ، فأنا أنصح باقتناء كتبه وقراءتها والاستفادة منها حفظه الله تعالى ، والناس ربما يغترون بالمظاهر ، وفلان يحضر حلقته ألفان ، وفلان يحضر حلقته خمسة آلاف أو عشرة آلاف ، أو أمة لا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى .
ولو محصت أولئك الحاضرين لما أخرجت منهم إلا قدر مائة شخص الذين هم من أهل السنة .
سؤال ( 5 ) : هل التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية تفريق بدعي ؟ وهل الخلاف فيه خلاف في الأصول ؟
جواب : التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ، أرى أن الطائفة المنصورة أرفع من الفرقة الناجية ؛ لأن الفرقة الناجية ليس لها إلا النجاة ، أما تلك فتلك طائفة منصورة يقاتلون من قاتلهم ، ولا يزالون ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ، فأوصاف الطائفة المنصورة أرفع من أوصاف الفرقة الناجية ، فالفرقة الناجية ليس عندها إلا النجاة ثم إن أهل الحديث داخلون دخولاً أولياً في الطائفة المنصورة ، وقد تكلمنا على هذا في بعض الأشرطة ، وأنا أعرف أن بعض إخواننا في الله لا يرضى هذا لكن أقول : ليس هناك آية قرآنية ولا حديث نبوي أن الطائفة المنصورة والفرقة الناجية بمعنى واحد ، وليس هناك آية قرآنية ، ولا حديث نبوي أنهما مفترقتان ، فما أخذناه إلا من ألفاظ وأوصاف الطائفة المنصورة .
سؤال ( 6 ) : هل أقوال السلف وأفعالهم حجة ؟
جواب : لا ليست بحجة يقول الله سبحانه وتعالى : اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون [ الأعراف : 3 ] . والناس في هذا الباب بين إفراط وتفريط ، فمنهم من نبذها وقال : هم رجال ، ونحن رجال فنعم هم رجال ونحن رجال ، ولكن الفرق بيننا وبينهم كما بين السماء والأرض ، فنحن نستعين بأفهامهم على فهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والزهري كان مع صاحب له يكتبان حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فلما انتهيا مما بلغهما من حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كتب الزهري آثار الصحابة وصاحبه كان لا يظنها علماً ، وقال صاحبه : فأفلح ونجح وخسرت ، أبو بهذا المعنى ، فلو لم يكن فيها فائدة ما ألف فيها العلماء ، وما ذكرها العلماء في مؤلفاتهم كابن جرير في < تفسيره > وابن أبي شيبة في < مصنفه > ، وعبد الرزاق في < مصنفه > والبيهقي في < سننه > وغيرها يذكرون أقوال السلف في هذا فلا يقال : إنها ليس لها قيمة ، بل نستفيد من فهمهم ، وينبغي أن نفهم كتابه الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على فهمهم .
أما أنها حجة فلا ، فالله سبحانه وتعالى يقول : وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله [ الشورى : 10 ] ، ويقول : فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر [ النساء : 59 ] ، ويقول : وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه [ الأنعام : 153 ] ، ويقول : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا [ الحشر : 7 ] . قسم آخر إلا فيها ويحتج بها ويجعلها حجة ، فهذا خطأ لما تقدم من الأدلة . والقسم الثالث يقول : نستعين بالله سبحانه وتعالى ثم بأفهام سلفنا الصالح على فهم الكتاب والسنة .
سؤال ( 7 ) هل كل حديث في < الصحيحين > يحتاج إلى النظر فيه أم يكفي أنه في < الصحيحين > ؟
جواب : يكفي أنه في < الصحيحين > ، وأبو الحسن المنذري واسمعه علي بن المفضل يقول : من أخرج له الشيخان فقد جاوزا القنطرة ، وهناك أحاديث يسيرة انتقدها الدارقطني وغيره ، يقول ابن الصلاح : إن أحاديث < الصحيحين > تفيد العلم اليقيني النظري إلا أحاديث يسيرة انتقدها بعض الحفاظ كالدارقطني وغيره ، فالدارقطني انتقد نحو مائي حديث ، منها ما أصاب فيها ، ومنها ما رد عليه .
فيكفي في الحديث أن يكون في < الصحيحين > ولا يحتاج إلى أن يبحث عن سنده ، حتى ولو وجد في سنده بعض من تكلم فيه ، فيحمل على أنه انتقوا من حديثه كما انتقى البخاري من حديث إسماعيل بن أبي أويس ومن حديث خالد بن مخلد القطواني ، وربما يخرجون عن بعض الشيوخ لهم ، والعصريون ينقسمون إلى قسمين : قسم مجتهد فلو ضعف بعض الأحاديث فنحن لا نتبعه لكن لا ننكر عليه ، وقسم صاحب هوى كمحمد الغزالي وحسن الترابي وبعض الإخوان المفلسين كيوسف القرضاوي وقبل هؤلاء جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده المصري ومحمد رشيد رضا .
فالسنة ليس لها مكانة في نفوسهم فما وافقهم أخذوا به ، وإن كانت قصة إسرائيلية ، فأنت إذا راجعت < المنار > تجد بعض القصص الإسرائيلية منقولة من التوراة ، وما خالف أهواءهم ولو كان في < الصحيحين > وهكذا الشيعة الذين يحاربون كتب السنة خصوصاً < الصحيحين > ، وبعض جهلة الصوفية الذين يحاربون كتب السنة ويطلقون ولا يستحيون سواء أكان الشيعة أم الصوفية على كتب السنة بأنها كتب وهابية ، ف< صحيح البخاري > و < مسند أحمد > و < صحيح مسلم > و < سنن أبي داود > و < جامع الترمذي > ، وكل كتب السنة المتقدمة وهابية ، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) .
فهؤلاء لا يستحيون أن يقولون : < صحيح البخاري > وهابي ، فكم بين محمد بن عبد الوهاب وبين محمد بن إسماعيل البخاري يا أيها الأغبياء ويا أيها المغفلون ؟
سؤال ( 8 ) : ما رأيكم في أحكام الترمذي على الأحاديث ؟
جواب : الإمام الترمذي متساهل ويا حبذا لو يسر الله طالب علم يقوم بالأحكام على ما تقتضيه الصناعة الحديثية .
