يستحب للإنسان إذا سمع قولا باطلا أن يكبر تعظيما لله أو يسبح تنزيها لله
عن أبي واقد الليثي قال : « خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها ، وينوطون بها أسلحتهم ، يقال لها ذات أنواط ، فمررنا بسدرة ، فقلنا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الله أكبر إنها السنن ، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى : { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } [ الأعراف : 138 ] لتركبن سنن من كان قبلكم » . رواه الترمذي وصححه .
قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- في -إعانة المستفيد- معلقا على قوله صلى الله عليه وسلم -الله أكبر-
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غضب لما قالوا له هذا الكلام وتعجّب، وكبّر الله سبحانه وتعالى تنزيهاً لله عزّ وجلّ عن هذا العمل. وهذه عادة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان إذا أعجبه شيء أو استنكر شيئاً أنه يسبح أو يكبر.
قال الشيخ عبدالرزاق البدر -حفظه الله- في شرحه على كتاب التوحيد :
- الله أكبر- وفي رواية -سبحان الله-، -الله أكبر- تعظيم لله سبحانه وتعالى أن يقال هذا الكلام الباطل الذي ينافي كلمة التوحيد وينافي التوحيد، -الله أكبر- يعظم الله سبحانه وتعالى، وفي رواية -سبحان الله- أي أنزه الله سبحانه وتعالى، والله عز وجل ينزه ويعظم عن مثل ذلك، عن مثل هذه الأقوال، ولذلك يستحب للإنسان إذا سمع قولا باطلا أن يكبر تعظيما لله أو يسبحه تنزيها لله، ومن ذلكم قول الله تعالى -وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ- .اهـ.
قال الله تعالى : - مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ -.
وقال الله تعالى : - وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ -.
وقال الله تعالى : - أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ -.
وقال الله تعالى : - قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ -.
والله الموفق.