هذا يسأل، يقول: يا شيخ إنَّا نحبك في الله، على ذكر القلَّة والكثرة، هل صحيح أنَّك كنت في فترة من الفترات تحضر لوحدك في درس الشيخ محمد أمان الجامي-رحمه الله-؟.
الجواب:
أحبك الله الذي أحببتنا من أجله، هو شيخنا-رحمه الله-الشيخ محمد أمان بن علي الجامي-عفر الله له وأسكنه فسيح جنَّاته-، هذا الإمام العلَم، نعم هو ليس كما جاء في السؤال هنا أنَّه فترات، كان الشيخ يدرِّس.
والشيخ يحارب في حياته ويحارب بعد مَمَاته-رحمه الله-، لا لشيء إلَّا لإعلائه للسنَّة وقمعه للبدع وأهلها، فغصَّت حلوق أهل الأهواء ببيانه للحق للخلق، وكشفه لعوار هؤلاء الضلَّال-دعاة الفتن-.
والله لا لشيء إمَّا لهذا وإمَّا نعرات عصبية قومية نتنة جاهليَّة قذرة، فحورب-رحمه الله-حربًا شرسة، ولا زال يحارب.
حتَّى قال أحد المخذولين المسجونين المطلوقين قريبًا، ويصفه أصحابه بالعلَّامة، نعم هو علامة على البدع.
فيقول عن شيخنا-رحمه الله-كما يقولون: (الجاميَّة)، هذا نبز أهل البدع لأهل السنَّة لا تثريب على أهل السنَّة، ولا توجد (جاميَّة!) أصلًا، كذبوا وفجروا وألقموا الحجر.
يقول عنهم: (...هؤلاء جهميَّة في باب الإيمان...)، قطع الله لسان قائل هذه المقالة وقبَّحه، والله ما يستطيع أن يقيم حرفًا واحدًا من كلام أشياخ السنَّة الذين يرميهم بهذا النبز أنَّهم في باب الإيمان جهميَّة، قاتل الله الهوى وأهله.
انظروا ماذا يصنعون!، كيف يصنع الهوى بأصحابه!، وتلفَّظ بكلام لم يُقم عليه دليلًا واحدًا، وما جاء ببيِّنة واحدة، رميٌ للتهم جزافًا، فما أقبح الهوى وأهله.
جهميَّة في باب الإيمان؟!.
هات حرفًا واحدًا، ما أقول: جملة، حرف في كلام شيخنا-رحمه الله-.
أربعين سنة يدرِّس في مسجد النبي-صلى الله عليه وآله وسلَّم-وغيرها، وفي الجامعة وغيرها يدرِّس العقيدة السنِّية السلفيَّة، وينقض عروش أهل البدع جميعًا من معتزلة وجهميَّة وخوارج وأشاعرة وغيرهم.
هات حرفًا واحدًا تلفَّظ به هذا العلَم الإمام أو غيره من أشياخ السنَّة بهذا الكلام الفاسد الساقط-نعوذ بالله منه-.
هذا الشيخ-رحمه الله-تسمعون به وما رأيتموه، كيف لو رأيتموه؟، رجلٌ جامعٌ بين العلم والأدب مع التواضع الجمِّ وحسن الهدي والسمت، كنَّا نحبُّه ونهابه-رحمه الله-، متمكِّن في العلم متضلِّع فيه.
وإذا ما تكلَّم-رحمه الله-في مسائل الاعتقاد وما يتفرَّع عنها رأيت نهرًا ينصبُّ عليك، معَ حرصه بمراعاة أحوال الطلبة، وهذه مزيَّة في الشيخ يدلُّ على أنَّه ربَّاني في العلم، يعلِّم على صغار العلم قبل كباره، يراعي أحوال المدعوِّين والطلبة.
فينصحك هذا الدرس يا ولدي لا ينفعك، هذا إن أردت أن تجلس لا بأس، ويراعي العامَّة ويراعي الناس ودروسه تشهد بهذا، وشروحه المسجَّلة وبعض رسائله المطبوعة تدل على العلم الذي كان عليه-رحمة الله عليه-.
أمَّا الدروس نعم كان يدرِّس-رحمه الله-في المسجد النبوي-كما قلت-وفي غيره، ولا يغتر لا بكثرة ولا بِقلَّة، على مذهب الأوزاعي، وعلى مذهب عطاء، وعلى مذهب السلف، وعلى مذهب عبد الرحمن بن مهدي، وعلى مذهب أبي العالية وغيرهم.
والله لا يغترُّ بكثرة ولا قلَّة، بل يدرِّس ولو كان في المجلس رجلًا واحدًا، يُدَرِّسه.
نعم، ما هو بعض الدروس، هو درسٌ واحدٌ فيما أذكره، أنَّه الشيخ-رحمه الله-في صحيح البخاري كان يدرِّسه في رمضان-في صحيح الإمام البخاري-في كتاب الصيام.
