صاحب السنة يحب صاحب السنة ولو كان في أقصى الأرض
حَدَّثَنا أَسَدٌ قالَ: حَدَّثَنا بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيدِ عَنْ صَفْوانَ بنِ عَمْروٍ عن أبي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ كَتَبَ إلى سَلْمَان يَدْعُوه إلى الأرضِ المُقَدَّسَةِ، فَكَتَبَ إليهِ سلمانُ: يا أخي، إِنْ كَانَ بَعُدَتِ الدَّارُ مِنَ الدَّارِ فَإِنَّ الرُّوحَ مِنَ الرُّوحِ قَرِيبٌ، وإِنَّ طَيْرَ السَّماءِ تَقَعُ على إِلْفِها مِنَ الأَرْضِ.
وفي روايةٍ أَنَّ سَلْمَانَ قالَ لَهُ: إنَّ الأرضَ لا تُقَدِّسُ أَحَداً، وإِنَّما يُقَدِّسُ الإنسانَ عَمَلُه.
وفي روايةٍ أَنَّ سَلْمَانَ قالَ لَهُ: إنَّ الأرضَ لا تُقَدِّسُ أَحَداً، وإِنَّما يُقَدِّسُ الإنسانَ عَمَلُه.
---------------------------------------
نعم، أبو الدرداء وسلمان آخى بينهم النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر في المدينة، فبينهم أخوة ولحمة ومحبة عظيمة، وفي صحيح البخاري أن سلمان زار أبا الدرداء في بيته، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال: ما لك؟ قالت: إن أخاك أبا الدرداء ليس له شيء في أمر الدنيا إنما هو صيام وقيام، فلما أراد أبو الدرداء أن يقوم، قال له سلمان : نم، فلما أراد أن يقوم قال: نم، حتى جاء آخر الليل ثم قال له سلمان : يا أبا الدرداء إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولزورك عليك حقا - يعني ضيفك - فأعط كل ذي حق حقه.
رأى عنده ميل - انظر كيف النصيحة بينهم - فعدل هذا الميل، فلما أصبح أبو الدرداء ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بقول سلمان فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (صدق سلمان) .
انظر التناصح بينهم والمحبة بينهم رضي الله عنهم، ثم لما حصلت الفتوح اختلفت الدار: أبو الدرداء اختار الشام بيت المقدس، وسلمان ولاه عمر على العراق والمدائن، فكتب أبو الدرداء لسلمان من عظم الشوق الذي لأخيه في قلبه: أن تأتينا في الأرض المقدسة. فقال له: يا أخي إنه وإن بعدت الدار من الدار فإن الروح من الروح قريب.
هذا الشاهد، صاحب السنة يحب صاحب السنة ولو كان في أقصى الأرض، الروح من الروح قريب، يقول سفيان: " إذا سمعت بصاحب سنة في مشرق الأرض ومغربها فاكتب له بالسلام " لأنه غريب صاحب السنة، صاحب السنة ولاؤه لصاحب السنة عظيم، وهو المحبة الحقيقية.
وإذا رأيت رجل يصاحب المبتدعة فإن الروح مع الروح، وإن قال: لا وأنا ما أحبهم لكن أجالسهم، ادر إن فيه شعبة من روحه معهم " فإن الروح من الروح قريب، وإن طير السماء تقع على إلفها من الأرض " حتى الطير إلِّي يطير في السماء تقع على ما يؤالفها من الأرض، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(الأرواح جنود مجندة) ثم قال: الأرض لا تقدس أحدا. سكناك في بيت المقدس أو في مكة أو المدينة لا يقدسك هذا، وإنما يقدس الإنسان ويطهره ويزكيه عمله، وسلمان من أفقه الصحابة رضي الله عنه، نعم.
الشاهد قوله: الروح من الروح قريب، روح السني قريبة من روح السني، وروح المبتدع أو إلِّي عنده ميل وانحراف قريبة من ما يؤالفه، الأرواح جنود مجندة. نعم.
***********************
"التحذير من البدع" شرح الشيخ الحجي