رفض سماحة مفتي عام المملكة معالي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ حفظه الله، المقارنة التي قدمها عضو مجلس الشورى عيسى الغيث، بين موسم الحج ومونديال كأس العالم. وقال في تعقيبه على ما ذكره الغيث في جلسة الأسبوع الماضي: «إن على مسؤولي وزارة الحج الاستفادة من تنظيم "المونديال"، وإن موسم الحج يتسم بالتنظيم الدقيق ويخضع لخطط ممنهجة». وأضاف: «ولا تحتاج لأي رأي خارجي أو مقارنة».
يأتي ذلك، فيما حجب التلفزيون السعودي خلال عرضه جلسة الأسبوع الماضي، أول من أمس الخميس، ما ذكره الغيث في دعوته لوزارة الحج الاستفادة من تنظيم مونديال كأس العالم.
ووصف معالي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ حفظه الله في تعقيبه على محاضرة ألقيت في جامع الإمام تركي بن عبدالله الخميس الماضي، الحج بأنه «مؤتمر إسلامي ومجتمع عالمي كبير»، رافضا أن يقارن موسم الحج بأية مناسبة أخرى، مبينا أن الحكومة بأجهزتها تستعد كل عام لهذا الأمر من خلال التنظيم الدقيق، وشهد بذلك القاصي والداني. وبين أن تنظيم موسم الحج يتولاه رجال مخلصون يخططون له كل عام، ويسعون له منذ نهاية الحج وحتى بداية الحج العام المقبل، مضيفا أن الحج تنظيمه وترتيبه يكون وفق خطة منظمة، يشرف عليها من اختارهم الله لخدمة هذا الحرم الشريف، وقال: «لا حاجة لنا لأي رأي ولا ينبغي أن نقارنه بأي حدث». وأوضح أن الحرم كل عام يزداد جمالا وحسنا وترتيبا وتنظيما، بالرغم من تكدس السيارات وازدحام البشر، إلا أن الحج يخرج بصورة منظمة، لافتا إلى أن قرابة 3 ملايين مسلم يتحركون بيوم عرفة إلى مزدلفة، ومن ثم إلى منى ويرجعون يلقون الجمرات بصورة منظمة مرتبة.
إلى ذلك، اتفق سماحة مفتي عام المملكة مع ما ذكره وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله بن عبد الرحمن الشثري، الذي ألقى محاضرة تحت عنوان «الأصول الشرعية التي تدفع بها الفتن»، وقال المفتي خلال تعقيبه: «إنها محاضرة مهمة نابعة مؤثرة بالدليل والسنة وجامعة لشتات الأمر». ولفت خلال تعقيبه إلى أن المال فتنة عظيمة تخدع العبد حتى لا يبالي بالحرام من الحلال، وأصبح البعض من حبه للمال يلجأ إلى أية طريقة ممكنة لأخذه سواء بالسرقة أو الميسر أو عن طريق القمار، أونهب لأموال العامة، والغش، والتدنيس، والرشوة، والربا، وجحد الحقوق، مضيفا أن من الفتن أيضا "الأبناء"، وفسرها بأن يحب الأب أولاده محبة خارجة عن الطريق المستقيم حتى يصل به الأمر بعدم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، بل قد يعينهم على باطلهم وضلالهم. وشدد أن هناك فتنا على المسلم التنبه لها، كالآراء والأهواء الباطلة والخروج عن جماعة المسلمين والشذوذ عن إمام المسلمين، ووصف ذلك بـ«الفتنة العظيمة» التي أوقعت الكثير من الناس بالفتن، وأخرجتهم عن الطريق السليم وفرقتهم وبدلت سلوكهم واتجاهاتهم من خلال الآراء الضالة والتي زينها لهم الشيطان، وقال: «على المسلم أن يستقيم على طاعة الله ويعالج هذه الفتن على ضوء كتاب الله وسنة نبيه».
ووصف المفتي الخوارج في رده على أسئلة الحضور، بأنهم جماعة من المسلمين مرقوا عن جماعة الأمة، مستدلا بحديث خاتم الأنبياء «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»، مبينا أن الرسول أمر بقتالهم، وقال: "الخوارج أصل مذهبهم الغلو في دين الله، والغلو في فهم كتاب الله». وأكد أن الخوارج خطيرون خبيثون أعمالهم ضالة، وهم ليسو كفارا ولكنهم عصاة مبتدعون، وهم للكفر أولى، وقال: «لا خير فيهم»، مبينا أنهم لم يسلوا يوما سيفا على أعداء الإسلام وشغلوا أنفسهم بإيذاء المسلمين وقتالهم.
تعليق