تفريغ كلمة الشّيخ الوالِدِ العلاّمة: مُحمّد بن عبد الوهّاب الوُصابيّ العبدليّ
الحمدُ للهِ، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فهذا تفريغٌ لكلمةِ الشّيخ الوالدِ العلاّمة: مُحمّد بن عبد الوهّاب الوُصابيّ العبدليّ -حفظهُ اللهُ-، والتي كانَت ضمنَ اجتماع العُلَماء والمشايخ بدار الحَديث بمفرق حبيش 09 شعبان 1434هـ، أسألُ اللهَ أن ينفَعَ بِهِ الجميع.
التّفريغ:
...الفُضلاء –وفّقهم الله-: الشّيخ الإمام والشّيخ العدني والشّيخ البُرَعي وبقيّة المشايخ في الظّهر وفيالعصر وفي الضُّحَى أيضًا في هذا اليوم الطّيِّب التّاسع من شهر شعبان عام 1434هـ وفي هذا المركز المبارك والدّار المُباركَة دار الحديث بمفرق حبيش.
ممّا لا شكّ فيه أنّ المُؤامرة على الإسلام والمُسلِمين عظيمة ليس فقط في اليمن بل في جميع البُلدان الإسلاميّة، ولكنّ الله غالبٌ على أمره واللهُ ناصرٌ دينَهُ ويُعلِي كلمَتَهُ ويُؤيِّد أولياءهُ.
لكن كما سمعتم المطلوب من المُسلمين والمُسلِمات هُو التّمسك بهذا الدِّين والمحافظة عليه ونُصرته والدّعوة إليه والالتفاف حول العُلَماء عُلَماء التّوحيد وعُلَماء السُّنّة، والحذَر كُلّ الحذَر من الطّعون في أهل العلم من أهل السُّنّة والجماعة كما يفعَل بعض النّاس ممّن تُسيِّرُهم (كلمة لم أفهمها) والأموال فيَطْعَنُون في أهل العلم من أهل السُّنّة والجماعة، فالله سبحانه وتعالى يدفَع عن هذا الدِّين ويُدافِع عنه بأهل العِلم من أهل التّوحيد ومن أهل السُّنّة الذينَ يُعلِّمون النّاس كتابَ الله وسُنّة رسوله –عليه الصّلاة والسّلام-، ويُحذِّرونَهُم من المُنكرات ومن الباطِل ومن البِدَع والضّلالات.
فهذه المراكز العلميّة نفع الله بها نفعًا عظيمًا في اليمن وفي غير اليمن، دعوة على الكتاب والسُّنّة وعلى ما كان عليهِ السّلف الصّالح وعلى ما كان عليه شيخنا الشّيخ مُقبل –رحمة الله عليه-، دعوة إلى الخير إلى العلم إلى التّعليم إلى التّمسّك بالكتاب والسُّنّة إلى التآلف على الحقّ وعلى الخير، نفع الله بها، وما أنتُم إلاّ ثمرَة من ثمار هذه الدّعوَة المُبارَكة، فهناك أُناس يطعنون في أهل العلم فكونوا على حذرٍ منهُم، الذين يطعنون في أهل العِلم من أهل السُّنّة والجماعةِ هُم بينَ حزبيّ وبين مُبتدِع وبين أحمق مُغفّل وبين مصلحيّة! المادّة تُسيِّرهم!
الذين يُحذِّرون من هذه المراكز أولئك أُناس لا خيرَ فيهم، الذي يُحذِّر من الخير لا خيرَ فيه، الذي يُحذِّر من العلم الشّرعي علم الكتاب والسُّنّة لا خير فيه، هذا يخدم أعداء الإسلام.
فهذه الدّعوة المُبارَكة نفع الله بها دعوة خير كما سمعتم؛ ما فيها قتال ولا فيها اغتيالات ولا تفجيرات ولا فيها بِدع ولا فيها احتقار واستهزاء بأهل العلم ولا سُخريّة بالمؤمنين؛ ما فيها إلاّ الخير وما فيها إلاّ العِلم النّافع؛ حفظ لكتاب الله وتعلّم لِسُنّة رسول الله –صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم- وتعظيم لأهل العلم التّعظيم الشّرعيّ وتعظيم للصّحابة –رضي الله عنهم جميعًا- التّعظيم الشّرعيّ المُوافِق للشّرع كما كان السّلف الصّالح.
فاحمدوا الله عزّ وجلّ يا أهل السُّنّة، احمدوا الله كثيرًا الذي منَّ عليكُمْ بهذا الخير وبهؤلاء العُلَماء وبهؤلاء المشايخ الذينَ يُحذِّرونكم من الشّرّ ومن البدع ومن المعاصي ويحثّونكم على الخير وعلى العلم وعلى التّعليم، والله إنّ هذا لَمِنَ النِّعَم العظيمَة، والنّاس في غير اليَمَن يَرَوْن ما أنتم عليه من الخير فيغبطونكم عليهِ ويدعون لكم بالخير.
