منتقى الآثار والكلمُ المختار
(الجامع لتَوْتَرَةِ الشَّيخ أزهر سنيقرة حفظه الله)
(10-1)
(الجامع لتَوْتَرَةِ الشَّيخ أزهر سنيقرة حفظه الله)
(10-1)
افتتح الشَّيخُ حسابَه الرَّسمي فيه وأملى عليَّ في شأنه قوله:
"لما كانت الدَّعوة إلى الله تبارك وتعالى هي همَّنا الأوَّل ونشاطنا الدَّائم الَّذي نسأل ربَّنا جلَّ في علاه أن يجعله لوجهه خالصًا، واستفادةً من كلِّ وسيلةٍ متاحةٍ ومشروعةٍ ارتأينا أن نُسهم بهذه الصَّفحة إثراءً لهذه الدَّعوة المباركة الَّتي ما نحن فيها إلا تبعٌ لصاحب هذه الرِّسالة صلى الله عليه وسلم ولصحابته الكرام ومَن جاء من بعدهم وسار على هديهم.
فنسأل الله جلَّ وعلا أن يوفِّقنا ويسدَّد خطانا في هذا الخير".
وسمَّيته: "منتقى الآثار والكلمُ المختار"، لأنَّ تغريدات الشَّيخ على نوعين:
أثرٌ يختاره الشَّيخ لينشره، فهي "منتقى الآثار".
وكلماتٌ يُنشؤها الشَّيخ في معنى من المعاني الواردة عليه فهي "الكلمُ المختار".
وأنا ذاكرها على ترتيبها الزَّمني، وأذكر مع كلِّ واحدة ما تيسَّر من تعليق أو توضيح إن وُجد.
وقد اخترتٌ أن أرفع كلَّ عشرٍ على حدة، تخفيفًا على الواقف عليها، والله الموفِّق.
*******
1ـ "لقد مضى جلُّ شهر الخير، وما بقي منه خير، وليست العبرة بنقص البداية، بل بحسن النهاية، وفَّقنا الله لحسن الختام".هذه أوَّل تغريدة للشَّيخ بعد الافتتاح الرَّسمي لحسابه على "تويتر" كتبها بعد دخول العشر الأواخر من شهر رمضان سنة 1434، شحذا للهمم، وتجديدا للعزم.
2ـ اقتصادٌ في سنَّة خير من اجتهادٍ في بدعة، وفي معناه: اقتصادٌ في موافقةٍ خيرٌ من اجتهادٍ في مخالفةٍ، فاتَّبعوا ولا تبتدعوا.
هذه الآثار مرويَّة عن جماعة من السَّلف.
والاقتصاد في السَّنة باب عظيم من أبواب الدِّين، وفي كتاب فضل الإسلام للشيخ محمد بن عبد الوهَّاب رحمه الله تفصيلٌ لذلك.
3ـ "الحكمة من نهي النَّبي صلى الله عليه وسلم عن أسماء التَّزكية تتجلَّى لنا اليوم في بعض الأدعياء: سُمِّي شمسَ الدِّين أو نورَ الدِّين وهو..."
مراد الشَّيخ حفظه الله أنَّ هذه من حِكَم النَّهي المذكور، وليست جميعها.
4ـ "ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتَّى يرزقه وُدَّهم". السِّير:4/94
وقف الشَّيخ على كتاب "آداب المعلِّم في العمليَّة التَّعليميَّة من خلال سير اعلام النبلاء"، فلما تصفَّحه أعجبه ووقعت عينه منه على هذا الأثر فتَوْتَرَ به.
والأثر فيه (ص109) في فصل: الآداب الإيمانية للمعلِّم وتطبيقاتها التَّربوية.
وهو من كلام هرم بن حيَّان، ذكره ابن عساكر في ترجمته من تاريخ دمشق (73/375).
5ـ "قال سعيد بن الحدَّاد المالكي:"ما صدَّ عن الله مثل طلب المحامد وطلب الرفِّعة"، فالخلاصُ في الإخلاص، اجعله همَّك الدائم وطلبك المتواصل".
سعيد بن الحدَّاد قال الذَّهبي في ترجمته في سير الأعلام (14/214): الإمام، شيخ المالكيَّة أبو عثمان سعيد بن محمد بن صبيح بن الحداد المغربي، صاحب سحنون، وهو أحد المجتهدين، وكان بحرًا في الفروع، ورأسًا في لسان العرب، بصيرا بالسُّنن.
وكان يذمُّ التقليد ويقول: "هو من نقص العقول، أو دناءة الهمم".
ويقول: "ما للعالم وملاءمة المضاجع".
وكان يقول: "دليل الضَّبط الإقلال، ودليل التَّقصير الإكثار".
وكان من رؤوس السُّنَّة.
قال ابن حارث: له مقامات كريمة، ومواقف محمودة في الدَّفع عن الإسلام، والذبِّ عن السنة، ناظر فيها أبا العباس المعجوقي أخا أبي عبد الله الشيعي الدَّاعي إلى دولة عبيد الله، فتكلم ابن الحدَّاد ولم يخف سطوة سلطانهم، حتَّى قال له: ولده أبو محمد: يا أبه! اتَّق الله في نفسك ولا تبالغ، قال: "حسبي من له غضبت، وعن دينه ذببت".
وله مع شيخ المعتزلة الفراء مناظرات بالقيروان، رجع بها عددٌ من المبتدعة.
وقيل: إنَّه صنَّف في الردِّ على "المدوَّنة" وألَّف أشياء.
وذكر في ترجمته من تاريخ الإسلام (6/94أنَّه كان يشبَّه بأحمد بن حنبل في نصر السُّنة، وأنه كان يسمِّي المدونة "المدوَّدة".
قال الذَّهبي: "قلت: فلهذا ما قربه المالكيَّة".
توفي رحمه الله سنة 302.
6ـ "الثَّوري:"السَّلامة في أن لا تحبَّ أن تُعرف"، فالله المستعان على ما ابتلينا به في هذا الزَّمان من شرِّ الوُصوليِّين المُشيِّخين لأنفسهم".
7ـ "بعضهم يقول بلسان حاله وفِعاله: أنا سلفيٌّ أكثرَ من السَّلف، و السَّلفُ هديهم هو الأقوم والأسلم و الأحكم".
مقصود الشَّيخ بهذه التَّغريدة قوم من النَّاس يذهب الواحد منهم في الأخذ ببعض أبواب الدِّين إلى أن يزيد على الوارد عن السَّلف زيادةً في مضمونها أنَّه أتبع من السَّلف أو أشدُّ حرصًا على الخير منهم، وكان يمثِّل لذلك بـ:
1-الزِّيادة على قيام النَّبي صلى الله عليه وسلم بما يسمونه: التهجُّد.
2-الأدعيَّة غير المأثورة.
3-تخطِّي المساجد بدعوى طلب الخشوع.
4-المجاهرة بإظهار الفطر قبل رفع الأذان.
5-التزام الدُّروس اليوميَّة في رمضان.
8ـ "أحمد: "أريد أن أكون في شِعْبٍ بمكَّة حتَّى لا أُعرف، وقد بُلِيتُ بالشُّهرة"، رحم الله إمام أهل السُّنَّة المبجَّل، إنَّها المعرفة بالله، والتَّواضع لله".
9ـ "لا تنجح الدَّعوة ولا يحقِّق الدَّاعية مراده إلَّا بالإخلاص لله وحده، فلنهتمَّ بتصحيح نيَّاتنا في جميع أعمالنا".
10ـ "تُعرض كبار المسائل على الأكابر فيحجمون عن الكلام تعظيمًا، ويتهافت عليها الأصاغر فيتكلَّمون ويخوضون فيها تخرُّصًا و تَجرُّءًا".
هذه التَّغريدة تَوتر بها الشَّيخ لما أن عُرض عليه كلام بعض الطَّلبة في حادث مصر الَّذي تردَّد كبار العلماء في الخوض فيه، فتكلم ذلكم الطَّالب يُنزِّل النُّصوص على الوقائع، ويفصل بين المعزول الَّذي يجوز الكلام فيه وتبديعه، وبين الرَّئيس الشَّرعي الَّذي يجب له السَّمع والطاعة فقال الشَّيخ ما قال.
المصدر