الأمن الفكري والتَّحدِّيات المعاصرة
لا يخفى على ذي عقل أنَّنا اليوم نعيش في عالمٍ تتدفَّق فيه المعلومات والمعارف والأفكار، بشكلٍ لم يشهده تاريخ البشريَّة من قبل, عن طريق ما اصطلحوا على تسميته بالسُّلطة الرَّابعة وهو: الإعلام وما صاحبه من وسائل الاتِّصال الحديثة، وتقنيَّات المعلوماتيَّة الَّتي جعلت العالمَ رغم شساعة مساحته يتقلَّص إلى ما يشبه القريةَ الصَّغيرةَ, وصارت الفكرة والكلمة والمقولة والمقالة والصُّورة تصل إلى من يُرَاد له النَّفع أو الضُّرُّ, أو يُرجى له الخير أو الشَّرُّ في أقلَّ من أن يقوم المرءُ من مقامه، وبات التَّهديد يطال الشُّعوب كلَّها؛ أفرادًا و جماعات, ويقتحم حتَّى الهيئات السِّياديَّة في بعض البلدان؛ كالمؤسَّسات التَّعليميَّة والتَّربويَّة، تارةً بالتَّوجيه, وأخرى بالتَّسيير تحت مُخَدِّر التَّعاون العلمي، والتَّبادل الثَّقافي، والتَّقارب السِّياسي، وما إلى ذلك من شعارات القوم الموهمة والمضلِّلَة الَّتي أفرَزَها نظامُ العَوْلَمَةِ المفروض قهرًا من القوى العالميَّة الكبرى على المستضعفين من الأمم والشُّعوب، الَّذين لا يجدون حيلةً ولا يهتدون سبيلاً.
وأمام هذا الزَّحف الدَّاهم والخطير الَّذي لا يوقفه جيشٌ بترْسَانَتِه العسكريَّة، ومُعِدَّاتِهِ الحربيَّة، وجب أخذُ الحيطة والاستعداد للمعركة الفاصلة, وكسب جولةِ الصِّراع الَّتي تنتهي حتمًا إلى غالبٍ ومغلوبٍ, وهذا ما لمَّح إليه كثيرٌ من الكُتَّاب المسلمين؛ قبل نصف قرنٍ تقريبًا؛ من أنَّ الصِّراع في المستقبل لا يكون في ساحات القتال, بل يكون في ميدانٍ آخرَ, سيكون على جهات صراع الأفكار.
وإذا علمنا أنَّ العالمَ الإسلامي هو قصعة القوم الكبرى الَّتي يتكالب عليها الأعداء, والمستهدف الأوَّل في عمليَّات الغزو الفكري والثَّقافي، فيجب على المسلمين حيثما كانوا وعلى أيِّ ثغرٍ تواجدوا أن يحسموا كفَّةَ الصِّراع لصالحهم ضدَّ أعدائهم في مجالِ الأفكارِ، وفقَ خطَّةٍ مُحْكَمَةٍ مدروسةٍ، راسخةِ الجذور, طويلةِ المدَى، بعيدةِ النَّظر, عميقةِ الفهمِ، تهدف إلى حماية العقول، وغرس القيم، وتدعيم الثَّوابت الإيمانيَّة, وتعرية أساليبِ الأعداء، وكشف أصحاب القلوب المريضة وضعفاء الحصانة العقديَّة, ذوي الفكر المنهزم, الدَّاخلين في جحر الضَّبِّ الخرب, السَّائرين خلف أمَّة المغضوب عليهم والضَّالِّين عن منهج الحقِّ، حذوَ النَّعل بالنَّعل، والذَّيل بالذَّيل.
