الحمد لله الذي فضل شهر رمضان على سائر الشهور، وخص العشر الأواخر بعظيم الأجور، حث على تخصيص العشرالأواخر بمزيد اجتهاد في العبادة، لأنها ختام الشهر والأعمال بالخواتيم، والصلاةوالسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وكل من تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أمابعد:
أيها المسلمون.. إنكم في عشر مباركة هي العشر الأواخر من شهر رمضان، جعلهاالله موسما للإعتاق من النار، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذه العشربالاجتهاد في العمل أكثر من غيرها كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنالنبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر ما لم يجتهد في غيرها [فعنعائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشرأحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر" أخرجه مسلم رقم 1174، وقالت أيضا:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد فيغيرها" أخرجه مسلم رقم 1175]، وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي صلىالله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله" [أخرجه البخاريرقم 2024 ومسلم رقم 1174 ]، وهذا شامل للاجتهاد في القراءة والصلاة والذكر والصدقةوغير ذلك، وكان عليه الصلاة والسلام يتفرغ في هذه العشر لتلك الأعمال، فينبغي لكأيها المسلم الاقتداء بنبيك فتتفرغ من أعمال الدنيا أو تخفف منها لتوفر وقتاللاشتغال بالطاعة في هذه العشر المباركة.
ومن خصائص هذه العشر الاجتهاد في قيام الليل وتطويل الصلاة بتمديد القياموالركوع والسجود وتطويل القراءة وإيقاظ الأهل والأولاد ليشاركوا المسلمين في إظهارهذه الشعيرة ويشتركوا في الأجر ويتربوا على العبادة، وقد غفل كثير من الناس عنأولادهم، فتركهم يهيمون في الشوارع، ويسهرون للعب والسفه، ولا يحترمون هذه اللياليولا تكون لها منزلة في نفوسهم، وهذا من سوء التربية، وإنه لمن الحرمان الواضحوالخسران المبين أن تأتي هذه الليالي وتنتهي وكثير من الناس في غفلة معرضون، لايهتمون لها ولا يستفيدون منها، يسهرون الليل كله أو معظمه فيما لا فائدة فيه أوفيه فائدة محدودة يمكن حصولهم عليها في وقت آخر، ويعطلون هذه الليالي عما خُصصتله، فإذا جاء وقت القيام ناموا وفوتوا على أنفسهم خيرا كثيرا، لعلهم لا يدركونه فيعام آخر، وقد حملوا أنفسهم وأهليهم وأولادهم أوزارا ثقيلة لم يفكروا في سوء عاقبتها،وقد يقول بعضهم: إن هذا القيام نافلة، وأنا يكفيني المحافظة على الفرائض، وقد قالتأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لأمثال هؤلاء: بلغني عن قوم يقولون: إن أديناالفرائض لم نبال أن نزداد، ولعمري لا يسألهم الله إلا عما افترض عليهم، ولكنهم قوميخطئون بالليل والنهار، وما أنتم إلا من نبيكم وما نبيكم إلا منكم، والله ما تركرسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل.
ومن خصائص هذه العشر المباركة أنها يرجى فيها مصادفة ليلة القدر التي قالالله فيها: {ليلة القدر خير من ألف شهر} [القدر 3] وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي اللهعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتساباغُفر له ما تقدم من ذنبه" [أخرجه البخاري رقم 1901 ومسلم رقم 760]، ولا يظفرالمسلم بهذه الليلة العظيمة إلا إذا قام ليالي الشهر كلها لأنها لم تحدد في ليلةمعينة منها، وهذا من حكمة الله سبحانه لأجل أن يكثر اجتهاد العباد في تحريهاويقوموا ليالي الشهر كلها لطلبها فتحصل لهم كثرة العمل وكثرة الأجر، فاجتهدوارحمكم الله في هذه العشر التي هي ختام الشهر، وهي ليالي العتق من النار، روي عنالنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن شهر رمضان: "شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرةوآخره عتق من النار" فالمسلم الذي تمر عليه مواسم الرحمة والمغفرة والعتق منالنار في هذا الشهر وقد بذل مجهوده وحفظ وقته والتمس رضا ربه، إن هذا المسلم حريأن يحوز كل خيرات هذا الشهر وبركاته ويفوز بنفحاته، فينال الدرجات العالية بما أسلفهفي الأيام الخالية، هذا ويجب التنبيه على أن بعض أئمة المساجد هداهم الله يخالفونالسنة وهدي السلف حيث إن السنة هي زيادة الاجتهاد في هذه العشر بجعل صلاة التراويحقسمين، فيصلي عشر ركعات في أول الليل وعشر ركعات تهجدا في آخر الليل، وتختمبالوتر، لكن بعض الأئمة في هذا الزمان يلغي صلاة أول الليل ويقتصر على صلاة التهجدعشر ركعات أو ثمان ركعات أو يلغي صلاة التهجد ويقتصر على صلاة التراويح في أولالليل ومعنى هذا أنهم لا يزيد اجتهادهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيداجنهاده في هذه العشر ويحيي لياليها بزيادة الصلاة وتطويلها وما ذكرناه هو في حقمن يصلي عشرين ركعة في كل الشهر أما من يصلي في أول الشهر عشر ركعات فإنه يضيفإليها عشرا أخرى في العشر الأواخر يتهجد فيها آخر الليل.
وللشيخ العلامة أبي بطين رسالة في الرد على مثل هؤلاء تجدها في الدررالسنية ( 3/ 181 ـ 185 ) وسننقلها في آخر الكتاب.
