بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
أما بعد :
أولا : كلمة(( أنا ))في كتب اللغة هي: ضمير رفع مُنْفَصِل (للمتكلم أَو المتكلمة) المعجم الوسيط (1/2 وهي مكونة من ثلاثة أحرف .288 - أ ن ا- وهذا الضمير يعبر عنه الشخص عن نفسه وما كان منه ابتداء أو جوابا ، وقد يقصد تعظيم نفسه وتفضيله عن غيره كما حصل من إبليس لعنه الله حيث قال : { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } الأعراف (12)وفي سورة ص {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ }(76).قال ذلك على وجه التشرف والتعاظم وحب الذات ، وأثرتها على الغير إما احتقارا أو حسدا لآدم ، المهم أن يظهر هو بمظهر الخيرية والشرف معجبا بنفسه ،غير مبال بغيره ، وهذا هو الأناني .والأنانيّ اسم [مفرد] منسوب إلى أنا: على غير قياس.2 - وتعريفه هو من يحب نفسه أكثر من الآخرين.ولا يضع نُصْب عينيه إلاّ مصلحته الشخصيّة ولا يهمّه سوى ذاته، محِبّ لذاته، من آثر نفسه وأعجب بذاته وأغفل الآخرين .وهذا هو خلق إبليس اللعين . ويقال رجل أنانيّ- وشديد الأنانية ، يحرص الأنانيّ على أن يكون له الخير والنفع والشرف والتقدم دون سواه. معجم اللغة العربية المعاصرة (1/126) لأحمد مختار عبد الحميد عمر .بتصرف يسير . واعلم – رحمك الله - أن قول العبد ( أنا ) إذا كان جوابا على سؤال أو استفسار منه عن أمر ما أو كان إخبارا منه بشيء ما بيانا وإيضاحا دون قصد الأنانية من حب الذات والعجب بالنفس والرياء وخاصة إذا كان من عالم أو طالب علم يعلم ما فيها من مخاطر على النفس ، فهذا لا حرج فيه ، وفي القرآن الكريم في قصة ابني آدم قال : { لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }سورة المائدة (2.وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث كما ثبت عن الصاحبة والتابعين وغيرهم من علماء الحديث من سلفنا الصالح من ذلك ما رواه مالك ومسلم عن جبير بن مطعم عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:<< إِنَّ لِي أَسْمَاءً أَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا الْمَاحِي: الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ: الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ، وَأَنَا الْعَاقِبُ >> قَالَ مَعْمَرٌ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: وَمَا الْعَاقِبُ؟ قَالَ:<< الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيُّ >>.وبوب البخاري : بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: <<أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّهِ>>. 20 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَرَهُمْ، أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ، قَالُوا: إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الغَضَبُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: << إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا>>.وهو القائل صلى الله عليه وسلم :<< أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر>>. صحيح انظر صحيح الجامع ( 146 أخرجه[حم ت هـ] عن أبي سعيد. والصحيحة (1571): حب - عبد الله بن سلام.وفي مصنف ابن أبي شيبة (06/351)عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ أَنَّ عَائِشَةَ، نَظَرَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا سَيِّدَ الْعَرَبِ، قَالَ: << أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ، وَأَبُوكَ سَيِّدُ كُهُولِ الْعَرَبِ >> .وفي صحيح البخاري (71 ) عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، خَطِيبًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: << مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ >> .وفي صحيح الجامع (1472 – 656) << أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إن الله تعالى خلق الخلق فجعلني في خيرهم ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيركم بيتا وأنا خيركم نفسا>> .وهو (صحيح) أخرجه [حم ت] عن المطلب بن أبي وداعة. أنظر المشكاة (5757).أما عن الصحابة فكثير منها ما ذكرته أنت عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مَن أصبح مِنكم اليوم صائماً؟)) قال أبو بكر: أنا. قال: (( فمَن تَبِعَ مِنكم اليوم جنازة؟)) قال أبو بكر: أنا. قال: (( فمَن أطعم مِنكم اليوم مسكيناً؟)) قال أبو بكر: أنا. قال: (( فمَن عادَ مِنكم اليوم مريضاً؟)) قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما اجتمعنَ في امرئٍ إلا دخل الجنَّة)) ؟؟