فالإمام الذهبي يقول في ترجمة كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بعد أن ذكر أن الشافعي وأبا داود قالا : إنه ركل من أركان الكذب ، يقول : وأما الترمذي فصحح له حديث : (( المسلمون على شروطهم )) . من أجل هذا فلا يعتمد على تصحيحه ، ويقول في ترجمة يحيى بن يمان وقد ذكر في ترجمته حديثاً رواه الترمذي وقال : حسنة الترمذي وفيه ثلاثة ضعفاء ، وعند المحاققة غالب تحسينات الترمذي ضعاف . فكنا نتمنى أن ييسر الله بطالب علم ينظر إلى السند ويحكم عليه بما يستحقه ، لا سيما وكلمة الترمذي : حسن صحيح قد أعيت العلماء واختلفوا فيها أيما اختلاف كما في مقدمة < تحفة الأحوذي > ، وقد كان بدأ بعض إخواننا في هذا ثم أخذه أصحاب الدنيا .
سؤال ( 9 ) : ما هي الكتب التي استخرجتم منها كتاب < الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين > ؟ وهل كل ما صح فيها عندكم وضعتموه في الكتاب ؟ وهل المجلدان كل الكتاب أم أن هناك غيره من المجلدات ؟
جواب : الكتب التي راجعتها هي : السنن الأربع و < مسند أحمد > و < مسند أبي يعلى > و < كشف الأستار > ، وبعض كتب العقيدة ، وبعض كتب في الزهد ، والذي أريد أن أراجعه في هذه الأيام هي < السنن الكبرى > للنسائي .
أما هل كل ما صح لدي أودعته فيه ؟ فقد ذكرت هذا في المقدمة أنني ذكرت أحاديث صحيحة ، وهناك صحائف تركتها مثل صحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وصحيفة بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ، ومثل أحاديث فليح بن سليمان وعبد الله بن محمد بن عقيل ، والذي هو مختلف في تحسين أحاديثه أو تضعيفها .
القسم الثاني أحاديث شككت فيها فلم أكتبها كما كان يفعل عفان بن مسلم الصفار إذا شك في حرف من الحديث تركه .
وقسم ثالث : وهو أحاديث ظاهرها الصحة وهي معلة ، وقد كتبت منها الآن نحو خمسمائة وزيادة .
و < الصحيح المسند > ظهرت فيه بعض الأخطاء بعضها من الطبع وبعضها مني عند الترتيب ، وقد كنا أصلحنا تلك الأخطاء ، وحذفنا بعض الأحاديث ، وزدنا بعض الأحاديث ، وأرسل للطبع ، والذي أخذه لم يقف له على عين ولا أثر ، ولكن الحمد لله عندنا نسخة أخرى ، وأيضاً فقد رتب على الأبواب الفقهية ، وهو الآن يقدم للطبع وسيخرج قريباً إن شاء الله .
فأنا لا يهمني الاستيعاب ولا أستطيع أنا ولا غيري أن يستوعب الصحيح من السنة ، لكن الذي يهمني أن أجمع نبذة ، وبحمد الله قد استفيد منها، فكثير من إخواننا الباحثين منهم من قدم بحثاً في الشمائل المحمدية وهو < الصحيح المسند في الشمائل المحمدية > ، وأعطيته ما كتبته في الشمائل ، وآخر في الإمارة ، وآخر في الجرح والتعديل وأدلتها .
وأقول : إن الذي هو مرتب على الأبواب الفقهية سيريح كثيراً من طلبة العلم الذين ليس عندهم الوقت الكافي أو القدرة الكافية في التصحيح والتضعيف ، ولعله يخرج في نحو أربعة مجلدات هو < الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين > [ وقد طبع بسته مجلدات ] مرتباً على أبواب الفقه .
وعلى كلٍّ فالبحث واسع فالحسن لغيره ما استطعت أن أعرج عليه ، وما كتبت منه شيئاً .
والاستدراك بعد أن أموت إن شاء الله ، فإذا مت فلا بأس أن يستدرك ، أما الآن فأنا ما زلت ما شياً في الطريق وفي البحث . والشيء بالشيء يُذكر فإنها تأتيني رسائل : نريد اختصار كتاب كذا وكذا ، وآخر نريد كذا وكذا ، فأنا لا آذن ثم لا آذن ثن لا آذن لأحد أن يختصر شيئاً من كتبي ، وآخر يقول : نريد أن نترجم لك ، فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن ، فماذا يقول الأخ المترجم ؟ كان الإخوة والسائلون لعلنا نعطي الأخ العنوان من أجل أن يطلبوا بعض الكتب لهم من مصر فوصولها إلى اليمن يشق علينا ، لأن الشيوعيين والبعثيين والناصريين والصوفية والشيعة والإخوان المفلسين كل هؤلاء يحولون دون وصول كتبنا إلينا ، فربما يُنشر الكتاب ويقولون : كتابك يُباع في السعودية ، وأنا لم يصل إلىَّ وأتمنى أني أراه ، ولكن بحمد الله ستصل اليوم أو غداً أو بعد غد ، والحمد الله .
سؤال ( 10 ) : ما الفرق بين العقيدة والمنهج ؟ وهل الخروج عن منهج السلف يعتبر خروجاً بدعياً ؟
جواب : الاعتقاد مثل الاعتقاد في الأمور الغيبية في التوحيد وكذلك الأسماء والصفات وصفة الجنة والنار ، وأما المنهج فالذي يتخذه الشخص أو الجماعة لها فإن كان على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وإن كان على غير ذلك ففيه من الضلال بحسب بعده من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وبقدر خروجه عن السلف وعن طريق السلف رضوان الله عليهم تكون البدعة ، لأن البدعة تتفاوت فمنها بدع صغرى ، ومنها ما ينتهي بصاحبه إلى الكفر كما حصل من بعض الخوارج عند أن قال : سورة يوسف ليست من القرآن ، وأباح الجمع بين الأختين أو بين المرأة وعمتها .
