كما في كتاب (( مقالات الألباني تنشر مجموعة لأول مرة ))
ص 131و132في باب (( الأحاديث في العمامة ))
ص 131و132في باب (( الأحاديث في العمامة ))
الحديث الثالث: (( العمامة على القلنسوة فصل ما بيننا وبين المشركين ، يعطي يوم القيامة بكل كورة يدورها على رأسة نوراً )) رواه الباوردي عن ركانة .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
قلت : وهذا ضعيف جداً ، وشطره الأول رواه غير الباوردي كما سيأتي في الحديث السابع ، وأما بهذا التمام فقد رواه الباوردي وحده ، بسند واه كما في (( الدعامة )) للشيخ الكتاني ( ص 7 ) ويعني بذلك أنه ضعيف جداً كما في الصفحة ( 34 ) منه ، وصرح بذلك الفقيه ابن حجر الهيتمي فقال في كتابه (( أحكام اللباس )) ( ق9/2 ) : (( ولولا شدة ضعف هذا الحديث لكان حجة في تكبير العمائم )) .
ولذلك فإني أعتقد أن الحديث باطل لأن تكثير كورات العمامة وتضخيمها خلاف السنة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح ، بل إن العمامة الضخمة بدعة أعجمية ، وزي محدث ، لا نزال نراه على رؤوس بعض المشايخ ، وأئمة المساجد من الأعاجم وغيرهم ، ممن تأثر بهم وتزيي بزيهم ، وجهل أو تجاهل هدي نبيه صلى الله عليه وسلم ، فترى أحدهم تكاد عمامته من ضخامتها تملأ المحراب إذا أمّ الناس !
ولم لا يضخمها وهو يرى هذا الحديث يقول : إن له بكل كورة نوراً ،
وفي حديث آخر باطل كهذا (( .... بكل كورة حسنة )) ؟!
فليكثر إذن نوره وحسناته بتكثير كورات عمامته !
وقد يعلم بعضهم ضعف هذا الحديث ، ولا يمنعه ذلك من العمل به محتجاً بما شاع عند كثير من المشايخ حتى ظنوه قاعدة علمية (( يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال )) ولم يعلموا أنها غير متفق عليها خلافاً لما ذكره النووي – رحمه الله – في مقدمة (( الأربعين )) له ، وعلى فرض التسليم بها فهي مقيدة بشروط ذكرها العلماء المحققون ، منهم الحافظ ابن حجر في رسالة ((تبيين العجب )) منها : أن لا يشتد ضعفه ، وهذا الحديث ليس كذلك كما عرفت .
ولقد كان للأحاديث الضعيفة – لا سيما مع تبني القاعدة المزعومة دون مراعاة لشروطها – الأثر السيء في الأمة ، وهذا الحيث من أمثلة ذلك / مما حملني على نشر مقالات متتابعة في مجلة التمدن الإسلامي بعنوان : (( الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة )) نصحاً لها وتحذيراً من التقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل فأُلفِتُ نَظَرَ القراء إليها .