ومن ذلك أيضا ما في البخاري (72 ) عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى المَدِينَةِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتِيَ بِجُمَّارٍ، فَقَالَ: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً، مَثَلُهَا كَمَثَلِ المُسْلِمِ»، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ القَوْمِ، فَسَكَتُّ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هِيَ النَّخْلَةُ»وفيه (74 )عنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ خَضِرٌ، فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى، الَّذِي سَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟...وفيه ( 104 ) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ هُوَ ابْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ: - وَهُوَ يَبْعَثُ البُعُوثَ إِلَى مَكَّةَ - ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الأَمِيرُ، أُحَدِّثْكَ قَوْلًا قَامَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغَدَ مِنْ يَوْمِ الفَتْحِ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ: حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: << إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ، وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلاَ يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، وَلاَ يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا، فَقُولُوا: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ عَادَتْ حُرْمَتُهَا اليَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْسِ، وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ >> فَقِيلَ لِأَبِي شُرَيْحٍ مَا قَالَ عَمْرٌو قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ مِنْكَ يَا أَبَا شُرَيْحٍ لاَ يُعِيذُ عَاصِيًا وَلاَ فَارًّا بِدَمٍ وَلاَ فَارًّا بِخَرْبَةٍ .ومن ذلك أيضا ما في البخاري (4) وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ( القطان )، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، جَالِسَيْنِ. فَدَعَا مُحَمَّدٌ رَجُلًا... وهذا كثير في كتب أهل العلم .أما جملة (( أنا أول من فعل هذا )) وما في معناها فقد ثبت عن النبي ذلك عن الأنبياء وعن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ففي القرآن الكريم :قال موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام :{سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143] .وقال السحرة لفرعون كما اخبرنا الله تعالى : {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 51] .وأمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقول : {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} إلى قوله: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162- 163] .وقد تساءل قوم شاكين في القرآن الكريم مشككين فيه كيف قال موسى: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143] . وقد كان قبله إبراهيم ويعقوب وإسحاق، فكيف جاز لموسى أن يقول: {وأَنا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} وقالت السحرة: {أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} وكيف جاز للنبي أن يقول: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} وقد كان قبله مسلمون كثير، مثل عيسى ومن تبعه؟ فشكُّوا في القرآن وقالوا: إنه متناقض.وقد أجاب علماء السلف على هذه الشبه التي طرحها المشككون الذين يرمون القرآن بالتناقض ..فقالوا : أما قول موسى: {وأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} فإنه حين قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143] ، ولا يراني أحد في الدنيا، إلا مات.{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143] . يعني أول المصدقين، أنه لا يراك أحد في الدنيا إلا مات.وأما قول السحرة: {أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} يعني أول المصدقين بموسى من أهل مصر من القبط، لما تجلى لهم الحق عيانا وزهق باطلهم .وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} يعني من أهل مكة. فهذا تفسير ما شكَّت فيه الزنادقة.