وحاجة الأمَّة اليوم إلى ما يُؤمِّن فكرَها، ويحرس قيمها, ويُعْلِي دينَها، أكبرُ من أيِّ حاجةٍ ترى فيها تثبيتًا لوجودها، وإعزازًا لموقعها، وتحسينًا لأداء مهامها، والقيام بواجباتها, وعليها أن تدرك كما أدرك غيرُها أنَّ مِنْ أنواع الأمنِ الَّذي صار موضعَ اهتمامٍ وعنايةٍ عند كلِّ من يريد الرِّفعةَ بين الأمم, والَّذي يأتي في مقدِّمة جميع أنواع الأمن؛ ـ كأمن الأرواح، وأمنِ الممتلكات، والأمن الغذائي، والأمن الصِّحِّي، والأمن البيئي، والأمن الاقتصادي ـ الأمن الفكري الَّذي يرمز من حيثُ الدَّلالةُ اللُّغويَّة إلى السَّلامة والاطمئنان وانتفاء الخوف على دين النَّاس وعقولهم.
وأمَّا من حيثُ دلالته الاصطلاحيَّة، فقد اخْتَلَفَ النَّاس في تحديد مصطلحه بسبب تعدُّدِ المفاهيم، وتنوُّعِ المشارب، وتباين الآراء؛ فمنهم من يرى أنَّ الأمنَ الفكري هو كلُّ ما يدعو إلى الحفاظ على خصوصيَّات المجتمع من تقاليد وعادات حسنها وسيِّئها, خيرِها و شرِّها, دون النَّظر إلى التَّوجُّهات الفكريَّة، والانتماءات الأيْديولوجيَّة، وهناك من يرى أنَّ الأمن الفكري هو الانفتاح على ثقافة الغير والانصهار في حضارته دون أيِّ قيدٍ مشروطٍ أو رقابة مفروضة، وهذان الرَّأيان عليلان و مرفوضان، و إن كان لهما في الأمَّة وجودٌ ودعمٌ ونشاطٌ, والمفهوم الصَّحيح للأمن الفكري هو ما يراه علماء الأمَّة الرَّبَّانيُّون وعقلاؤها, الخادمون لدينهم، الذَّادُّون عنه وعن أوطانهم، على أنَّه تحصين لأفراد الأمَّة وجماعاتها من أن تُهَدَّد شخصيَّتُهم الإسلاميَّة أو تُسَاوَمَ, أو تذوب كذوبان الملح في الماء الدَّافئ، أو تنمحي آثارها من مظاهر الحياة و تصريف شؤون الخلق.
إنَّ الأمن الفكري كما يدلُّ عليه لفظه ويرمي إليه معناه هو تحصينٌ للأفكار، وتأمينٌ لها من الهجمات الدَّخيلة، والحملات المسعورة، الَّتي تُسَمِّمُ العقولَ و تفسد السُّلوكَ، وتسيء إلى الدِّين، و تقضي على الأصالة وتشكِّك في الولاء وصدق الانتماء، ينتهج هذا التَّحصين سبيلاً واحدًا هو سبيل الدَّعوة إلى تحقيق التَّوحيد، ونشر الإيمان الصَّحيح والمعتقد السَّليم, وذلك بتخليصه من شوائب الخرافة والأساطير، ورُكام الأوهام، ومن مخلَّفات الحياة المادِّيَّة, والدَّعوة إلى التزام آداب الإسلام وأحكامه وأخلاقه، وإشغال الخلق بالأعمال الصَّالحة والمشاريع الخيِّرَة, و هذه مسؤوليَّةٌ عظمى لا يقوى على حملها الرِّجال المهازيل.
إنَّ الكفَّار وما يحملونه من حقدٍ دفينٍ، وما يضمرونه من حسدٍ هجين, قد لا يُستَغرَب منهم حين يَجِدُّون في نشر الباطل, و غزو العقول, و تغيير المفاهيم، وطمس الحقائق، و سلخ المسلمين عن معتقدهم الحقِّ, ولكنَّ الغريب حين يقوم أناس من بني جلدتنا, و ينطلق إعلامٌ من ديار أهل الإسلام لا يحمل من الهمِّ إلاَّ ترديده لهذا الصَّدى المنحرف, ومنفِّذًا لخطط الأعداء الماكرة.