فبعض الخوارج وبعض الرافضة ربما تؤذي به بدعته إلى الكفر مثل الخطابية ، وبعض الذين اتخذوا لهم منهجاً على الجهل والهوى يدخلون ويقحمون أنفسهم في التصويتات والانتخابات واللفلفة ، فلا يفرق بين الصوفي والسني والشيعي ، بل يكون معهم حتى لو كانت الكلاب والحمير تدلي بأصواتها لدعوها تدلي بأصواتها معهم . والله المستعان
سؤال ( 11 ) : هل الجماعة السرورية جماعة موجودة أم لا ؟ وهل لها وجود في اليمن ؟
جواب : نعم هي جماعة موجودة ، وإن كان الأخ محمد سرور ينفي هذا ، فهي موجودة بأرض الحرمين ونجد وباليمن ، وكانت في بدء أمرها على الاستقامة ، وكما تقدم أن قلنا : إن الشخص يتستر ولا يظهر الحزبية إلا بعد أن تقوى عضلاته ، ويرى أن الكلام لا يؤثر فيه ، وأنا أعجب كل العجب ، فبعضهم يقسم بالله ما هو حزبي فلا أدري أهو لا يعرف معنى الحزبية ، لأنها أي الحزبية تتضمن الولاء والبراء والحزبية ضيقة ، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ، التقوى ههنا ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه )) ، ويقول الله سبحانه وتعالى : إنما المؤمنون إخوة [ الحجرات : 10 ] ، ويقول : يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومُ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم [ الحجرات : 11 ] ويقول : يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم [ الحجرات : 13 ] .
فالسرورية موجودة في اليمن ، فعند أن وصل كتاب فريد مالكي في الكلام على السرورية أصبحوا يركضون إلى شخص كان يريد أن يصوره ويبيعه ويقولون له : اتق الله ، ولا تفرق كلمة المسلمين ، فهذا دليل على أن هناك ترابطاً ، وإن كنت لا أقر قوله : إن السرورية أضر على الإسلام من اليهود والنصارى وإن كان تأولها ، فهذا الكلام ليس بمقبول ، كما يقول الشيعة : الوهابية أضر على الإسلام من الشيوعية . فلا والله سبحانه وتعالى يقول : وإذا قلتم فاعدلوا [ الأنعام : 152 ] ويقول : ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى [ المائدة : 8 ] ويقول : إن الله يأمركم بالعدل والإحسان [ النحل : 90 ] . من أجل هذا لما كانت كتب السنة ملازمة للعدالة ، وهكذا أشرطتهم يبقى خصومهم حيارى ، فإن قاموا يردون فسيفتضح للناس ، مثل شريط عبد المجيد الريمي ، فما يسرني أنه لم يقله ، فعند أن وصل إلى طلبة العلم بالقصيم قالوا : والله لقد كنا نحسن به الظن ونظنه سنياً ، وإن سكتوا سكتوا على ضيم ؛ لأن كلام أهل السنة ملازم للعدالة ، والناس يعقلون ويسمعون ويبصرون ويعرفون الراد والمردود عليه .
ومما نشر في هذا الكتاب أيضاً وهو < قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد > شريط بعنوان ( الإشفاق على الطالب العاق ) .
فالحمد الله فأهل السنة لو سئل أحدهم عن الديمقراطية ، وهو يعرف معناها أن الشعب يحكم نفسه بنفسه ما قال مثل ما قال عبد المجيد الزنداني : أنا أوافق عليها وعلماء اليمن ، بل هناك في < قمع المعاند > شريط بعنوان ( الديمقراطية كفر ) ، وستتضح الحقيقة ، ويقبل الناس ، وكل يريد الحق إلى السنة ، لأنها أمر واضح ، أما الذي هو مدير معهد ، وعنده
وظيفةالأسئلة السنية لعلامة البلاد اليمنية
مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى
هذه أسئلة من مدينة الطائف ، إلى الشيخ الفاضل حفظه الله وأسميناها : (( الأسئلة السنية لعلامة البلاد اليمنية )) .
سؤال ( 1 ) : ما وجه انتقادكم لجمعية الحكمة هل هو في نفس إنشاء الجمعية أو فيما يدور وسطها ؟
جواب : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أم محمداً عبده ورسوله .
أما بعد : فإنا نشكر لإخواننا أصحاب الأسئلة على حرصهم على الاستفسار ، وعلى شعورهم بدعوة إخوانهم أهل السنة في اليمن .
وانتقادنا لجمعية الحكمة لما تضمنته من الحزبية ، وأما حفر الآبار وبناء المساجد وكفالة اليتامى وغير ذلك من الأعمال البرية فهذا أمر لا غبار عليه ، وإن كنا نود أن يتفرغوا للعلم النافع ، وألا يهينوا الدعوة بالشحاذة ، يقوم أحدهم عقب أن يلقي محاضرة رنانة ، ويطلب التبرع لجمعية الحكمة ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( من سأل الناس تكثراً فإنما يسألهم من جمر جهنم ، فليستقل أو ليستكثر )) .
ونرغب من إخواننا أن يزورا إخوانهم باليمن ، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول كما في < مسند أحمد > و < مستدرك الحاكم > من حديث ابن عباس : (( ليس الخبر كالمعاينة )) .
والشاعر يقول :
يا ابن الكرام ألا تدنوا فتبصر ما قد حدثوك فما راءٍ كمن سمع
فالدعوة ـ أي : دعوة أهل السنة ـ ما أفسدها إلا المادة ، وإلا فعبد المجيد الريمي وعقيل المقطري ومحمد المهدي ما أوتوا عن جهل . أتانا الكويتيون وطلبوا منا أن يساعدنا ، وكانوا يريدون أن يضموا دعوتنا إلى دعوتهم فقلنا لهم : إن كنتم تساعدون الدعوة بدون قيد ولا شرط فذاك ، وإن كان لكم شرط فلسنا مستعدين أن نبيع دعوتنا ، ونسأل الله أن يغنينا عنكم وعما جئتم به . فضعاف الأنفس من السلفيين استمالتهم المادة ، وغرهم عبد الرحمن عبد الخالق بديناره لا بأفكاره وانشقت الدعوة ـ حصل هذا قبل إنشاء جمعية الحكمة ـ وصاروا يدافعون عن الحزبية أيما مدافعة ، حتى إن عبد المجيد الريمي يستدل بقوله تعالى على الحزبية : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً [ النساء : 115 ] .
كان هذا في جامع الخير بصنعاء ، وكنت حاضراً فما أحببت التعقيب لأننا كنا على سفر إلى مأرب ، واستطاع الكويتيون أن يتحكموا في الدعوة حتى إن بعض الكويتيين يقول لليمنيين : ما انطلقت دعوتنا إلا بعد أن تركنا العلماء . قال عبد المجيد الريمي : لقد قف شعري من هذا الكلام ، يعني اشمأز من هذا الكلام وتألم ، لكن هل قف شعرك وتركت أم بقيت بعدهم تهرول ؟!
