وهذا يسأل على مَن يكون علم الجرح والتعديل في وقتنا الحاضر؟.
الجواب:
أمَّا ما يتعلَّق بالرواية فهذه كتبها قد دوِّنت، وما بقي إلَّا أن تُدرس.
أمَّا ما يتعلَّق بالبدع ونقد أهلها وبيان حالهم فهذا عائد إلى العلماء-إلى علماء السنَّة-العارفين بالبدع وأحكامها وأحكام أهلها.
وكلَّما كان الإنسان في هذا الباب أكثر مخالطة للناس وقراءة لكتبهم ومعرفة بِمواقفهم كان أعلم في هذا الجانب، مثل أئمَّة الحديث الأولين يقولون: إنَّ علم الجرح والتعديل مرتق صعب فالحفَّاظ كثير والمترصِّدون للتعديل والتجريح قليل منهم، واشترطوا في المجرِّح شروطًا كثيرة، فمنها:
فإذا عرف هذه الأشياء كلَّها مع ذلك يساعده الحفظ الواسع والمعرفة بأحوال الناس، وأن يزينه التقوى والورع والخوف من الله، فلا يستميله هوى ولا يستفزُّه غضب، هذه ذكروها في صفات المجرِّح.
فإذن: العالم الذي يعلم الناس ويخالط الناس هو الذي يحكم عليهم، إذا كان له معرفة بالناس إضافة إلى معرفته بأحكام الشريعة فهو المقدَّم في هذا.
ومن عجائب من رأيت في هذا الزمن شيخنا الشيخ ربيع [حفظه الله]، ما ذكر لنا شخص نجهله وسألناه عنه إلَّا وقال: عرفته من عشرين عامًا، أو من ثلاثين عامًا، أو من أربعين عامًا، أو من خمسة عشر عامًا ونحو ذلك، يأتيك بأخباره بالتفصيل، وكان له معه موقف كذا وكذا وكذا، وزرناه في موقعه كذا وفي بلدته كذا، أو ورد علينا في بلدة كذا، أو التقينا في الموسم كذا ونحو ذلك.
فمعرفة الناس هذا باب مستقل، أنت أحيانًا جارك بجوارك لا تعرفه تتم جنبه أشهر ما تعرف يمكن اسمه!، فهذه هبة من الله-تبارك وتعالى-.
وقد شهد له بذلك-يعني-من يُعتد بشهادته وهو: حامل لواء السنَّة في هذا الزمان الشيخ ناصر-رحمه الله تعالى-، فإنَّه من أعلم الناس بحديث رسول الله-صلى الله عليه وسلَّم-، بل لا أعلم أنا له تحت أديم السماء في هذه الأعصار له نظيرا -رحمة الله عليه-، قد شهد لهذا الرجل وهو تلميذه، الشيخ يشهد لتلميذه، فرحم الله الشيخ ناصر، وحفظ الله شيخنا الشيخ ربيع.
ونسأل الله-جلَّ وعلا-أن يوفقنا وإياكم جميعًا[1].
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
[1] لفضيلة الشيخ العلَّامة محمد بن هادي المدخلي-حفظه الله-، الشريط الأوَّل من شرحه لنخبة الفكر.
الجواب:
أمَّا ما يتعلَّق بالرواية فهذه كتبها قد دوِّنت، وما بقي إلَّا أن تُدرس.
أمَّا ما يتعلَّق بالبدع ونقد أهلها وبيان حالهم فهذا عائد إلى العلماء-إلى علماء السنَّة-العارفين بالبدع وأحكامها وأحكام أهلها.
وكلَّما كان الإنسان في هذا الباب أكثر مخالطة للناس وقراءة لكتبهم ومعرفة بِمواقفهم كان أعلم في هذا الجانب، مثل أئمَّة الحديث الأولين يقولون: إنَّ علم الجرح والتعديل مرتق صعب فالحفَّاظ كثير والمترصِّدون للتعديل والتجريح قليل منهم، واشترطوا في المجرِّح شروطًا كثيرة، فمنها:
- أن يكون حافظًا للروايات.
- حافظًا لوجوه الاختلاف.
- عارفًا بالرواة، عارفًا بشيوخهم طبقة بعد طبقة وبتلاميذهم وبأصول مروياتهم إلى غير ذلك.
فإذا عرف هذه الأشياء كلَّها مع ذلك يساعده الحفظ الواسع والمعرفة بأحوال الناس، وأن يزينه التقوى والورع والخوف من الله، فلا يستميله هوى ولا يستفزُّه غضب، هذه ذكروها في صفات المجرِّح.
فإذن: العالم الذي يعلم الناس ويخالط الناس هو الذي يحكم عليهم، إذا كان له معرفة بالناس إضافة إلى معرفته بأحكام الشريعة فهو المقدَّم في هذا.
ومن عجائب من رأيت في هذا الزمن شيخنا الشيخ ربيع [حفظه الله]، ما ذكر لنا شخص نجهله وسألناه عنه إلَّا وقال: عرفته من عشرين عامًا، أو من ثلاثين عامًا، أو من أربعين عامًا، أو من خمسة عشر عامًا ونحو ذلك، يأتيك بأخباره بالتفصيل، وكان له معه موقف كذا وكذا وكذا، وزرناه في موقعه كذا وفي بلدته كذا، أو ورد علينا في بلدة كذا، أو التقينا في الموسم كذا ونحو ذلك.
فمعرفة الناس هذا باب مستقل، أنت أحيانًا جارك بجوارك لا تعرفه تتم جنبه أشهر ما تعرف يمكن اسمه!، فهذه هبة من الله-تبارك وتعالى-.
وقد شهد له بذلك-يعني-من يُعتد بشهادته وهو: حامل لواء السنَّة في هذا الزمان الشيخ ناصر-رحمه الله تعالى-، فإنَّه من أعلم الناس بحديث رسول الله-صلى الله عليه وسلَّم-، بل لا أعلم أنا له تحت أديم السماء في هذه الأعصار له نظيرا -رحمة الله عليه-، قد شهد لهذا الرجل وهو تلميذه، الشيخ يشهد لتلميذه، فرحم الله الشيخ ناصر، وحفظ الله شيخنا الشيخ ربيع.
ونسأل الله-جلَّ وعلا-أن يوفقنا وإياكم جميعًا[1].
لسماع المادة الصوتيَّة:
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الأحد الموافق: 21/ ربيع الآخر/ 1434 للهجرة النبوية الشريفة
__________________________________________________ ________[1] لفضيلة الشيخ العلَّامة محمد بن هادي المدخلي-حفظه الله-، الشريط الأوَّل من شرحه لنخبة الفكر.
تعليق