إنَّه من المقت و العار أن تبقى وسائلُ إعلام الأمَّة ـ المعوَّل عليها في مثل هذه الحروب ـ في تبعيَّةٍ قاتلةٍ لا يرجى منها تحصينُ فكر, ولا حفظُ دينٍ, ولا نشرُ فضائل, بل همُّها نشرُ وإذاعةُ كلِّ ما يزيد في خذلان هذه الأمَّة، و يبرز حجم مأساتها و معاناتها, ولا تبثُّ و لا تكتب إلاَّ ما يثير الفتن ويوَلِّدُ الفوضى والقلق، وغرس الوساوس والمخاوف في الصُّدور, وبثُّ الفرقة و الانقسام بين طبقات الأمَّة.
إنَّ الَّذي يتعيَّن على كلِّ غيور ينتمي إلى بيضة الإسلام أن يعمل جاهدًا على استثمار وقته وعلمه و قدراته و أمواله في المجالات الحيويَّة الَّتي يمكن من خلالها صدُّ عدوان الغزوِ الفكري، وهي المجالات الَّتي يعتمد عليها الأعداء في حربهم ضدَّنَا على إفسادها و تمييعها و استغلالها في الشَّرِّ، وهي الأسرة والمدرسة والإعلام، إذا أردنا ـ حقًّا وصدقًا ـ أن يحتفظ البلد بأمنه, و يسعد أهله في أرضه, ويطمئنَّ كلُّ واحدٍ في سربه.
فأمَّتُنا ـ بحمد الله ـ تنتمي إلى خيرِ فكرٍ, ومعارفنا أصحُّ المعارف, ومناهجنا أسدُّ المناهج وأرقاها, وقرآننا وحده هو الَّذي يهدي للَّتي هي أقوم، وشرعنا هو الأسلم والأحكم ﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون﴾[الأنعام81].
سدَّد الله الخطى و بارك في الجهود, وحفظ علينا ديننا وأمننا وعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه وإليه المرجع والمآب.
لا يخفى على ذي عقل أنَّنا اليوم نعيش في عالمٍ تتدفَّق فيه المعلومات والمعارف والأفكار، بشكلٍ لم يشهده تاريخ البشريَّة من قبل, عن طريق ما اصطلحوا على تسميته بالسُّلطة الرَّابعة وهو: الإعلام وما صاحبه من وسائل الاتِّصال الحديثة، وتقنيَّات المعلوماتيَّة الَّتي جعلت العالمَ رغم شساعة مساحته يتقلَّص إلى ما يشبه القريةَ الصَّغيرةَ, وصارت الفكرة والكلمة والمقولة والمقالة والصُّورة تصل إلى من يُرَاد له النَّفع أو الضُّرُّ, أو يُرجى له الخير أو الشَّرُّ في أقلَّ من أن يقوم المرءُ من مقامه، وبات التَّهديد يطال الشُّعوب كلَّها؛ أفرادًا و جماعات, ويقتحم حتَّى الهيئات السِّياديَّة في بعض البلدان؛ كالمؤسَّسات التَّعليميَّة والتَّربويَّة، تارةً بالتَّوجيه, وأخرى بالتَّسيير تحت مُخَدِّر التَّعاون العلمي، والتَّبادل الثَّقافي، والتَّقارب السِّياسي، وما إلى ذلك من شعارات القوم الموهمة والمضلِّلَة الَّتي أفرَزَها نظامُ العَوْلَمَةِ المفروض قهرًا من القوى العالميَّة الكبرى على المستضعفين من الأمم والشُّعوب، الَّذين لا يجدون حيلةً ولا يهتدون سبيلاً.
وأمام هذا الزَّحف الدَّاهم والخطير الَّذي لا يوقفه جيشٌ بترْسَانَتِه العسكريَّة، ومُعِدَّاتِهِ الحربيَّة، وجب أخذُ الحيطة والاستعداد للمعركة الفاصلة, وكسب جولةِ الصِّراع الَّتي تنتهي حتمًا إلى غالبٍ ومغلوبٍ, وهذا ما لمَّح إليه كثيرٌ من الكُتَّاب المسلمين؛ قبل نصف قرنٍ تقريبًا؛ من أنَّ الصِّراع في المستقبل لا يكون في ساحات القتال, بل يكون في ميدانٍ آخرَ, سيكون على جهات صراع الأفكار.
وإذا علمنا أنَّ العالمَ الإسلامي هو قصعة القوم الكبرى الَّتي يتكالب عليها الأعداء, والمستهدف الأوَّل في عمليَّات الغزو الفكري والثَّقافي، فيجب على المسلمين حيثما كانوا وعلى أيِّ ثغرٍ تواجدوا أن يحسموا كفَّةَ الصِّراع لصالحهم ضدَّ أعدائهم في مجالِ الأفكارِ، وفقَ خطَّةٍ مُحْكَمَةٍ مدروسةٍ، راسخةِ الجذور, طويلةِ المدَى، بعيدةِ النَّظر, عميقةِ الفهمِ، تهدف إلى حماية العقول، وغرس القيم، وتدعيم الثَّوابت الإيمانيَّة, وتعرية أساليبِ الأعداء، وكشف أصحاب القلوب المريضة وضعفاء الحصانة العقديَّة, ذوي الفكر المنهزم, الدَّاخلين في جحر الضَّبِّ الخرب, السَّائرين خلف أمَّة المغضوب عليهم والضَّالِّين عن منهج الحقِّ، حذوَ النَّعل بالنَّعل، والذَّيل بالذَّيل.
وحاجة الأمَّة اليوم إلى ما يُؤمِّن فكرَها، ويحرس قيمها, ويُعْلِي دينَها، أكبرُ من أيِّ حاجةٍ ترى فيها تثبيتًا لوجودها، وإعزازًا لموقعها، وتحسينًا لأداء مهامها، والقيام بواجباتها, وعليها أن تدرك كما أدرك غيرُها أنَّ مِنْ أنواع الأمنِ الَّذي صار موضعَ اهتمامٍ وعنايةٍ عند كلِّ من يريد الرِّفعةَ بين الأمم, والَّذي يأتي في مقدِّمة جميع أنواع الأمن؛ ـ كأمن الأرواح، وأمنِ الممتلكات، والأمن الغذائي، والأمن الصِّحِّي، والأمن البيئي، والأمن الاقتصادي ـ الأمن الفكري الَّذي يرمز من حيثُ الدَّلالةُ اللُّغويَّة إلى السَّلامة والاطمئنان وانتفاء الخوف على دين النَّاس وعقولهم.
وأمَّا من حيثُ دلالته الاصطلاحيَّة، فقد اخْتَلَفَ النَّاس في تحديد مصطلحه بسبب تعدُّدِ المفاهيم، وتنوُّعِ المشارب، وتباين الآراء؛ فمنهم من يرى أنَّ الأمنَ الفكري هو كلُّ ما يدعو إلى الحفاظ على خصوصيَّات المجتمع من تقاليد وعادات حسنها وسيِّئها, خيرِها و شرِّها, دون النَّظر إلى التَّوجُّهات الفكريَّة، والانتماءات الأيْديولوجيَّة، وهناك من يرى أنَّ الأمن الفكري هو الانفتاح على ثقافة الغير والانصهار في حضارته دون أيِّ قيدٍ مشروطٍ أو رقابة مفروضة، وهذان الرَّأيان عليلان و مرفوضان، و إن كان لهما في الأمَّة وجودٌ ودعمٌ ونشاطٌ, والمفهوم الصَّحيح للأمن الفكري هو ما يراه علماء الأمَّة الرَّبَّانيُّون وعقلاؤها, الخادمون لدينهم، الذَّادُّون عنه وعن أوطانهم، على أنَّه تحصين لأفراد الأمَّة وجماعاتها من أن تُهَدَّد شخصيَّتُهم الإسلاميَّة أو تُسَاوَمَ, أو تذوب كذوبان الملح في الماء الدَّافئ، أو تنمحي آثارها من مظاهر الحياة و تصريف شؤون الخلق.