(1).وقد يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث أنه قال : وأنا أول كذا.. وكذا..ففي مصنف ابن أبي شيبة (06 /317) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: << أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ>> .وورد بلفظ :<< أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع >>(صحيح) أنظر صحيح الجامع(1467) [م د] عن أبي هريرة. وشرح الطحاوية ( 123، 127) حم، ابن سعد.وفي البخاري بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْعَالِمِ إِذَا سُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَيَكِلُ العِلْمَ إِلَى اللَّهِ( 122) سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا البَكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى لَيْسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ؟ فَقَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَامَ مُوسَى النَّبِيُّ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ، فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ إِلَيْهِ...>>.وفيه (3207 ) عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: << بَيْنَا أَنَا عِنْدَ البَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ، وَاليَقْظَانِ - وَذَكَرَ: يَعْنِي رَجُلًا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ... >>وفيه قال :<< فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جِئْتُ مُوسَى، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلاَةً، قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِالنَّاسِ مِنْكَ، عَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، وَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ .. >> الحديث بطوله .ففي صحيح مسلم (85 ) بَابٌ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: <<أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ يَشْفَعُ فِي الْجَنَّةِ وَأَنَا أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا>>.330 - (196) عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ يَشْفَعُ فِي الْجَنَّةِ وَأَنَا أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا» انظر (صحيح) (1457- 646)و الصحيحة (1570) .وفي صحيح مسلم 32- (196) عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: <<أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ، لَمْ يُصَدَّقْ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَا صُدِّقْتُ، وَإِنَّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيًّا مَا يُصَدِّقُهُ مِنْ أُمَّتِهِ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ>>أنظر صحيح الجامع (1458- 647) والصحيحة (1570).وفي صحيح الجامع (1459 – 64 :<< أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها>> وقال (صحيح) [حم ت] عن أنس. والصحيحة 1570: الدارمي.فضائل الصحابة لأحمد (132 - 283 – 636) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: <<أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، ثُمَّ أَهْلُ الْبَقِيعِ يُبْعَثُونَ مَعِي، ثُمَّ أَهْلُ مَكَّةَ، ثُمَّ أُحْشَرُ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ>>.وكذلك ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم وفي صحيح مسلم (2473)قَالَ أَبُو ذَرٍّ : (( فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ، قَالَ فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ . فَقَالَ: << وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ>>.وفي البخاري (1511) عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} [التكوير: 23] {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] فَقَالَتْ: أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: << هُوَ جِبْرِيلُ رَأَيْتُهُ مَرَّتَيْنِ رَأَيْتُهُ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى وَرَأَيْتُهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ>> مسلم (177).