بعد هذا أقيمت جمعية الحكمة ، وصار فيها ما فيها من التحزب ومن الانتخابات ، وإخوانهم ينصحونهم ، ومن التساهل ، فأين قصيدة أحمد المعلم :
الله أكبر بالدفاع سـأبتدي وهو المعين على نجاح المقصد
وفي واد ، وسيرة الآن في واد ، فهو يحضر المولد ويلقي محاضرة فيه ، غير منكر في المحاضرة ، يدعو إلى الانتخابات في الإصلاح الطاغوتي ، ثم بعد هذا ضاعوا وما عوا ، فعبد المجيد الريمي كان عازماً على تحقيق < مسند أحمد > وهكذا غيره حتى الطلبة الذين يدرسون ههنا يأتون لهم : سعيد بن علي الزبيدي ، ومحمد مساوى وعبد الباري يأتون لهم ويقولون : نحن مستعدون أن نزوجكم ، ويأخذونهم من ههنا لكن إلى أين ؟ إلى الضياع ، فقد مكثوا معهم أياماً ، ثم قالوا : ثم نأتي إليهم فلا يقولون السلام عليكم .
ونحن بحمد الله قد تكلمنا على جمعية الحكمة والتحذير منها ، وليس معناه أننا نقر جمعية الإصلاح ولا جمعية الإحسان ، ولا جمعية البر والإحسان ، لأنها تعترف بالانتخابات ، ولأنها بين جمعية حزبية ظاهرة كجمعية الإصلاح ، وبين حزبية مغلفة كجمعية الحكمة ، ونحن نُسميها جمعية الحَكَمة ، والحَكَمة هي التي تكون في فم الحصان يُقاد بها ، فمن دخل معهم قادوه كما يريدون ، وقد قادوا عقيلاً وهو الذي كان يتحمس ، يقول أحد الأخوة من الحجرية في جامع الخير : والله عقيل ليس بجاهل ولكنها الدنيا . ولنا بحمد الله شريط بعنوان " البراءة من الحزبية " وقد نُشر في كتاب < قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد > ، والكتاب منشور مطبوع من فضل الله سبحانه وتعالى .
وقد زارني زائر في هذه الأيام ، وطلب مني تعاوناً معه في أمر ، فقلت بشرط ، وسيأتون ويقولون : طيب كما فعل الإخوان المسلمون عند أن قرعناهم بشريط وأبوا أن يحكموا العلماء عند أن ذهبت إلى صنعاء يقولون : نحن مستعدون أن نُحكم العلماء وتختار أنت من تشاء منهم ـ فقلت للأخ : بشرط أن تكتب ورقة ، أن تكون الدعوة إلى الكتاب والسنة وألا ندعو إلى جمعية الحكمة ، فقال : سأشاور إخواني .فذلك الشريط كافٍ وافٍ ، وأشرطة كثيرة ، فلا نعيد النظر ، لأن التكرار ربما يسأم منه السامع والمتكلم .
وننصح كل من يريد أن يتعاون معهم يخرج إلى اليمن وينظر ما هي الدعوة ، يجد السيارة تمشي من صنعاء إلى الحديدة ، أو من تعز إلى حضرموت ثم يدعو إلى الجمعية ، ورب العزة يقول : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة [ النحل : 125 ] ، ويقول : ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير [ آل عمران : 104 ] ، ويقول : قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة [ يوسف : 108 ] ، بقي هل تأثرت بهم دعوة أهل السنة ؟ من فضل الله أنها لم تتأثر بهم فما ضروا إلا أنفسهم ، وإلا فالنشر والدعوة وإقبال الناس على هذه الدعوة إقبال ليس له نظير .
سؤال ( 2 ) : هل صحيح يا شيخ أنكم لا ترون التنظيم لجميع أمور الدعوة ؟
جواب : سبحانك هذا بهتان عظيم [ النور : 16 ] ، النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعوته تقوم على التنظيم فخروجه من مكة إلى المدينة بتنظيم لم يكن فوضوياً ، وخروجه من المدينة للحج بتنظيم أيضاً ، فهو يقطع المسافة من المدينة إلى مكة في نحو تسعة أيام ، ومعه جمع كثير ، فلو لم يكن بتنظيم لما استطاعوا أن يقطعوا تلك المسافة .
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( إن لجسدك عليك حق ، ولعينك عليك حق ، ولأهلك عليك حق ، ولزورك عليك حق ، فأعط كل ذي حق حقه )) ، فهذا تنظيم أيضاً .
وإرساله صلى الله عليه وعلى آله وسلم للسرايا وللجيوش ، وهكذا المبارزة بين الذين اختصموا في ربهم كما ذكر في سورة الحج ثلاثة من المسلمين وثلاثة من المشركين بتنظيم ، فغالب حركات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما يتعلق بالجهاد وأمور الدعوة صادر عن تنظيم ، والذي ننكره التنظيم المخالف للكتاب والسنة ، ونقول : لأن يعيش الشخص وحده خير من أن يدخل في تنظيم طاغوتي يخالف كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وهذا أمر أشيع عن أهل السنة أنهم ينكرون التنظيم ، وأنهم ينكرون العمل الجماعي .
فأقول : إن الذي ينكر التنظيم أو ينكر العمل الجماعي ليس بسني ، لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان [ المائدة : 2 ] ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً )) . ويقول : (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمى والسهر )) .
والعمل الجماعي الذي يخالف الكتاب والسنة مثل ما عليه الإخوان المفلسون أو ما عليه أصحاب سلفية عبد الرحمن عبد الخالق ، وأبشركم ففي < قمع المعاند > رسالة بعنوان " رسالتي إلى جمعية إحياء التراث " ، فلا بد من بيان الحق ، وإن رغموا ، فهو يزعم أنه سلفي ويقول : اقسم بالله أن احترم الدستور ، والدستور فيه أن المرأة إذا زنت برضاً من زوجها فليس عليها حد ، هذا في دستور الكويتيين فأشهدكم الله أنني بريء من هذه السلفية ، هذه سلفية مثل الثوب إذا أحب أن يلبسه لبسه وإذا أحب أن يضعه وضعه .
فهذا العمل الجماعي نحن نبرأ منه سواء أكان مع الإخوان المفلسين أم كان مع أصحاب سلفية الكويت ، نبرأ من هذا الذي فيه انتخابات وتصويتات ومجلس نواب وغير ذلك : وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله [ الشورى : 10 ] ، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر [ النساء : 59 ] ، سقط الداعية الكبير عبد الرحمن عبد الخالق ، وعند أن كان في أول أمره في الكويت انتشرت السنن وصاول الباطل ، ثم لما فُتحت الدنيا دخل في هذه الانتخابات ويدعو إليها . وكتابات في غاية من المحادة لله ولرسول الله ولشرعه وتنشر في مجلة ( المنتدى ) : التابعة لجمعية الحكمة حتى يقال : إن الرجال مرنون ، نعم فهم مرنون يقبلون الرأي والرأي الآخر . فهم بين أمرين : رابطة كبيرة من الدينارات الكويتية ، وإما ليقال : إنهم مرنون ، وإلا فما معنى أن ينشروا الباطل في مجلتهم .
سؤال ( 3 ) : بعض التنظيمات في المملكة العربية السعودية يدخلون الكرة في التمثيل والأناشيد في أساليب الدعوة فما رأيكم في ذلك ؟
جواب : هذه الأمور قد تكلمنا عليها بكثرة في أشرطة متقدمة ، لأن التكرار يضيع الوقت ، وأما التمثيل فأنا أنصح باقتناء كتاب أخينا بكر بن عبد الله أبو زيد فهو كتاب ليس له نظير في هذا فهو كافٍ وافٍ فجزاه الله خيراً .
وكل هذه لا تدخل في أساليب الدعوة ، وتعتبر بدعة إذا أدخلت في أساليب الدعوة . الأناشيد إذا كانت من باب الدفاع عن الدعوة بحق فلا بأس ، فقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لحسان : (( اهجهم وروح القدس معك )) .
أما مسألة الكرة ، فهي إما أن تعتبر من الأمور العادية ، وإما أن تعتبر تقليداً لأعداء الإسلام .
سؤال ( 4 ) : هل جماعة الإخوان المسلمين والتبليغ من أهل السنة والجماعة أم لا ؟ وهل يجوز التعاون معهم ؟ وهل يجوز لنا هجرهم وعدم السلام عليهم ؟
جواب : جماعة الإخوان المسلمين والتبليغ والقطبيين الأولى أن يُحكم على مناهجهم ، فمناهجهم ليست بمناهج أهل السنة والجماعة .
أما الأفراد فبعض الناس يكون ملبساً عليه ويكون سلفياً ، ويأتون إليه من باب نصر دين الله ويمشي معهم ولا يدري ما هم عليه .
فالأفراد خليط لا يستطاع ن يحكم عليهم بحكم عام ، لكن المناهج ليست مناهج أهل السنة ، وأما مسألة التعاون معهم ، فأنا أنصح أهل السنة أن يستعينوا بالله ويقومون بواجبهم نحو الدعوة إلى الله ، والواقع أننا لم نستطع أن نتعاون مع إخواننا أهل السنة في اليمن ، وبالسودان ، وبأرض الحرمين ، ونجد ، وبمصر ، وفي الأردن ، فلماذا تذهب ونتعاون مع أناس يرون أهل السنة أعدى الأعداء ؟ فإذا ذهبت فمن أجل أن يقتنصوا بعدك الشباب ، فتلقي المحاضرة ثم يأخذون الشباب بعدك ، والكتب قد ألفت وبينت فساد منهج هؤلاء وأولئك ، ومن أبصر الناس بالجماعات في هذا العصر وبدخل ودخن الجماعات الأخ ربيع بن هادي حفظه الله ، فمن قال له الأخ ربيه : إنه حزبي فسينكشف لك بعد أيام أنه حزبي ، لأن الشخص يكون في أول أمره متستراً ولا يحب أن ينكشف ، لكن إذا قوي وصار له أتباع ولا يضره الكلام فيه أظهر ما عنده ، فأنا أنصح باقتناء كتبه وقراءتها والاستفادة منها حفظه الله تعالى ، والناس ربما يغترون بالمظاهر ، وفلان يحضر حلقته ألفان ، وفلان يحضر حلقته خمسة آلاف أو عشرة آلاف ، أو أمة لا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى .
ولو محصت أولئك الحاضرين لما أخرجت منهم إلا قدر مائة شخص الذين هم من أهل السنة .
سؤال ( 5 ) : هل التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية تفريق بدعي ؟ وهل الخلاف فيه خلاف في الأصول ؟
جواب : التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ، أرى أن الطائفة المنصورة أرفع من الفرقة الناجية ؛ لأن الفرقة الناجية ليس لها إلا النجاة ، أما تلك فتلك طائفة منصورة يقاتلون من قاتلهم ، ولا يزالون ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ، فأوصاف الطائفة المنصورة أرفع من أوصاف الفرقة الناجية ، فالفرقة الناجية ليس عندها إلا النجاة ثم إن أهل الحديث داخلون دخولاً أولياً في الطائفة المنصورة ، وقد تكلمنا على هذا في بعض الأشرطة ، وأنا أعرف أن بعض إخواننا في الله لا يرضى هذا لكن أقول : ليس هناك آية قرآنية ولا حديث نبوي أن الطائفة المنصورة والفرقة الناجية بمعنى واحد ، وليس هناك آية قرآنية ، ولا حديث نبوي أنهما مفترقتان ، فما أخذناه إلا من ألفاظ وأوصاف الطائفة المنصورة .
سؤال ( 6 ) : هل أقوال السلف وأفعالهم حجة ؟
جواب : لا ليست بحجة يقول الله سبحانه وتعالى : اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون [ الأعراف : 3 ] . والناس في هذا الباب بين إفراط وتفريط ، فمنهم من نبذها وقال : هم رجال ، ونحن رجال فنعم هم رجال ونحن رجال ، ولكن الفرق بيننا وبينهم كما بين السماء والأرض ، فنحن نستعين بأفهامهم على فهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والزهري كان مع صاحب له يكتبان حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فلما انتهيا مما بلغهما من حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كتب الزهري آثار الصحابة وصاحبه كان لا يظنها علماً ، وقال صاحبه : فأفلح ونجح وخسرت ، أبو بهذا المعنى ، فلو لم يكن فيها فائدة ما ألف فيها العلماء ، وما ذكرها العلماء في مؤلفاتهم كابن جرير في < تفسيره > وابن أبي شيبة في < مصنفه > ، وعبد الرزاق في < مصنفه > والبيهقي في < سننه > وغيرها يذكرون أقوال السلف في هذا فلا يقال : إنها ليس لها قيمة ، بل نستفيد من فهمهم ، وينبغي أن نفهم كتابه الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على فهمهم .
أما أنها حجة فلا ، فالله سبحانه وتعالى يقول : وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله [ الشورى : 10 ] ، ويقول : فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر [ النساء : 59 ] ، ويقول : وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه [ الأنعام : 153 ] ، ويقول : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا [ الحشر : 7 ] . قسم آخر إلا فيها ويحتج بها ويجعلها حجة ، فهذا خطأ لما تقدم من الأدلة . والقسم الثالث يقول : نستعين بالله سبحانه وتعالى ثم بأفهام سلفنا الصالح على فهم الكتاب والسنة .
سؤال ( 7 ) هل كل حديث في < الصحيحين > يحتاج إلى النظر فيه أم يكفي أنه في < الصحيحين > ؟
جواب : يكفي أنه في < الصحيحين > ، وأبو الحسن المنذري واسمعه علي بن المفضل يقول : من أخرج له الشيخان فقد جاوزا القنطرة ، وهناك أحاديث يسيرة انتقدها الدارقطني وغيره ، يقول ابن الصلاح : إن أحاديث < الصحيحين > تفيد العلم اليقيني النظري إلا أحاديث يسيرة انتقدها بعض الحفاظ كالدارقطني وغيره ، فالدارقطني انتقد نحو مائي حديث ، منها ما أصاب فيها ، ومنها ما رد عليه .
فيكفي في الحديث أن يكون في < الصحيحين > ولا يحتاج إلى أن يبحث عن سنده ، حتى ولو وجد في سنده بعض من تكلم فيه ، فيحمل على أنه انتقوا من حديثه كما انتقى البخاري من حديث إسماعيل بن أبي أويس ومن حديث خالد بن مخلد القطواني ، وربما يخرجون عن بعض الشيوخ لهم ، والعصريون ينقسمون إلى قسمين : قسم مجتهد فلو ضعف بعض الأحاديث فنحن لا نتبعه لكن لا ننكر عليه ، وقسم صاحب هوى كمحمد الغزالي وحسن الترابي وبعض الإخوان المفلسين كيوسف القرضاوي وقبل هؤلاء جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده المصري ومحمد رشيد رضا .
فالسنة ليس لها مكانة في نفوسهم فما وافقهم أخذوا به ، وإن كانت قصة إسرائيلية ، فأنت إذا راجعت < المنار > تجد بعض القصص الإسرائيلية منقولة من التوراة ، وما خالف أهواءهم ولو كان في < الصحيحين > وهكذا الشيعة الذين يحاربون كتب السنة خصوصاً < الصحيحين > ، وبعض جهلة الصوفية الذين يحاربون كتب السنة ويطلقون ولا يستحيون سواء أكان الشيعة أم الصوفية على كتب السنة بأنها كتب وهابية ، ف< صحيح البخاري > و < مسند أحمد > و < صحيح مسلم > و < سنن أبي داود > و < جامع الترمذي > ، وكل كتب السنة المتقدمة وهابية ، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) .
فهؤلاء لا يستحيون أن يقولون : < صحيح البخاري > وهابي ، فكم بين محمد بن عبد الوهاب وبين محمد بن إسماعيل البخاري يا أيها الأغبياء ويا أيها المغفلون ؟
سؤال ( 8 ) : ما رأيكم في أحكام الترمذي على الأحاديث ؟
جواب : الإمام الترمذي متساهل ويا حبذا لو يسر الله طالب علم يقوم بالأحكام على ما تقتضيه الصناعة الحديثية .
فالإمام الذهبي يقول في ترجمة كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بعد أن ذكر أن الشافعي وأبا داود قالا : إنه ركل من أركان الكذب ، يقول : وأما الترمذي فصحح له حديث : (( المسلمون على شروطهم )) . من أجل هذا فلا يعتمد على تصحيحه ، ويقول في ترجمة يحيى بن يمان وقد ذكر في ترجمته حديثاً رواه الترمذي وقال : حسنة الترمذي وفيه ثلاثة ضعفاء ، وعند المحاققة غالب تحسينات الترمذي ضعاف . فكنا نتمنى أن ييسر الله بطالب علم ينظر إلى السند ويحكم عليه بما يستحقه ، لا سيما وكلمة الترمذي : حسن صحيح قد أعيت العلماء واختلفوا فيها أيما اختلاف كما في مقدمة < تحفة الأحوذي > ، وقد كان بدأ بعض إخواننا في هذا ثم أخذه أصحاب الدنيا .
سؤال ( 9 ) : ما هي الكتب التي استخرجتم منها كتاب < الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين > ؟ وهل كل ما صح فيها عندكم وضعتموه في الكتاب ؟ وهل المجلدان كل الكتاب أم أن هناك غيره من المجلدات ؟
جواب : الكتب التي راجعتها هي : السنن الأربع و < مسند أحمد > و < مسند أبي يعلى > و < كشف الأستار > ، وبعض كتب العقيدة ، وبعض كتب في الزهد ، والذي أريد أن أراجعه في هذه الأيام هي < السنن الكبرى > للنسائي .
أما هل كل ما صح لدي أودعته فيه ؟ فقد ذكرت هذا في المقدمة أنني ذكرت أحاديث صحيحة ، وهناك صحائف تركتها مثل صحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وصحيفة بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ، ومثل أحاديث فليح بن سليمان وعبد الله بن محمد بن عقيل ، والذي هو مختلف في تحسين أحاديثه أو تضعيفها .
القسم الثاني أحاديث شككت فيها فلم أكتبها كما كان يفعل عفان بن مسلم الصفار إذا شك في حرف من الحديث تركه .
وقسم ثالث : وهو أحاديث ظاهرها الصحة وهي معلة ، وقد كتبت منها الآن نحو خمسمائة وزيادة .
و < الصحيح المسند > ظهرت فيه بعض الأخطاء بعضها من الطبع وبعضها مني عند الترتيب ، وقد كنا أصلحنا تلك الأخطاء ، وحذفنا بعض الأحاديث ، وزدنا بعض الأحاديث ، وأرسل للطبع ، والذي أخذه لم يقف له على عين ولا أثر ، ولكن الحمد لله عندنا نسخة أخرى ، وأيضاً فقد رتب على الأبواب الفقهية ، وهو الآن يقدم للطبع وسيخرج قريباً إن شاء الله .
فأنا لا يهمني الاستيعاب ولا أستطيع أنا ولا غيري أن يستوعب الصحيح من السنة ، لكن الذي يهمني أن أجمع نبذة ، وبحمد الله قد استفيد منها، فكثير من إخواننا الباحثين منهم من قدم بحثاً في الشمائل المحمدية وهو < الصحيح المسند في الشمائل المحمدية > ، وأعطيته ما كتبته في الشمائل ، وآخر في الإمارة ، وآخر في الجرح والتعديل وأدلتها .
