ومن هذه العبارات الموهمة:
قول بعضهم: "اللي ما يخاف من الله خاف منه".
كذا تجري هذه الكلمة على ألسنة بعض العوام، وهذا خطأ، بل الذي يخاف من الله خاف منه، والذي لا يخاف الله لا تخف منه،
ويشرح هذا ابن تيمية رحمهالله في مجموع الفتاوى (1/57-5، في كلام له في تفسير قوله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (آل عمران:175)،
حيث يقول رحمه الله: "دلت الآية على: أن الشيطان يجعل أولياءه مخوفين ويجعل ناسا خائفين منهم.
ودلت الآية على: أن المؤمن لا يجوز له أن يخاف أولياء الشيطان ولايخاف الناس، كما قال: {فَلا تَخْشَوُا النَّاسَوَاخْشَوْنِ} (المائدة: من الآية44)؛ فخوف الله أمر به. وخوف أولياء الشيطان نهى عنه.
قال تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (البقرة:150)، فنهى عن خشية الظالم وأمر بخشيته.
وقال: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلايَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ} (الأحزاب:39). وقال: {فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (النحل:51).
وبعض الناس يقول: ياربإني أخافك وأخاف من لا يخافك؛ فهذا كلام ساقط لا يجوز، بل على العبد أن يخاف الله وحده ولا يخاف أحدا، فإن من لا يخاف الله أذل من أن يُخاف، فإنه ظالم وهو من أولياءالشيطان، فالخوف منه قد نهى الله عنه. وإذا قيل: قد يؤذيني! قيل: إنما يؤذيك بتسليط الله له، وإذا أراد الله دفع شره عنك دفعه، فالأمر لله. وإنما يسلط على العبد بذنوبه، وأنت إذا خفت الله فاتقيته وتوكلت عليه كفاك شر كل [ذي] شر، ولم يسلطه عليك، فإنه قال: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَحَسْبُهًُ} (الطلاق:3)، وتسليطه يكون بسبب ذنوبك وخوفك منه فإذا خفت الله وتبت من ذنوبك واستغفرته لم يسلط عليك، كما قال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (لأنفال: من الآية33)"اهـ.
* * * * * * *
من كتاب (( عبارات موهمة )) ص35و36
للشيخ الدكتور محمد بن عمر بازمول حفظه الله
قول بعضهم: "اللي ما يخاف من الله خاف منه".
كذا تجري هذه الكلمة على ألسنة بعض العوام، وهذا خطأ، بل الذي يخاف من الله خاف منه، والذي لا يخاف الله لا تخف منه،
ويشرح هذا ابن تيمية رحمهالله في مجموع الفتاوى (1/57-5، في كلام له في تفسير قوله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (آل عمران:175)،
حيث يقول رحمه الله: "دلت الآية على: أن الشيطان يجعل أولياءه مخوفين ويجعل ناسا خائفين منهم.
ودلت الآية على: أن المؤمن لا يجوز له أن يخاف أولياء الشيطان ولايخاف الناس، كما قال: {فَلا تَخْشَوُا النَّاسَوَاخْشَوْنِ} (المائدة: من الآية44)؛ فخوف الله أمر به. وخوف أولياء الشيطان نهى عنه.
قال تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (البقرة:150)، فنهى عن خشية الظالم وأمر بخشيته.
وقال: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلايَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ} (الأحزاب:39). وقال: {فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (النحل:51).
وبعض الناس يقول: ياربإني أخافك وأخاف من لا يخافك؛ فهذا كلام ساقط لا يجوز، بل على العبد أن يخاف الله وحده ولا يخاف أحدا، فإن من لا يخاف الله أذل من أن يُخاف، فإنه ظالم وهو من أولياءالشيطان، فالخوف منه قد نهى الله عنه. وإذا قيل: قد يؤذيني! قيل: إنما يؤذيك بتسليط الله له، وإذا أراد الله دفع شره عنك دفعه، فالأمر لله. وإنما يسلط على العبد بذنوبه، وأنت إذا خفت الله فاتقيته وتوكلت عليه كفاك شر كل [ذي] شر، ولم يسلطه عليك، فإنه قال: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَحَسْبُهًُ} (الطلاق:3)، وتسليطه يكون بسبب ذنوبك وخوفك منه فإذا خفت الله وتبت من ذنوبك واستغفرته لم يسلط عليك، كما قال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (لأنفال: من الآية33)"اهـ.
* * * * * * *
من كتاب (( عبارات موهمة )) ص35و36
للشيخ الدكتور محمد بن عمر بازمول حفظه الله
تعليق