وفي صحيح البخاري (4744-7396) عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: «أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ» وَقَالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ: وَفِيهِمْ أُنْزِلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] قَالَ: " هُمُ الَّذِينَ تَبَارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ: حَمْزَةُ، وَعَلِيٌّ، وَعُبَيْدَةُ، أَوْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الحَارِثِ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَالوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ " مسلم (2473).قَالَ الله تعالى {يَوْم تبدل الأَرْض غير الأَرْض وَالسَّمَاوَات} سورة إبراهيم( 48 ) روى مُسلم (4/ 2150/ ح2791) وَغَيره من حَدِيث عَائِشَة قَالَت أَنا أول من سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن هَذِه الْآيَة قلت : ايْنَ النَّاس يَوْمئِذٍ قَالَ :<< على الصِّرَاط >>.عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ، يَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ، مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: << لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ >> وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَ النَّاسَ بِذَلِكَ .مصنف ابن أبي شيبة ،وسنن ابن ماجة (317) والمنتخب من مسند عبد بن حميد(485) وحكم عليه الشيخ الألباني بالصحة في صحيح سنن ابن ماجة.أما بعد :
78 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: <<أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ>> مسند الحميدي (601 ).وابن أبي شيبة (4/211)وفضائل الصحابة للإمام أحمد (1307) وأخرجه البخاري (4326، (4327) من طريق محمد بن جعفر، به.
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: << أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ أَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ طُعِنَ فَقَالَ: << يَا أَبَا عَبَّاسٍ احْفَظْ عَنِّي ثَلَاثًا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا يُدْرِكَنِي النَّاسُ>> (2) .– قال ابن أبي شيبة في مصنفه (10590) حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ، قَالَ: << أَنَا أَوَّلُ مَنْ عَشَّرَ فِي الْإِسْلَامِ>>.
قال ابن عبد البر حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الشَّاذَكُونِيِّ ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: << أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمَّى أَصْحَابَ الْمَسَائِلِ الْهَدَاهِدَ>> جامع بيان العلم وفضله (2/107 (2100) لأبي عمر بن عبد البر بن تحقيق: أبي الأشبال الزهيري.40 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: <<أَنَا أَوَّلُ مَنْ عَرَفَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَيْنَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْمِغْفَرِ>> الجهاد لابن أبي عاصم 02/601)(253).والطبراني في المعجم الأوسط (1104) وقال لم يرويه عن الزهري إلا محمد .عن أنس مختصرا بلفظ: أنا أول الناس علم بآية الحجاب، لما نزلت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: << لا تدخل على النساء >>. فما مر علي يوم كان أشد منه. السلسلة الصحيحة (6/1113).وَكَانَ معاوية يَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ الْمُلُوكِ وَصَدَقَ فِي ذَلِكَ فَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ سَفِينَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَخِلَافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلَاثُونَ سَنَةً ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ>> طرح التثريب في شرح التقريب (3/175) للعراقي.فإذا دعت الحاجة لبيان أمر قد لبس على الكثير ، أو أخبر بها على جهة البيان والإخبار فلا حرج في ذلك البتة بل ذهب بعض أهل العلم إلى جاوز الثناء على نفسه بذلك لما ذكرت من أدلة قَالَ أَبُو عُمَرَ في التمهيد 020/39)الْقَوْلُ الصَّحِيحُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مَا قَالَهُ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَلَا وَجْهَ لِقَوْلِ مَنْ خَالَفَهُمْ فِي ذَلِكَ مِنْ مَعْنَى صَحِيحٍ مَعَ ثُبُوتِ الْأَثَرِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخِلَافِهِ وَفِيهِ جَوَازُ مَدْحِ الرَّجُلِ الْفَاضِلِ الْجَلِيلِ لِنَفْسِهِ وَنَفْيِهِ عَنْ نَفْسِهِ مَا يَعِيبُهُ بِالْحَقِّ الَّذِي هُوَ فِيهِ وَعَلَيْهِ إِذَا دَفَعَتْ إِلَى ذَلِكَ ضَرُورَةٌ أَوْ مَعْنَى يُوجِبُ ذَلِكَ فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَاكِيًا عَنْ يُوسُفَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ فِي السُّنَنِ وَعَنْ عُلَمَاءِ السَّلَفِ لَا يُنْكِرُ ذَلِكَ إِلَّا مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِآثَارِ مَنْ مَضَى. انتهى كلامه . أما الابتداء بها من غير حاجة بل يتبجح بها من لا خلاق له من أجل التباهي والعجب والفخر على الآخرين وابتغاء الظهور والتقدم ، والحرص على حصول النفع الدنيوي فهذا هو الأناني ، وهذا هو مذموم لا لأجل كلمة أنا ، فهذه الكلمة قالها خير الخلق وسيدهم وإنما لما يترتب عليها من العجب والفخر والرياء مما قد يحبط عمل العبد وعليه يقال لا ينبغي ذلك وليتنزه عنها إذا كان قصده من ذلك حصول المنفعة والمصلحة الشخصية الدنيوية ، فإن حصول ذلك فيه من الخطر على صاحبه مما ذكرت من تلك الأمراض ما يجعله يحجز نفسه ويمنعها عن ذلك العمل ورعا وخوفا من مقت الله له وخسارة الآخرة . وقد كره أهل العلم في باب الإيمان أن يقول العبد أنا مؤمن ، وذلك ليس لكلمة أنا وإنما لعدم الاستثناء فيه ، وقد أجازها قوم من العلماء ولو لم يستثن ، والذي تطمئن إليه النفس هو الاستثناء ..المحلقات بهذه الكلمات الجملة :ومما يلحق بقولهم أنا أول من فعل كذا.. قولهم :" لم أسبق إلى مثله أو لم أسبق إليه" ، ولتعلم أن فعلهم هذا على سبيل البيان والإيضاح ومن باب العرفان والاعتراف بفضل الله والتحدث بنعمته مما يستوجب الشكر الخالص والحمد لله الدائم المتواصل على ما خصهم به وفتح به عليهم وليس من باب العجب والرياء وحب الذات ، والأنانية والتقدم على الغير وحب الظهور فالعلماء قوم أبعد ما يكونوا عن ذلك بما ربهم العلم ، وخاصة من كان منهم من أهل الحديث على منهج السلف الصالح ، فهم أبعد الناس عن هذه الأمراض والعلل والحمد لله رب العالمين. قال ابن الجوزي في كتابه القصاص والمذكرين (01/371) تحقيق : محمد لطفي الصباغ .وَقَدْ جَمَعْتُ فِي آلَاتِ الْوَعْظِ كُتُبًا لَمْ أُسْبَقْ إِلَى مِثْلِهَا مِنْ تَفَاسِيرِ الْقُرْآنِ الْمُهَذَّبَةِ مِنَ الزَّلَلِ، السَّلِيمَةِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَصْنُوعَةِ، مِنْهَا كِتَابُ " زَادِ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ " وَأَكْبَرُ مِنْهُ " الْمُغْنِي "، وَكِتَابٌ مُتَوَسِّطٌ سَمَّيْتُهُ " بِإِيضَاحِ ". قال الحافظ ابن حجر في الفتح (02/133) :وَقَرَأْتُ بِخَطِّ شَيْخِنَا الْبُلْقِينِيِّ فِيمَا كَتَبَ عَلَى الْعُمْدَةِ ظَهَرَ لِي فِي هَذَيْنِ الْعَدَدَيْنِ شَيء لم أسبق إِلَيْهِ لِأَن لفظ بن عُمَرَ صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْفَذِّ .. ونقله السيوطي في تنوير الحوالك (1/114)قال الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق وقد استوعبت أصل جميع ذلك في كتابي تغليق التعليق. انتهى. وهذا تحرير بالغ لم أسبق إليه" نقله الصنعاني في توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار (01/63).وقال الحافظ ابن حجر في النكت على كتاب ابن الصلاح 02/567) تحقيق الشيخ ربيع .. قلت ( أي الحافظ ) وظهر لي جواب آخر وهو: أن المراد بالمسند الذي يأتي من وجه آخر ليعضد المرسل ليس هو المسند الذي يحتج به على انفراده بل هو الذي يكون فيه مانع من الاحتجاج به على انفراده مع صلاحيته للمتابعة.فإذا وافقه مرسل لم يمنع من الاحتجاج به إلا إرساله عضد كل منهما الآخر ، تبين بهذا أن فائدة مجيء هذا المسند لا يستلزم أن يقع المرسل لغوا - والله الموفق -.وقد كنت أتبجح بهذا الجواب وأظن أنني لم أسبق إلى تحريره حتى وجدت نحوه في المحصول للإمام فخر الدين. فإنه ذكر هذه المسألة ثم قال: "هذا في سند لم تقم به الحجة في إسناده". قلت: فازددت لله شكرا على هذا الوارد - والله الموفق -.قال ابن الملقن في البدر المنير (01/281) فَبَقيت زَمنا مُتَحَيِّرًا فِيمَ أكتبه، وَمَا أعلِّقه وأصنِّفه، إِلَى أَن خار الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - والخيرة بِيَدِهِ، كَمَا قَالَ فِي كِتَابه: (مَا كَانَ لَهُم الْخيرَة) ، وَله الْحَمد والمنَّة - بتأليف كتاب نَفِيس، لم أُسْبَقْ إِلَى وَضعه، وَلم يُنسج عَلَى منواله وَجمعه، وَأهل زَمَاننَا وَغَيرهم (شديدو) الْحَاجة إِلَيْهِ، وكل الْمذَاهب تعتمد فِي الِاسْتِدْلَال عَلَيْهِ .