شهر صفر و التشاؤم فيه
قد اعتاد الجهلاء أن يكتبوا آيات السلام ك( سلام على نوح في العالمين) الخ في آخر أربعاء من شهر صفر، شم يضعونها في الأواني يشربونها ويتبركون بها ويتهادونها لاعتقادهم أن هذا يذهب الشرور، وابتداع قبيح، يجب أن ينكره كل من يراه على فاعله، وكذا تشاؤمهم و تطيرهم من أكل الجبن و اللبن و السمك في يومي السبت و الأربعاء مما يدل على أن الشيطان قد قضى و طره من هؤلاء الناس، ففي المسند و البخاري في الأدب و غيرهما عنه صلى الله عليه و سلم قال: " الطيرة شرك " وروى الطبراني و حسنه في الجامع " ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو تسحر أو تسحر له " و فيه عن أحمد و الطبراني عنه صلى الله عليه و سلم قال: " من ردته الطيرة عن حاجة فقد أشرك " قالوا يا رسول الله و ما كفارة ذلك؟ قال يقول: اللهم لا طير إلا طيرك و لا خير إلا خيرك و لا إله غيرك " و حسنه في الجامع و شرحه: و في الجامع أيضا عنه صلى الله عليه و سلم: و لا عدوى و لا طيرة و لا هامة (1) و لا صفر و لا غول " ورمز لأحمد و مسلم.
(1) :لا عدوى، أي لا يسرى داء من صاحبه إلى غيره، و هذا كثير واقع فيمن يخالطون المرضى الأيام الكثيرة و الليالي كأمهات و آباء المريض و أثار به، و لم يصبهم أدنى ضرر اللهم إلا من قدر له ذلك فإنه تصيبه العدوى. و لا طيرة : أي تشاؤم. و لا هامة : الرأس و هي اسم طائر لأنهم كانوا يتشاءمون بالطيور كالبومة فتصدهم عن مقاصدهم كالجهلاء من أهل زماننا. و لا صفر : أي شهر صفر كغيره من سائر الشهور فليس مختصا بوقوع الشر فيه كزعم الجاهلين. و لا غول : الغول بالضم جنس من الجن و الشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولا أي تتلون تلونا في صور شتى وتغولهم أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم فنفاه النبي صلى الله عليه و سلم و أبطله ا ه نهاية.