والحمدُ للهِ كما تعلمون الآن قادم علينا شهر رمضان شهر الصِّيام والقيام، كم نفع الله النّاس بهذه المراكز، كم نفع الله المساجد بالأئمّة والخُطَباء الذينَ يُعلِّمون النّاس والذينَ يُصلّون بهم التّروايح والتّهجّد والصّلوات المفروضات ويخطبون الجُمُعَة؛ هذا النّفع حاصل وملموس سواء كان في مفرق حبيش هُنَا أو كان في مركز معبر أو الفيوش أو كان في المراكز الأخرى لأهل السُّنّة والجماعة في القُرَى وفي المُدن.
كم النّاس الآن يأتُون إلى أهل السُّنّة يُريدون أئمّة فيجدون الشّخص منهم صاحب أدَب وأخلاق وعِلم وحفظ لا يسُبُّ العلماء الرّبانيِّين ولا يطعَن فيهم ولا يُحذِّر منهُم بل هُوَ يحثُّ عليهم، ويجدون عنده القراءة الطّيّبة والحِفظ الطّيّب والصّلاة الطّيّبة والخُطبة الطّيّبة كلّ ذلك ممّا تعلّموه من كتاب الله ومن سُنّة رسول الله –عليه الصّلاة والسّلام-.
والذين يطعنون في أهل السُّنّة لا تُبالوا بهم ولا تُضيّعوا أوقاتكم معهم الله سيُحيط بهم ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾، يقول الله عزّ وجلّ في الحديث القدسي: (من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب) رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة –رضي الله عنه-.
المُتمسِّكون بالكتاب والسُّنّة كما سمعتُم يحترمونَ العُلَماء ويحترمون طُلاّب العلم ويحترمون المُسلِمين ويحترمون أولياء الأمور ويحترمون الصّحابة –رضي الله عنهم جميعًا-.
المُتمسِّكون بالكتاب والسُّنّة ما يحتقرون أهل العلم كما يقول بعض النّاس عن العلماء بأنّهم قواطي صلصة! وبأنّهم أقزام! أعوذ بالله هذه كلمات خبيثَة ما تخرج إلاّ من إنسان خبيث، وكذلك ما يقولون على العُلَماء بأنّهم خونة ومكرة وبأنّهم حزبيُّون وبأنّهم وبأنّهم .. ! هذا كذبٌ مُخالف للواقِع، ما يأتي هذا إلاّ من أُناس خِلاف، العِلم يا عباد الله يُهذِّب النّفوس، العِلم يُعلِّمُكَ الصِّدق، إنسان يُعلِّم الكتاب والسُّنّة ويُعلِّم التّوحيد والعقيدة كيف تقول عنه بأنّه عدوّ وبأنّه خائن وماكر وحزبيّ! –اللهُ المُستعان-، أو بأنّه عُلبة صلصة! بأنّه قزم من الأقزام! ألفاظ شنيعة! ألفاظ خبيثة! تأتي من أُناس خبيثين، هذه الكلمات الخبيثة ما تأتي من ناس طيِّبين وإنّما تأتي من أُناس خبيثين.
فاحمدوا الله النّاس يُحبّونكم يا أهل السُّنّة لما عندكم من العلم والأدب، فأنتُم مُتأدِّبون مع الصّحابة ما تقولون فيهم بأنّ منهُم من وقَع في الإرجاء! وبأنّ منهم من شارك في قتل عثمان! وبأنّ منهم منافقون من الصّحابة! ما تقولون الكلام هذا، هذا يقوله ناس سفهاء! ناس ما يحترمون أصحاب الرسول –عليه الصّلاة والسّلام-! ولا يحترمون العُلَماء! ولا يحترمون الدُّعَاة إلى الله! ولا يحترمون حُفّاظ القرآن! ولا يحترمون أهل الإيمان!
فنحنُ في خيرٍ ونعمةٍ نحمدُ الله ونشكره على هذا الخير، ونسأله المزيدَ من فضله.
وكما سمعتم بالنّسبة للمؤامرة على الإسلام، الإقبال على الله والدُّعَاء والتّضرّع إلى الله عزّ وجلّ والاستقامة على الدِّين وتعليم النّاس سوف تزول تلك المؤامرات وتعود على أصحابها –إن شاء الله-.
نسألُ الله عزّ وجلّ التّوفيق لنا ولكُم ولجميع المُسلِمين، إنّه سميعُ الدُّعَاء.
وإلى هُنَا، وصلّى الله على نبيِّنَا مُحمّد وآله وسلَّم.اهـ
(لتحميل المادّة الصّوتية: هُنَا)
وفرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
11 / شعبان / 1434هـ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
11 / شعبان / 1434هـ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
تعليق