ولا شك أنَّ أهل الأهواء يُحَذِّرون-كما قلت-حورب الشيخ والتحذير من قديم، غُصُّوا به، لكنَّه ما بالى-رحمه الله-جبلٌ أشم.
أقول: نعم درَّس الشيخ في ذلك اليوم وكان في رمضان والصيف شديد الحرارة كمثل الصيف الذي مضى-هذا في رمضان الذي مضى أو أشد-، وما كان في المسجد النبوي لا مكيِّفات ولا غيره هي مراوح فقط هذا غاية ما فيه.
كان يُدَرِّس بعد العصر-رحمة الله عليه-وجلسنا-وجئت إلى المجلس-والشيخ على الكرسي وأنا في الأسفل فقط، ما يوجد طالب معه كتاب إلَّا أنا، في عامَّة فقط، ودرَّسني الشيخ كأنَّ الحلقة ممتلئة، وأنهى الدرس.
ثمَّ قال لي بعد الدرس: من أنت؟.
قلت له: أنا فلان.
قال: لِماذا جئت؟.
قلت له: جئت لأتعلَّم.
وأنا صادق جئت لأتعلَّم رحمه الله-تعالى-وغفر الله له.
فما كان يبالي والله بِقِلَّة ولا كثرة، وما هي الحرب التي تُشَنُّ عليه إلَّا إن شاء الله حسنات تصبُّ عليه، وإلَّا فقد أثنى عليه أئمَّة الزمان، الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله-شيخه، وغيره من العلماء أثنوا عليه.
وهذا علمه المنثور يدل على ماذا؟، على صدقه-رحمه الله تعالى وغفر له-.
على كل حال: هؤلاء والله إن لم يتوبوا قبل يوم العرض عليه أخشى أن تكون أمورهم عصيبة، والله وبالله وتالله لن يجدوا برهانًا على ما يقولونه ويقذفونه به-رحمه الله-، فليتوبوا وليعودوا إلى رشدهم.
نسأل الله السلامة والعافية، غفر الله لشيخنا ولنا ولكم، وصلى الله وسلَّم وبارك على رسول الله وآله وصحبه وسلَّم[1].
لسماع الصوتيَّة:
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
[1] لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري-حفظه الله-/ الدرس الأول من شرح الأصول الستَّة للإمام محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-السؤال الأخير. المصدر: موقع الشيخ-حفظه الله-.
الجواب:
أحبك الله الذي أحببتنا من أجله، هو شيخنا-رحمه الله-الشيخ محمد أمان بن علي الجامي-عفر الله له وأسكنه فسيح جنَّاته-، هذا الإمام العلَم، نعم هو ليس كما جاء في السؤال هنا أنَّه فترات، كان الشيخ يدرِّس.
والشيخ يحارب في حياته ويحارب بعد مَمَاته-رحمه الله-، لا لشيء إلَّا لإعلائه للسنَّة وقمعه للبدع وأهلها، فغصَّت حلوق أهل الأهواء ببيانه للحق للخلق، وكشفه لعوار هؤلاء الضلَّال-دعاة الفتن-.
والله لا لشيء إمَّا لهذا وإمَّا نعرات عصبية قومية نتنة جاهليَّة قذرة، فحورب-رحمه الله-حربًا شرسة، ولا زال يحارب.
حتَّى قال أحد المخذولين المسجونين المطلوقين قريبًا، ويصفه أصحابه بالعلَّامة، نعم هو علامة على البدع.
فيقول عن شيخنا-رحمه الله-كما يقولون: (الجاميَّة)، هذا نبز أهل البدع لأهل السنَّة لا تثريب على أهل السنَّة، ولا توجد (جاميَّة!) أصلًا، كذبوا وفجروا وألقموا الحجر.
يقول عنهم: (...هؤلاء جهميَّة في باب الإيمان...)، قطع الله لسان قائل هذه المقالة وقبَّحه، والله ما يستطيع أن يقيم حرفًا واحدًا من كلام أشياخ السنَّة الذين يرميهم بهذا النبز أنَّهم في باب الإيمان جهميَّة، قاتل الله الهوى وأهله.
انظروا ماذا يصنعون!، كيف يصنع الهوى بأصحابه!، وتلفَّظ بكلام لم يُقم عليه دليلًا واحدًا، وما جاء ببيِّنة واحدة، رميٌ للتهم جزافًا، فما أقبح الهوى وأهله.
جهميَّة في باب الإيمان؟!.
هات حرفًا واحدًا، ما أقول: جملة، حرف في كلام شيخنا-رحمه الله-.
