[مناقشة] هل يقال لحوم العلماء مسمومة أو لحوم العلماء سموم ؟ (للمشاركة)

[أبو عبد المحسن نجيب الجزائري]

قال الحافظ (ابن عَسَاكِر) رحمه الله : ( واعْلَمْ يَا أخِي – وَفَّقَنَا اللهُ وَإيَّاكَ لِمَرْضاتِهِ ، وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يَخْشاهُ ويَتَّقيه حَقَّ تُقَاتِهِ – أَنَّ لُحُومَ العُلَماءِ مَسْمُومَةٌ ، وَعَادةُ اللهِ في هَتْكِ أسْتَارِ مُنْتَقِصِيهِمْ مَعْلُومَةٌ ، لأنَّ الوَقِيعَةَ فِيهِمْ بِمَا هُمْ مِنْهُ بَرَاءٌ أمْرُهُ عَظِيم ٌ ، والتَّناوُلُ لأعْراضِهِم بالزُّورِ والافْتِراءِ مَرْتَعٌ وَخيمٌ ، والاختِلاقُ عَلَى من اخْتارهُ اللهُ مِنْهُم لِنَعْشِ العِلْمِ خُلُقٌ ذَمِيمٌ ) " تبيين كذب المفتري " ( ص 29 )

وَوجد فِي بعض المجاميع لبَعض الثِّقَات مَكْتُوبًا بِخَطِّهِ انه سَمِعت من بعض المدرسين وَهُوَ يروي عَن وَالِده وَكَانَ صَالحا وَهُوَ يروي عَن الْعَالم الْعَامِل الصَّالح الشهير بصاري يَعْقُوب الكراماني انه قَالَ رايت فِي رُؤْيَايَ فِي حَضْرَة الرسَالَة صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت يَا رَسُول الله نقل عَنْك انك قلت لُحُوم الْعلمَاء مَسْمُومَة فَمن شمها مرض وَمن اكلها مَاتَ اهكذا قلت يَا رَسُول الله قَالَ يَا يَعْقُوب قل لُحُوم الْعلمَاء سموم. روح الله روحه وأوفر فِي حظائر الْقُدس فتوحه.

[الشقائق النعمانية: 1/39]

[أبو ناصر فارس الجزائري]

رد: هل يقال لحوم العلماء مسمومة أو لحوم العلماء سموم ؟ (للمشاركة)

كنت قد كتبت هذا في بعض الايام الماضية راجعه للفائدة

http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?33154-%D9%84%D8%AD%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D8%B3%D9%85%D9%88%D9%85%D8%A9&highlight=

[أبو عبد الرحمن عبد العالي الجزائري]

رد: هل يقال لحوم العلماء مسمومة أو لحوم العلماء سموم ؟ (للمشاركة)

جاء في لسان العرب

"شيءٌ مسموم : فيه سَمٌّ

السُمُّ القاتل ، يضم ويفتح ، ويجمع على سُموم وسِمام " انتهى .

والذي استخلصته :

مؤنث ( مسموم ) مسمومة .

جمع (سَمّ أو سُمّ ) سُموم .

فعلى ( مسمومة ) أُخبرتَ أنّ لحوم العلماء طرأ عليها سُمّ .

وعلى ( سموم ) أُخبرتَ أنّها سموم عينية . وهذه أبلغ .

وكلاهما يستحيل السم الطارئ او السم الأصلي العيني ( يعني يتحول ، والقلب بين أصبعين من أصابع الرحمن ) ، ومتى استحالت اللحوم وطهرت من السموم تؤكل ( = ليس لهم غيبة )

القدح ليس بغيبة في ستة *** متظلم ومعرّف ومحذّر
ومجاهر فسقا ومستفت *** ومن طلب الإعانة في إزالة منكر

هذا من حيث اللغة فقط .

والله تعالى أعلم .

[أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني]

رد: هل يقال لحوم العلماء مسمومة أو لحوم العلماء سموم ؟ (للمشاركة)

الذي يظهر والله علم أنّ هذا لا حرج فيه، فوصفها (بالسموم) باعتبار الآكلين لها المتعرضين لها بالطعن والثلب، وليس لنقص فيها، فالسم ضرره على من أكله لا من جهة أخرى، وما لم يُوضع للأكل لا يُنتقص بانعدام هذا الوصف فيه، فمن يرى مثلا الذهب والفضة و أحجار العقيق والماس وغيرها من الأثمان ثم يقول: هذا لا يصلح للأكل، إن أكلته تضررت في بدنك" فلا يُعد كلامه ذما لهذه الأثمان، لأنها لم تُعد لهذا المقصد ، فتسمية لحوم العلماء سموما من هذا القبيل، فلم يخلقها الله لهذا ، فتَضَرُر الآكل حار عليه من جهة التعدي والتجاوز.