وقال البقاعي في (19/142)نظم الدرر في تناسب الآيات والسور : ولولا أني لم أقصد التعليق ما بنيته عليه من ترتيب السور لأوضحت ما أشرت إليه مما لم أسبق إليه..وقال السيوطي في تدريب الراوي (01/29 هَذَا الْحَدِيثُ مَعْلُولٌ، أَعَلَّهُ الْحُفَّاظُ بِوُجُوهٍ جَمَعْتُهَا، وَحَرَّرْتُهَا فِي الْمَجْلِسِ الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الْأَمَالِي بِمَا لَمْ أُسْبَقْ إِلَيْهِ .قال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير (4/267) وقال المصنف ( أي السيوطي ): جمعت له خمسين طريقا وحكمت بصحته لغيره ولم أصحح حديثا لم أسبق لتصحيحه سواه .قال ابن الوزير في إيثار الحق على الخلق 01/96) وَقد تقصيت الردود الْوَاضِحَة عَلَيْهِم والبراهين الفاضحة لَهُم فِي العواصم وجمعت فِي ذَلِك مَا لم أسبق إِلَيْهِ وَلَا إِلَى قريب مِنْهُ فِي علمي.وقال في الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم (01/86) والكلام على قبولهم وردّهم, وذكر أدلّة الفريقين, ونقض كلام المعترض, ما يكفي ويشفي, فقد استوعبت الكلام في هذه المسألة, وبلغت في تحقيقه (1) ما لم أسبق إليه، لله الحمد والمنّة على ذلك .قال الكتاني في النظم المتناثر من الحديث المتواتر(01/1 وقال في شرح التقريب عقب نقل كلام ابن حجر أيضاً ما نصه قلت قد ألفت في هذا النوع كتابا لم أسبق إلى مثله سميته الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة . وذكره في تدريب الراوي (2/629).قال الشيخ الألباني رحمه في الصحيحة (6/142)(2567) كما ذكرت لحديث الترجمة هناك مصادر أخرى، وقع فيها اسم الأنصاري هكذا: " محمد بن أبي جعفر "، فذهب وهلي إلى أنه غير الذي ترجمته هنا، وكان ذلك مني خطأ على خطأ بعض الرواة، فالاعتماد على ما ذكرت هنا، وهو مما لم أسبق إليه فيما علمت، فإن أصبت فمن الله، وله الحمد والمنة، وإن أخطأت فمني، والله أسأل أن يعفو عني، ويغفر لي ذنبي.وقال –رحمه الله - فيها (07/425) (3150): هو ضمرة بن حبيب الزهري الحمصي، وثقة ابن معين ". ولكنه سكت عن الحديث، ولم يبين مرتبته! وهو بلا شك صحيح كما يتبين للقراء من هذا التخريج الذي أظن أنه مما لم أسبق إليه، والفضل لله سبحانه وتعالى أولاً وآخراً. وقال فيها (014/180) (6575): وقد خفيت عليهم جميعاً علة الحديث الحقيقية في هذه الطرق، وهي وهم عبيد الله بن موسى واضطرابه في إسناده، قال: (إسماعيل السدي) ... مكان: (إسماعيل بن سلمان) ، كما سبق بيانه -. وهو مما لم أسبق إليه -فيما علمت.وقال في كتابه منزلة السنة في الإسلام (1/21)ضعف حديث معاذ في الرأي وما يستنكر منه. أما ضعف إسناده فلا مجال لبيانه الآن وقد بينت ذلك بيانا شافيا ربما لم أسبق إليه في السلسلة السابقة الذكر ( أي الضعيفة )برقم(885) .وقال إحسان إلهي ظهير في كتابه الشيعة والسنة (1/14) وقد أثبتنا في مختصرنا هذا أن الشيعة ليست إلا لعبة يهودية، ناقمة على الإسلام، وحاقدة على المسلمين، وعلى رأسهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حملة هذا الدين، والتابعين لهم بإحسان، ومن سلك مسلكهم إلى يوم الدين، ثم وقد بينا فيه عقيدتهم في القرآن، أساس الإسلام، وأصله، ورسالة الله التي جاء بها محمد النبي، الصادق، المصدوق عليه السلام، إلى الناس كافة، ببيان واضح، مستند، مفصل، لم أسبق إليه بفضل الله ومنّه. أقول : وقد اطلعت على أكثر من ثلاث مائة مقولة على هذا النحو للعلماء في شتى أنواع من العلوم في التفسير والحديث والفقه واللغة .ولله الحمد والمنة .ومن المحلقات أيضا قولهم : " ما علمت أحدا قاله ، أو قال كذا .. أو فعل .. ومن ذالك أيضا : قولهم ما علمت أحدا قال كذا.. أو فعل كذا ... أو قاله ، دون تقيد لقولهم بقولهم فيما أعلم، أي في حدود علمهم ، فهذا أيضا كثير، ولكن لا بد من حمله على ما علموه وفي حدود علمهم ،وسأذكر نتفا منه أمثلة ليس حصرا . ففي الحديث المتفق عليه من حديث كعب بن مالك قَالَ: وَقلت: يَا رَسُول الله، إِن الله إِنَّمَا أنجاني بِالصّدقِ، وَإِن من تَوْبَتِي أَن لَا أحدث إِلَّا صدقا مَا حييت. قَالَ: فوَ اللَّه مَا علمت أحدا من الْمُسلمين أبلاه الله فِي صدق الحَدِيث مُنْذُ ذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحسن مِمَّا أبلاني الله. الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم للحميدي (1/447).