قال العلّامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السّعدي ــــ رحمه الله تعالى ــــ في تفسير قولِه تعالى { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} : " فقد جرى على الأمم الأقدمين ما ذكر الله عنهم {مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ} أي: الفقر {وَالضَّرَّاءُ} أي: الأمراض في أبدانهم {وَزُلْزِلُوا} بأنواع المخاوف من التّهديد بالقتل، والنّفي، وأخذ الأموال، وقتل الأحبّة، وأنواع المضار، حتّى وصلت بهم الحال، وآل بهم الزلزال، إلى أن استبطأوا نصر الله مع يقينهم به، ولكن لشدّة الأمر وضيقه قال {الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ} فلمّا كان الفرج عند الشدّة، وكلّما ضاق الأمر اتّسع، قال تعالى: {ألَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} فهكذا كلّ من قام بالحق فإنّه يُمتَحن.
فكلّما اشتدّت عليه وصعبت إذا صبر وثابر على ما هو عليه انقلبت المحنة في حقّه منحة، والمشقّات راحات، وأعقبه ذلك الانتصار على الأعداء، وشفاء ما في قلبه من الدّاء". ( تيسير الكريم الرحمن، دار ابن حزم (ط1424)، ص80)
فكلّما اشتدّت عليه وصعبت إذا صبر وثابر على ما هو عليه انقلبت المحنة في حقّه منحة، والمشقّات راحات، وأعقبه ذلك الانتصار على الأعداء، وشفاء ما في قلبه من الدّاء". ( تيسير الكريم الرحمن، دار ابن حزم (ط1424)، ص80)