الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فقد تناقل الناس حادثة الجنادرية وكثر الخوض فيه، فما الواجب الشرعي تجاه هذه الحادثة التي تداولها الناس في وسائل الاتصال؟ فأقول وبالله التوفيق:
(1) يجب على المسلم أن ينكر المنكر إما بيده أو بلسانه أو بقلبه كلٌ بحسبه ، وأن تمتعظ قلوبنا وتحزن لوجود مثل هذه المفاسد الذي لايرضاها المؤمن الموحد.
(2) الواجب معالجة المنكر بالحكمة فلا ينكر المنكر بمنكر أشد منه.
(3) الواجب الصبر على الأذى في سبيل الله كما قال تعالى ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾[العصر:1-3].
يقول شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب (يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه المسائل الأربع...) وذكر منها (الدعوة إلى الله والصبر على الأذى فيه) .
وكان الإمام أحمد يجلد على انكاره أمراً أعظم من هذا وهو الرد على من يزعم أن القرآن مخلوق ، ومع ذلك يأمر تلاميذه بالصبر وكان يقول (لو كان لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان) .
(4) لنعلم علم اليقين أن هناك من الناس من يسعى لإيجاد هذه المنكرات تحقيقاً لهوىً في نفسه ولإيجاد العداوة والتباغض بين الراعي والرعية ، كما أن هناك من يضخم ويهوِّل الأمور وينشرها لإثارة الفتن وتحريك جماهير المتحمسين من الدهماء .
فالواجب علينا كما نغار على ديننا وننكر انتهاك المحرمات أن نعرف كيف نعالج الأمور ونمتثل أمر الله عندما أمرنا بإعادة الأمور إلى العلماء عند الفتن قال تعالى ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾[النساء:83]... الآية ، وأولوا الأمر هم العلماء.
نسأل الله أن يقينا الفتن ماظهر منها ومابطن وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
وكتبه
عبدالله بن صلفيق الظفيري
الجمعة: 02/جمادى الآخرة/1434هـ
الموافق لـ12/إبريل/2013
عبدالله بن صلفيق الظفيري
الجمعة: 02/جمادى الآخرة/1434هـ
الموافق لـ12/إبريل/2013
تعليق