الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد:
فلطالما سمعنا من الخطباء و الوعاض قصة القبطي الذي اشتكى لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعرضه للجلد من ابن أمير مصر آن ذاك عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه. و قد طار بها أقوام في كل اتجاه حتى صار أحدهم ينشدها و يترنم بها.
و هذه القصة منكرة سندا و متنا ولقد عرج عليها فضيلة الشيخ ربيع بن هادي حفظه الباري في رسالته "حكم المظاهرات في الإسلام الحلقة الأولى" في سياق رده على الدكتور سعود الفنيسان فقال:
احتججت على حرية التعبير بقصة نُسِبت إلى عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-، وقد رُويت هذه القصة عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنه أتى رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم قال : عذت بمعاذ ، قال : سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته ، فجعل يضربني بالسوط ويقول : أنا ابن الأكرمين ، فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه ، ويَقْدم بابنه معه ، فقدم ، فقال عمر : أين المصري؟ خذ السوط فاضرب فجعل يضربه بالسوط ، ويقول عمر : اضرب ابن الألْيَمَيْن ، قال أنس : فضرب ، فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه ، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه ، ثم قال عمر للمصري : ضع على ضِلعة عمرو ، فقال : يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني ، وقد اشتفيت منه فقال عمر لعمرو : مُذْ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟فهذه القصة ضعيفة سنداً ومتناً.قال ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص167-16 مصور:" حُدِّثنا عن أبي عبدة عن ثابت البناني وحميد عن أنس –رضي الله عنه- قال: أتى رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-، وذكر باقي القصة.فقول ابن عبد الحكم حدثنا، فيه انقطاع بين ابن عبد الحكم وأبي عبدة؛ لأنه لم يقل حدثنا أو سمعت أو أخبرني أو قال لي أبو عبدة، وأبو عبدة في الإسناد ضعيف.قال الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمته (4/46:" يوسف بن عبدة ( ت ) عن ثابت البناني و غيره وكان ختن حماد بن سلمة.
ثم قال: وقال العقيلي له مناكير عن حميد وثابت.وساق رواية عنه أنكرها حماد بن سلمة.وقال: إذا أتى هؤلاء الشيوخ عن ثابت بشيء فاتهمهم.وترجم له الحافظ في "التقريب"، فقال:" يوسف بن عبدة الأزدي مولاهم أبو عبدة البصري القصاب لين الحديث من السابعة".
وأما الضعف والنكارة في المتن.
فقوله عن أنس عن القبطي فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر: اضرب ابن الألْيَمَيْن، قال أنس: فضرب، فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه".
فكيف يسب عمر أمير المؤمنين عَمراً هذا السب الشنيع، فيطعن في نسبه، حاشا عمر من ذلك.وكيف يعطى النصراني أكثر من حقه من هذا المسلم.
والنكارة الثالثة في القول المنسوب إلى عمر -وحاشاه- للقبطي: " ضع على ضِلعة عمرو".فما ذنب عمرو إذ ليس هو الضارب، والله يقول: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)[سورة الأنعام : 164].حاشا عمر -رضي الله عنه- العادل الوقّاف عند كتاب الله أن يحكم بهذه الأحكام ومنها الأمر بضرب غير الضارب. انتهى كلامه حفظه الله
و حتى لا يرمي أقوام أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بالسوء و هم لا يعلمون أردت أن يعلم إخواني المسلمين نكارة هذه القصة.
و الحمد لله رب العالمين
فلطالما سمعنا من الخطباء و الوعاض قصة القبطي الذي اشتكى لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعرضه للجلد من ابن أمير مصر آن ذاك عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه. و قد طار بها أقوام في كل اتجاه حتى صار أحدهم ينشدها و يترنم بها.
و هذه القصة منكرة سندا و متنا ولقد عرج عليها فضيلة الشيخ ربيع بن هادي حفظه الباري في رسالته "حكم المظاهرات في الإسلام الحلقة الأولى" في سياق رده على الدكتور سعود الفنيسان فقال:
احتججت على حرية التعبير بقصة نُسِبت إلى عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-، وقد رُويت هذه القصة عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنه أتى رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم قال : عذت بمعاذ ، قال : سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته ، فجعل يضربني بالسوط ويقول : أنا ابن الأكرمين ، فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه ، ويَقْدم بابنه معه ، فقدم ، فقال عمر : أين المصري؟ خذ السوط فاضرب فجعل يضربه بالسوط ، ويقول عمر : اضرب ابن الألْيَمَيْن ، قال أنس : فضرب ، فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه ، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه ، ثم قال عمر للمصري : ضع على ضِلعة عمرو ، فقال : يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني ، وقد اشتفيت منه فقال عمر لعمرو : مُذْ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟فهذه القصة ضعيفة سنداً ومتناً.قال ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص167-16 مصور:" حُدِّثنا عن أبي عبدة عن ثابت البناني وحميد عن أنس –رضي الله عنه- قال: أتى رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-، وذكر باقي القصة.فقول ابن عبد الحكم حدثنا، فيه انقطاع بين ابن عبد الحكم وأبي عبدة؛ لأنه لم يقل حدثنا أو سمعت أو أخبرني أو قال لي أبو عبدة، وأبو عبدة في الإسناد ضعيف.قال الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمته (4/46:" يوسف بن عبدة ( ت ) عن ثابت البناني و غيره وكان ختن حماد بن سلمة.
ثم قال: وقال العقيلي له مناكير عن حميد وثابت.وساق رواية عنه أنكرها حماد بن سلمة.وقال: إذا أتى هؤلاء الشيوخ عن ثابت بشيء فاتهمهم.وترجم له الحافظ في "التقريب"، فقال:" يوسف بن عبدة الأزدي مولاهم أبو عبدة البصري القصاب لين الحديث من السابعة".
وأما الضعف والنكارة في المتن.
فقوله عن أنس عن القبطي فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر: اضرب ابن الألْيَمَيْن، قال أنس: فضرب، فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه".
فكيف يسب عمر أمير المؤمنين عَمراً هذا السب الشنيع، فيطعن في نسبه، حاشا عمر من ذلك.وكيف يعطى النصراني أكثر من حقه من هذا المسلم.
والنكارة الثالثة في القول المنسوب إلى عمر -وحاشاه- للقبطي: " ضع على ضِلعة عمرو".فما ذنب عمرو إذ ليس هو الضارب، والله يقول: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)[سورة الأنعام : 164].حاشا عمر -رضي الله عنه- العادل الوقّاف عند كتاب الله أن يحكم بهذه الأحكام ومنها الأمر بضرب غير الضارب. انتهى كلامه حفظه الله
و حتى لا يرمي أقوام أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بالسوء و هم لا يعلمون أردت أن يعلم إخواني المسلمين نكارة هذه القصة.
و الحمد لله رب العالمين
تعليق