السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
منذ أكثر من سنة لم تعقد دورة علمية بالمملكة المغربية رغم أننا سمعنا خلال هذه الفترة نحو ثلاث محاولات في أزمنة مختلفة لعقد دورة علمية لكن لم يتيسر ذلك، وحتى إننا سمعنا أن أحد المشايخ الفضلى قال: بيني وبين الذهاب إلى المغرب الموت، أو كما قال -حفظه المولى-، يعني لا يمنعه من القدوم إلى المغرب إلا الموت، فهذا من حرصه البليغ لنفع أبنائه -جزاه الله خيرا-. فالشيخ شاء لكن الله يفعل ما يشاء سبحانه وتعالى. ولكن لنطرح سؤالا ولنكن صريحين مع أنفسنا لماذا لم يعد عقد الدورات العلمية أمرا يسير كما كان من قبل نوعا ما ؟ ما السبب ؟ وأين الخلل ؟
قال الله جل وعلا {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} وقال سبحانه وتعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} وقال عز وجل {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} وقال {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}
فمن أسباب ذلك هو كفر نعمة ما مَنَّ الله عز وجل بها علينا من قبلُ من دورات علمية بأننا لم نؤد شكرها على الوجه الذي يرضي الله. فلا يكفي شكر اللسان بل يجب كذلك الشكر بالجوارح وقد يكون النوع الثاني زكاة للنعمة، وأيضا يجب أن نخشى على أنفسنا أن تكون أعمالنا نواقض لتلك النعمة. قال الله عز وجل {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وقال سبحانه وتعالى {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} وذلك يا أخي بأننا لم ننتفع بما أنعم الله به علينا من الدروس والمحاضرات وتعب المشايخ والجهود المبذولة الكثيرة والكثيرة وهذه كلها نعم. وكل منا أدرى بنفسه.
أخي قف مع نفسك وقفة واسأل نفسك، وقل: كم طبقت وإلتزمت من نصائح وتوجيهات المشايخ والعلماء الذين حاضروا سواء بحضورهم أو عبر الهاتف ؟ وانظر الحصيلة !
بل انظر يا أخي في فعالك ستجد النواقض الكثيرة لهذه النعم، وهذا كله على مستوى الفرد. أما على مستوى الجماعة فاللهم سلم سلم.
فقد يكون هذا الحرمان عقوبة من الله لأننا لم نؤد الواجب علينا تجاه هذه النعم.
فلنراجع أنفسنا ولنتقي الله فيها على مستوى الفرد والجماعة، فحالونا لا يغضب العدو إلا من رحم الله وقليل ما هم.
وهذا الكلام عن نفسي أولا فالتقصير ظاهر وهذه حقيقة لا ورع فيها. والله المستعان.
تعليق