نسأل الله التوفيق والقبول والعفو عن التقصير والحمد لله رب العالمين.
أيها المسلمون.. إنكم في عشر مباركة هي العشر الأواخر من شهر رمضان، جعلهاالله موسما للإعتاق من النار، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذه العشربالاجتهاد في العمل أكثر من غيرها كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنالنبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر ما لم يجتهد في غيرها [فعنعائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشرأحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر" أخرجه مسلم رقم 1174، وقالت أيضا:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد فيغيرها" أخرجه مسلم رقم 1175]، وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي صلىالله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله" [أخرجه البخاريرقم 2024 ومسلم رقم 1174 ]، وهذا شامل للاجتهاد في القراءة والصلاة والذكر والصدقةوغير ذلك، وكان عليه الصلاة والسلام يتفرغ في هذه العشر لتلك الأعمال، فينبغي لكأيها المسلم الاقتداء بنبيك فتتفرغ من أعمال الدنيا أو تخفف منها لتوفر وقتاللاشتغال بالطاعة في هذه العشر المباركة.
ومن خصائص هذه العشر الاجتهاد في قيام الليل وتطويل الصلاة بتمديد القياموالركوع والسجود وتطويل القراءة وإيقاظ الأهل والأولاد ليشاركوا المسلمين في إظهارهذه الشعيرة ويشتركوا في الأجر ويتربوا على العبادة، وقد غفل كثير من الناس عنأولادهم، فتركهم يهيمون في الشوارع، ويسهرون للعب والسفه، ولا يحترمون هذه اللياليولا تكون لها منزلة في نفوسهم، وهذا من سوء التربية، وإنه لمن الحرمان الواضحوالخسران المبين أن تأتي هذه الليالي وتنتهي وكثير من الناس في غفلة معرضون، لايهتمون لها ولا يستفيدون منها، يسهرون الليل كله أو معظمه فيما لا فائدة فيه أوفيه فائدة محدودة يمكن حصولهم عليها في وقت آخر، ويعطلون هذه الليالي عما خُصصتله، فإذا جاء وقت القيام ناموا وفوتوا على أنفسهم خيرا كثيرا، لعلهم لا يدركونه فيعام آخر، وقد حملوا أنفسهم وأهليهم وأولادهم أوزارا ثقيلة لم يفكروا في سوء عاقبتها،وقد يقول بعضهم: إن هذا القيام نافلة، وأنا يكفيني المحافظة على الفرائض، وقد قالتأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لأمثال هؤلاء: بلغني عن قوم يقولون: إن أديناالفرائض لم نبال أن نزداد، ولعمري لا يسألهم الله إلا عما افترض عليهم، ولكنهم قوميخطئون بالليل والنهار، وما أنتم إلا من نبيكم وما نبيكم إلا منكم، والله ما تركرسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل.
ومن خصائص هذه العشر المباركة أنها يرجى فيها مصادفة ليلة القدر التي قالالله فيها: {ليلة القدر خير من ألف شهر} [القدر 3] وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي اللهعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتساباغُفر له ما تقدم من ذنبه" [أخرجه البخاري رقم 1901 ومسلم رقم 760]، ولا يظفرالمسلم بهذه الليلة العظيمة إلا إذا قام ليالي الشهر كلها لأنها لم تحدد في ليلةمعينة منها، وهذا من حكمة الله سبحانه لأجل أن يكثر اجتهاد العباد في تحريهاويقوموا ليالي الشهر كلها لطلبها فتحصل لهم كثرة العمل وكثرة الأجر، فاجتهدوارحمكم الله في هذه العشر التي هي ختام الشهر، وهي ليالي العتق من النار، روي عنالنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن شهر رمضان: "شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرةوآخره عتق من النار" فالمسلم الذي تمر عليه مواسم الرحمة والمغفرة والعتق منالنار في هذا الشهر وقد بذل مجهوده وحفظ وقته والتمس رضا ربه، إن هذا المسلم حريأن يحوز كل خيرات هذا الشهر وبركاته ويفوز بنفحاته، فينال الدرجات العالية بما أسلفهفي الأيام الخالية، هذا ويجب التنبيه على أن بعض أئمة المساجد هداهم الله يخالفونالسنة وهدي السلف حيث إن السنة هي زيادة الاجتهاد في هذه العشر بجعل صلاة التراويحقسمين، فيصلي عشر ركعات في أول الليل وعشر ركعات تهجدا في آخر الليل، وتختمبالوتر، لكن بعض الأئمة في هذا الزمان يلغي صلاة أول الليل ويقتصر على صلاة التهجدعشر ركعات أو ثمان ركعات أو يلغي صلاة التهجد ويقتصر على صلاة التراويح في أولالليل ومعنى هذا أنهم لا يزيد اجتهادهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيداجنهاده في هذه العشر ويحيي لياليها بزيادة الصلاة وتطويلها وما ذكرناه هو في حقمن يصلي عشرين ركعة في كل الشهر أما من يصلي في أول الشهر عشر ركعات فإنه يضيفإليها عشرا أخرى في العشر الأواخر يتهجد فيها آخر الليل.
وللشيخ العلامة أبي بطين رسالة في الرد على مثل هؤلاء تجدها في الدررالسنية ( 3/ 181 ـ 185 ) وسننقلها في آخر الكتاب.
نسأل الله التوفيق والقبول والعفو عن التقصير والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
من اتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان
من اتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان