@ مـــــــــــــناظــــــــــرة عــــــــــــجـــــيــــــبة @
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا أبو عبد الله جعفر بن إدريس القزويني قال : حدثنا أحمد بن الممتنع بن عبد الله القرشي التيمي قال : حدثنا أبو الفضل صالح بن علي بن يعقوب بن منصور الهاشمي - وكان من وجوه بني هاشم ، وأهل الجلالة ، والسبق منهم - قال : حضرت المهتدي بالله أمير المؤمنين رحمة الله تعالى عليه ، وقد جلس ينظر في أمور المسلمين في دار العامة ، فنظرت إلى قصص الناس ، تقرأ عليه من أولها إلى آخرها فيأمر بالتوقيع فيها وإنشاء الكتب لأصحابها ، ويختم ويرفع إلى صاحبه ، بين يديه ، فسرني ذلك ، وجعلت أنظر إليه ، فرفع رأسه ونظر إلي ، فغضضت عنه حتى كان ذلك مني ومنه مراراً ثلاثاً ، إذا نظر إلي غضضت ، وإذا اشتغل نظرت ، فقال لي : يا صالح ، فقلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، وقمت قائماً ، فقال : في نفسك مني شيء تحب أن تقوله ؟ أو قال : تريد أن تقوله ، فقلت : نعم ، يا سيدي يا أمير المؤمنين ، قال لي : عد إلى موضعك . فعدت ، وعاد في النظر ، حتى إذا قام قال للحاجب : لا يبرح صالح . فانصرف الناس ثم أذن لي ، وقد أهمتني نفسي فدخلت فدعوت له ، فقال لي : اجلس ، فجلست ، فقال : يا صالح ، تقول لي : ما دار في نفسك ، أو أقول أنا : ما دار في نفسي أنه دار في نفسك ؟ قلت ؟ يا أمير المؤمنين ، ما تعزم عليه ، وما تأمر به ، فقال : أقول : كأني بك وقد استحسنت ما رأيت منا ، فقلت أي خليفة خليفتنا ، إن لم يكن يقول : القرآن مخلوق ؟ فورد على قلبي أمر عظيم ، وأهمتني نفسي ، ثم قلت : يا نفس ، هل تموتين إلا مرة ؟ وهل تموتين قبل أجلك ؟ وهل يجوز الكذب في جد أو هزل ؟ فقلت : والله يا أمير المؤمنين ما دار في نفسي إلا ما قلت . فاطرق ملياً ، ثم قال لي : ويحك ، اسمع مني ما أقول ، فوالله لتسمعن الحق ، فسري عني وقلت : يا سيدي ومن أولى بقول الحق منك ؟ وأنت أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين ، وابن عم سيد المرسلين ، من الأولين والآخرين . فقال لي : ما زلت أقول : إن القرآن مخلوق صدراً من خلافة الواثق ، حتى أقدم علينا أحمد بن أبي دؤاد شيخاً من أهل الشام من أهل أذنة ، فادخل الشيخ على الواثق مقيداً ، وهو حبل الوجه ، تام القامة ، حسن الشيبة ، فرأيت الواثق قد استحيى منه ، ورق له ، فما زال يدنيه ويقربه ، حتى قرب منه ، فسلم الشيخ فأحسن السلام ، ودعا فأبلغ الدعاء ، وأوجز، فقال له الواثق . اجلس .
ثم قال له : ياشيخ ، ناظر ابن أبي دؤاد على ما يناظرك عليه.
فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين ، ابن أبي دؤاد يقل ويضيق ، أو يضعف عن المناظرة . فغضب الواثق ، وعاد مكان إكرامه له غضباً عليه ، فقال : أبو عبد الله بن أبي دؤاد يضيق أو يقل ويضعف عن مناظرتك أنت ؟
فقال له الشيخ : هون عليك يا أمير المؤمنين ما بك ، وائذن لي في مناظرته .
فقال الواثق : ما دعوتك إلا للمناظرة .
فقال الشيخ : يا أحمد بن أبي دؤاد ، إلام دعوت الناس ودعوتني إليه ؟
فقال : إلى أن تقول : القرآن مخلوق ، لأن كل شيء دون الله عز وجل مخلوق .
فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين ، إن رأيت أن تحفظ علي ما أقول ، وعليه ما يقول . قال : أفعل .
فقال الشيخ : يا أحمد ، أخبرني عن مقالتك هذه ، أواجبة داخلة في عقد الدين ، فلا يكون الدين كاملاً حتى يقال فيه ما قلت ؟ قال : نعم .
فقال الشيخ : يا أحمد ، أخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه الله عز وجل إلى عباده ، هل أسر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً مما أمره الله عز وجل به في دينه ؟ قال : لا ، قال الشيخ : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة ، إلى مقالتك هذه ؟ فسكت ابن أبي دؤاد ، فقال الشيخ : تكلم ، فسكت ، فالتفت الشيخ إلى الواثق ، فقال : يا أمير المؤمنين ، واحدة ، فقال الواثق : واحدة .
فقال الشيخ : يا أحمد ، أخبرني عن الله عز وجل ، حين أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً كان الله عز وجل الصادق في إكمال دينه ، أم أنت الصادق في نقصانه ، فلا يكون الدين كاملاً حتى يقال فيه بمقالتك هذه ؟ فسكت ابن أبي دؤاد فقال الشيخ : أجب يا أحمد ، فلم يجبه . فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين اثنتان ، فقد الواثق : اثنتان .
فقال الشيخ : أخبرني عن مقالتك هذه ، أعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم جهلها ؟ فقال ابن أبي دؤاد : علمها. فقال الشيخ : فدعا الناس إليها ؟ فسكت ابن أبي دؤاد ، فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين ثلاث ، فقال الواثق : ثلاث .
فقال الشيخ : يا أحمد ، فاتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ علمها كما زعمت ، ولم يطالب أمته بها ؟ قال : نعم ، فقال الشيخ : واتسع لأبي بكر الصديق رضي الله عنه و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ؟ فقال ابن أبي دؤاد : نعم . فاعرض الشيخ عنه ، وأقبل على الواثق ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قد قدمت لك القول أن أحمد يضيق أو يقل أو يضعف عن المناظرة ، يا أمير المؤمنين ، إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه
المقالة ، ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم و لأبي بكر ولعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ، فلا وسع الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم من ذلك .
فقال الواثق : نعم إنه لم يتسع لنا من الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم و لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ، فلا وسع الله علينا ، اقطعوا قيد الشيخ ، فلما قطعوه ، ضرب الشيخ بيده إلى القيد ليأخذه فجذبه الجلاد عليه ، فقال الواثق : دع الشيخ ليأخذه ، فأخذه الشيخ فوضعه في كمه ، فقال الواثق : لم جابذت عليه ؟ فقال الشيخ : لأني نويت أن أتقدم إلى من أوصي إليه إذا مت : أن يجعله بيني وبين كفني ، حتى أخاصم هذا الظالم عند الله عز وجل يوم القيامة ، ثم أقول : يا رب ، سل عبدك هذا ، لم قيدني وروع أهلي وولدي وإخواني بلا حق أوجب ذلك علي ؟
وبكى الشيخ وبكى الواثق فبكينا ، ثم سأله الواثق أن يجعله في حل وسعة مما قال .
فقال الشيخ : والله يا أمير المؤمنين ، لقد جعلتك في حل وسعة من أول يوم ، إكراماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ كنت رجلاً من أهله .
فقال الواثق : لي إليك حاجة، فقال الشيخ : إن كانت ممكنة فعلت .
فقال الواثق : تقيم فينا ، فينتفع بك فتياننا .
فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين ، إن ردك إياي الى الموضع الذي أخرجني منه هذا الظالم أنفع لك من مقامي عندك ، وأخبرك بما في ذلك : أصير إلى أهلي وولدي فاكف دعاءهم عليك ، فقد خلفتهم على ذلك .
فقال له الوثق : فتقبل منا ما تستعين بها على دهرك .
فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين ، لاتحل لي ، أنا عنها غني ، وذو مرة سوي .
قال : فتسأل حاجتك ، قال : أو تقضيها يا أمير المؤمنين ؟ قال : نعم .
قال : تخلي سبيلي إلى الثغر الساعة ، وتأذن لي ، قال : أذنت لك ، فسلم الشيخ وخرج .
قال صالح : قال المهتدي بالله رحمة الله تعالى عليه : رجعت عن هذه المقالة منذ ذلك اليوم ، وأظن الواثق بالله كان قد رجع عنها من ذلك الوقت .
المصدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا أبو عبد الله جعفر بن إدريس القزويني قال : حدثنا أحمد بن الممتنع بن عبد الله القرشي التيمي قال : حدثنا أبو الفضل صالح بن علي بن يعقوب بن منصور الهاشمي - وكان من وجوه بني هاشم ، وأهل الجلالة ، والسبق منهم - قال : حضرت المهتدي بالله أمير المؤمنين رحمة الله تعالى عليه ، وقد جلس ينظر في أمور المسلمين في دار العامة ، فنظرت إلى قصص الناس ، تقرأ عليه من أولها إلى آخرها فيأمر بالتوقيع فيها وإنشاء الكتب لأصحابها ، ويختم ويرفع إلى صاحبه ، بين يديه ، فسرني ذلك ، وجعلت أنظر إليه ، فرفع رأسه ونظر إلي ، فغضضت عنه حتى كان ذلك مني ومنه مراراً ثلاثاً ، إذا نظر إلي غضضت ، وإذا اشتغل نظرت ، فقال لي : يا صالح ، فقلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، وقمت قائماً ، فقال : في نفسك مني شيء تحب أن تقوله ؟ أو قال : تريد أن تقوله ، فقلت : نعم ، يا سيدي يا أمير المؤمنين ، قال لي : عد إلى موضعك . فعدت ، وعاد في النظر ، حتى إذا قام قال للحاجب : لا يبرح صالح . فانصرف الناس ثم أذن لي ، وقد أهمتني نفسي فدخلت فدعوت له ، فقال لي : اجلس ، فجلست ، فقال : يا صالح ، تقول لي : ما دار في نفسك ، أو أقول أنا : ما دار في نفسي أنه دار في نفسك ؟ قلت ؟ يا أمير المؤمنين ، ما تعزم عليه ، وما تأمر به ، فقال : أقول : كأني بك وقد استحسنت ما رأيت منا ، فقلت أي خليفة خليفتنا ، إن لم يكن يقول : القرآن مخلوق ؟ فورد على قلبي أمر عظيم ، وأهمتني نفسي ، ثم قلت : يا نفس ، هل تموتين إلا مرة ؟ وهل تموتين قبل أجلك ؟ وهل يجوز الكذب في جد أو هزل ؟ فقلت : والله يا أمير المؤمنين ما دار في نفسي إلا ما قلت . فاطرق ملياً ، ثم قال لي : ويحك ، اسمع مني ما أقول ، فوالله لتسمعن الحق ، فسري عني وقلت : يا سيدي ومن أولى بقول الحق منك ؟ وأنت أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين ، وابن عم سيد المرسلين ، من الأولين والآخرين . فقال لي : ما زلت أقول : إن القرآن مخلوق صدراً من خلافة الواثق ، حتى أقدم علينا أحمد بن أبي دؤاد شيخاً من أهل الشام من أهل أذنة ، فادخل الشيخ على الواثق مقيداً ، وهو حبل الوجه ، تام القامة ، حسن الشيبة ، فرأيت الواثق قد استحيى منه ، ورق له ، فما زال يدنيه ويقربه ، حتى قرب منه ، فسلم الشيخ فأحسن السلام ، ودعا فأبلغ الدعاء ، وأوجز، فقال له الواثق . اجلس .
ثم قال له : ياشيخ ، ناظر ابن أبي دؤاد على ما يناظرك عليه.
فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين ، ابن أبي دؤاد يقل ويضيق ، أو يضعف عن المناظرة . فغضب الواثق ، وعاد مكان إكرامه له غضباً عليه ، فقال : أبو عبد الله بن أبي دؤاد يضيق أو يقل ويضعف عن مناظرتك أنت ؟
فقال له الشيخ : هون عليك يا أمير المؤمنين ما بك ، وائذن لي في مناظرته .
فقال الواثق : ما دعوتك إلا للمناظرة .
فقال الشيخ : يا أحمد بن أبي دؤاد ، إلام دعوت الناس ودعوتني إليه ؟
فقال : إلى أن تقول : القرآن مخلوق ، لأن كل شيء دون الله عز وجل مخلوق .
فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين ، إن رأيت أن تحفظ علي ما أقول ، وعليه ما يقول . قال : أفعل .
فقال الشيخ : يا أحمد ، أخبرني عن مقالتك هذه ، أواجبة داخلة في عقد الدين ، فلا يكون الدين كاملاً حتى يقال فيه ما قلت ؟ قال : نعم .
فقال الشيخ : يا أحمد ، أخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه الله عز وجل إلى عباده ، هل أسر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً مما أمره الله عز وجل به في دينه ؟ قال : لا ، قال الشيخ : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة ، إلى مقالتك هذه ؟ فسكت ابن أبي دؤاد ، فقال الشيخ : تكلم ، فسكت ، فالتفت الشيخ إلى الواثق ، فقال : يا أمير المؤمنين ، واحدة ، فقال الواثق : واحدة .
فقال الشيخ : يا أحمد ، أخبرني عن الله عز وجل ، حين أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً كان الله عز وجل الصادق في إكمال دينه ، أم أنت الصادق في نقصانه ، فلا يكون الدين كاملاً حتى يقال فيه بمقالتك هذه ؟ فسكت ابن أبي دؤاد فقال الشيخ : أجب يا أحمد ، فلم يجبه . فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين اثنتان ، فقد الواثق : اثنتان .
فقال الشيخ : أخبرني عن مقالتك هذه ، أعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم جهلها ؟ فقال ابن أبي دؤاد : علمها. فقال الشيخ : فدعا الناس إليها ؟ فسكت ابن أبي دؤاد ، فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين ثلاث ، فقال الواثق : ثلاث .
فقال الشيخ : يا أحمد ، فاتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ علمها كما زعمت ، ولم يطالب أمته بها ؟ قال : نعم ، فقال الشيخ : واتسع لأبي بكر الصديق رضي الله عنه و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ؟ فقال ابن أبي دؤاد : نعم . فاعرض الشيخ عنه ، وأقبل على الواثق ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قد قدمت لك القول أن أحمد يضيق أو يقل أو يضعف عن المناظرة ، يا أمير المؤمنين ، إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه
المقالة ، ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم و لأبي بكر ولعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ، فلا وسع الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم من ذلك .
فقال الواثق : نعم إنه لم يتسع لنا من الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم و لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ، فلا وسع الله علينا ، اقطعوا قيد الشيخ ، فلما قطعوه ، ضرب الشيخ بيده إلى القيد ليأخذه فجذبه الجلاد عليه ، فقال الواثق : دع الشيخ ليأخذه ، فأخذه الشيخ فوضعه في كمه ، فقال الواثق : لم جابذت عليه ؟ فقال الشيخ : لأني نويت أن أتقدم إلى من أوصي إليه إذا مت : أن يجعله بيني وبين كفني ، حتى أخاصم هذا الظالم عند الله عز وجل يوم القيامة ، ثم أقول : يا رب ، سل عبدك هذا ، لم قيدني وروع أهلي وولدي وإخواني بلا حق أوجب ذلك علي ؟
وبكى الشيخ وبكى الواثق فبكينا ، ثم سأله الواثق أن يجعله في حل وسعة مما قال .
فقال الشيخ : والله يا أمير المؤمنين ، لقد جعلتك في حل وسعة من أول يوم ، إكراماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ كنت رجلاً من أهله .
فقال الواثق : لي إليك حاجة، فقال الشيخ : إن كانت ممكنة فعلت .
فقال الواثق : تقيم فينا ، فينتفع بك فتياننا .
فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين ، إن ردك إياي الى الموضع الذي أخرجني منه هذا الظالم أنفع لك من مقامي عندك ، وأخبرك بما في ذلك : أصير إلى أهلي وولدي فاكف دعاءهم عليك ، فقد خلفتهم على ذلك .
فقال له الوثق : فتقبل منا ما تستعين بها على دهرك .
فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين ، لاتحل لي ، أنا عنها غني ، وذو مرة سوي .
قال : فتسأل حاجتك ، قال : أو تقضيها يا أمير المؤمنين ؟ قال : نعم .
قال : تخلي سبيلي إلى الثغر الساعة ، وتأذن لي ، قال : أذنت لك ، فسلم الشيخ وخرج .
قال صالح : قال المهتدي بالله رحمة الله تعالى عليه : رجعت عن هذه المقالة منذ ذلك اليوم ، وأظن الواثق بالله كان قد رجع عنها من ذلك الوقت .
المصدر
كتاب الشريعة، للإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري-رحمه الله تعالى-
حــمّــــل:كــــــــــــتــاب
الـــــــــــــــشــريــعة
للإمـام أبي بكـر محمد بن الحسيــن الآجـري-رحمه الله تعالى-
الـــــــــــــــشــريــعة
للإمـام أبي بكـر محمد بن الحسيــن الآجـري-رحمه الله تعالى-
تعليق