وأقول : إن الذي هو مرتب على الأبواب الفقهية سيريح كثيراً من طلبة العلم الذين ليس عندهم الوقت الكافي أو القدرة الكافية في التصحيح والتضعيف ، ولعله يخرج في نحو أربعة مجلدات هو < الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين > [ وقد طبع بسته مجلدات ] مرتباً على أبواب الفقه .
وعلى كلٍّ فالبحث واسع فالحسن لغيره ما استطعت أن أعرج عليه ، وما كتبت منه شيئاً .
والاستدراك بعد أن أموت إن شاء الله ، فإذا مت فلا بأس أن يستدرك ، أما الآن فأنا ما زلت ما شياً في الطريق وفي البحث . والشيء بالشيء يُذكر فإنها تأتيني رسائل : نريد اختصار كتاب كذا وكذا ، وآخر نريد كذا وكذا ، فأنا لا آذن ثم لا آذن ثن لا آذن لأحد أن يختصر شيئاً من كتبي ، وآخر يقول : نريد أن نترجم لك ، فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن ، فماذا يقول الأخ المترجم ؟ كان الإخوة والسائلون لعلنا نعطي الأخ العنوان من أجل أن يطلبوا بعض الكتب لهم من مصر فوصولها إلى اليمن يشق علينا ، لأن الشيوعيين والبعثيين والناصريين والصوفية والشيعة والإخوان المفلسين كل هؤلاء يحولون دون وصول كتبنا إلينا ، فربما يُنشر الكتاب ويقولون : كتابك يُباع في السعودية ، وأنا لم يصل إلىَّ وأتمنى أني أراه ، ولكن بحمد الله ستصل اليوم أو غداً أو بعد غد ، والحمد الله .
سؤال ( 10 ) : ما الفرق بين العقيدة والمنهج ؟ وهل الخروج عن منهج السلف يعتبر خروجاً بدعياً ؟
جواب : الاعتقاد مثل الاعتقاد في الأمور الغيبية في التوحيد وكذلك الأسماء والصفات وصفة الجنة والنار ، وأما المنهج فالذي يتخذه الشخص أو الجماعة لها فإن كان على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وإن كان على غير ذلك ففيه من الضلال بحسب بعده من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وبقدر خروجه عن السلف وعن طريق السلف رضوان الله عليهم تكون البدعة ، لأن البدعة تتفاوت فمنها بدع صغرى ، ومنها ما ينتهي بصاحبه إلى الكفر كما حصل من بعض الخوارج عند أن قال : سورة يوسف ليست من القرآن ، وأباح الجمع بين الأختين أو بين المرأة وعمتها .
فبعض الخوارج وبعض الرافضة ربما تؤذي به بدعته إلى الكفر مثل الخطابية ، وبعض الذين اتخذوا لهم منهجاً على الجهل والهوى يدخلون ويقحمون أنفسهم في التصويتات والانتخابات واللفلفة ، فلا يفرق بين الصوفي والسني والشيعي ، بل يكون معهم حتى لو كانت الكلاب والحمير تدلي بأصواتها لدعوها تدلي بأصواتها معهم . والله المستعان
سؤال ( 11 ) : هل الجماعة السرورية جماعة موجودة أم لا ؟ وهل لها وجود في اليمن ؟
جواب : نعم هي جماعة موجودة ، وإن كان الأخ محمد سرور ينفي هذا ، فهي موجودة بأرض الحرمين ونجد وباليمن ، وكانت في بدء أمرها على الاستقامة ، وكما تقدم أن قلنا : إن الشخص يتستر ولا يظهر الحزبية إلا بعد أن تقوى عضلاته ، ويرى أن الكلام لا يؤثر فيه ، وأنا أعجب كل العجب ، فبعضهم يقسم بالله ما هو حزبي فلا أدري أهو لا يعرف معنى الحزبية ، لأنها أي الحزبية تتضمن الولاء والبراء والحزبية ضيقة ، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ، التقوى ههنا ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه )) ، ويقول الله سبحانه وتعالى : إنما المؤمنون إخوة [ الحجرات : 10 ] ، ويقول : يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومُ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم [ الحجرات : 11 ] ويقول : يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم [ الحجرات : 13 ] .
فالسرورية موجودة في اليمن ، فعند أن وصل كتاب فريد مالكي في الكلام على السرورية أصبحوا يركضون إلى شخص كان يريد أن يصوره ويبيعه ويقولون له : اتق الله ، ولا تفرق كلمة المسلمين ، فهذا دليل على أن هناك ترابطاً ، وإن كنت لا أقر قوله : إن السرورية أضر على الإسلام من اليهود والنصارى وإن كان تأولها ، فهذا الكلام ليس بمقبول ، كما يقول الشيعة : الوهابية أضر على الإسلام من الشيوعية . فلا والله سبحانه وتعالى يقول : وإذا قلتم فاعدلوا [ الأنعام : 152 ] ويقول : ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى [ المائدة : 8 ] ويقول : إن الله يأمركم بالعدل والإحسان [ النحل : 90 ] . من أجل هذا لما كانت كتب السنة ملازمة للعدالة ، وهكذا أشرطتهم يبقى خصومهم حيارى ، فإن قاموا يردون فسيفتضح للناس ، مثل شريط عبد المجيد الريمي ، فما يسرني أنه لم يقله ، فعند أن وصل إلى طلبة العلم بالقصيم قالوا : والله لقد كنا نحسن به الظن ونظنه سنياً ، وإن سكتوا سكتوا على ضيم ؛ لأن كلام أهل السنة ملازم للعدالة ، والناس يعقلون ويسمعون ويبصرون ويعرفون الراد والمردود عليه .
ومما نشر في هذا الكتاب أيضاً وهو < قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد > شريط بعنوان ( الإشفاق على الطالب العاق ) .
فالحمد الله فأهل السنة لو سئل أحدهم عن الديمقراطية ، وهو يعرف معناها أن الشعب يحكم نفسه بنفسه ما قال مثل ما قال عبد المجيد الزنداني : أنا أوافق عليها وعلماء اليمن ، بل هناك في < قمع المعاند > شريط بعنوان ( الديمقراطية كفر ) ، وستتضح الحقيقة ، ويقبل الناس ، وكل يريد الحق إلى السنة ، لأنها أمر واضح ، أما الذي هو مدير معهد ، وعنده
في مكتب التوجيه والإرشاد ، ووظيفة إضافية ، ووظيفة حق تنقلات ، فلا أظن أنه يترك نحو اثني عشر ألفاً ، ويأتي عندنا ههنا .
فاصبروا يا أهل السنة ، ونحن عندنا تقصير وفتور ، وإلا فلو قمنا بالواجب والحركة والدعوة لرأيت الشباب الذين يريدون الخير ، ويريدون الكتاب والسنة ويقبلون على سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وأنصح كل أخ أن يبتعد عن السرورية ، وكنا قد أثنينا على مجلتهم ( البيان ) ومجلتهم ( السنة ) فإذا نحن نشم فيما بعد من ( السنة ) الحزبية ، فينبغي أن يبتعد عنهم ، وفي ذات مرة قلت لشيخ من مشائخي : أريد أن أخرج إلى باكستان مع جماعة التبليغ ، وأنا كنت في الحرم ، فقال لي : ما تستطيع تدعو وتعلم من غير جماعة التبليغ ؟ فالحمد الله جزاه الله خيراً .
صحيح أن الأخ محمد سرور في معرفة الواقع أمثاله قيل ، وقد جاءنا إلى هنا لكن ليس متمكناً من العلم حتى أنه يرأس جماعة ويقول : هذا حلال وهذا حرام وهذا جائز ، وقد رأيته في قضية الخليج يميل إلى الرأي وإلى الاستخفاف بالعلماء وأنهم لا يعرفون شيئاً عن الواقع ، وقد أرسلنا لهم برسائل فلا أدري أوصلت أم لم تصل ؟ والله المستعان .
سؤال ( 12 ) : هل كل ما سكت عنه الإمام أبو داود في < سننه > صحيح ؟
جواب : هو قال : وما سكت عنه فهو صالح ، وفي نسخة < الباعث الحثيث > : فهو حسن ، ولكن لفظة : فهو صالح : أشهر ، فهل المعنى ، صالح للحجية أم المعنى صالح في الشواهد والمتابعات ؟ فهذا وذاك ، فقد سكت على أحاديث في < الصحيحين > وقد سكت على أحاديث حسان ، وسكت على أحاديث تصلح في الشواهد والمتابعات ، وسكت على أحاديث فيها مجاهيل وأتى بعده المنذري ونبه على أحاديث في مختصره للسنن ، وأتى بعد المنذري الحافظ ابن القيم . ونبه على بعض الأحاديث في < تهذيب السنن > ، ولا يزال المجال مفتوحاً لمن أراد أن يبحث في < سنن أبي داود > فربما ينبه على ما لم ينبه عليه المنذري وابن القيم . فهذا هو معنى قولهم : صالح ، أو ما سكت عليه أبو داود فهو يحتاج إلى بحث ، وأكثر < سنن أبي داود > سكت عليها ، فيكون الحديث في < الصحيحين > ويسكت عليه ، أو يكون الحديث في أحد < الصحيحين > ويسكت عليه ، أو يكون الحديث في سنده مجهول ويسكت عليه ، فهو محتاج إلى بيان لأنه يقول : وما كان فيه وهن شديد بينته ، وما سكت عنه فهو صالح ، مفهومه أن الذي فيه وهن شديد ربما لا يبينه . والله المستعان .
والحمد لله رب العالمين .
فاصبروا يا أهل السنة ، ونحن عندنا تقصير وفتور ، وإلا فلو قمنا بالواجب والحركة والدعوة لرأيت الشباب الذين يريدون الخير ، ويريدون الكتاب والسنة ويقبلون على سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وأنصح كل أخ أن يبتعد عن السرورية ، وكنا قد أثنينا على مجلتهم ( البيان ) ومجلتهم ( السنة ) فإذا نحن نشم فيما بعد من ( السنة ) الحزبية ، فينبغي أن يبتعد عنهم ، وفي ذات مرة قلت لشيخ من مشائخي : أريد أن أخرج إلى باكستان مع جماعة التبليغ ، وأنا كنت في الحرم ، فقال لي : ما تستطيع تدعو وتعلم من غير جماعة التبليغ ؟ فالحمد الله جزاه الله خيراً .
صحيح أن الأخ محمد سرور في معرفة الواقع أمثاله قيل ، وقد جاءنا إلى هنا لكن ليس متمكناً من العلم حتى أنه يرأس جماعة ويقول : هذا حلال وهذا حرام وهذا جائز ، وقد رأيته في قضية الخليج يميل إلى الرأي وإلى الاستخفاف بالعلماء وأنهم لا يعرفون شيئاً عن الواقع ، وقد أرسلنا لهم برسائل فلا أدري أوصلت أم لم تصل ؟ والله المستعان .
سؤال ( 12 ) : هل كل ما سكت عنه الإمام أبو داود في < سننه > صحيح ؟
جواب : هو قال : وما سكت عنه فهو صالح ، وفي نسخة < الباعث الحثيث > : فهو حسن ، ولكن لفظة : فهو صالح : أشهر ، فهل المعنى ، صالح للحجية أم المعنى صالح في الشواهد والمتابعات ؟ فهذا وذاك ، فقد سكت على أحاديث في < الصحيحين > وقد سكت على أحاديث حسان ، وسكت على أحاديث تصلح في الشواهد والمتابعات ، وسكت على أحاديث فيها مجاهيل وأتى بعده المنذري ونبه على أحاديث في مختصره للسنن ، وأتى بعد المنذري الحافظ ابن القيم . ونبه على بعض الأحاديث في < تهذيب السنن > ، ولا يزال المجال مفتوحاً لمن أراد أن يبحث في < سنن أبي داود > فربما ينبه على ما لم ينبه عليه المنذري وابن القيم . فهذا هو معنى قولهم : صالح ، أو ما سكت عليه أبو داود فهو يحتاج إلى بحث ، وأكثر < سنن أبي داود > سكت عليها ، فيكون الحديث في < الصحيحين > ويسكت عليه ، أو يكون الحديث في أحد < الصحيحين > ويسكت عليه ، أو يكون الحديث في سنده مجهول ويسكت عليه ، فهو محتاج إلى بيان لأنه يقول : وما كان فيه وهن شديد بينته ، وما سكت عنه فهو صالح ، مفهومه أن الذي فيه وهن شديد ربما لا يبينه . والله المستعان .
والحمد لله رب العالمين .