بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الشَّباب والفراغَ و الجِده ** مفسدةٌ للمرء أيُّ مَفْسَده
فهم يُقحمون النساء الآن بالوظائف الرجالية ويدَعون الشباب، ليفسد الشباب وليفسد النساء. أتدرون ماذا يحدث؟ يحدث بتوظيفهن مع الرجال مفسدة الاختلاط، ومفسدة الزنا والفاحشة، سواء في زنى العين، أو زنى اللسان، أو زنى اليد، أو زنى الفرج، كل ذلك محتمل إذا كانت المرأة مع الرجل في الوظيفة. وما أكثر الفساد في البلاد التي يتوظَّف الرجال فيها مع النساء ... ولا شك أن أعداءنا وأذناب أعدائنا ـ لأنه يوجد فينا أذناب لهؤلاء الأعداء، درسوا عندهم وتلطَّخوا بأفكارهم السيئة، ولا أقول إنهم غسلوا أدمغتهم، بل أقول إنهم لوَّثوا أدمغتهم بهذه الأفكار الخبيثة المعارضة لدين الإسلام ـ قد يقولون: إن هذا لا يعارض العقيدة، بل نقول إنه يهدم العقيدة، ليس معارضة العقيدة بأن يقول الإنسان بأن الله له شريك، أو أن الله ليس موجودا وما أشبهه فحسب، بل هذه المعاصي تهدم العقيدة هدما، لأن الإنسان يبقى ويكون كأنه ثور أو حمار، لا يهتم بالعقيدة ولا بالعبادة، لأنه متعلق بالدنيا وزخارفها وبالنساء، وقد جاء في الحديث الصحيح: «ما تركتُ بَعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء»، ولهذا يجب علينا نحن ـ ونحن أمة مسلمة ـ أن نعارض هذه الأفكار، وأن نقف ضدها في كل مكان وفي كل مناسبة، علما بأنه يوجد عندنا قوم ـ لاكثَّرهم الله ولا أنالهم مقصودهم ـ يريدون هذا الأمر، ويريدون الفتنة والشر لهذا البلد المسلم المسالم المحافظ، لأنهم يعلمون أن آخر معقل للمسلمين هو هذه البلاد، التي تشمل مقدسات المسلمين، وقبلة المسلمين، ليفسدوها حتى تفسد الأمة الإسلامية كلها، فكل الأمة الإسلامية ينظرون إلى هذه البلاد ماذا تفعل، فإذا انهدم الحياء والدين في هذه البلاد فسلام عليهم، وسلام على الدين والحياء. لهذا أقول: يا إخواني، يجب علينا شبابا، وكهولا، وشيوخا، وعلماء، ومتعلمين، أن نعارض هذه الأفكار، وأن نقيم الناس كلهم ضدَّها، حتى لا تسري فينا سريان النار في الهشيم فتحرقنا، نسأل الله تعالى أن يجعل كيد هؤلاء الذين يدبِّرون مثل هذه الأمور في نحورهم، وأن لا يُبلِّغهم منالهم، وأن يكبتهم برجال صالحين حتى تخمد فتنتهم، إنه جواد كريم».وبعد إيراد هذه الكلمات المضيئة من كلام الشيخين الجليلين العالمين الربانيين شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ العلامة محمد العثيمين رحمهما الله في بيان أخطار كشف النساء وجوههن واختلاطهن بالرجال الأجانب الذي يترتب عليه فقد النساء للحياء وتيسر الوصول إلى الفواحش بسلوك المراحل المؤدية إليها التي جاءت في بيت الشاعر أحمد شوقي: نظرة فابتسامة فسلامُ ** فكلام فموعد فلقاءُ
أقول: إن مما حدث في هذه البلاد منذ سنوات قليلة بمكر التغريبيين الاختلاط بين الرجال والنساء في مكاتب العمل وفصول الدراسة والمجالس والمنتديات والبيع في الأسواق وغير ذلك مع سفور النساء عن وجوههن، وظهر مصطلح الزميل والزميلة بين الموظف والموظفة بسبب الاختلاط وهو مصطلح جديد لم يكن له وجود قبل عدة سنوات، أفيليق بمن له عقل ودين أن يرمي بالنساء بين ذئاب البشر في هذه المجالات المختلفة وغيرها؟! أين الغيرة على المحارم؟! وأين التباعد عن أسباب الدياثة؟! أين الحياء من الله؟! أين الشهامة؟! أين الرجولة؟! أين المروءة؟! أين الأنفة؟! أين النفوس الأبية؟! أين الهمم العلية؟! أين شيم الرجال؟! أين الاعتبار بمن حولنا ممن سبقت نساؤهم إلى تقليد نساء الغرب فكشفن الوجوه ثم آل أمرهن إلى التعري المشين؟! {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}، اللهم لطفك بالبقية الباقية بلاد الحرمين.وأسأل الله عز وجل أن يحفظ على هذه البلاد حكومةً وشعباً أمنها وإيمانها وسلامتها وإسلامها وأن يبقيها على الأسس التي قامت عليها دولتها وأن يقيها شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفق خادم الحرمين للأخذ بنصح الناصحين الذين يدعون إلى الجنة والحذر من التغريبيين الماكرين الذين يدعون إلى النار، إنه سميع مجيب.وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.