وفي مصنف عبد الرزاق (15913)عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَائِذٍ قَالَ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنْ بَعْضِ الْأَمْرِ، فَقَالَ: قَالَ مَسْرُوقٌ: << النَّذْرُ نَذْرَانِ، فَمَا كَانَ لِلَّهِ فَالْوَفَاءُ بِهِ وَالْكَفَّارَةُ، وَمَا كَانَ لِلشَّيْطَانِ فَلَا وَفَاءَ بِه ِ>> قَالَ: قُلْتُ: أَفِي طَاعَةِ الشَّيْطَانِ؟ قَالَ: << لَعَلَّكَ مِنَ الْقِيَاسِيِّينَ>> قَالَ: «مَا عَلِمْتُ أَحَدًا أَطْلَبُ لِلْعِلْمِ فِي أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ مِنْ مَسْرُوقٍ>>وفي سنن الترمذي(6/244) بشار عواد معروف . قال : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهرى، أخبرنا سفيان بن عيينة، قال: قال أيوب السختيانى ما علمت أحدا كان أعلم بحديث أهل الْمدينة بعد الزهري من يحيى بن أبى كثير.وقال الأثرم: قلت لأحمد: يقول أحدٌ في حديث أنس أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قنت قبل الرُّكوع غير عاصم الأحول؟ فقال: ما علمت أحدًا يقوله غيره، خالفهم كلَّهم : تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق (2/451).قال ابن عبد الهادي في الصارم المنكي في الرد على السبكي (1/76): والجواب أما زيارة الأخ الحي في الله كما في الحديث فهذا نظير زيارته في حياته يكون الإنسان بذلك من أصحابه وهم خير القرون، وأما جعل زيارة القبل كزيارته حياً كما قاسه هذا المعترض، فهذا قياس ما علمت أحداً من علماء المسلمين قاسه، ولا علمت أحداً منهم احتج في زيارة قبره بالقياس على زيارة الحي المحبوب .(3)قال الذهبي في الرد على ابن القطان في كتابه بيان الوهم والإيهام 01/65) حققه أبو عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري زَكَرِيَّا بن يحيى السَّاجِي مَاتَ 307 وَثَّقَهُ قوم وَضَعفه آخَرُونَ، كَذَا قَالَ، فَأَخْطَأَ مَا علمت أحدا ضعفه. فلله الحمد والمنة . أما الفقرة الثانية من السؤال وهي المتمثلة في جملة (( أنا : وأعوذ بالله من لكمة أنا )) فلا أعلم لها أصلا في الشرع .. ويمكن أن تخرج على هذا النحو : إذا كان يقصد بذلك البراءة من الأنانية ، وهضم النفس وترك الفخر فهي مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : أنا سيد ولد آدم ولا فخر .. والأفضل في ذلك أن يتقيد باللفظ الوارد عنه صلى الله عليه وسلم .أما إذا كان يقصد غير ذلك من دفع العين عن نفسه أو التمويه فهذا لا أعلم له في السنة أصل . ويقال له لماذا تتعوذ بالله من كلمة أنا ؟ هل ذلك لئن إبليس قالها ؟ فلا شك أنه سيقول نعم .فيقال له هذا رسول الله والصاحبة قالوها ولم يثبت عنهم أنهم تعوذوا بالله منها أم يخاف على نفسه أن تصيبه عين ؟ فيقال له أيضا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تعوذ بالله من هذه الكلمة خوفا من الإصابة بالعين ، وتعويذه من العين محفوظة ومعروفة في كتب السنة . والعلم عند الله تعالى . الفقرة الأخيرة من السؤال :وأما حديث أبي بكر – رضي الله عنه الذي أشرتَ إليه في سؤالك فهو حديث صحيح أنظر تخريجه في الهوامش أسفل .(4). =========الهوامش :1 - الرد على الجهمية والزنادقة 01/79) تحقيق صبري بن سلامة شاهين . 1 انظر: تفسير الطبري "112/8" "55/9" "74/19" وتفسير ابن كثير "214/2، 263" "350/3". والإبانة من أصول الديانة وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 03/577)(921)2 - مسند أبي داود الطيالسي(26 ). أخرجه أحمد في المسند 323 وإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن عبد الله الأودي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه ابن سعد 3 / 353 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.وأخرجه الطيالسي (26) ، وعنه ابن شبة في " أخبار المدينة " 3 / 914 و923 عن أبي عوانة، به. وصححه الشيخ الألباني في الإرواء (1686)
3 - قال الشيخ مقبل في مقدمته لمحقق كتاب الصارم المنكي : إن الصارم المنكى ليس كتاباً يرد على المبتدعة فحسب ولكنه أيضاً كتاب جرح وتعديل وتصحيح وتضعيف فيه فوائد تشد لها الرحال، ومما أذكره الآن أحاديث زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد بين ضعفها مما لا تجده في كتاب فيما أعلم.4- والحديث صحيح أخرجه مسلم (102باب من جمع الصدقة وأعمال البر ، وفي باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ،وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم (2299)والجمع بين الصحيحين للحميدي (2702)والبيهقي في السنن الكبرى (7830) والبخاري في الدب المفرد (515). وقال الشيخ الألباني في تخريج المشكاة (1891) صحيح .