أربعين سنة يدرِّس في مسجد النبي-صلى الله عليه وآله وسلَّم-وغيرها، وفي الجامعة وغيرها يدرِّس العقيدة السنِّية السلفيَّة، وينقض عروش أهل البدع جميعًا من معتزلة وجهميَّة وخوارج وأشاعرة وغيرهم.
هات حرفًا واحدًا تلفَّظ به هذا العلَم الإمام أو غيره من أشياخ السنَّة بهذا الكلام الفاسد الساقط-نعوذ بالله منه-.
هذا الشيخ-رحمه الله-تسمعون به وما رأيتموه، كيف لو رأيتموه؟، رجلٌ جامعٌ بين العلم والأدب مع التواضع الجمِّ وحسن الهدي والسمت، كنَّا نحبُّه ونهابه-رحمه الله-، متمكِّن في العلم متضلِّع فيه.
وإذا ما تكلَّم-رحمه الله-في مسائل الاعتقاد وما يتفرَّع عنها رأيت نهرًا ينصبُّ عليك، معَ حرصه بمراعاة أحوال الطلبة، وهذه مزيَّة في الشيخ يدلُّ على أنَّه ربَّاني في العلم، يعلِّم على صغار العلم قبل كباره، يراعي أحوال المدعوِّين والطلبة.
فينصحك هذا الدرس يا ولدي لا ينفعك، هذا إن أردت أن تجلس لا بأس، ويراعي العامَّة ويراعي الناس ودروسه تشهد بهذا، وشروحه المسجَّلة وبعض رسائله المطبوعة تدل على العلم الذي كان عليه-رحمة الله عليه-.
أمَّا الدروس نعم كان يدرِّس-رحمه الله-في المسجد النبوي-كما قلت-وفي غيره، ولا يغتر لا بكثرة ولا بِقلَّة، على مذهب الأوزاعي، وعلى مذهب عطاء، وعلى مذهب السلف، وعلى مذهب عبد الرحمن بن مهدي، وعلى مذهب أبي العالية وغيرهم.
والله لا يغترُّ بكثرة ولا قلَّة، بل يدرِّس ولو كان في المجلس رجلًا واحدًا، يُدَرِّسه.
نعم، ما هو بعض الدروس، هو درسٌ واحدٌ فيما أذكره، أنَّه الشيخ-رحمه الله-في صحيح البخاري كان يدرِّسه في رمضان-في صحيح الإمام البخاري-في كتاب الصيام.
ولا شك أنَّ أهل الأهواء يُحَذِّرون-كما قلت-حورب الشيخ والتحذير من قديم، غُصُّوا به، لكنَّه ما بالى-رحمه الله-جبلٌ أشم.
أقول: نعم درَّس الشيخ في ذلك اليوم وكان في رمضان والصيف شديد الحرارة كمثل الصيف الذي مضى-هذا في رمضان الذي مضى أو أشد-، وما كان في المسجد النبوي لا مكيِّفات ولا غيره هي مراوح فقط هذا غاية ما فيه.
كان يُدَرِّس بعد العصر-رحمة الله عليه-وجلسنا-وجئت إلى المجلس-والشيخ على الكرسي وأنا في الأسفل فقط، ما يوجد طالب معه كتاب إلَّا أنا، في عامَّة فقط، ودرَّسني الشيخ كأنَّ الحلقة ممتلئة، وأنهى الدرس.
ثمَّ قال لي بعد الدرس: من أنت؟.
قلت له: أنا فلان.
قال: لِماذا جئت؟.
قلت له: جئت لأتعلَّم.
وأنا صادق جئت لأتعلَّم رحمه الله-تعالى-وغفر الله له.
فما كان يبالي والله بِقِلَّة ولا كثرة، وما هي الحرب التي تُشَنُّ عليه إلَّا إن شاء الله حسنات تصبُّ عليه، وإلَّا فقد أثنى عليه أئمَّة الزمان، الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله-شيخه، وغيره من العلماء أثنوا عليه.
وهذا علمه المنثور يدل على ماذا؟، على صدقه-رحمه الله تعالى وغفر له-.
على كل حال: هؤلاء والله إن لم يتوبوا قبل يوم العرض عليه أخشى أن تكون أمورهم عصيبة، والله وبالله وتالله لن يجدوا برهانًا على ما يقولونه ويقذفونه به-رحمه الله-، فليتوبوا وليعودوا إلى رشدهم.
نسأل الله السلامة والعافية، غفر الله لشيخنا ولنا ولكم، وصلى الله وسلَّم وبارك على رسول الله وآله وصحبه وسلَّم[1].
لسماع الصوتيَّة:
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
السبت الوافق: 20/ ربيع الآخر/ 1434 للهجرة النبوية الشريفة
[1] لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري-حفظه الله-/ الدرس الأول من شرح الأصول الستَّة للإمام محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-السؤال الأخير. المصدر: موقع الشيخ-حفظه الله-.