ثم كما جاء في الأعلى إنّ الوصف هنا معنوي ، وهو باعتبار من يتعدى عليها، وهذا كما قال الله عن كتابه العزيز :وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) " ، وليس هذا لنقص في كتاب الله عز وجل ، بل الخلل في هؤلاء الكفار، وقال سبحانه "إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)" ، وحصول الضلالة من بعض الأمثلة المضروبة للناس في القرآن ليس لقصور فيه، بل لنقص في المُتلقي وسوء قصده وإرادته...

والشاهد أنّ هذا التعبير " لحوم العلماء سموم " ليس بقادح فيهم لما سبق ، فسُمّيتها باعتبار الآكل، ثم هي لم تُصنع لذلك ولا يُعد ذلك نقصا فيهم، بل كانت كذلك حفاظا عليها من أهل الفجور ، وهذا كما تكون بعض الأزهار والورود سامة ، وليس هذا للإضرار بالغير لكن للحفاظ عليها من بعض دواب الآرض الآكلة للنبات ، فهكذا العلماء هم زينة المسلمين ولحومهم مسمومة لحفظها لا لنقصها والله تعالى أعلى وأعلم.

[أبو عبد الرحمن عبد العالي الجزائري]

رد: هل يقال لحوم العلماء مسمومة أو لحوم العلماء سموم ؟ (للمشاركة)

بارك الله فيكم جميعا
لعلّ قد علق في أذهان البعض المعنى المحسوس ، والصواب في العبارة ( لحوم العلماء ) المراد بها غيبتهم والوقوع فيهم لا ذات اللحم ، وعُبّر عليها باللحم لتقريب الفهم ودلّ عليها الكتاب والسنة ،فمن القرآن ، قول ربنا تبارك وتعالى : " وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ "
عن قتادة قال : كما أنت كاره لووجدت جيفة مدوّدة أن تأكل منها، فكذلك فاكره غيبته وهو حيّ .( تفسير ابن جرير الطبري) .
ومن السنة ما جاء في الحديث أنرسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم لهم أظفار من نحاس يخلطون بها وجوههم وصدورهم فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال:هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم .
فكيف إذا كان المأكول لحمه (المغتاب ) عالما سلفيا مشهود له بالصلاح ، ينشر الدين الإسلامي الصحيح ؟ فالغيبة هنا أشد ، غيبة لذات المسلم وزيادة الصد عن سبيل الله .
وما وجه ذكر السموم في اللحم ؟
لعلّ ـــ والله أعلم ــ السموم تأثيرها عاجل وسريع حتى ولو كان قليلا، وسرعان ما يهلك المتعاطي السمَّ ولا ينفع معه دواء إلا من تداركه الله برحمته وأزال عنه السم .
فكذلك المغتاب والمنتقص العلماء سرعان ما يسري فيه سم غيبته للعلماء في الدنيا فهذا ملاحظ ، فلا يقترب المسلم الكيس منه حتى لا يصيبه ما أصابه فيهلك كما هلك ، ولايسمع له ولو كلمة ككالح الحربي وأبي الفتن والحلبي والحجوري ومن كان على شاكلتهم ولوألصقوا أنفسهم بعلماء أفاضل شيخ الإسلام ابن تيمية ، ابن باز ، العثيمين ، مقبل الوادعي ــ رحمهم الله ــ ....وغيرهم.
فلا ينفع تمسحهم لإزالة سمومهم . إلاّ بتناول دواء شافٍ ناجٍ وهو سلوك سبيل السلف الصالح .عقيدة ومنهجا وسلوكا .
وفي الآخرة هم يتحسون السموم في نار جهنم التي تناولوها في الدنيا وقتلتهم ( = سببت لهم الضلال والبدع والانحراف والخروج عن الفرقة الناجية والطائفة المنصورة )" وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ " .
فالله الله في علمائكم .
والله تعالى أعلم .