إنَّ الأمن الفكري كما يدلُّ عليه لفظه ويرمي إليه معناه هو تحصينٌ للأفكار، وتأمينٌ لها من الهجمات الدَّخيلة، والحملات المسعورة، الَّتي تُسَمِّمُ العقولَ و تفسد السُّلوكَ، وتسيء إلى الدِّين، و تقضي على الأصالة وتشكِّك في الولاء وصدق الانتماء، ينتهج هذا التَّحصين سبيلاً واحدًا هو سبيل الدَّعوة إلى تحقيق التَّوحيد، ونشر الإيمان الصَّحيح والمعتقد السَّليم, وذلك بتخليصه من شوائب الخرافة والأساطير، ورُكام الأوهام، ومن مخلَّفات الحياة المادِّيَّة, والدَّعوة إلى التزام آداب الإسلام وأحكامه وأخلاقه، وإشغال الخلق بالأعمال الصَّالحة والمشاريع الخيِّرَة, و هذه مسؤوليَّةٌ عظمى لا يقوى على حملها الرِّجال المهازيل.
إنَّ الكفَّار وما يحملونه من حقدٍ دفينٍ، وما يضمرونه من حسدٍ هجين, قد لا يُستَغرَب منهم حين يَجِدُّون في نشر الباطل, و غزو العقول, و تغيير المفاهيم، وطمس الحقائق، و سلخ المسلمين عن معتقدهم الحقِّ, ولكنَّ الغريب حين يقوم أناس من بني جلدتنا, و ينطلق إعلامٌ من ديار أهل الإسلام لا يحمل من الهمِّ إلاَّ ترديده لهذا الصَّدى المنحرف, ومنفِّذًا لخطط الأعداء الماكرة.
إنَّه من المقت و العار أن تبقى وسائلُ إعلام الأمَّة ـ المعوَّل عليها في مثل هذه الحروب ـ في تبعيَّةٍ قاتلةٍ لا يرجى منها تحصينُ فكر, ولا حفظُ دينٍ, ولا نشرُ فضائل, بل همُّها نشرُ وإذاعةُ كلِّ ما يزيد في خذلان هذه الأمَّة، و يبرز حجم مأساتها و معاناتها, ولا تبثُّ و لا تكتب إلاَّ ما يثير الفتن ويوَلِّدُ الفوضى والقلق، وغرس الوساوس والمخاوف في الصُّدور, وبثُّ الفرقة و الانقسام بين طبقات الأمَّة.
إنَّ الَّذي يتعيَّن على كلِّ غيور ينتمي إلى بيضة الإسلام أن يعمل جاهدًا على استثمار وقته وعلمه و قدراته و أمواله في المجالات الحيويَّة الَّتي يمكن من خلالها صدُّ عدوان الغزوِ الفكري، وهي المجالات الَّتي يعتمد عليها الأعداء في حربهم ضدَّنَا على إفسادها و تمييعها و استغلالها في الشَّرِّ، وهي الأسرة والمدرسة والإعلام، إذا أردنا ـ حقًّا وصدقًا ـ أن يحتفظ البلد بأمنه, و يسعد أهله في أرضه, ويطمئنَّ كلُّ واحدٍ في سربه.
فأمَّتُنا ـ بحمد الله ـ تنتمي إلى خيرِ فكرٍ, ومعارفنا أصحُّ المعارف, ومناهجنا أسدُّ المناهج وأرقاها, وقرآننا وحده هو الَّذي يهدي للَّتي هي أقوم، وشرعنا هو الأسلم والأحكم ﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون﴾[الأنعام81].
سدَّد الله الخطى و بارك في الجهود, وحفظ علينا ديننا وأمننا وعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه وإليه المرجع والمآب.