يتعامل المرء بموجب حديث عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ:إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ. إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ "
مع من جعله الله تحت يده سواء كان مملوك له أو أجيراً هذا هو ، يلبسهُ من ما يلبس من الوسط، ويطعمه من طعامه ، ويعامله بالحسنى ولا يكلفه فوق طاقته ، فإذا كلفه أعانه ، والعون في عُرفنا الآن ، قسمان
*عونٌ مكافأة زيادة في الأجرة.
¨ *وعون بنفسه يقف إلى جانبه , فيعينه بنفسه وأكثر الناس إلا من رحم الله ليسوا على هذا ، بل يوجدُ من أهل الأعمال من إذا طلب عامله الزيادة فيهددهُ بالتبليغ عنه وأنه هارب، لماذا لا تخاطبه بحسن الخطاب؟ بالكلمة الطيبة ، مثل أبشر يا أخي فلان أو يا ابني ، وإن كانت له كنية أبشر يا أبا فلان أنت تستحق الزيادة سنَزيدك إن شاء الله حال ما نستطيع ، أو تقول له أنت تستحق نعم ، لكن والله لا أقدرُ إلا على هذه الأجرة ، أنا واثق أنك تستحق وأنت تؤدي عملك خير الأداء ، ومن واجب حسن العمل أن يوفيه أجره حال ما يؤدي عمله قال – صلى الله عليه وسلم (( أوفوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ))، وفي الحديث القدسي الصحيح يقول الله تعالى: (( ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ )) وكثيرٌ من أهل الأعمال لهم نصيبهم من هذه الجملة الأخيرة ، يستوفي العمل من الأجير ولا يعطيه حقه محتجاً أن هذا الأجير قد يحدث منه إتلاف فيُقالُ له أمران:
الأمرُ الأول :لا تَبرأُ ذمتُكَ إلا به ، وهو أن تعطيه أجره حال ما يوفي إن كان العمل أجزاء كالمُقاولات بناء كذا ، كل ما أدى أعطيه ، أو كان هذا يعمل بالشهر فبعض الأعمال ما تنتهي لكنها يكون العمل عليها مشاهرة أو أسبوعية فيعطيه أجره حال وقته.
الأمر الثاني : وهو الإتلاف ، فإذا أتلف عامِلُكَ شيئاً فإن حاسبته عليه فهذا حقُك ، وإن عفوت عنه وتركت هذا لله فهو أفضلُ لك ، لك الأجر ، علي ترك عوض هذا المُتلف.
.........
جزء من الدرس الثالث من شرح صحيح البخاري –
للشيخ عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله
الـمـصـدر
http://ar.miraath.net/